ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 27/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

قضية الرسوم المسيئة والتطاول على المقدسات

بقلم : محمد خليفة

في كتابه :"دفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد منتقديه" والمنتقصين من قدره للفيلسوف عبد الرحمن بدوي ، يؤكد الكاتب أن مبدأ الخير هو غاية الكمال الأخلاقي والكلمة التي بها توجد كل الأشياء وبدونها لم يكن شيء مما كان .  ويورد في كتابه ، أن فكرة المثل الأعلى للكمال الأخلاقي للإنسانية ، تقوم أخلاقياً على عدم التعرّض للمقدسات .  ويقول :"خلال تتبعي للمفاهيم التي تبناها الأوروبيون حول نبي الإسلام محمد ، انتابني الذهول من جهلهم المطبق ، وعدوانيتهم الواضحة ، وأحكامهم المسبقة المتأصّلة ، وتحزبهم الطاغي ضد خصومهم .  وهذا لا ينطبق فحسب على الشعب الجاهل والساذج ، ولكنه ينطبق أيضاً على أكبر علمائهم وفلاسفتهم ورجال الدين والمفكرين والمؤرخين ، حتى أنه خلال القرون التي شهدت انطلاق الفكر الأوروبي من القرن الثاني عشر وحتى القرن السابع عشر ، لم يكن لدى أي من هؤلاء المفكرين الشجاعة في تحري المعرفة الحقة والموضوعية عن الإسلام ومؤسسه" .  وكذلك المعدل الرهيب من الأكاذيب التي ساقها الكتّاب البيزنطيون والأوروبيون في موضوع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي أصبح أكبر أعداء الأوروبيين .  كما كان الهجوم عليه هدفاً للإمبراطورية البيزنطية وأوروبا سواءً على الصعيد الإيديولوجي أو على الصعيد الدعائي من جانب المؤرخين وآخرهم موقع "آفاق الإخباري" ، ومقره واشنطن ، الذي قال إن كاتباً إماراتياً طالب في مقال له منشور في صحيفة "الاتحاد" في 12/3/2008 بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية المسيئة إلى النبي محمد في صحيفة "الاتحاد" الظبيانية .  وأضاف "لا يمكن أن نطلق عليها رسماً كاريكاتورياً ، فهي خربشات ولا تستحق كل ذلك الانفعال والغضب اللذين شاهدناهما في الشارع العربي" .  وقال :"من المهم أن نعترف أن للدنمارك والغرب مواقف جيدة من العرب وقضايا المسلمين بشكل عام" .  والواقع أن ما يدعو إلى الدهشة هو تلك الجرأة على الحق التي يتعمدها كاتب المقال في صحيفة "الاتحاد" ، فهو يدّعي أن تلك الرسوم ، التي تصوّر نبي الرحمة ونبي الإنسانية النبي محمد /عليه الصلاة والسلام/ بأشكال مشينة ، لا تسيء إلى الإسلام والمسلمين ، وأنها لا تعدو أن تكون "خربشات" .  ومع إيماننا بأن هذا الكاتب يعلم في قرارة أعماقه أن تلك الرسوم مسيئة ، غير أنه يتجاهل الحق وينطق بما ليس يعتقد ، مع أن الكتابة أمانة ، والكاتب يجب أن يمثل ضمير ووجدان أمته ، لا أن يكون بوقاً للمتربصين بها .  ولا شك أن تلك الرسوم مسيئة بشكل جارح ، فإحداها تصوّر النبي الكريم يرتدي عمامة ، وتلك العمامة فيها فتيل مشتعل ، مما يعني أن رأسه الشريف ، قنبلة ، وفكره مليء بالعنف ، ودينه يقوم على القتل والإرهاب ، وإنه لا يوجد في أدمغة المسلمين المؤمنين بدينه سوى الشرّ .  ولا يخفى على كل ذي عقل ، أن راسم هذا الكاريكاتور ليس هاوياً وما بدر منه ليس مجرّد "خربشات" ، بل إنه متعمّد الإساءة إلى النبي والإسلام بسبب الحقد العنصري الذي ملأ قلبه .  وكان يمكن أن يعتبر هذا الكاريكاتور وسواه من قبيل الإثارة لو لم تنشر في أربع صحف دنماركية في البداية ، ومن ثم ، مؤخراً تم نشرها في كل الصحف الدنماركية ، وتمت المدافعة عنها بدعوى أن ثمة حرية للتعبير في الدنمارك وفي بلاد الغرب الأخرى وأن من حق الدنماركيين وغيرهم من شعوب الغرب أن يفعلوا ما يشاؤون طالما أنهم أحرار .  لكن لو سألتهم ، لماذا لا تتحدثون عن ما يسمى "محرقة اليهود" في الحرب العالمية الثانية ، ولماذا رفعتم تلك المحرقة المزعومة إلى مرتبة المقدس ، فإنهم سوف يتهرّبون من الإجابة وسوف يتهمون السائل بالعداء لما يسمى "السامية" مع أن السائل قد يكون سامياً أبّاً عن جدّ .  إلاّ أن ذلك لا ينفعه ، لأنه ليس في عرف الغرب من ساميين سوى اليهود .  ومن المؤسف أن نجد من أبناء جلدتنا من يدافع عن تلك الحرية الكاذبة الموجودة في الغرب ، ومن يرى أن تلك الرسوم الكاريكاتورية التي تخدش حياء كل مسلم وكل شريف على وجه الأرض ، لا تستحق كل ذلك الانفعال والغضب عند العرب والمسلمين.  فإذا كانـت تلك الرسوم المسيئة لا تستحق الغضب والانفعال ، فما هو ـ يا ترى ـ الشيء الذي يستحق ذلك ؟.  ثم إن كاتب المقال يخالف الواقع عندما يقول إن للدنمارك والغرب مواقف جيّدة من قضايا المسلمين .  ونحن نسأله : أين هي تلك المواقف الجيّدة ؟.  إننا نتمنى من كل قلوبنا أن يكون الغرب الأوروبي والأمريكي الشمالي ، حليفاً لنا ، لكن هيهات منّا ذلك .  فهذا الغرب كان وما يزال السبب في كل المصائب التي حلّت بنا كعرب وكمسلمين .  فمن قسّم بلادنا العربية ، ومن زرع إسرائيل في أرض فلسطين ، ومن يدعم هذا الكيان العنصري الغاصب بالمال والسلاح والمواقف السياسية ، أليس الغرب هو من يدعمه ؟.  ماذا قدّم الغرب لنا من خير حتى نشكره ؟.  قد يقول أحدهم ، إنه قدّم هذه الثورة الصناعية بما فيها من آلات وأدوات وعقاقير طبية ومنافع إنسانية .  ونحن ، إذ نعترف بفضله في هذا المجال ، والفضل قبل كل شيء لله ، فإننا نقول إنه ليس وحده من صنع هذه الثورة ، لأن لروسيا واليابان دوراً أساسياً في الاكتشافات العلمية .  وأيضاً ، فإن الغرب لا يعطينا شيئاً إلاّ بثمنه ، بل وبأضعاف ثمنه .  كما أنه سرق ثروات وخيرات الشعوب الفقيرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا .  ولله الحمد ، إنه لم يعد اليوم المصدر الوحيد للصناعة ،  فقد دخلت دول مستضعفة كالصين والهند ، وماليزيا ، والبرازيل إلى هذا الميدان ، وبالتالي ، فإن عصره الوبيء آيل إلى الأفول لا محالة ، وهو إذا سقط ، فإنه سيأخذ معه جوقة المتاجرين بالكلمة من أبناء هذه الأمة .

*كاتب من الإمارات medkhalifa@maktoob.com

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ