ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

أيّها الحكّام – لا تضيقوا ذرعا بالمعارضة

غسّان النجّار*

النظام المتحضّر هو النظام الديمقراطي الذي يقبل ويستوعب الرأي والرأي الآخر والنظام المتخلف هو النظام الشمولي الفرعوني المتحجر الذي يقول لشعبه ما قاله فرعون ( ما أريكم الاّ ما أرى وما أهديكم الاّ سبيل الرشاد)0(غافر -29 )

النظام الشمولي : هو نظام لا يسمح لشعبه أن يفكّر الاّ ما يفكّر هو ولا ينطق الاّ ما ينطق هو ولا يسمح أن يسبّح أحد الاّ بحمده 0

النظام الشمولي : هو نظام استبدادي ، لايقبل أن تنشأ في الوطن حركة ولا سكنة الاّ بإذنه ، ومرة ثانية على لسان فرعون يقول للمعارضين الرافضين ربوبيته واستعلاءه : ( آمنتم له قبل آذن لكم ، انّه لكبيركم الّذي علّمكم السحر)(طه-71)

فالتهمة جاهزة هي السحر –في حينه – والتهمة جاهزة هنا –الآن – هي : أذناب الاستعمار وأتباع الامبريالية أو تهمة تقويض النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي أو وهن الأمة ، وكأن النظام هو منزل من السماء وليس تأليف بشر يخطئ ويصيب 0

النظام الديمقراطي هو النظام الذي يسمح بحريّة التعبير ، هو الّذي يقبل النقد ، هو الّذي ينزل على إرادة الشعب ، هو الّذي يعترف بالرأي الآخر ، فالناس لم يخلقوا طبعة واحدة ( فوتو كوبي ) من حيث الشكل والفكر والسلوك والتعبير وصدق الله العظيم ( ولو شاء ربّك لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين الاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم ) 0(هود-118-119)

قلت للسيد عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث في آذار من عام 1980 : دعوا الأفكار تتلاقح والرؤى تتصارع بشكل سلميّ وحضاري فالفكر ليس مقصورا على فكر البعث ، ولن يستعمل أحد العنف طالما سمح له بإبداء رأيه بشكل هادئ وأعطي مساحة من حرية التعبير والبقاء دائما للأصلح (فأمّا الزبد فيذهب جفاء وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) (الرعد-17) (ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) (يونس-99 ) صدق الله العظيم

إذا لااكراه في الإيمان والدين ، لا اكراه في العقيدة ، لا اكراه في الفكر ، لا اكراه في التبعية ، لا اكراه في المعارضة ، لا اكراه في الموالاة ، لا اكراه في السلوك 0

يا حكّامنا ( الأجلاّء ) : لقد تغيّر العالم من حولنا ، لقد ذهب تشاوشيسكو وجيفكوف وغيرهم كثير وبقيت الأمم ، ونحن لا زلنا نحصي على الناس أنفاسهم وهمساتهم وحركاتهم ، ونتنصت على الأجهزة الهاتفية والمحمولة ونحجب المواقع الاليكترونية  !! ماذا عليكم لو استفدتم من عشرات الألوف من العيون والمخبرين لتكون قوى عاملة منتجة في مشروع اقتصادي ، في عمل اجتماعي ، في محو أمية ، في عمّال  بلدية 0

إن مبادئ وقيم حريّة التعبير وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة ، ليست غريبة علينا ولا عن تاريخنا وتراثنا ، فنحن لم نستلهمها من الغرب ، ولا تقولوا ، إن لدينا ديمقراطية تناسب مجتمعنا ، فهذا الثوب لايستر عورة كما أن قرص الشمس لايحجبها غربال 0

إن تراثنا يروي أن الخليفة العادل عمر ابن الخطّاب – حاكم الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر – يتراجع عن قانون يريد أن يسنّه لتحديد المهور أمام اعتراض امرأة من عامّة الناس فيقول : أصابت امرأة وأخطأ عمر 0

وينبري أمامه رجل بسيط قائلا له : لاسمعا ولا طاعة ، ولماذا ؟ لأن ثوب الخليفة أطول من ثياب المواطنين !! ، وقد وزّعته الدولة على الناس بالسواسية ، ولما شرح له الخليفة أنّه وصل ثوبه بثوب ابنه عبد الله يردّ المواطن مرتاحا : الآن نسمع ونطيع ياعمر 0

هذه هي ديمقراطيتنا ! هذا هو تراثنا ! هذا هو الحاكم الّذي حرّر جيشه العرب ووحّدهم بعد أن هزم جيوش الروم وفارس في أرض الشام والعراق ، لاتمنعه نشوة النصر أن يحمل كيس الطحين على ظهره ليوصله الى امرأة فقيرة في أقصى المدينة  0

في التاسع من آذار من العام الفائت 2006 اشتركت في اعتصام دعت إليه قوى إعلان دمشق مطالبين بإلغاء حالة الطوارئ المعلنة منذ عام 1963 ؛ رأيت فتية وشبيبة أغرار ومن ورائهم عناصر المخابرات وقد شحنهم النظام ، يهاجموننا بقولهم : أنتم أتباع أمريكا ، تماما كتهمة السحر التي وصم بها فرعون موسى والمؤمنين ( انّه لكبيركم الّذي علّمكم السحر ) ؛ قلت لأحد أفراد الشرطة وهو يراقب ببرود زائد مواطنا يحتجّ على حالة الطوارئ والأحكام العرفية وقد هجم عليه رجل ضخم من رجال المخابرات ، ينهال عليه ضربا ولكما ، قلت له لماذا لاتدافع عن هذا المواطن الأعزل – اللهم الاّ من إيمانه ولسانه - ؟؟ ! أليست الشرطة في خدمة الشعب ، فيردّ قائلا : لايوجد أوامر!

وفي المقابل ؛ سألني أحد الأشخاص ، لماذا أنت تعترض على إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية ، ألسنا في حالة حرب مع إسرائيل ؟! قلت بلى ألا ترى أنّنا نقضّ مضاجع إسرائيل منذ عام ثلاث وسبعين في كر وفر كي نستردّ الجولان ،! وتابعت قائلا : إن إعلان حالة الطوارئ هو النقيض لسيادة القانون وعليه فالقانون هنا معطّل وموضوع على الرف !  ألا ترى أنّك تشعر بالأمان والراحة عندما تكون في بيتك ثمّ فجأة يقرع بابك ليلا طارق بقوة وعنف قائلا : افتح الباب ؛ أمن (مخابرات ) ؛ ألا ينخلع صدرك وتتسارع دقّات قلبك ، لأن هؤلاء سيخطفوك إلى مصيرمجهول ؟؟! هؤلاء يتصرّفون خلاف القانون العام ، خلاف الدستور ، في ظل حالة الطوارئ المعلنة منذ ثلاث وأربعين عاما ونيف  !!

لقد قضيت اثني عشر عاما في المعتقلات – بدون محاكمة – بموجب قانون الطوارئ – لا لشيء سوى أن نقابة المهندسين والنقابات العلمية كافة اتّخذت قرارا بالإجماع في عام 1980 للاحتجاج على حالة الأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية ومداهمة البيوت العشوائية والاعتقالات الجماعية 0

أليس من حقّي –بعد كل هذا – أن أحتجّ على إعلان حالة الطوارئ سلميا ،حتّى دون أن أقطع طريق أو أمسّ شعرة عابر سبيل ، أليس من المفارقة العجيبة أن ندعم المعارضة اللبنانية وقد صار على إضرابها واعتصامها وقطعها الطرقات ما يزيد عن خمسين يوما ، ولانتحمّل نحن أن نهمس بكلمة معارضة !! 0

يا شعبنا    يا شبابنا   والله إن لم نعل صوتنا ، ننتصر لكرامتنا ، إن لم ندافع عن حرّيتنا ، لن يرحمنا ربّنا ولن نستطيع أن نقف في وجه أعداء الأمة والوطن من إسرائيل وغيرها ، فوطن حرّ لايدافع عنه الاّ مواطنون أحرار ، غير مكبّلين بالأغلال ، غير مكمومي الأفواه وصدق الله العظيم (ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون )(هود-113) وقول الرسول (ص) : إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقابه  0

كم كان منظرا جميلا ورائعا يوم اشتركت العائلة كلّها : زوجتي وأولادي وأحفادي وزوجات أولادي ،رافعين العلم السوري تجاه مقبرة هنانو في مدينة حلب في السابع عشر من نيسان من عام 2006 في ذكرى جلاء المستعمر ،

كان الناس ينظرون بإعجاب وفخر وهم يرون أحفادي يقرؤون الفاتحة على روح المجاهد إبراهيم هنانو أمام قبره، ثم ينشد الجميع النشيد السوري مع مجموعة كبيرة من الناس من قوى إعلان دمشق وغيرهم ثم ينفضّون بشكل سلميّ إلى بيوتهم ؛ يومها وقفت الأجهزة الأمنية موقفيا وطنيا عقلانيا –نأمل أن يصبح ديدنها – حيث بقيت مفرزة أمنية ترقب عن بعد هذا الحشد الوطني بمناسبة عيد الجلاء 0

انّه من الوهن والضعف حقّا أن تمرّ مناسبة إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية في التاسع من آذار القادم فلا نستنكر ولا نطالب بإلغائها 0

ومن المعيب أكثر أن تقمع الدولة هذا الاحتجاج السلمي والحضاري ، وإذا كان النظام يريد أن يحسّن صورة حقوق الإنسان في سورية أمام العالم ، فعليه أن يعطي هامشا لصوت المعارضة ويعترف بها  ، هذه المعارضة لن تركب دبّابة أجنبية أووطنية ولن نستقوي بالخارج على أمّتها ووطنها ولن تكون الاّ صفّا واحدا تجاه أعداء الخارج المتربصين به 0

وفي المقابل على الدولة أن تتعامل بشكل حضاري مع مواطنيها، كما تتعامل الدول الديمقراطية حيث تقوم الشرطة بحراسة وحماية المسيرات والمظاهرات السلمية، فهذه هي مهمّتها، لا أن تقمعها، 0

إنني أتطلّع أن تخرج المعارضة والناس جميعا في كل محافظة ، شيبا وشبابا ، عائلات وفرادى ، للاحتجاج على حالة الطوارئ والأحكام العرفية المعلنة وذلك في التاسع من آذار القادم والتي اكتوى بنارها غالبية شعبنا المسحوق0

إنني أتوق أن أحمل حفيدي على كتفيّ رافعا العلم السوري ،   فلتخرج العائلات كلّها مطالبة بإلغاء هذه الحالة الاستثنائية والقابعة على صدر شعبنا والتي تلغي آدمية الإنسان وكرامة المواطن ، فان أصابتني ضربة قاضية من الجلاوزة   فقد متّ شهيد   وأحفادي سيمضون بنصر جديد     أخذوهم على اثرنا    وفوج اثر فوج جديد     إلى أن يتحقق النصر والحلم الموعود ؛ عرس الديمقراطية المجيد      وصدق الله العظيم :

 (كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قويّ عزيز ) (المجادلة-21)

وبلّغ رسوله الأمين ( ص ) : "سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى حاكم جائر فأمره ونهاه فقتله "0

ما أريد الاّ الإصلاح – ما استطعت – وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب 0

* عضو لجنة التنسيق والمتابعة –عضو مكتب الأمانة في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

Ghassan-najjar@maktoob.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ