ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مَن عجز عن نصرة نفسه ، فهو عن نصرة غيره أعجز!

ماجد زاهد الشيباني

  ابتلاء الشعوب بالاستبداد ، فترات طويلة ، يصيبها بأمراض شتّى ، من الخوف المزمن ، والإذعان ، والقلق ، وعدم المبالاة ، بما يجري عليها ، وعلى أوطانها ! كما يصيبها بالإحباط ، وباليأس من إصلاح أحوالها ، واليأس من قدرتها على الإصلاح .. فتبدأ بالنظر إلى خارج بلادها ، تترقّب ، بصورغامضة ، إصلاحاً يأتيها من جهة خارجية ، قادرة على إنقاذها ، من بلاء الاستبداد المزمن ، الذي تعاني منه ! وأحياناً تزداد نسبة الإحباط ، لديها ، مع زيادة الألم والقهر .. إلى أن تتمنّى قدوم الشيطان ، نفسه ، لإنقاذها من الشيطان الجاثم على صدرها .. أملاً في أن يكون الشيطان القادم الغريب ، أخفّ وطأة عليها ، من الشيطان القابع على صدورها ، والذي جرّبته طويلاً ، فلم تجد لديه سوى الكوارث والمصائب ! وتَسهـُل لديها ، والحال هذه ، كل عداوة في الدنيا ، عرفتها عند الأمم الأخرى ، فتراها أهون من عداوة حكّامها ، الذين يذيقونها مرّ العذاب ، تحت شعارات خادعة زائفة ، مثل الوطنية والقومية والسيادة ، والصمود والتصدّي والممانعة ، ومجابهة المشروعات المعادية ..! في الوقت الذي ترى فيه هذه الشعارات ، مجرّد أغطية فاسدة ، لحقيقة حكم فاسد ، يغطي نفسه بها ، ليظلّ مستأثراً بحكم البلاد ، ونهب خيراتها ، واستعباد أهلها ، إلى أبد الآبدين .. ويورثها لمن بعده من أبنائه ، كما يورث صاحب العقار عقاره ، وصاحب العبيد عبيده !

  الشعوب الواعية تفضّل، في العادة ، الاستنجاد بالأقربين ! أو تحلم بأن يهبّ الأقربون إلى نجدتها ، حتى لو لم تطلب منهم ذلك ، ماداموا قد عرفوا ماتعانيه ، من مآس وكوارث ! فتبدأ بالتلـفّت يمنة ويسرة ، تستعرض حال هذا القريب وذاك ، والثالث والرابع .. لترى أيّهم أحرص على نصرتها ، وأقدر من غيره على هذه النصرة ! ثم تكتشف أن زيداً يريد النصرة ، لكنه عاجز ! وأن عَمراً لا يمانع في النصرة ، لكن لديه مشكلاته الداخلية الخاصّة ، وأن فلاناً مكبّل بقيود داخلية ، تشلّ يديه عن النصرة، وأن فلاناً الثاني ، مكبّل بقيود خارجية ، وأن فلاناً الثالث يحسب كلفة النصرة ، ليعرف كم يقبض منها ، وكم يدفع ! وأن فلاناً الرابع ، له مصلحة في بقاء الحاكم الظالم الفاسد الحالي ، في منصبه ، لأن حاليهما في بلديهما متشابهان ! وأن فلاناً الخامس ، يرى في رفع البلاء ، عن الشعب المسكين ، خطراً على أمنه القومي ، أيْ: على كرسيّه !

  ثم يكتشف الشعب المسحوق ، أنْ ليس ثمّة أحد من أقاربه ، يرجى لمساعدته ! فيصرف نظره بعيداً ، إلى ماوراء البحار ، ليبدأ باختراع أمل جديد ، لنفسه ، حتّى لو كان أملاً كاذباً ! وحتّى لو كان في تحقيقه دمار للبلاد والعباد .. على مبدأ : عدوّ يحميني ، خير من أخ يأكلني ! فتضيع الدول ، واحدة بعد الأخرى ، كم ضاعت دول غيرها ! وما بلاد الأندلس ، إلاّ مثل حيّ صارخ ، لهذا المبدأ السقيم !

فهل يعيد التاريخ نفسه ، أم يهبّ شعب سورية ، ليقدّم التضحيات ، التي لن يقدّمها له ، عنه ، أحد .. كي ينقذ نفسه بنفسه من نير الاستبداد ، ولكي يتمكّن من حكم نفسه بنفسه !

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ