ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 21/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم  

رياح التغيير قادمة لامحالة

غسّان النّجار

/17/ نيسان 1946  هو يوم تاريخي في ذاكرة الأمة ، هو عيد وطني لكل فرد من أبناء الوطن ، فهل يا ترى استوعبنا مضمونه وفهمنا دروسه ؟ ! .

أليس ( الجلاء ) كي يتنفس المواطن الصعداء ، ويشعر الشعب أنّه يحكم نفسه بنفسه ، ويشعر بالكرامة ويمارس حرّية التعبير وحرّية التظاهر وحريّة النقد ؟ .

هذا ما حصل بعد جلاء المستعمر الفرنسي ، انتخبت جمعية تأسيسية عام 1947 وصاغت الدستور وتشكّلت الأحزاب ، وقامت انتخابات نيابية على أساس تعددي نتج عنها حكومة ومعارضة ، حراك سياسي ، نقد وتظاهر ، حريّة للتعبير وحرية للصحافة وقد بلغ عدد الصحف والمجلاّت ما يزيد عن خمس عشرة ولا يزيد عدد السكّان عن ثلاثة ملايين .

لم تمض سنوات ، ودخل المستعمر ثانية البلاد من الشبّاك بعد أن خرج من الباب هذا ما يقوله كتاب( لعبة الأمم ) وحصل انقلاب حسني الزعيم عام 1949 .

يتكرر كل سنة ذكرى الجلاء ونحن نعضّ على الجراح و نغصّ بالحناجر ؛ لن أخرج هذه المرّة مع عائلتي وأولادي وأحفادي إلى مقبرة هنانو كي أقرأ الفاتحة على أرواح (الجندي المجهول ، هنانو ، الجابري )وسائر الشهداء كما هي عادتي كل عام  ، وسأقرأ الفاتحة من منزلي على جميع شهداء الأمّة : من قضوا في مواجهة الاستعمار ومن قضوا في سجون الظلم والطغيان .

أستذكر المجاهدين الأوائل الّذين صنعوا بدمائهم ونضالهم استقلال الوطن وقدّموه لنا على طبق من ورد ، لكننا مع الأسف لقد كسرنا الطبق ودسنا على الورود والزهور بأقدامنا ومرّغنا سمعة سورية بالوحل في مجازر حماة وحلب وجسر الشغور وتدمر ، أنني أشعر بالخجل أمام اؤلئك الّذين أنجزوا لنا الاستقلال فأضعناه ،المواطن الحر يشعر بالخجل  من إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري وناظم القدسي وشكري القوتلي وهاشم الأتاسي ، يشعر بالخجل من يوسف العظمة و سلطان باشا الأطرش وصالح العلي ، ماذا نقول لهم ؟ أأقول :

عيد بأية حال عدت ياعيد         بما مضى أم لأمر فيك تجديد

أستذكر تبرئة محكمة عسكرية فرنسية ساحة إبراهيم هنانو وهو يقاوم الاستعمار وأذكر تجريم عشرات ومئات وآلاف من مواطنينا أمام محاكم بني جلدتنا  ، لقد قالها لي عبدالله الأحمر -الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم – عام 1980 في اجتماع مع ممثّلي النقابات العلمية : دعونا نحكمكم ونظلمكم أفضل من أن تحكمكم إسرائيل ، وكأنّ البديل هو بالضرورة إسرائيل وليس الشعب .

لازلت أذكر عامي 953-1954 يومها كنت طالبا في ثانوية المأمون نخرج في تظاهرات مع طلبة كلية الهندسة ،نجوب شوارع حلب نهتف بسقوط الحكم الديكتاتوري لأديب الشيشكلي ونحن ننشد نداء المناضلين الأوائل  :

يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما

ليس بعد الظلم إلا فجر ليل يتسامى                            

وتعاهدنا جميعا يوم أقسمنا  اليمينا

لن نخون العهد يوما مذ اتّخذنا الصدق دينا  

. لقد سقط منّا بعض الشهداء في مواجهة قوة البطش وفصل العشرات من مدارسهم ، لكن جذوة مقاومة الاستبداد لم تنطفئ ، وسقط  الحكم الفردي وسقط تسلّط مخابرات الشعبة الثانية وعادت الديمقراطية من جديد ، ومرّت الأيام ثمّ وئدت الديمقراطية ثانية ، ورجع الحكم المخابراتي العسكري مرة أخرى وفي إحدى ليالي شهر نيسان من عام 1980 سمعت صوتا صادرا من زنزانة مجاورة لزنزانتي في معتقل الشيخ حسن ينشد في هزيع الليل الأخير قائلا : 

ضع في يديّ القيد ، ألهب أضلعي بالسوط ، ضع عنقي على السكّين

لن تستطيع حصار فكريّ ساعة ، أو نزع إيماني  ونور يقيني          

فالنور في قلبي ، وقلبي بين يدي ربي ، والله ناصري ومعيني

وفي الطابق السفلي من سجن الشيخ حسن وتحت زنزانتي مباشرة كان الشيخ الوقور عبد الودود يوسف ، سمعت مرة أثناء التنفس الصباحي يصرخ بأعلى صوته : أكتب أيّها المحقق  ؛ إن عبد الودود يوسف هو مسئول عن كل ما يجري في سورية .

إن الحكّام لم يتّعظوا من التاريخ ، هناك مثل شعبي يقول : لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم ، أين الطغاة من عاد وثمود وفرعون ونمرود ، وأين الحجّاج ويزيد ، بل أين صدّام بالأمس القريب ، وان كنّا نختلف في نهايته على يد الأجنبي ، فلن نختلف في أنّه كان طاغية ذاق الشعب على يديه الأمرين ، لكننا لن نقبل أن نحصل على الديمقراطية على يد المستعمر الدخيل ، بل سنحصل عليها بنضال الشعب وتضحياته مهما بلغت .

أيّها الحكّام : أليس منكم رجل رشيد ؟! يرغب أن يسجّل التاريخ اسمه في سجل الخالدين ، كان هناك عبد الرحمن سوار الذهب في السودان وتبعه العقيد محمد ولد فال من موريتانيا ، ركلوا الكرسي بأرجلهم ، وفضّلوا أن يمارس الشعب السلطة عبر انتخابات حرّة نزيهة.

إن رياح التغيير قادمة لا محالة ، فلماذا لا يكون التغيير على أيديكم فتكتب أسماؤكم في سجل الشرف من التاريخ بدلا من ...........

الخطوة الأولى : إصدار قرار فوري بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير من جميع الشرائح والتوجهات وذلك بمناسبة 17 نيسان عيد الجلاء الوطني ، ثم نبحث بعد ذلك في الخطوة التالية ؛  كل ذلك باسلوب سلمي وحوار حضاري .

ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت واليه أنيب .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ