ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 19/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هكذا تحترم واشنطن سيادة العراق واستقلاله ؟!

كتب: عريب الرنتاوي

الولايات المتحدة لا تريد انتهاك سيادة العراق، وهي لا ترغب أبدا بالاحتفاظ بوجود عسكري دائم على أرضه، وتتعهد بعدم استخدام بلاد الرافدين لشن عمليات عدائية ضد أي من جوار العراق، وجل ما تطالب به من خلال اتفاقيتي: "وضع القوات" و"الإطار الأمني" اللتان تتفاوض بشأنهما مع حكومة المالكي،  هو "بضعة" تسهيلات لا أكثر ولا أقل، مجردة من أية أطماع من أي نوع، هدفها الأول والأخير، الحفاظ على "الديمقراطية الناشئة في العراق"، وإليكم نبذة عن هذه التسهيلات:

 

• الاحتفاظ بعشرات إن لم نقل مئات المعسكرات والقواعد التي قد تضم عشرات ألوف الجنود وملايين الأطنان من الذخائر والأعتدة والمعدات، ولآجال مفتوحة وغير محددة، تقررها واشنطن في نهاية المطاف.

 

• تتمتع هذه القوات بحرية الحركة على أرض العراق، طولا وعرضا، تخوض معارك وتنفذ عمليات وتشن حروبا داخلية، دون إذن أو تصريح أو ترخيص، بل وغالبا دون "علم وخبر" حفاظا على سرية المعلومات والمصادر والقوات على حد سواء.

 

• لهذه القوات الحق في مطاردة واعتقال وإلقاء القبض على أي عراقي في أي زمان ومكان، ومن دون إخطار الحكومة العراقية أو اشتراط الحصول على موافقتها، فلا حصانة لعراقي على أرضه، لا الآن، ولا في المستقبل المنظور.

 

• للقوات الأمريكية، ومن خلفها شركات المقاولات والنفط والأمن كامل الحصانة، لا تساءل ولا تحاسب ولا تخضع لقانون عراقي ولا يوقف أمريكي أو يعتقل أو يحال على أي محكمة عراقية، فالقضاء الأمريكي هو الفيصل والحكم، والقوات الأمريكية هي المسئولة عن اعتقال أو احتجاز أي أمريكي مدنيا كان أم عسكريا.

 

• أجواء العراق حتى 29 ألف قدم تحت السيطرة الأمريكية الكاملة، لا يطير طائر ولا تحلق طائرة من دون إذن أو تصريح أمريكي.

 

• للطائرات الأمريكية الحق في التزود بالوقود فوق الأجواء العراقية، وبالطبع، لاستكمال نزهاتها الجوية وطيرانها الاستعراضي في سماء العراق، وليس لمقارفة أي عدوان على جيران العراق (لا سمح الله)

 

هذا غيض من فيض البنود والقيود التي تضمنتها "مسوّدة" الاتفاقية التي تعرضها "الديمقراطية الأقوى" في العالم، على "الديمقراطية الناشئة" في العراق والمنطقة، لتكون مثالا للعلاقات الندية والمتكافئة و"الأخوية" التي تقيمها الديمقراطيات مع بعضها البعض، و"أنموذج" يحتذى لتطبيقات مبادرة الشراكة الأمريكية مع الشرق الأوسط.

إن هذه "الأنماط" من العلاقات "الندية" بين الديمقراطيات، تجعلنا نترحم على "شمولية" الاتحاد السوفيتي القديم والذي لم يصل في ذروة استبداده الستاليني إلى هذا الحد من المصادرة والإلغاء "للرفاق" في أوروبا الشرقية، كما أن هذه "الأنماط"، تجعل الكثيرين منّا نحن، أبناء هذه المنطقة، خصوصا مواطني دولها الصغيرة، يترحمون على عهود الديكتاتوريات المهيمنة والنزعات التسلطية لدى الأشقاء الكبار، فالعلاقة بين سوريا ولبنان، والعراق والكويت، ومصر والسودان، لم تكن في أسوأ عهودها وأصعبها وأكثرها انتعاشا وتفشيا لعقلية الابتزاز والهيمنة والوصاية والإلحاق، على هذا المستوى من الانتهاك والمذل والمهين لكل معاني السيادة وقيم الاستقلال والحرية والديمقراطية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ