ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إلاّ المعتقلين العرب في سجون حكامنا العرب! ..

فإنهم لا بواكيَ لهم.

الطاهر إبراهيم*

ابتداء، لا بد من الإشارة إلى أنه لا يدرك مقدار الألم والانسحاق الذي يعانيه الأسير وأهله، إلا من عاش تجربة الاعتقال بكل مافيها، ابتداء من اللحظة التي فقد فيها حريته مرورا بآلام القهر والتعذيب. وهي أمور لا تُدرَك حقيقتُها بمقال يكتبه كاتب أو تقرير تعده لجنة حقوق الإنسان.

صحيح أن المعتقل في سبيل قضية عادلة –كحال سمير القنطار- يجد بعض ما يخفف عنه من الألم كونه يؤدي واجبا مقدسا، لكن الأمر عند أهله وزوجه وأولاده هو شيء آخر مختلف أكبر من إبعاد قسري لا يملكون معه إلا الشعور بالألم والانكسار في كل مناسبة تمر عليهم. وعليه فلا يحق لأي أحد كان، أن يقلل من حجم تحرير أسير من أسره، خصوصا إذا كان هذا الأسير قد قضى نصف عمره الافتراضي في سجون الاحتلال، مثل حال "سمير قنطار".

استطرادا، فإن الآلام التي يقاسيها المعتقلون "العرب" في معتقلات الحكام "العرب" هي أضعاف تلك الآلام التي قاساها القنطار على مدى ربع قرن داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. فالقنطار على الأقل يعرف أهلُه أنه على قيد الحياة، بل يتمتع بحقوق المعتقل في إسرائيل. بينما المعتقل العربي في سجون الأنظمة العربية المستبدة ليس له حقوق، ولا يعطى من الطعام إلا ما يبقي عليه حياته. حتى حاجاته الاضطرارية غير الإرادية –مثل حاجته لإفراغ البول والغائط- عليه أن يعود نفسه على أن تستجيب لأوامر سجّانيه، في أوقات محددة ولمدة قصيرة جدا. وكان الله في عون الذين دخلوا المعتقل وهم يعانون من "العنت" في تلك الحاجتين، فحدث عنهم ولاحرج عما يلاقيه هؤلاء مع  سجانيهم الذين لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا.

إذا كان المعتقلون في السجون الإسرائيلية لديهم أكثر مقتنيات العصر، من كتب وهواتف نقالة تصلهم بأهلهم ومع القنوات الفضائية خارج معتقلهم، وتلفزيونات تجعلهم على اتصال مع العالم ويزورهم أهلوهم في أوقات محددة، فإن كل ذلك لا يعرفه المعتقل العربي في سجون الأنظمة العربية، ولا يسمع عنها إلا ما يتناقله سجانوه. كما لا يزوره أهله لأنهم لا يعرفونه أفي الأحياء هو أم في الأموات؟ وعند موته في معتقله، قد لا يسلم جثمانه لأهله ليدفنوه.

السيد حسن نصر الله (الذي أنشأ حربا أكلت الأخضر واليابس في لبنان عندما خطف الجنديين الإسرائيليين ليبادلهما بسمير القنطار، -أو هكذا زُعِم- ونحن نثني على جهود نصر الله في ذلك لإطلاق سراح القنطار)، كنا نتمنى عليه أن يتذكر أن في سورية معتقلين سوريين ولبنانين ،وبعضهم لبث في السجن أكثر مما لبث فيه "القنطار". ويستطيع السيد أن يمد لهم يدَ المساعدة. ولا يحتاج الأمرُ منه أن يخطف أحدا عبر الحدود، فشفاعته عند الرئيس السوري لا يمكن أن ترد. وإذا قال "نصر الله" إن الشفاعة لإطلاق سرح المعتقلين السوريين، هي تدخل في شئون سورية الداخلية (علما أن السوري يعلم أن العلاقة بين نصر الله وبين القيادة السورية "خوش بوش" وبساط أحمدي)، قلنا له فما بال اللبنانيين المعتقلين في سورية وهم أبناء وطنك يا سيد "نصر الله"؟ فهل يفعلها السيد "نصر الله"، فيكسب ثواب أولئك المعتقلين وثواب أهاليهم معهم، قبل أن يسبقه إليهم الموت؟

لقد بكى اللبنانيون وحزن معهم العرب، عندما رفضت إسرائيل إطلاق سراح "سمير القنطار" يوم أن تم تبادلٌ لأسرى لبنانيين مع إسرائيليين قبل سنوات، في مفاوضات تمت بين الطرفين برعاية ألمانية، واستثني منها القنطار، لأنه آذى الإسرائيليين بما يكفي لأن يزيدوا مدة اعتقاله، وسمي القنطار-لذلك- "عميدَ" الأسرى المحتجزين في معتقلات إسرائيلية.

نذكّر بهذا الموضوع والألم يعتصرنا، لأن العدو الإسرائيلي يطلق أسرى لنا عنده، بينما الحاكم العربي يتمسك بالمعتقلين عنده، وكأنهم بعض مقتنياته الثمينة التي يخشى أن يفرط بها. ولو أنه أراد وأمر بتبييض السجون لنزل المواطنون العرب إلى الشوارع يهتفون باسمه، لكنه لا يفعل. فكم من معتقل عربي "عميد"، قضى سنواتٍ طوالاً في سجون الحاكم العربي، -لا في سجون إسرائيل- لم يبك على إطالة مدة اعتقاله أحد من العرب، -إلا أهله- لأن المعتقلين العرب في سجون الحكام العرب لا بواكي لهم؟

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ