ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 18/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إليك أيها الرئيس الأمريكي

د.أحمد قداح

لقد أعلنتها حربا صليبية ، وكشف الله حقدك وخبيئة نفسك ، ثم حاولت التراجع والاعتذار فصدقناك . ولكنك جئت الآن وحججت إلى إسرائيل دولة اليهود في الأرض.

وأكدت باسم شعبك الذي سيرميك وينبذك أنك سوف تضم أمريكا إلى إسرائيل فليس اليهود سبعة ملايين بل هم ثلاثمائة وسبع  وستون مليوناً .

إننا والله لنعلم أنك تمثل الأقلية الدينية التي لا يتجاوز عددهم ستين مليوناً من ثلاثمائة وستين مليونا من الأمريكيين . وأتت من مخلفات القرن العاشر الميلادي من مخلفات الذين قادوا الحروب باسم المسيح لذبح المسيحيين والذين ذبحوا من أهل القدس عشرات الألوف كما روى الكاهن الحليم يصف هذه الجريمة مع فتح القدس :

( لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان . وكانت جثث القتلى تقوم في الساحة هنا وهنالك .. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك . فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى ، الذين كان عددهم نحو ستين ألفا فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام . ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخا . وأراد الصليبيون أن يستريحوا من عناء تذبيح أهل القدس قاطبة . فانهمكوا في كل ما يستقذره الإنسان من ضروب السكر والعربدة ، واغتاظ مؤرخوا النصارى أنفسهم من سلوك حماة النصارى مع أنصاف هؤلاء المؤرخين . فنعتهم برنارد الخازن بـ ( المجانين )

وشبههم بودان الذي كان رئيس أساقفة دول بالفروس التي تتمرغ في الأقذار

حضارة العرب لـ( غوستاف لوبون ) ص 327

لقد حمل تاريخك العظيم أيها الرئيس أنجاز أعظم مجزرة في القرن العشرين والحادي والعشرين وكما وصفت الإرهاب الذي يتناول المدنيين . فقمت باحتلال العراق واستطعت بديمقراطيتك و .... أن تنتج ذبح مليون عراقي جلهم من المدنيين . وأعلنت انتصار الديمقراطية حيث تسببت  بتهجير أربعة ملايين عراقي عن وطنهم .

فإذن أنت صاحب مبدأ وعقيدة . قبلتك إسرائيل كما سميتها أعظم دولة ديمقراطية في العالم ، وجئت لتشاركها احتفالها بنشوئها الستين . ممجدا أعظم إنجازها في هذا العصر في تعريض مليون ونصف مليون مواطن للموت من خلال الحصار ، جئت مباركا ومهنئا على هذه المجزرة فهنا مليون ونصف مواطن في غزة يجب أن يمنع عنهم الغذاء والغاز والكهرباء والوقود حتى يستسلموا لعدوهم أو يموتون جوعا وعطشا.

حسبنا أنك قادم لتدين إبادة الشعب الفلسطيني . وتعلن أن إسرائيل دولة إرهابية يجب أن تزول من الوجود . لأنها تذبح شعبا وتحاصره وتحتله . فإذا بك ابن عريق وأب عريق للإرهاب جئت تبارك تجويع الشعوب وخنق الشعوب وإبادة الشعوب لمرضاة أحبابك .

نحن نعذرك . أنت تنطلق من عقيدة مرتدة عن النصرانية واليهودية . تمثل ستين مليونا من الأمريكيين يرون أن دولة الله في الأرض لا تقوم إلا بتدمير الأقصى للوصول إلى معركة هرمجدون .

وقد انتفض الشعب الأمريكي لهذا التطرف وهذه الردة فواجهك حتى أزحت هؤلاء الإرهابيين عن مواقعهم لما سببوا لأمريكا من تلطيخ تاريخها في العار . وبقيت أنت . وسترحل غير مأسوف عليك .

أيها الرئيس الأمريكي :

لقد علّمتنا التاريخ . لأنك تعيش في الحقد الصليبي الدفين الذي لا نعرفه وأنت قد تربيت عليه . وكشفت عن سوأتك عندما صرت بأحضان أحبابك وعظمائك فذكرت لنا هذه الحادثة :

أن آخر جندي بريطاني حين غادر دمشق . ووصل إلى الحي اليهودي استدعى حاخام اليهود هناك وسلمه مفاتيح القدس ، وأكد له أنه سيدخلها ، وبعد ستة عقود من قيام إسرائيل يتذكر بوش هذه الذكرى المشؤومة . إذن فقناعتك بحق إسرائيل في القدس حق شرعي ديني سلمتها الصليبية العالمية من خلال هذا الجندي البريطاني . والذي مثله الليني الذي قال حين احتل القدس : الآن انتهت الحروب الصليبية . وقام البريطانيون يرعون الوليد اليهودي في فلسطين حتى صار دولة عام ثمانية وأربعين . ويأتي اللمبي الثاني ، وتأتي أنت يا بوش لتؤكد أن مفاتيح القدس هي لحاخامات اليهود ، وتعاهد باسم شعبك بستين عاما أخرى مباركة لإسرائيل .

آه ما أروع حياديتك أيها الرئيس . ومنا إلى أمر عباس وعريقات وقريع الذين يصرخون بالقدس وحق الفلسطينين في العودة لن يتنازلوا عنه . فالحكم للحكم بين المتخاصمين وقد أصدر حكمه ، فهل ترون أنكم بعبقريتكم سوف تسحرون بوش وتغيرون قناعته .

أيها الرئيس الأمريكي :

نحن نحمد الله عز و جل أن عشنا حتى رأينا منك هذه الزيارة الحلم التي حققت فيها عناق الصليبية والصهيونية وتلاحمهما ، وليس عناق النصرانية واليهودية . وعلى كل ما قيل . فالشعب الأمريكي قد سئم من رئيسه ، وينتظر لحظة الخلاص منه .

لقد حققت كل آمالنا فيك ، كنا نقول عنك ... استنتاجا ، وجئت فأعلنتها صراحة . وكنا نقول عنك أنك ممثل لإسرائيل في المفاوضات استنتاجا وجئت فأعلنتها صراحة من خلال تسليم مفاتيح القدس لليهود من الجندي البريطاني .

وكنا نقول عنك أنك عدو للعرب والمسلمين استنتاجا . وجئت فأعلنت أنك مع إسرائيل للأبد ضد الإرهابيين ، وأكدت أنه لا يمكن لمسلم أن يحمل السلاح للدفاع عن وطنه . وإلا لكان إرهابيا يجب إزالته من الوجود ، وأكدت أنك مع إسرائيل ضد العالم كله العرب والمسلمين وأحرار العالم إذا عادوا السامية أو واجهوا إرهاب إسرائيل وجبروتها وحقدها في الوجود.

أيها الرئيس الأمريكي :

إنها كلمة واحدة أقولها لك . وأنا عربي مسلم أستمع إلى خطابك .

أؤكد أنه ما من عربي ولا مسلم فيه شعور حي بعروبته أو إسلامه إلا تقزز من خطابك ومن نفاقك ومن تملقك . لكن الخوف منك وأنت أبو الإرهاب في العالم يدفعهم للسكوت عنك وأقول : أنه ما من حاكم عربي ولا مسلم ، وليس الشعوب العربية المسلمة فقط كلهم يدينونك كلك وليس يدينون خطابك ، وإن كنت كما تزعم تؤمن بالديمقراطية ، فوجه خطابا لجامعة الدول العربية ولمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تمثل الدول الستين المسلمة في الأرض . ما هو موقفهم من خطابك ، لكنك أجبن وأذل من ذلك . فأنت تخوض حرب العقيدة والقيم مع أسيادك . ونحن بدورنا نعتذر للشعب الأمريكي كله ، عن هذه الإهانة التي باع فيها الشعب الأمريكي كله ليكون تبعا لإسرائيل ، لقد اخترت صداقة سبع ملايين فربحت عداوة مليار مسلم ونصف .إضافة إلى عدائك إلى أحرار العالم . ولا غرابة في ذلك فقيمكم وعقائدكم واحدة .

هذا جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق هو الذي فضحك في ادعائك في تأييد الديمقراطية ، وقال بالحرف الواحد متحدثا عن جريمة إسرائيل :

(لقد بدأت إسرائيل في تصعيد إساءاتها البالغة واضطهادها للفلسطينيين من أهل غزة على نحو غير مسبوق وبدعم من الولايات المتحدة   منذ فاز مرشحون سياسيون يمثلون حماس بأغلبية القاعد في برلمان للسلطة الفلسطينية في انتخابات عام 2006 . وكان المراقبون الدوليون كافة قد أجمعوا على نزاهة وصحة الانتخابات . ثم رفضت إسرائيل والولايات المتحدة قبول حق الفلسطينيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح . والآن وبعد نزاع داخلي أصبحت حماس وحدها تسيطر على غزة وتستضيف سجون إسرائيل الآن (41) من مرشحي حماس ال(43) الذين فازوا في الانتخابات والذين كانوا يعيشون في الضفة الغربية علاوة على عشرة آخرين تقلدوا بعض المناصب في مجلس وزراء حكومة الائتلاف التي لم تدم طويلا )  المصدر: بروجكت سندبكت بالاتفاق مع الجريدة  8/5/2008

فإذن إسرائيل التي تتغزل هياما بها صادرت إرادة شعب كامل في سجن 41 من 43 من ممثلي هذا الشعب ، هل الشعب كله إرهابي أم الدول التي تصادر إرادة الشعب مثل دولتك ودولة إسرائيل هي الإرهابية ؟؟ أليس هذا يؤكد كذبك في عالم القيم والعقائد ؟

أما كذبك في ادعاء بطولتك في إقامة دولتين خلال حكمك الهش ، فندع لواحد من كبار مثقفيك يقوم بتعريتك حول هذا الادعاء :

نعوم نشوموسكي " من الناحية النظرية نعم وليس وحده بل اليمين الأمريكي يقول بالدولة الفلسطينية . الفرصة كانت مع آخر أيام كلنتون . وكان من الممكن أن تقوم آنذاك ولكن الإسرائيليين أوقفوا المفاوضات لأنها لا تحقق أهدافهم .

أما بوش فهو العدو الحقيقي للدولة الفلسطينية لقد وافق إسرائيل على سلخ ثلث أراضي الضفة الغربية . وتكون موارد المياه والموارد الأخرى بيد إسرائيل . وهو الذي وافق على مشروع أولمرت في الاستيطان الذي يحول الضفة الغربية إلى كانتونات غير قادرة على البقاء منعزلة عن بعضها البعض .

فهو عمليا أكبر رئيس أمريكي عمل ضد الدولة الفلسطينية

مقابلة مع المنتصف في الجزيرة نعوم تشوموسكي

الساعة الرابعة بعد الظهر من يوم 15 أيار ذكرى تأسيس إسرائيل.

الحمد لله الذي فضحك ، وعند الله تعالى تلقى الفضيحة الكبرى " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون . إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"  سورة إبراهيم آية 42-43

اليوم تتعرى أمام البشرية كلها من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وتكون على رأس المجرمين ، ستأتي ربك يوم القيامة وفي عنقك مليون عراقي ومليون فلسطيني وملايين المسلمين المحاصرين ومئات الملايين من أحرار العالم ما بين محاصرين ومجوعين ومشردين ومذبحين . يجأرون إلى الله أن يأخذ حقهم منك .

"وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد . سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار "

سورة إبراهيم آية 49

"يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار" سورة غافر آية 52

*باحث سوري

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ