ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المعلم ينسف شعار الممانعة ..

والشعارالثاني على الطريق !

عبدالله القحطاني

شعارا بشار الأسد ، اللذان عاش عليهما ، منذ بداية وراثة الحكم في سورية ، هما :

ـ الاستمرار مع التطوير..على مستوى الداخل . وهذا بديل عن شعار (التصحيح) ، الذي رفعه أبوه ، حين اغتصب الحكم من رفاقه !

ـ الممانعة .. على مستوى الخارج ، وهو شعار بديل عن شعار (الصمود والتصدّي) ، الذي رفعه أبوه في السياسة الخارجية ، ضدّ إسرائيل وأمريكا !

  في المؤتمر الصحفي ، الذي أجراه وليد المعلم ، وزير خارجية سورية ، مع عمرو موسى ، أمين الجامعة العربية ، بعد انتهاء مؤتمر قمّة دمشق ، في (30 /3/2008) نسف المعلم شعار (الممانعة) ، بكل صراحة وجرأة وإصرار! وبتأكيد الرفض مرّتين،  بعد أن سأله مندوب إعلامي سوري ، عن إمكانية سعي سورية ، رئيسة القمّة ، إلى جمع المعسكرين : معسكر الاعتدال ، ومعسكر الممانعة .. إذ أجاب المعلم ، بوضوح عجيب ، وصراحة غير مألوفة ، بأنه ضدّ شيء اسمه (معسكر ممانعة !) وأكّد الرفض مرّة ثانية ، موضحاً أن العرب ، كلهم ، معسكر ممانعة ، حين يتعلّق الأمر بالحقوق ، في فلسطين والعراق .. !

وهذه حالة نادرة وغريبة ، في السياسة السورية ! لعلّ لها تفسيراً ، في الأجواء التي سبقت  القمّة وواكبتها ! ومصدر الندرة والغرابة ، ما يلي :

(1)        الشعار الذي رفضه المعلم ، هو أحد الشعارين الأساسيّين ، اللذَين عاش عليهما بشار، طوال فترة حكمه ، وعيّش عليهما جهاز حكمه كله ، بسائر مؤسّساته ، لاسيّما السياسية والإعلامية منها ! فهل يجرؤ الوزير، على رفض شعار سيّده ؛ الخبز اليومي لإعلامه ، وإعلام أنصاره في لبنان وغيره .. دون أمر، أو إذن ، من السيّد نفسه !؟

(2)        الشعار(المنسوف !) هو أهمّ عنصر يميّز به بشار الأسد نفسَه ، عن الحكّام العرب الآخرين ، (المترامين على أعتاب أمريكا وإسرائيل.. في نظره !) والذين يـُسمَّون معسكر الاعتدال العربي ! فهل يقدِم الوزير، على نسف التميّز الأبرز لسيّده ، ولنظام حكمه كله .. دون أمر من السيّد ، أو إذن منه !؟

(3)        السؤال طرحه إعلامي سوري بارز في التلفزيون السوري .. وقد جاء آخرَ سؤال في المؤتمر الصحفي كله ، وجاء مركّزاً ، ومحدّداً ، وفي عمق المفصل الذي يفصِل بين بشار الأسد والحكّام العرب !

  فما التفسير الأبرز لهذا الطرح ، في هذه المرحلة :

ثمّة معطيات عدّة ، برزت في القمّة ، من أهمّها :

1ـ امتناع الملوك العرب ، جميعاً ، عن الحضور؛ ممّا جعل أيّ متحدّث في القمّة ، يوجّه الخطاب إلى أصحاب السيادة والسموّ ، فقط .. دون أصحاب الجلالة ! وهذه الحالة لا نعلم لها سابقة ، في مؤتمرات القمّة العربية !

2ـ تمثيل بعض الدول ، بمستويات دون الحدّ الأدنى المتوقّع !

3ـ توجيه رسائل ، وملاحظات ، وانتقادات ، شتّى .. حول مواقف بشّار.. لا سيّما من المسألة اللبنانية ، ومن الارتماء في الحضن الإيراني، ضدّ مصالح الأمّة العربية..  وذلك من أطراف عدّة ، مؤثّرة في الساحة .. عربيّة وأجنبيّة !

4ـ الاخبار المتلاحقة ، حول الأوضاع الداخلية المتأزّمة ، سواء على المستوى الشعبي ، أم على المستوى العائلي ؛ داخل الأسرة الأسدية ، نفسها !

   كل ذلك ، ولّد لدى بشار، أنواعاً من الإحساسات القويّة ، من أهمّها : 

ـ إحساس بشار الأسد وأسرته ، بالخطر الهائل ، القادم إليهم ، من التعاون العربي العالمي ، ضدّ حكمهم الشاذّ ، وارتمائهم في أحضان النظام الإيراني !

ـ خطر المحكمة الدولية ، الزاحف بسرعة ، إلى كراسي آل أسد ، وإلى رقابهم .. وحرصهم على تحسين الأجواء ، مع الحكّام العرب ، للتخفيف من وطأته ، أو.. لإبعاده !

ـ إحساس بشار ، وحلفائه في طهران ، بأن مشروعهم الممانع ، بات واضح الأبعاد، مكشوف المرامي والأهداف ! ولم تعد الشعارات ، وحدها ، كافية لتغطيته وتمويهه..! ممّا جعل أيّ مراقب سياسي واع ، يتصوّر أنه ، لو كان في موقع صنع القرار في إيران ، لنصح حليفه بشاراً ، بنوع جديد من المناورة .. لطمأنة الحكّام العرب ، تجاهه ، وتجاه حليفه الإيراني ، مؤقتاً .. مع استمرار اللعبة الأصلية الاستراتيجية للحليفين ، محافِظة على زخمها ، متسلّحة بذكاء إضافي جديد !

* مِن ها هنا ، سَمح بشار، لوزير خارجيته ، بنسف شعار الممانعة ، برغم ما سيحدثه هذا النسف ، من إرباك ، لدى إعلاميّي بشار، وحلفائه في لبنان .. ريثما يعَدّ شعار جديد ، يسوّغ بعض ممارسات بشار وحلفائه ، على الساحتين السورية واللبنانية.. ويمِدّهم بما يحتاجونه ، من ادّعاء التميّز، ويقدم للناس مسوّغاً لوجودهم ، في مواقعهم التي هم فيها !

* وإذا كان الشعار الخارجي ، من شعارَي بشار، قد نسِف .. فلمْ يبق لديه ، إلاّ الشعار الداخلي ؛ شعار (الاستمرار مع التطوير!) وهو شعار خاصّ بمخادعة شعبه ، داخليا ! وهنا .. يبدو أن بشار، سيجد نفسه مضطراً ، للقبول بكشف حقيقته ، عاريةً أمام الناس ؛ وهي : أنه يريد البقاء في كرسي الحكم ، بصرف النظرعن أيّ شعار! لأن الشقّ الثاني ، من هذا الشعار الداخلي ـ ألا وهو: التطوير ـ لدى التحليل ، بل لدى النظر العادي البسيط .. مخجِل لبشار؛ إذ لم يطوّر أيّ شيء في البلاد ، في الاتّجاه الأحسن .. بل جاء تطويره ، كله ، في الاتّجاهات السيئة ؛ سواء على المستوى السياسي ، أم على المستوى الاقتصادي ، أم على المستوى الخلقي ..! إضافة إلى إدخال إيران ، الدولة الغريبة ، على خطّ السياسة الداخلية ؛ بل الهيمنة الداخلية ، على كثير من المفاصل الحيوية في البلاد .. ممّا يعَدّ تطويراً بشعاً ، على المستوى الوطني الداخلي ، وعلى المستوى القومي الخارجي .. ! ذلك أن السياسة الخارجية ، إنما تُصنع في المطبخ الداخلي ؛ مطبخ المصلحة الوطنية العليا ! فإذا كان طبّاخ المصلحة الوطنية السورية ، هو المندوب السامي الإيراني في دمشق .. فأيّة مصلحة سورية ، داخلية أو خارجية .. ستراعى ، متقدّمة على المصلحة الإيرانية ، أو منفصلة عنها !؟

 وهنا.. بدأت تبرز في الخطاب الإعلامي ، لدى ساسة الحكم الأسدي ، وإعلاميّيه ، وبشكل منهجي مكثّف .. مظاهر التركيز على العروبة ، واللحمة العربية ، والقيم العربية ، والانتماء العربي ، والأهداف العربية .. وذلك لإفهام الناس ، أن حكاية المشروع الإمبراطوري الفارسي ، الذي يخيف أبناء المنطقة ، لم تعد واردة في سياسة بشار .. فالاندماج العربي ، أحبّ إليه من التحالف الفارسي ضدّ أبناء أمّته العرب !

 لكن المناورة تبدو مكشوفة الأبعاد ! لأن هذا التظاهر بالاندماج ، جاء متأخراً ، بعد أن يئس الحكّام العرب ، من بشار ونظامه ، من ناحية .. ولأن الالتحام الأسدي ، مع المدّ الإيراني ، بلغ مرحلة ، يصعب جداً التراجع الفعلي عنها ، إلاّ بعملية قيصرية ، قد تطيح بنظام بشار كله ، أو تحدث فيه تغييراً جوهرياً كبيراً جداً ! وهذا ما ستكشفه الأسابيع والشهور القادمة !

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ