ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 15/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


البكاء على أطلال "الاعتدال العربي"‏

كتب: عريب الرنتاوي

البكاء على أطلال "الاعتدال العربي" ليس خيارا، والاكتفاء بلطم الخدود على "خذلان واشنطن لأصدقائها ‏من اللبنانيين والفلسطينيين والعرب"، ليس من السياسة في شيء...فالمطلوب بعد هذا وذاك، أو ربما قبل هذا وذاك، ‏إجراء تغييرات وتبديلات جوهرية في المواقف والسياسات العربية حيال ملفات المنطقة المشتعلة، وإن أمكن – وهذا أمر ‏غير مرجح – تنحية المسئولين عن المواقف والرهانات التي وضعت البيض كله في سلة واشنطن، وجعلت من النظام ‏العربي تابعا ذليلا لإستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، في الوقت الذي انهمكت فيه أمم مجاورة، في بناء اقتدارها ‏السياسي والاقتصادي والعسكري، وبلورة خيارتها المستقلة، وغذ الخطى على مضمار تقرير مستقبل المنطقة، ورسم ‏ملامحها وهويتها.‏

 

ونذكر بأنه "لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، فالذين اكتشفوا متأخرين مخاطر التماهي مع ‏سياسات واشنطن والتساوق مع مشاريعها، هم أنفسهم الذين طالما استخفوا بتحذيرات آخرين رأوا أن كلفة التبعية ‏لواشنطن قد لا تقل في ظروف معينة عن كلفة العداء لها، وحذروا من مخاطر الخيارين معا: التبعية والعداء على حد ‏سواء، هؤلاء لا يستوون مع أولئك، وعليهم أن يتوقفوا قليلا أمام بعض مظاهر العنجهية والثقة الفائضة عند الحاجة، ‏التي سيتحدثون أو سيكتبون بها مستقبلا، ونقطة البدء التي يتعين الإقدام عليها من دون إبطاء هي المراجعة وممارسة النقد ‏والنقد الذاتي، فمن منا لا يخطئ التقدير، ومن منا لا يجد نفسه مرغما على مراجعة حسابات السرايا بعد أن يتضح له، ‏عقم وبؤس حسابات القرايا.‏

لقد ضحى "المعتدلون العرب" بكل أوراق القوة لديهم، على مذابح الأوهام والرهانات الخائبة، ولم يترددوا ‏لحظة واحدة في تقديم القرابين والضحايا، من حزب الله و"مغامرته غير المحسوبة" قبل عامين، وانقلابه الإيراني في بيروت ‏هذه الأيام، إلى حركة حماس وما يتبعها من فصائل بما تمثل ومن تمثل من الشعب الفلسطيني، ودائما على مذبح خريطة ‏الطرق وعملية السلام ومسار أنابوليس ورؤيا بوش، وفي مواجهة "الخطر الإيراني" الزاحف، والذي لفرط مبالغتنا فيه، ‏أصبحنا ننظر إليه، كخطر يتقدم على الخطر الإسرائيلي، وكاحتلال للعراق أسوأ من الاحتلال الأمريكي وأشد ‏خطورة؟!.‏

‏ والحقيقة أننا نحن، غير المندهشين وغير المأخوذين بـ"ولاية الفقيه" و"الحاكمية" أو أنموذج طالبان أو "فقه ‏البداوة الوهابي"، ما كان لنا أن نعترض على مقاربات معسكر الاعتدال، لو كان لدينا اليقين بأنه وواشنطن من خلفه، ‏سيذهبون حتى نهاية الشوط في تمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه الوطنية المشروعة، أو لجم العدوانية ‏الإسرائيلية على لبنان، أو إشاعة قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتسريع التنمية الشاملة والمستدامة، لكننا ‏ونحن نرى انسداد الآفاق جميعها، ونتلمس "الخذلان" الأمريكي للعرب مسبقا ومبكرا، ونتابع بكل مشاعر الاشمئزاز، ‏فصول الانحياز الأمريكي الأبشع، لأسوأ ما في الممارسات والسياسات والمواقف والأفكار الإسرائيلية، كنا نرى في ‏الوقت ذاته، أن من العقم والتهافت، المقامرة بإشعال حروب أهلية أو التفريط بأية أوراق من أي نوع، طالما أننا لم نبلغ ‏بعد، شواطئ الأمان، ونركن إلى فرص استعادة الحقوق والذود عن المصالح.‏

 

اليوم، تنكشف الصورة تماما، ولكن بعض المعتدلين العرب، ونشدد على بعض، ما زالوا في ضلالهم يعمهون، ‏يجيشون العالم ضد إيران، ويحرضون على حلفائها، ويقترحون إرسال قواتهم للتصدي لهذا الحزب وذاك التيار، ويغلقون ‏عواصمهم في وجه ممثلي التيارات الشعبية التي تحظى بأغلبية شعبية غير مطعون بها، كل ذلك من دون أن تكون لدى أي ‏من هؤلاء لا الجرأة ولا القدرة على القول بأن حقوق الأمة مصانة في صراعها مع أعدائها، أو أنهم قادرون على الوفاء ‏بأي وعد قطعوه أو التزام تعهدوا به، إذ حتى المبادرات التي تحمل أسماءهم، تحولت إلى حبر على ورق، لا وظيفة لها ‏سوى استدرار المديح المنافق والتنازلات المفضية للتفريط.‏

آن الأوان، لوقفة مراجعة، تعيد الاعتبار لأبجديات الصراع وأولوياته في المنطقة، آن الأوان لوضع حد نهائي ‏لهذه الانقسامات المذهبية والحروب الدونكيشوتية، آن الأوان ليتذكر هؤلاء أن وحدة شعبونا ومجتمعاتنا ورفاها ‏وتقدمها، أهم بكثير من الكراسي والأدوار المتوهمة التي يسعون وراءها.‏

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ