ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الكيان الصهيوني أضعف مما نتصور

أ.د. محمد اسحق الريفي

بدأت حالة من عدم الثقة بالقادة السياسيين والعسكريين تغمر المجتمع الصهيوني، ظهر ذلك من خلال كتابات العديد من المفكرين والمحللين السياسيين الصهاينة والغربيين، الذين يعتقدون بأن القادة الصهاينة عاجزون عن مواجهة التحديات التي تهدد كيانهم وغير قادرين على إخراجه من مآزقه.

 

فالنكسات السياسية والعسكرية التي لحقت بالكيان الصهيوني جعلت المفكرين الغربيين والصهاينة يحولون اهتمامهم إلى عوامل الضعف الداخلية للمجتمع الصهيوني، وبدأت تسود قناعة لدى هؤلاء المفكرين بعدم جدوى الحلول أحادية الجانب التي تسابق الحكومة الصهيونية الزمن من أجل فرضها على أرض الواقع، وبعدم جدوى تجاهل الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الفاعلة وتحديداً حركة حماس، وبأن عمليات التسوية الحالية متهورة ولا أساس لها.

 

لقد بات واضحاً في أذهان الصهاينة أن جيلهم الحالي لن يكون قادراً على تحقيق التسوية التي يطمح إليها، وأن هذا الجيل لن ينعم بما يسمونه "سلام حقيقي"، وأن على المجتمع الصهيوني أن يحشد قواه الداخلية لمنع خوض حرب جديدة، وأن عليه أن يتحمل نتائج حرب جديدة قد تُفرض عليه.  وبعبارة أخرى، فإن الكيان الصهيوني بدأ ينتقل من حالة الهجوم على الغير إلى حالة الدفاع عن النفس، ومن حالة التوسع والانتشار إلى حالة التقوقع والانعزال، ومن حالة الانتصار بالرعب إلى حالة الاستسلام للخوف والرعب...

 

كتب "أري شافيت" اليوم في صحيفة "هآرتز" مقالاً عبر فيه – كفرد في المجتمع الصهيوني وكمقاتل وقائد عسكري صهيوني – عن مدى يأسه وإحباطه بسبب حالة التيه والضياع التي يعيشها الكيان الصهيوني، وبسبب حالة الضعف الشديد التي يعاني منها المجتمع الصهيوني، ولافتقار القادة الصهاينة إلى رؤى واضحة وأجندات حقيقية لمواجهة التحديات التي تكاد تعصف بالكيان الصهيوني، مركزاً على ضرورة حشد كل القوى الداخلية التي تمكن الكيان الصهيوني من الانسحاب –  في الوقت المناسب – من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م كما انسحبت فرنسا من الجزائر.

 

ويقصد شافيت بذلك التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، وذلك عبر إيجاد شريك فلسطيني (حقيقي)، ودون القيام بحلول أحادية الجانب من الطرف الصهيوني.  ويرى شافيت أن على الجيل الصهيوني الحالي أن يعمل على إدارة الصراع مع العرب والفلسطينيين وليس على حل هذا الصراع، وذلك بسبب عدم قدرة جيش الاحتلال الصهيوني على الانتصار على المقاومة اللبنانية والفلسطينية، مؤكداً على أن الحلول الأحادية الجانب لا تحقق للكيان الصهيوني ما يطمح إليه من أمن وسلام، ومعبراً عن قناعته بأن كل عمليات التسوية – ومن بينها عملية أنابوليس – متهورة ولا أساس لها ولا تشكل سوى فقاعات كبيرة يمكن أن تنفجر في أي لحظة.

 

أما المستشرق الصهيوني "غي بخور"، فقد كتب في "يديعوت أحرنوت" قبل أسبوعين مقالة حول انتصار حركة حماس في تكتيك الرموز، حيث عبر الكاتب عن خيبة أمله من قيادات الكيان الصهيوني التي تفتقر – بحسب وجهة نظره – إلى الرمزية السياسية والعسكرية، وذلك لعجز تلك القيادة عن الانتصار على المقاومة الفلسطينية، ولا سيما بعد فشل جيش الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه العسكرية للاجتياح المتكرر لغزة .

 

ولا شك أن خيبة أمل المستشرق الصهيوني بخور تعبر عن الشعور السائد في المجتمع الصهيوني بسبب انتصار حركة حماس في معركة الأذهان والوجدان، بل إن الشعور بالخيبة والإحباط نتيجة هذا الانتصار يسيطر على الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية الداعمة للمخطط (المشروع) الصهيوني، الأمر الذي زاد من عمق مأزق "المجتمع الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والداعم للكيان الصهيوني.

 

فقد نجحت حركة حماس في المحافظة على التفاف الشعب حولها وتأييده لها، رغم قيام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وسلطة رام الله بتحريض الشعب الفلسطيني ضد حركة حماس وتأليبه عليها، وذلك من خلال الحصار والتجويع وقطع المرتبات وكل وسائل زيادة معاناة الشعب، وعبر الدعاية المضادة الهادفة إلى تشويه صورة حركة حماس والمقاومة...

 

كما تحولت حركة حماس لدى الشعوب العربية والإسلامية إلى رمز للمقاومة ضد الاحتلال والعدوان والهيمنة الأمريكية، ما جعلها تكتسب ثقة العرب والمسلمين وتأييدهم وتعاطفهم، الأمر الذي يخشاه الصهاينة ويحسبوا له ألف حساب.  فالصهاينة والأمريكيون والغربيون يخشون من نجاح حركة حماس في أسلمة الصراع معهم.  فأسلمة الصراع تخلق معايير مغايرة لمعايير الأعداء فيما يتعلق بالنصر والهزيمة وحسابات الربح والخسارة، فعند الدفاع عن الوطن والكرامة والأمة، لا يوجد نصر ولا هزيمة، ولا يوجد ربح ولا خسارة، وإنما يوجد شيء واحد فقط، وهو القيام بالواجب.

 

إن الصهاينة يدركون مدى خطورة تعاطي العرب والمسلمين مع القضية الفلسطينية في إطارها الإسلامي والتأكيد على أبعادها الحقيقية بالنسبة لوجود أمتنا العربية والإسلامية.  ونجاح حركة حماس في التأكيد على أسلمة الصراع مع الصهاينة يمثل ضربة قاسية وقاصمة للمشروع الصهيوني، ما جعل العدو الصهيوني يشعر بالهزيمة المؤلمة، وبفقدان قياداته أي رمزية حقيقية، وبعجز المجتمع الصهيوني عن تحمل معاناة الحرب وتقديم التضحيات...

 

لذلك فإن الكيان الصهيوني أضعف مما نتصور، فالمجتمع الصهيوني مجتمع ضعيف يهدده الفساد والانقسام والتمركز حول الذات والرعب من المقاومة، وجيش الاحتلال فقد قدرته على الردع والانتصار على المقاومة، وقادة الكيان الصهيوني أصبحوا مراهقين سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً، وفقدوا رمزيتهم وقدرتهم على القيادة والإنجاز، وأصبحوا بلا رؤى واضحة أو أجندات حقيقية، وكل همهم الفوز في الانتخابات.

وكما يقول شافيت فإن قادة الكيان الصهيوني يقودونه إلى مكان مجهول!!

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ