ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة (10) :

اتّضحت ساحات الصراع ، ولم تبقَ حجّة لجاهل ، أو متخاذل !

عبدالله القحطاني

   ساحة الصراع الصهيوني الإسلامي ، مكشوفة معروفة ، منذ بدايات الغزو الصهيوني لفلسطين ، في أوائل القرن الماضي !

   وساحة الصراع الإسلامي الصليبي ، معروفة مكشوفة كذلك ، منذ سقوط الدولة العثمانية ، واحتلال الدول الغربية للبلاد العربية ، وتمزيقها باتفاقيات استعمارية بينها، مثل معاهدة  (سايكس بيكو) ..! فضلاً عن الغزو الاستعماري الشامل لبلاد المسلمين، منذ قرنين ، أو يزيد !

   وساحة الصراع الصفوي الإسلامي ، ظهرت بعض معالمها منذ بداية الثورة الخمينية، في أواخر السبعينات من القرن العشرين المنصرم ، حين أعلن سدَنة الثورة ، عن عزمهم على تصدير ثورتهم ، إلى أنحاء العالم العربي والإسلامي..! ثم حُجبت الشعارات فترة ، وعادت قويّة صارخة ، تتحدّى العالم ، ويعلنها قادة الدولة الفارسية، بلا مواربة ، ولا مداراة ، ولا تقية .. بعد التعاون الأمريكي الإيراني ، على اجتياح أفغانستان ، ثم اجتياح العراق وتدميره !

ولنقرأ تصريحات قادة فارس ، في هذا الشان :

طهران- يو بي آي: شنّت القيادتان السياسية والعسكرية في إيران ، أمس ، هجوماً عنيفاً على الدول الغربية ، وحلفائها في المنطقة . وأكدتا هيمنة الجمهورية الإسلامية على الخليج والشرق الأوسط . ففي حين أعلن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي ، أن مَن وصَفهم ب: الأعداء»  أذعَنوا لتوسّع نفوذ الثورة الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي , شدّد قائد الحرس الثوري «الباسدران» الجنرال يحيى صفوي، على أن الولايات المتّحدة ، لا تستطيع إعادة ترتيب المنطقة ، من دون أخذ رأي إيران "التي تملك الكلمة الأخيرة في الخليج" . وقال خامنئي ، لدى استقباله أعضاء الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة ، أمس ، إنّه « لا يوجد أيّ حالة طوارئ في البلاد ، لأن اصطفاف الأعداء أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، مستمرّ منذ 28 عاماً ، ولكن الشعب الإيراني العظيم والقويّ ، انتصر على مدى كل هذه الأعوام , وسينتصر الآن أيضاً !

وانتقد خامنئي تكرار «البعض في الداخل» للحديث عن موضوع حالة الطوارئ , مشيراً إلى ما وصَـفه بأنه " إذعان الأعداء صراحة ، لتوسّع نفوذ الثورة الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي". / انتهى كلام قادة الفرس/.

   فماذا يبقى؟ يبقى أن تحدّد كل فئة من فئات الأمّة ، ساحة الصراع الخاصّة بها ، والتي تستطيع العمل فيها :

1) أمّا الحكّام : فساحات الصراع لديهم واضحة محدّدة ، وهي تلك المتعلقة بكراسي حكمهم ، وما يدور في فلكها ، ممّا يقوّيها أو يضعفها .. ثم لا شيء وراء ذلك ! ووسائلهم في هذا ، جيوشهم ، وأجهزة استخباراتهم ، ومؤسساتهم الإعلامية ..!

2) وأمّا القوى العلمانية التي لا تهتمّ بالعقائد الدينية ، سواء أكانت هذه القوى سياسية ، أم اجتماعية ، أم ثقافية .. فلها ساحات صراعها الخاصّة بها ، كل منها مشغولة بما يهمّها ، ويناسب أفكارها وتطلعاتها وأهدافها ! ولديها كذلك وسائلها الخاصّة ، الإعلامية بالدرجة الأولى ! وثمّة قلّة قليلة منها ، رأت ببصيرتها النافذة ، أن الدفاع عن عقيدة السنّة ، في مواجهة التبشير الفارسي ، إنّما هو دفاع عن الوطن ذاته ، لأن التبشير هنا ، هو تبشير سياسي قومي إمبراطوري ! تمارسه دولة إيران ، لكسب جنود مؤمنين بعقيدتها ، يساعدونها في السيطرة السياسية والأمنية والعسكرية ، على الأوطان التي تطمح الإمبراطورية الإيرانية الناشئة ، إلى الهيمنة عليها!

3) وأمّا القوى الإسلامية ، التي تمثل ضمير الأمّة المسلمة ـ بحسب الأصل ـ فساحة صراعها ، هي هذه التي تهدَّد فيها العقيدة ، والتي هي الساحة الحقيقية الفعّالة ، التي يستطيع كل فرد فيها أن ينافح عن عقيدته ، بما أوتي من قوّة عَبر وسائل الإعلام المختلفة ، وأهمّها على الإطلاق ، شبكة الإنترنت ، التي دخلت كل بيت في العالم ، من أقصاه إلى أقصاه ، وبسائر لغات البشر! وإن شاباً صغيراً ، يستطيع أن يصول عبر هذه الشبكة ، صولات يَعجز عنها كثير من الكهول ! كما أن الكهل يستطيع الإفادة من خبرات الشباب ، في نشر أفكاره عبر هذه الشبكة ، التي لا تحتاج الكتابة فيها ، موافقة من وزير ، أو مدير ، أو محرّر، أو أيّ مسؤول ، من أيّ نوع كان! لذا لاعذرَ لأحد في تقصيره ، إذا قصّر في صَون عقيدته ، والدفاع عنها، في مواجهة المبطلين ، والمفسدين ، والمخرّبين ، اللاهثين بقوّة لإفساد هذه العقيدة ، بل نسفِها من أساسها ، ابتداء من نسف القرآن الكريم والسنة النبوية ، وانتهاء بنسف الأوطان ، ومَن فيها ، وما فيها !

   ومَن تصوّر، مِن حمَـلة العقيدة الإسلامية ، الغيورين عليها ، أن الحكومات معنيّة بالدفاع عن هذه العقيدة ، في مواجهة الزوابع التي تهدّدها ، فإنما يحاول التخفّف من عبء المسؤولية الملقاة على عاتقه ، موهِماً نفسَه بأنه غير معنيّ بهذا الأمر، وأن جهده يظلّ قاصراً عن مجابهة الأخطار المحدقة بعقيدته ! فلا ذنب عليه ، وليس مسؤولاً أمام الله، وأمام نفسه ، وأمام شعبه ، عن سدّ أية ثغرة في جدار الإسلام ، المهدّد بالأخطار الماحقة ! ولو كانت الحكومات حريصة على نصرة عقيدة الأمّة ، لَما جعلت من محاصرة حمَـلة العقيدة ، واجباً يومياً ، تمارسه بلا كلل أو ملل ! إن ساحة الدفاع عن العقيدة اليوم ، هي الساحة الأوسع لطلب الجنّة ، بالنسبة لمن لا يستطيعون حمل السلاح ،أو لا يجدون ساحة مفتوحة ، للمجابهة المسلّحة مع الأعداء! فطوبى لمن عرف ساحة صراعِه فـلزمها، وعرف الثغرة التي ينبغي عليه سدّها فسدّها ، وحاسَب نفسه على كل تفريط بحقّ العقيدة ، والشعبِ الذي يعتنقها ، والوطن المهدّد بتهديدها .. قبل أن يحاسبه ربّه ، يوم القيامة ، بل قبل أن يجد نفسه عبداً لنوع جديد من الاستعمار ، لم يعرف له التاريخ مثيلاً ! وأول تجلّ من تجلياته ، يظهر على أرض العراق اليوم ، بأشنع صورة ، وأوضح مثال !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ