ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 27/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

شعاعات الشمس

 تفرش لسوريا طريق الحرية

جان كورد

(( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون – صدق الله العظيم))

في أيام الذكرى العظيمة، ذكرى المولد النبوي محمد (صلى الله عليه وسلم) وفي ذكرى اليوم الجديد ، نوروز الحرية والربيع الطلق ، تم اغتيال (محمد ومحمد ومحمد)...نعم تم اغتيال (محمد) ثلاث مرات...امتزجت دماؤهم بتراب الأرض التي ولدوا عليها وهم في مسيرة سلمية انطلقت لتحيي الذكرى الدينية والذكرى القومية على حد سواء... كانوا بلا أسلحة عندما اعترضهم الطغاة، كانوا مسالمين، يمارسون حقهم الإنساني في التظاهر والاحتفال، وكانوا أكرادا كآبائهم وأجدادهم، يقاومون بصرخات حناجرهم وقمصانهم المبللة بعرق الكفاح اليومي من أجل لقمة العيش الكريمة... ولكن متى كانت جيوش الظلام ووحوش الهراش تفرق بين المدنيين والمحاربين، بين المطالبين بحقوقهم في سلام وبين المقاتلين بالسلاح؟...

شعاعات جديدة للشمس اخترقت ظلمات السجون وأيقظت سوريا المجازر والمقابر، وألقت بحزمة ضوء جديدة، لتشكل عمودا نورانيا يغمر البلاد من شمالها إلى جنوبها، ولتجمع في اطارها كل السوريين الذين يلعنون الظلام وينشدون للحرية والسلام.

لو كنت شاعرا لألقيت قصيدة تثير الأحزان والدموع، لو كنت خطيبا متفوها لدبجت خطبة وداع نارية لهؤلاء الشباب الذين تخيم أرواحهم الطاهرة في سماء بلادنا، ولو كنت رساما لنقشت نظراتهم التي تعكس آلام أمة مظلومة على لوحة تبقى شاهدة على جور الحاكمين في بلادنا، ولكنني لست هذا ولا ذاك، ولذا أكتفي بتذكير الذين أطلقوا رصاصات الغدر التي استشهد بها (محمد) ثلاث مرات في يوم واحد وبتذكير من أصدر إليهم الأمر ومن يقف وراء الآمرين بالآية الكريمة هذه  التي هي وعد رباني، والله تعالى لايخلف وعده...

(( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون – صدق الله العظيم))

أقول بصراحة الكوردي الجبلي بأن على النظام الأسدي أن يخاف الكورد السوريين بعد اليوم، لأنهم مستضعفون  في مواجهة طغاة وفراعنة ومجرمين، والله تعالى لن يقف مع هؤلاء المستكبرين، بل مع المستضعفين لأنه وعد بذلك... على رأس النظام القابع وراء الأسوار والأسلاك والمتاريس والمحارس في ما أطلقوا عليه اسم "قصر الشعب" سخرية وكذبا ودجلا، أن يأخذ حذره من الكورد الذين سينتقمون لضحاياهم، إن لم يكن اليوم فغدا، وان غدا لناظره قريب...الكورد لن يقبلوا بعد اليوم بأن يلعبوا دور الضحية والقرابين في كل مناسبة وكل احتفال، ولن تستطيع قوة في العالم صدهم بعد انطلاقتهم الكبرى في آذار 2004 عندما حطموا تماثيل ورموز الدكتاتورية الأسدية في طريقهم صوب الحرية...كان صدام حسين أيضا يستخف بهم، فأين هو صدام اليوم؟، وكان "أبو الأتراك" أيضا يعلن عن "موت الحلم الكوردي!" بعد سلسلة من المجازر البشعة التي ارتكبتها جيوشه بحقهم، فهاهم الكورد  قد انسلوا من المقبرة من جديد وتهتز تحت أقدامهم شوارع ديار بكر وموش ووان ونصيبين وحتى استانبول وأنقره وهم يهتفون للحرية وللسلام ... فلا يظنن أحد بأن الكورد خراف أو ضعاف، بل هم أسود كجدهم صلاح الدين الذي أقسم اليمين بأنه سينتقم من الذين أراقوا دماء الحجاج الأبرياء وبر بقسمه بعد حين...و هؤلاء الشباب كانوا حجاجا بسطاء مسالمين على الطريق صوب الحرية ومن أجل وطن سوري تسوده رايات السلام، فتصدت لهم  جحافل الظلام لتمنعهم من متابعة المسيرة وتصدهم عن ينابيع الحرية، لأنهم أكراد ولأنهم سوريون يرفضون المذلة والعبودية...فهل ستمر هذه الوحشية أيضا دون عقاب، مثلما مرت انتفاضة آذار قبل أعوام، دون أن تهتز قلوب زعماء وقادة الكورد ؟ لا أبدا... لذا أقول: على النظام الأسدي أن يخاف بعد اليوم من الكورد فالسيل العارم الذي سيتحرك من شمال البلاد سيدك قصوره ويجرف دباباته ويفتح أبواب معتقلاته وسيرمي بالظالمين إلى مزبلة التاريخ، مثل فرعون وهامان وجنودهما...مثل تشاوتشيسكو وميلوزوفيتش وبينوشيت وبول بوت، ومثل صدام حسين ووزير اعلامه الصحاف وعلي الكيمياوي وكل المجرمين الذين ساهموا في تقتيل البشر...

الخطاب الكوردي سيشتد لهجة بعد اليوم، والكورد سيطرقون أبواب المجتمع الدولي بقوة، حتى يتم فتحها، فدماؤهم دماء بشرية مثل دم الحريري الشهيد وكل الأحرار اللبنانيين الذين سقطوا برصاص الغدر وتمزقت أجسادهم بقنابل الإرهاب السوري، ومثل دماء المنتفضين في التيبت أو في فلسطين... الكورد سيزدادون التصاقا بالوطنيين السوريين لأنهم جزء منهم ، ومأساتهم واحدة، ويتعرضون جميعا لهجمات نظام متخلف عن العصر ومتأخر عن ركب الحضارة الإنسانية، وسيضغطون بشدة على أحزابهم العديدة لتتوحد وتتماسك في وجه الهجمة الجنكيزخانية القذرة لزبانية النظام السوري المجرم ، والذين يرفضون التوجه صوب خندق المعارضة الحقيقية سيسقطون بين الأقدام وستدوسهم النعال وسيتم طي صفحتهم في التاريخ الكوردي مرة وإلى الأبد لأنهم لم يتقدموا مسيرة شعبهم ولم يتمكنوا من حمل مسؤوليتهم التاريخية في هذه الحقبة المظلمة... وسيظهر بلا شك من يرفع الراية ويتقدم الصفوف ويعلنها انتفاضة مستديمة حتى النصر، وحتى تحرير سوريا من الطغمة المجرمة هذه...ولابد أن يأتي ذلك اليوم الذي سينتقم فيه الكورد من القتلة ويثأر لمحمد ومحمد ومحمد...

وأقول بصراحة: "الراية الكوردية بألوانها الزاهية والشمس التي تتوسط بياضها لم تعد راية للقوم الكوردي فحسب، وانما راية الثورة والانتفاضة ضد الدكتاتورية في الشرق الأوسط" وآمل أن لايجد الأحرار السوريون بعد الآن غضاضة في رفعها لأنها تعبق برائحة الدم الزكي الطاهر الذي تريقه جحافل الموت وجيوش الظلام."

نعم، على نظام الأسد أن يخاف من الكورد السوريين منذ الآن ويحسب حسابه بأن المعركة بينه وبين الشعب الكوردي ستزداد ضراوة وشراسة وبأنه الخاسر الكبير في النهاية لأن الله تعالى لن يخزي المستضعفين ، تماما مثلما لم يخز أهل حلبجة وانتقم لهم من صدام حسين وجنوده بأن سلط عليهم من جاء من خلف القارات والبحار والمحيط  كالرياح العاتية أو كالسيل العارم وتمكن من ازاحتهم واسقاط تماثيلهم وتدمير قصورهم وتشتيت عوائلهم في أقل من عشرين يوما، وكأن كل تلك الأحداث كانت حلما من الأحلام، أو أن ذلك العهد الطويل من الدكتاتورية لم يكن موجودا البتة...والعالم لايزال يتساءل: لماذا وكيف وبأي سبب؟... وفي النهاية اعدام كبيرهم كما في المسرحيات الهزلية...

الله قادر على أن يفعل ما يشاء، وهو القائل (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض – السورة 2/ 251)) وليس لنا إلا أن نعتبر مما جرى في العراق، حيث ظهرت كل المقابر الجماعية للعيان، ونشرت الحقائق الدامغة أمام المحاكم، وتم جر المجرمين مكبلين بالأصفاد إلى المعتقلات، وهرب منهم إلى الخارج من تمكن من انقاذ جلده، وهكذا هو حال كل الدكتاتوريين ومجرمي التاريخ البشري، خزي  في الحياة الدنيا وفي الآخرة عذاب أليم....

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ