ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 05/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عباس بين صدود باراك ووعود رايس

أ.د. محمد اسحق الريفي

التحذيرات التي أطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفريقه بقرب انهيار السلطة، وتهديده بالانسحاب من المفاوضات ونيته الإعلان عن فشل أنابوليس، تشير إلى مأزق خطير تمر به السلطة، التي تتعرض إلى ابتزاز سياسي صهيوني خطير لا تجدي معه استغاثة رايس ولا وعودها.

 

هذا المأزق الخطير، الذي بدأ يؤرق عباس وفريقه إلى حد بعيد، ينطوي على أزمة ثقة كبيرة تدفع الحكومة الصهيونية إلى التنصل من وعوده التي قطعها على نفسه لفريق عباس في أنابوليس، الأمر الذي يهدد السلطة وينذر بفشلها وسقوطها، خاصة في ظل ما أكدته استطلاعات الرأي من تدني نسبة مؤيدي عباس في مقابل زيادة التأييد الشعبي لحركة حماس.

 

ويبدو أن الإدارة الأمريكية قد أبدت تفهماً إلى حد ما لمخاوف عباس وفريقه، مما حدا بها إلى تكثيف جهودها لتجاوز الأزمة وحث الطرف الصهيوني على الإيفاء ببعض ما وعد به عباس في أنابوليس، كإزالة بعض الحواجز العسكرية في الضفة المحتلة وتقديم بعض التسهيلات المرورية للمواطنين، وذلك من أجل ضمان استمرار المفاوضات بين السلطة والحكومة الصهيونية.

 

غير أن مبدأ الضغط على الحكومة الصهيونية وإجباره على التنازل للسلطة هو أمر مرفوض من وجهة النظر الأمريكية، وهذا ما أكده نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، حيث أكد تمسك بلاده بالدعم الكامل للكيان الصهيوني والمحافظة على أمنه، الذي يعده الأمريكيون جزءاً من أمنهم القومي، دون أن يبدي أي التزامات تجاه السلطة.

 

ويأتي ضمن أهداف الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية غداً إلى المنطقة، احتواء الأزمة بين السلطة والحكومة الصهيونية، لضمان استمرار عملية المفاوضات بين الطرفين، التي تهدف إلى تنفيذ خريطة الطريق والقضاء على المقاومة الفلسطينية وتقويض حركة حماس وإخراجها من النظام السياسي الفلسطيني.

 

ولكن زيارة رايس ستصطدم بالتعنت الصهيوني، الذي يبرره لدى الصهاينة عدم الثقة بقدرة السلطة على السيطرة على الضفة، فوزير الحرب الصهيوني إيهود بارك، وغيره من قادة الكيان الصهيوني، يعتقد أن السلطة ستخسر أمام حركة حماس في أي انتخابات قادمة.  كما يعتقد باراك بأن السلطة لا تستطيع مواجهة حركة حماس عسكرياً، ولهذا فهو يرى أن تجربة حركة حماس مع السلطة في غزة قابلة للتكرار في الضفة المحتلة.

 

هذه العقدة التي تحكم مواقف باراك لها ما يبررها، على الأقل من وجهة النظر الصهيونية والأمريكية، فسلطة تتعاون أمنياً مع الكيان الصهيوني وتأخذ على عاتقها محاربة المقاومة، تحتاج إلى قوة دكتاتورية قادرة على قمع الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى انتفاضة فلسطينية مسلحة تأتي على السلطة والاحتلال في آن.

 

ولذلك ليس بإمكان رايس أن تخفف من عقدة باراك والهواجس الأمنية للحكومة الصهيونية، ولن تملك رايس غير تقديم مزيد من الوعود للسلطة، وبالتأكيد مزيد من الأموال، وكذلك محاولة إظهار بعض إنجازات السلطة، ولكنها حتماً لن تستطيع أن تقلل من أهمية الهواجس الأمنية الصهيونية، ولا تريد أن تمنع الكيان الصهيوني من مواصلة بناء المستوطنات وخلق وقائع على الأرض تمهد لقيام دولة يهودية يطمح إليها الصهاينة.

 

كما أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى عملية أنابوليس على أنها فشلت بالفعل، وأن نتائجها قد بدأت في التلاشي فعلاً، بل تعلم الإدارة الأمريكية أن وعودها بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني هي مجرد أكاذيب تهدف إلى التضليل والخداع، ولكن رغم كل ذلك لن تتوقف الإدارة الأمريكية عن محاولاتها الدؤوبة لتعزيز السلطة وحشد الدعم العربي والدولي لها، إذ إن هذه السلطة هي الخيار الوحيد المتاح للأمريكيين والصهاينة لتمرير سياساتهم وتنفيذ مخططاتهم.

 

تجدر الإشارة إلى أن الأزمة بين السلطة والحكومة الصهيونية لا علاقة لها بغياب رؤية مشتركة بين الطرفين تجاه عملية أنابوليس، وإنما تنطوي هذه الأزمة على عدم ثقة بقدرة السلطة على السيطرة على الضفة المحتلة، وكذلك حرص الحكومة الصهيونية على التنصل من أي التزامات تجاه السلطة، انسجاماً مع السياسية الصهيونية التي تهدف إلى كسب الوقت وضم الأرض ووضع العراقيل أمام أي تسوية، حتى ولو كانت هذه التسوية هزيلة.

 

وفي سياق الضغط على السلطة وإجبار فريق عباس على الرضوخ للمطالب الصهيونية والأمريكية دون أي تلكؤ، يأتي استمرار مسلسل الفضائح الذي تعيشه السلطة، حيث يشعر المتابع لهذه الفضائح وكأنه أمام عرض "ستريب تيز" مقزز لسماسرة فلسطين الجدد.

 

ويهدف الاحتلال من وراء استمرار مسلسل الفضائح إلى استبعاد من لا يستجيب من هؤلاء السماسرة لضغوط الاحتلال، وانتقاء القادرين منهم على خدمة المخطط الصهيوأمريكي، في عملية تهدف إلى إعادة صياغة السلطة وإنقاذها من سقوط حتمي، ولا أستبعد أن يكون رئيس السلطة ذاته من بين من ستحصدهم عملية الاستبعاد، لأنه غير قادر على القيادة والسيطرة على الشعب الفلسطيني.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ