ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 26/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

رأي في الحرب

مازن كم الماز

هل ستهاجم أمريكا إيران ؟ و متى ؟ و ما هو تبعات هذا الهجوم على منطقتنا و بلادنا ؟ هل يسير الصراع في منطقتنا باتجاه تحقيق الديمقراطية في بلادنا المسكينة على أنقاض المفاعلات النووية الإيرانية هذه المرة ؟

هناك من يبشر بالخير مع كل عاصفة أمريكية تجتاح المنطقة و هناك من يرى أن الوقوف في وجه التسونامي الأمريكية كافية لنشر الخير العميم في بلادنا..هكذا يختزل الصراع السياسي في بلادنا و المنطقة..هذه المقاربة محقة من حيث أن أساطيل بوش أهم و أقوى من إرادة شعوبنا و أن مجتمعاتنا من الهشاشة بمكان أنها تنتظر تغييرا يأتيها على ظهور الدبابات و يجب علينا هنا إما أن نكون مع أمريكا أو إيران..طالما أننا أضعف من أن نفعل ( أو حتى أن نقوم برد لأي فعل ) فليس أمامنا إلا أن نتوقف أمام فعل من يفعل و أن نحاول فهم أو تفسير أو تبرير ما يفعل بنا و كيف يمكننا "الاستفادة" من هذه الأحداث التي تعصف بمجتمعاتنا باتجاه تحقيق أهدافنا ( أو شيء من هذه الأهداف ) كمجتمعات مسحوقة مغيبة مهمشة و مسلوبة الإرادة و الفعل..فنحن لا مونة لنا لا على بوش و لا على أحمدي نجاد و لا قدرة لنا على التأثير في مجرى الأحداث و غاية ما يمكننا فعله هو أن نلعن و نشتم أو نرحب و نستقبل و في كلتا الحالتين لا وزن لا لغضبنا و لا لرفضنا أو استنكارنا أو قبولنا..و حتى أصواتنا المغيبة وراء القضبان و في زوايا معزولة بعناية لا يمكنها أساسا بلوغ لا القابع في البيت الأبيض و لا ملالي قم كأننا كائنات غير موجودة أو غير مرئية أو كأننا لم نخلق إلا للقهر و السجن إلا للشكوى من الغلاء و الحالة التعبانة و ممارسة كل التفاهات أي تفاهات لا تهدد أحدا و لا تغير شيئا ( أهمها الاعتداء على بعضنا و الصراخ حتى على أمهاتنا ما دام "النظام" بخير ) مما يبقينا خارج أسوار السجون الصغيرة يعني أننا ما زلنا نستحق أن ننام الليلة في بيوتنا أن نجتر اللقمة التي تمكنا من انتزاعها من هذا العالم الذي يزداد وحشة , التفاهات التي تعني أن النظام بخير و أننا "بخير" ما دام النظام بخير..

أنا لن أتعبكم بدراسة "جدية للغاية" عن احتمالات المواجهة بين أمريكا و إيران فأنا متأكد من وجود الكثيرين ممن يمكنهم تقديم قراءة جدية لموضوع خطير على هذه الدرجة رغم أنني أدرك أن القرار في حال اتخذ أو أجل أو نفذ لن يتجاوز حدود البيت الأبيض أو القصر الرئاسي في طهران فلماذا و الحال كذلك نحتاج إلى تفسير حرب لا قرار لنا فيها حروبا يراد منا أن نصفق لها أو نلعنها فيكون صراخنا أكبر منا و تكون حياتنا أصغر من تلك الحروب و قهرنا يتسع لهذا كله يتسع لعالم بأسره..إنني أزعم أن من يملك القرار اليوم لشن الحرب لا يملك من الحكمة أبعد من مصالح أنانية ضيقة للغاية تستهتر أولا بي و بك و سوانا من البشر و ما نمثله من تاريخ و حضارة و جغرافية و آمال بغد أفضل..أنا أعتقد أن الناس هم وقود الحرب و هم أبعد ما يكونوا عن كونهم غايتها فلو ترك الأمر للأمريكان و الإيرانيين العاديين لوجدوا مليون سبب كيلا يموتوا في حرب كهذه لكن ما دام هؤلاء مغيبون ( طبعا لدرجات متفاوتة و بآليات مختلفة كي لا نجرح شعور الليبراليين و الأصوليين ) فموتهم في حروب أصحاب القرار شيء حتمي لا بد منه..دعوني أسليكم بلعبة أظرف من الجدل الجدي بل الصارم الجدية عن الحرب القادمة و لكن للأسف بلا أدنى معنى ما دمنا خارج أسوار البيت الأبيض أو القصر الرئاسي في طهران..اللعبة التي أقترحها عليكم هي اللعبة الدموية التي يجد الإنسان العراقي نفسه وسطها محاصرا بالقصف و الموت و السحل و العبوات الناسفة و الجهاديين من كل صنف و من كل صوب باسم الديمقراطية..تخيل يا سيدي أنك سني عراقي ( أو شيعي عراقي يا سيدي لا تزعل )..تخيل أنك لو كنت سنيا عراقيا فالمنطقة التي تتوقعها أكثر أمنا لك هي منطقة تخضع لسيطرة الميليشيات السنية و لو أنك شيعيا لكان أكثر مكان آمنا بالنسبة لك تحت الشمس على هذه الأرض هو منطقة تسرح فيها الميليشيات الشيعية و تمرح..طبعا هذا مفهوم نسبي..أعني بالنسبية أن منطق الميليشيا نفسه الذي ربما يحسسك بالأمان يعني أن هذه الميليشيات في نفس الوقت الذي قد تحميك فيه أو أنك تتوهم أنها تحميك عليها أن تعمل على قتل الآخر أو قتلك عندما تكون أنت هذا الآخر..هذا يعني أن ميليشيات الخصم لم تصل إليك بعد دون أن يمنع هذا من أن يوفقها الله غدا أو بعد غد لتقطف رأسك أو تسحل جسدك أو تمزق أحشاءك ما دام البلد بمناطقه السنية و الشيعية يخضع للميليشيا و منطقها في قتل الآخر..تذكر دوما أن نجاتك ترتبط بالصدفة وحدها صدفة وجودك في مكان الانفجار القادم و بعدك أو قربك من العبوة الناسفة أو بصدفة مرورك بحاجز لميليشيات الخصم و سواها من الصدف التي تقرر حياتك و حياة أي إنسان آخر..ألا نستطيع أن نرى و نحن نشاهد أفراد ميليشياتنا ترفع بنادقها عاليا متوعدة الآخر بالموت أن هذه الميليشيات عندما تقتل الآخر فهي تقتلنا أيضا..أنا هنا أرجو أن نبدأ بأخذ الدروس العراقية في الديمقراطية الأمريكية على محمل الجد..هناك من يلح علينا أن نقبل اليد التي تمتد إلى عقولنا و أرواحنا إلى أجسادنا و أولادنا و أرضنا بالموت..حتى أن أسماء القتلة تبقى هي نفسها دون تغيير بكل وقاحة و صفاقة..في لبنان ما يزال أبطال سفك دماء الناس هم ذاتهم..ما يزال سمير جعجع يصرخ مناديا بحياة تغتال الحياة..ليست فقط في أجساد الفلسطينيين بل أيضا في أجساد المسيحيين..ألا تقولون لنا ما الذي تغير منذ صبرا و شاتيلا ؟..

أما حان الوقت لنطرح الأسئلة الصعبة على أنفسنا و على مجتمعاتنا الأسئلة التي قد تزعج أبانا الذي في المخابرات خاصة إذا كانت الأجوبة تتألف من حراك-ديمقراطية-مجتمع حر-فكر حر-تغيير-محاسبة الفساد-حرية الشعب-إنسان حر.., لكنها أجوبة قد تعفينا من دروس مؤلمة في الديمقراطية الأمريكية..أجوبة قد تجعل صوتنا و قرارنا أكثر أهمية من قرار ساكني البيت الأبيض أو القصر الرئاسي في طهران..بحيث نصبح جديرين بالحياة الكريمة رغم أنف أجهزة الأمن و الميليشيات و ساكني القصور..فينسحب القتلة بعيدا و تعود الأساطيل من حيث جاءت و تلغى كل أجهزة المخابرات و أقبية التعذيب و يصبح صوتنا مسموعا عاليا لا يمنعه قهر و لا تستوقفه ميليشيات..عندها سنتحاور معا سنتحاور سوية عن حاضرنا و مستقبلنا عندما نكون نحن , أنا و أنت , أصحاب القرار...

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ