ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 29/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الذين تأخذهم العزة بالإثم! ..

إلى أين يريدون أخذ لبنان؟

الطاهر إبراهيم *

أن ينهض مواطن مقهور فيهاجم قيادة النظام التي اضطهدته على أرض الوطن التي يتغنى بها المواطن بأنها بلد العزة والكرامة، أمر مفهوم ومعتبر. وأن يشتم الشعب العراقي إدارة الرئيس الأمريكي وهو يرى على القنوات الفضائية صورا لمواطنين عراقيين يمارس بحقهم التعذيب في معتقل "أبوغريب" وقد امتزجت أشلاؤهم المضرجة بدمائها، فتلك الشتائم تعتبر حق طبيعي يملكه كل مظلوم . ويبقى مفهوما إجماع الشعوب العربية على استنكار دعم واشنطن لحكومة إسرائيل وهي تحاصر الشعب الفلسطيني في غزة فتمنع عنه الغذاء والدواء، ولو استطاعت لحرمته من استنشاق الهواء.

لكن الذي لا يفهم ولا يوجد ما يبرره، تبجح بعض اللبنانيين الذين "أخذتهم العزة بالإثم" وانتشوا بالنصر الكاذب على أبناء الوطن في حارات بيروت، عندما امتشقوا سلاحاً أصبح يعتبره أكثر اللبنانيين سلاحاً غير شرعي، تصول به ميليشيات حزب الله، وتوجهه إلى صدور المواطنين،  وتهدد من ينتقد هذا السلاح بالويل والثبور، وكأن زعرانها "عناترة" زمانهم.

"وئام وهاب" مثلا، باع نفسه بدراهم معدودة، وكان ممن مهدوا للفتنة الطائفية التي أشعل فتيلها حزب الله في بيروت والجبل أيام 7، 8، 9، من شهر أيار الماضي. في بداية الفتنة تلك، ظهر وئام على قناة المنار ليقول: "الجوع ليس شيعيا ولا درزيا ولا سنيا ولا مسيحيا، بل لبنانيا في كل لبنان". لكن من ينظر إلى "وئام وهاب" يظن أنه سبب هذا الجوع الذي يعصف باللبنانيين. وكيف يجوع من كان مثل "وئام" الذي جعل طريق دمشق- بيروت "مسربة نمل" يسلكه يوميا (سري مري) ينزل ضيفا في فندق "ميريديان دمشق" على حساب الشعب السوري، ليتآمر على الشعب اللبناني، ويقبض فاتورة الخدمة "مدفوعة الثمن"، وكان آخر وقاحاته سيل شتائم قبيحة وجهها – من دون وجه حق- إلى المملكة العربية السعودية من على شاشة قناة "المنار". 

"وئام" اسم ليس على مسمى. وهو ليس الوحيد المتخصص في فن الشتائم على الساحة اللبنانية. لا يجاريه في احتراف الشتائم -سبيلا للاسترزاق- إلا "ناصر قنديل" الذي عض يد من أحسن إليه. فقد نسي "قنديل" إحسانَ الشهيد "رفيق الحريري" إليه يوم رشحه على قائمته الانتخابية في بيروت في انتخابات عام 2000 ، -ولولا الحريري لما وطأت قدما قنديل المجلس النيابي- ثم لينقلب "أفعى برأسين" على الشهيد وعائلته. وإذا كان هذان الشتامان أقل من أن يفرد لهما مقال ينشر على صفحات الإنترنت والمثل يقول: "فلان" لا يعتب عليه استصغارا لشأنه. لكني أردت أن أقدمهما مثالا أذكّر به العماد ميشيل عون وغيره من زعماء لبنان، حتى لا ينزل إلى الدرك الذي بلغه "وئام" و"قنديل". وإذا كان الصغير لا يعرف كيف يكون كبيرا، فإن على الكبير أن يتعلم كيف يبقى كبيرا.

ففي لقاء له مع أركان حزبه، حمل العماد "ميشال عون" يوم الاثنين 23 حزيران الجاري على الرئيس "فؤاد السنيورة" فقال: إن "كل شيء على الأرض مستعجل والبلد مستعجل ودولته ليس مستعجلاً". وتمنى على السنيورة: "وضع مهلة زمنية لمدة التكليف وحصول استشارات جديدة بعدها". وحذّر من "أن هناك تهديدات لبعض المواقع في البقاع". كما تحدث عن: "انتشار مسلح أوسع في كل عكار". بعض اللبنانيين اعتبر كلام "عون" تحريضا مبطنا قد يؤدي إلى فتنة مثل التي انتشرت في بيروت والجبل أيار الماضي. وبرغم خطورة التحريض الذي تضمنه حديث العماد "عون" -أصبح التحريض عملة يومية يتداولها رموز المعارضة في لبنان- وانزلق فيه إلى مهاترات لا يفعلها الكبار –لأنهم كبار- عندما اتهم "فؤاد السنيورة" "بالكذب"، وحذّره من "اللعب بخطوط التوتر العالي"، قائلاً: "اترك موقع الرئاسة في الرئاسة".  

من كان كبيرا عليه أن يحافظ على مكانته وأن لا ينزل تحتها، حتى لو أحس أن موقفه أصبح ضعيفا. قد لا نتناغم مع مواقف العماد "ميشيل عون" إلا أننا نعتقد أن عليه ألا يهبط إلى السوية التي هبط إليها الذين احترفوا مهنة الشتائم. لقد كان للجنرال "ميشيل عون" مكانته في لبنان يوم وقف معارضا الوجود السوري في لبنان. وحين خاض –مخطئا أو مصيبا- حربا ضد القوات السورية. وبقي على موقفه لا يتزحزح عنه قيد أنملة، رغم المغريات التي بذلت له، ورضي أن يعيش في المنفى وألا يتنازل عن مواقفه، بل إنه ازداد تشبثا بها.

وحتى عندما عاد من منفاه، ودخل الانتخابات ورفض دخول حكومة "فؤاد السنيورة" رغم القوة التي كان يحظى بها في المجلس النيابي. كل ذلك ما كان لينقص من نظرة مخالفيه إليه لولا ما كان منه مؤخرا. نحن نعتقد أن العماد "عون" بلغ به التوتر والانفعال السياسي –بسبب انحسار شعبيته المسيحية- حدا جعله يتلفظ بألفاظ لا تليق به ولا بمن وجه إليه الكلام.

في المقلب الآخر على الضفة الأخرى من المعارضة اللبنانية، حيث يتحرك رموز حزب الله، نرى اللهجة تعلو أحيانا حتى تأخذ معها بيروت إلى حرب التخويف والحصار، كما فعل "نصر الله" يوم "أخذته العزة بالإثم"، فألقى يوم 8 أيار الماضي خطابا فاحت منه رائحة الدم، هدد فيه بقطع الأيادي والرؤوس. وما يزال البيروتيون يعانون هم وأطفالهم من رعب الأيام التي تلت ذلك الخطاب الدموي. وأحيانا تهدأ اللهجة بعض الشيء وتخفت، فنسمع كلاما معتدلا من صقر من صقور حزب الله الشيخ "نعيم قاسم" –على غير عادته- فيقول: "إنهم يرحبون –في حزب الله- بعودة مزارع "شبعا" عن طريق المفاوضات، وحتى لو أنها وضعت تحت إدارة الأمم المتحدة، فلا بأس".

قد يكون ما قاله "نعيم قاسم" فلتةَ لسان، اضطر الحزب إلى تصحيحها، حتى لا ينسى اللبنانيون أن حزب الله ما يزال ذلك "البعبع" الذي يخيف، ما اضطر "نواف الموسوي" مسئول العلاقات الدولية في حزب الله" ليقول: "لن يكون هناك على رأس أي جهاز امني في لبنان أو أي موقع عسكري من لا تطمئن إليه المقاومة والى صدق ولائه للوطن –من يحدد صدق الولاء للوطن من كذبه؟- وهذا وعد. ولن يستطيع أحد أن يُعيّن في أي موقع من هو مشبوه –ماهو مقياس الشبهة عند حزب الله إذن؟- في ولائه للوطن أو هو متآمر على المقاومة. ولن يتمكن أحد من بناء قدرات أمنية أو عسكرية في لبنان يضعها في مواجهة المقاومة –لماذا يحق لحزب الله ولا يحق لغيره؟- لقد تصرفنا من قبل على أساس استباقي ووقائي، وأننا لن نسمح ببناء جسم امني أو عسكري في لبنان يطعننا في الظهر".... (انتهى الاقتباس من كلام الموسوي، والكلام بين كل معترضين هو من عندنا).

على أن أخطر ما قاله الموسوي هو: "إن اتفاق الدوحة هو اتفاق الحد الأدنى بالنسبة إلينا، ولو أننا كنا بصدد استخدام السلاح من اجل تغيير موازين القوى لتحقيق أهداف سياسية، ما كان الأمر يطول أكثر من يوم"! أليست هذه لغة الذين أخذتهم العزة بالإثم؟

وأنا أشهد أن هذا الكلام الذي تفوه به "الموسوي" لا يراد به وجه الله. فحزب الله أراد أن يذكّر –على لسان الموسوي- بأن صواريخه ما زالت في مخابئها جاهزة للإطلاق. ما قاله الموسوي ليس كلام من تأخذه الرحمة باللبنانيين بل هو كلام من استشعر القوة "وأخذته العزة بالإثم".

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ