ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 17/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

صورة العرب والمسلمين في الاعلام الغربي

بقلم : د. محمد محمد بدوي وهبة  

لا يخفى على ذي بصيرة ماللإعلام بأشكاله المتعددة من أثر وتأثير كبير على شرائح الناس أجمع.. فهو يعد اليوم علماً له قواعده وأصوله، والممارسة العملية لم تعد كافية للتقدم في المسيرة الإعلامية من صحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة وسينما وإعلان ودعاية.. ولذلك توجهت معظم الدول في العالم إلى إنشاء معاهد ومراكز جامعية للتخصص في دراسة علوم الإعلام وفنونه.

 

وإذا ما قرأنا في تاريخ الإعلام ووسائله وأساليبه فإننا سنفهم لماذا وصف هذه العصر بعصر المعلومات والمعلوماتية.. ويمكننا القول: إن الأقوياء هم الذين يمتلكون ناصية الإعلام ويسيطرون على قنوات الاتصال التي ينتقل الإعلام من خلالها إلى الجماهير الواسعة وتتأثر به ويؤثر بها.

 

ومن أهم العلوم الإعلامية فن التأثير على الرأي العام الذي يقوم على دراسة التأثير المباشر وغير المباشر للدعاية السياسية أو الإعلامية على الفرد وكيف يتفاعل معها ويتأثر ويؤثر عليها.

 

فالإعلام بجميع فنونه ووسائله الاتصالية فعالية يتأثر بها الجمهور فيعبئ الرأي العام..

 

وبالنظر إلى الإعلام العربي والإسلامي نجده وللأسف محدود التأثير إلى يومنا هذا –مع بوارق أمل تلوح في الأفق- ومحدودية هذا التأثير تعود إلى أسباب عديدة ليس موضوع محاضرتنا هذه محلاً لها.

 

إلا أن الأثر الأكبر نجده اليوم للإعلام الغربي والذي أستبق الحديث عنه بالقول: إنه واقع تحت تأثير اللوبي الصهيوني الحاقد، والذي يضمر الشر والكره لا للعرب والمسلمين فحسب بل لكل من ليس من بني جلدته.

 

لذلك نجد هذا الإعلام اليوم يكرس صورة نمطية عن العرب والمسلمين تجعل المجتمعات تنفر منهم وتناصبهم العداء.

 

وهنا لابد لنا من لمحة تاريخية ولو موجزة عن كيفية امتلاك الصهاينة لناصية الإعلام.. فلقد نجح اليهود المتصهينون في غسل دماغ الرأي العام العالمي وخاصة الأمريكي والأوروبي وتغيير صورة اليهود في عينه وفكره.. ولكن كيف تمّ ذلك؟!

 

لم يكن نجاح اليهود في ذلك من قبيل المصادفة، مثلما أنه لم يتم بسهولة، وإنما تحقق نتيجة سنوات طويلة قضاها اليهود في التخطيط والتهيئة، ثم نتيجة جهود مضنية لتنفيذ تلك المخططات.

 

فقد كانوا يخططون منذ عام 1776م للسيطرة على الصحافة وكل أجهزة الإعلام الأخرى والسيطرة على أخبارها.

 

وفي عام 1869م عبر الحاخام اليهودي راشورون في خطاب ألقاه في مدينة براغ عن شدة اهتمام اليهود بالإعلام بقوله: إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية..

 

وكان المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد برئاسة ثيودور هيرتزل عام 1897 في مدينة بال السويسرية نقطة تحول مهمة في أساليب غسل الدماغ الذي مارسته الصهيونية فيما بعد لتغيير صورة اليهودي في عين وفكر الرأي العام العالمي.

 

لقد أجمعت آراء حكماء بني صهيون على أن مخططاتهم لإقامة ما يسمى بدولة إسرائيل التي بشر بها هيرتزل عام 1895 لن يكتب لها النجاح إذا استمرت الشعوب الأوروبية والأمريكية في النظر إلى اليهودي نظرة كراهية وازدراء.

 

وتمخضت آراء حكماء بني صهيون عن عدة قرارات أدرجت تحت البند الثاني عشر من مقررات المؤتمر الصهيوني الأول الذي اصطلح على تسميتها (بروتوكولات حكماء بني صهيون).

 

وتوضح هذه القرارات الكيفية التي يتم بموجبها السيطرة على وسائل الإعلام وخاصة الصحافة التي كانت أقوى أقنية الاتصال الجماهيري آنذاك.

 

وقد احتوى البروتوكول (الثاني عشر) على قرارات منها:

 

*إن القنوات (أي وسائل الإعلام) التي يجد فيها الفكر الإنساني ترجماناً له يجب أن تكون خالصة بأيدينا.

 

*وإن أي نوع من أنواع النشر أو الطباعة يجب أن يكون تحت سيطرتنا.

 

*الأدب والصحافة هما أعظم قوتين إعلاميتين وتعليميتين خطرتين ويجب أن تكونا تحت سيطرتنا.

 

*يجب ألا يكون لأعدائنا وسائل صحفية يعبرون فيها عن آرائهم، وإذا وجدت فلابدّ من التضييق عليها بجميع الوسائل لكي نمنعها من مهاجمتنا.. هذا إلى جانب توصيات عديدة تركز على الاستئثار بالصناعة الإعلامية في العالم أجمع.

 

والواقع أن دأب الحركة الصهيونية وحرصهم على تنفيذ تلك التوصيات بحذافيرها واستماتتهم من أجل ذلك إضافة إلى بذل كل غالٍ ونفيس في سبيل النجاح مكنهم من النجاح فعلاً فيما خططوا له وامتلكوا للأسف ناصية الإعلام.

 

ساعدهم في ذلك خبثهم ومكرهم وأساليبهم المتعددة والملتوية في كثير من الأحيان إلى جانب الخداع المستطير.

 

نجح اليهود في تجميل صورة اليهودي في أعين الشعوب الأوروبية والأمريكية.. كما لم يعد اليهودي ذلك الجشع الخبيث الماكر الجبان.. بل أصبح ذلك الإنسان المثالي، المخترع، العالم، الشجاع.

 

وإلى جانب ذلك وفي الوقت نفسه اتقدت من جديد الأحقاد الأوروبية ضد كل ما هو عربي ومسلم.. ولم يلبث أن امتدّ الحقد الأسود حتى ملأ قلوب الأمريكيين.

 

لقد نجحت الحملة الإعلامية اليهودية، تلك حقيقة لا نماري فيها ولا نجادل بها، وأصبح الرأي العام العالمي يدور في فلك الصهيونية حيثما دارت.. بل لقد أصبح هذا الرأي لا يرى أمور العالم إلا من خلال المناظير الملونة التي وضعتها وسائل الإعلام الصهيونية فوق أعينه.. تماماً كما تنبأ حكماء (بل خبثاء) بني صهيون في بروتوكولهم الثاني عشر الذي قرروه عام 1897م.

 

لقد امتدت أذرع الأخطبوط الصهيوني إلى جميع أقنية الإعلام العالمية..

 

ولكن كيف لهم هذه السيطرة؟!

 

إن العلاقة بين الصحافة ووكالات الأبناء كالعلاقة ما بين البندقية والذخيرة.. وهل تفيد البندقية إذا لم تتوفر لها وباستمرار الذخيرة؟!

 

ومثلما يسيطر صانعو الذخيرة على حامل البندقية، فكذلك تسيطر وكالات الأنباء على الصحافة.. وفي بروتوكولات حكماء بني صهيون نقرأ هذه العبارات:

 

-يجب ألا يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير أن يحظى بموافقتنا ولذلك لابدّ لنا من السيطرة على وكالات الأنباء التي تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم، وحينئذ سنضمن ألا ينشر من الأخبار إلا ما نختاره نحن ونوافق عليه.

 

وحين تذكر وكالات الأنباء، تبرز وكالة أنباء رويتر في المقدمة، وندهش حين نعلم أن مؤسسها باول رويتر المولود في 12تموز 1816 في مدينة كاسل بألمانيا هو شخص يهودي كان اسمه حتى عام 1844 اسرائيل بيير جوزافات..

 

وحين تذكر الصحافة البريطانية تبرز صحيفة التايمز علماً شامخاً.. ولهذه الصحيفة مع الصهيونية قصة طويلة تبدأ منذ بداية صدورها عام 1788م.. فقد بذل الثري البريطاني روتشيلد أموالاً طائلة لإغراء صاحبها جون وولتر لتبقى صحيفة التايمز تحت سيطرة بني صهيون.. ولكن اليهود لم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى امتلاك الصحيفة كلياً أو جزئياً وقد تحقق لهم ذلك عام 1908 وصارت التايمز من أشد أبواق الصهيونية حماساً واندفاعاً بل لقد أصبحت صحيفة صهيونية دماً ولحماً وشحماً وعظاماً بعد أن تحقق حلم الصهيونية في امتلاكها بشكل كامل عندما اشتراها المليونير اليهودي الاسترالي الجنسية روبرت ميردوخ.. وهنا اسمحوا لي أن أتساءل: أين كانت تصرف الأموال العربية وقتها؟! وأين كان المسلمون وماذا كانوا يفعلون؟!

 

وفي الولايات المتحدة التي صدرت فيها أول صحيفة يومية عام 1690 والتي تصدر يومياً مئات الصحف والمجلات يعدّ جوزيف بوليتز أحد أشهر رواد الصحافة الأمريكية الحديثة وقد هاجر إلى أمريكا من مسقط رأسه المجر عام 1864 قبيل انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية بعام واحد ويغلب الظن أنه ينحدر من أصل يهودي وقد أسس عام 1878 صحيفة سانت لويس بوست ديسباتش ثم اشترى أشهر صحيفة أمريكية آنذاك وهي نيويورك وورلد والتي كانت توزع حوالي مليون نسخة يومياً.

 

ونجحت أذرع الأخطبوط الصهيوني هنا أيضاً بالامتداد إلى الآلاف المؤلفة من المطبوعات التي تصدر في أمريكا وسيطرت عليها لتخدم غاياتها.

 

ولعل النيويورك تايمز تبرز كأهم صحيفة يومية.. وعندما ندرك أن الذي اشتراها أيضاً هو آرثر أوش سولزبرجر وشريكه اليهودي أيضاً جوليوس آدلر نفهم كيف وضع اليهود المال في خدمة مصالحهم، ولماذا تبنت وسائل الإعلام وجهة نظرهم.

 

ولن أطيل في سرد قصص السيطرة اليهودية على وسائل الإعلام في دول أخرى أمثال فرنسا والهند والصين وغيرها بل أكتفي بما ذكرت مؤكداً على حقيقة مؤلمة أننا نحن العرب المسلمين كنا شبه نيام أو نياماً حقيقة في الوقت الذي كان فيه عدونا يعمل بكل خبث ومكر.

 

ولم يقتصر الاهتمام الصهيوني على الصحف بل تعداه إلى السينما العالمية ولا غرابة أن نعلم إذاً أن رواد صناعة السينما العالمية –وخاصة الأمريكية- معظمهم من اليهود من أمثال كارل ماير وديفيد ورك غريفيت.. فلم يطل باليهود الأمر حتى أصبحوا سادة صناعة السينما العالمية من خلال امتلاكهم لأشهر شركات الإنتاج السينمائي العالمية وخاصة الأمريكية منها... وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أكثر من 90% من مجموع العاملين في الحقل السينمائي الأمريكي إنتاجاً وإخراجاً وتمثيلاً وتصويراً ومونتاجاً هم من اليهود.

 

ويسيطر اليهود سيطرة شبه تامة على شركات الإنتاج السينمائي في عاصمة السينما الأمريكية هوليود فشركة فوكس يمتلكها اليهودي ويليام فوكس وشركة يونيفرسال يمتلكها كارل ليمل وغيرهما وغيرهما..

 

لقد أفسد اليهود بأفلامهم المنتجة الأخلاق في البلاد وقضوا على مشاعر الرجولة والإحساس وعلى المثل العليا للأجيال الأمريكية.. وهذا ما نشرته صحيفة أمريكية عام 1938 اسمها الأخبار المسيحية الحرة.

 

ويظهر تأثير اليهود على صناعة السينما في ظهور أفلام مسيئة للعرب والمسلمين في وقت مبكر لاختراع السينما.. ففيلم (الليالي العربية) ظهر عام1905 وفيلم الشيخ الذي مثله رودلف فالنتينو عام 1921 وهما فيلمان يصوران الحياة الاجتماعية للعرب المسلمين بصورة مشوهة من خلال التركيز على إظهار العربي بمظهر الرجل الشهواني الذي يمتلك عدداً غير محدود من النساء اللواتي يحشرن في الحريم كالسجينات، ومن الغريب أن فيلماً باسم (الليالي العربية) أي باسم الفيلم الذي ظهر عام 1905 أنتج بعد ذلك بعقود طويلة ولكنه هذه المرة فيلم جنسي داعر يمتلئ بمزيد من الإساءة للعرب والمسلمين.

 

وتوالت الأفلام التي تجسد ادعاء أن اليهود مظلومون ومقهورون، وتستدر عطف الرأي العام العالمي، وبالوقت نفسه تسيء إلى صورة العرب والمسلمين وتصورهم بأبشع الصور...

 

ففي منتصف الخمسينيات ظهر فيلم بعنوان الخروج (اكسودس) من إخراج اليهودي أوتوبيرمنجر يحكي قصة هجرة اليهود إلى فلسطين العربية وقصة تأسيسهم لكيانهم المغتصب، ويتخلل الفيلم مشاهد تظهر ما يدعونه من معاناة اليهود أثناء هجرتهم بصورة تستدر عطف المشاهدين، كما يظهر الفيلم مايزعمونه من وحشية العرب الذين يظهرهم مخرج الفيلم بمظهر المتعطشين للدم اليهودي.

 

كل هذا الزخم دفع الكثيرين من العاملين في صناعة السينما في العالم لوضع خدماتهم المتناهية في مصلحة الصهيونية وتجسيد تطلعاتها... ولا ننسى أن المال الوفير الذي بذل ويبذل إلى اليوم له تأثير السحر على ضمائر الكثيرين... فقد جسّد مخرجون عالميون وممثلون أيضاً شخصيات عديدة استطاعت النفاذ إلى عقل وضمير الرأي العام، وكانت هذه الشخصيات من حاملي فكر الصهيونية ومروجي أحلامها. فالممثل الأمريكي شارلتون هوستون عندما جسد شخصية (بن هور) للمرة الثانية عام 1982 علق على صدره نجمة إسرائيل. واللافت أن اليهود حرصوا على إضفاء الصبغة اليهودية على العديد من الأفلام السينمائية من خلال إصرارهم على إطلاق اسم (ديفيد) وهو اسم يهودي بامتياز على أبطال تلك الأفلام ويحيطونهم بمظاهر الرجولة والشجاعة والحكمة. لقد تسللت الصهيونية إلى صناعة السينما في دول شتى حتى الهندية منها.. ولنذكر فيلم (قمر أكبر أنتوني) كيف حمل إساءة وتشويهاً خبيثاً للإسلام.. أما فيلم (الهدية) فهو أقذر الأفلام إساءة للعرب والمسلمين وهو من إنتاج بريطاني (هوروبرت غولد سميث).. ولو أنني أردت استعراض عشرات العناوين لأفلام أنتجت في أوقات متعددة وفي بلدان مختلفة لضاق بي المقام ولأطلت على حضراتكم كثيراً.. المهم أن نعلم أن الصهيونية استطاعت النفاذ بكل أدواتها غير المشروعة إلى صناعة السينما في العالم وهو ما انعكس على أفلام ومسلسلات وبرامج باتت تغذي الأجيال حقداً على العرب والمسلمين واستهزاءً بهم وبتخلفهم وتمجيداً للعقل الغربي عموماً. ولن نستغرب بعد ذلك إذا علمنا أن الصهيونية استطاعت أن تحكم قبضتها على أقنية التلفزة في كثير من بلدان العالم أيضاً.. فالتلفاز بات أخطر وأهم أقنية الاتصال الجماهيري في هذه الأيام.. ولا يكاد يوجد بيت في العالم إلا وفيه هذا الجهاز شديد التأثير.. وحين يذكر التلفاز تبرز شبكات التلفزيون الأمريكية كأقوى شبكات للتلفزيون في العالم بأسره ويشتد بنا الأسى حين نرى أن الصهيونية تسيطر سيطرة خانقة عليها لتمارس من خلالها فرض وجهة نظرها على الرأي العام العالمي. فالشركة الأمريكية للإذاعة والمسماة اختصاراً (ABC) يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها اليهودي ومديرها العام كذلك ثم مساعد المدير العام بالإضافة إلى مئات المحررين والمراسلين والمصورين والفنيين اليهود.. ويبدو تعاطف اليهود مع هذه الشبكة واضحاً حين نعلم أن إيراداتها من الإعلانات في عام 1982م مثلاً بلغت ألفي مليون دولار جاءت معظمها من مؤسسات ومصارف يهودية. ولكي ندرك مدى خطورة السيطرة الصهيونية على هذه الشبكات التلفازية يكفي أن نشير إلى أنها تعتبر الموجّه الأساس لأفكار ومواقف أكثر من 250مليون أمريكي إضافة إلى مئات الملايين الآخرين في أوروبا وكندا وأمريكا اللاتينية بل وفي جميع أنحاء العالم. ثم بعد ذلك نتساءل: لماذا يكرهنا الغرب..؟ وما سر حقدهم علينا؟ ومن الذي رسم هذه الصورة البشعة عن العرب والمسلمين؟! ولم تقتصر السيطرة اليهودية على شبكات التلفزيون الأمريكية بل تعدته كما في الصحافة والسينما إلى دول عالمية عديدة من مثل فرنسا وبريطانيا وغيرهما.. ويعتمد اليهود إلى استقطاب أبطال المسلسلات الشهيرة فيوجهون إليهم الدعوات لزيارة الكيان الصهيوني، ويرتبون لهم المقابلات مع الزعماء اليهود، لتنطلق أبواق الدعاية اليهودية بعد ذلك في استغلال هذه الزيارات والمقابلات.لتنقل على ألسنة مشاهير ممثلي وممثلات التلفزيون تصريحات يمجدون خلالها الكيان الصهيوني ويعبرون بها عن إعجابهم باليهود.. ومن هؤلاء الممثلين نذكر أبطال مسلسل (دالاس) الشهير الذي عرضته أقنية عديدة ومنها عربية وقد قاموا بزيارة جماعية للكيان الصهيوني واستقبلهم بيغن وأصر على أخذ الصور العديدة معهم ووزعت وكالة أسوشيتد برس صورة لأحد أبطال المسلسل وهو يضع قبعة رعاة البقر على رأس بيغن الذي ظهر في الصورة ضاحكاً. والأمر نفسه ينطبق على مجال المسرح.. وهو قناة اتصال جماهيرية تستأثر باهتمام قطاعات كبيرة ذات مستويات ثقافية واجتماعية متميزة. بل ووصل فحيح الأفعى الصهيونية إلى منابر الكنيسة في أمريكا وأوروبا.. ونذكر قول المطران العربي إيليا خوري في سياق ندوة صحفية عام 1981: مصيبتنا الكبرى هي الكنائس في أمريكا، فالكنائس تهوّد العقيدة المسيحية، وتجعل الدين المسيحي مذهباً يهودياً,, ويضيف إيليا خوري: ولي تجارب واضحة كالشمس بهذا الخصوص والإثباتات ساطعة. وتبدو السيطرة الصهيونية على الحركة الثقافية العالمية واضحة المعالم.. ففي فرنسا على سبيل المثال لا الحصر صدر عن دار المكان للنشر كتاب عنوانه (سفينة محمد) من تأليف جان بيير بيرونسيل هيفوز وتزخر صفحات الكتاب الـ 243 بهجوم خبيث على الإسلام ويصف فيه المسيحيين بأنهم جاهلون ومنفعلون  ومتطرفون ويصف المرأة المسلمة بأنها محتقرة وسجينة في الحريم.. ولم تسلم الموسوعات العلمية والدراسات الاستشراقية من سموم الصهيونية المنفوثة في المجالات كلها.. أفلا يشتد بنا الأسى ويتعاظم حين نرى أن السموم الصهيونية امتدت إلى موسوعة تصدرها منظمة اليونسكو الدولية التي يشكل المال العربي الإسلامي عصب ميزانيتها؟! ففي المجلد الثالث من موسوعة (تاريخ الجنس البشري وتقدمه الثقافي والعلمي) وتحت عنوان الحضارات الكبرى في العصر الوسيط يطالعنا هذا التعريف الوقح للإسلام: إن الإسلام هو تركيب ملفق من المذاهب اليهودية والنصرانية بالإضافة إلى التقاليد الوثنية العربية التي أبقى عليها الإسلام كطقوس قبلية تجعلها أكثر رسوخاً في العقيدة. أيها السادة.. أعتقد أنني ربما خرجت قليلاً أو كثيراً عن عنوان المحاضرة التي تكرمتم بحضورها ولكنها مقدمة لابد ولا غنى عنها لندرك سر العداء في الغرب لنا نحن العرب والمسلمين ولكن هذه المقدمة جزء لا يتجزأ من موضوع محاضرتي هذه.. إذ أن وسائل الإعلام المتعددة –كما أسلفت- لها تأثير كبير جداً على الجماهير والرأي العام.. وأي تأثير؟ يجعل كثيراً من الناس يعتقدون خلاف الواقع.. ويصدقون ببساطة كل ما يقرأون أو يسمعون أو يرون.. وللأسف الشديد مضت وسائل الإعلام العالمية (والغربية على وجه الخصوص) في ركاب الصهيونية فراحت تروّج لها وتركز على أفكارها مشوهة صورتنا ومنفرة منا وكأننا مرض معد ينبغي القضاء عليه. وإذا كان الصهاينة قد حققوا النجاح بعد أن تسابق أغنياؤهم في وضع ثرواتهم الطائلة في خدمة صناعة السينما وإنتاج الأفلام واحتكار إصدار أوسع الصحف انتشاراً إلا أن الخطورة تكمن في محتوى السينما الأمريكية وغيرها الذي ينقل تجارب ومواقف وأحداث حضارة هجينة لا تمت إلى واقعنا ومعتقداتنا بصلة وهي تحمل بين سطورها أمراض تلك المجتمعات وأدرانها لتلوث مجتمعنا بمفاهيمها. لقد بدأ يتبلور نوع من الصراع بين ثقافتين متباينتين... ثقافة الكلمة وثقافة الصورة إلا أن وقع الصورة أقوى من وقع الكلمات (رغم أن وسائل الإعلام والتواصل الحديثة تحاول الجمع بين الثقافتين أو تطعيم ثقافة الصورة بلقاحات من ثقافة الكلمة).. ونحن نعيش اليوم ثورة التكنولوجيا المعلوماتية ونتعامل بوسائل الاتصال والتواصل المختلفة مما يدفع بالدول المتقدمة الغربية إلى استغلال هذه الثورة المعلوماتية لشن الحروب المعرفية على دول العالم الثالث الغنية بالثروات الطبيعية وخاصة الدول العربية والإسلامية، وتحاول أن تكوّن أمام الرأي العام العالمي الخارجي صوراً عظيمة عن العرب والمسلمين تسمى بالصورة النمطية غير القابلة للتبدل، وتكون في معظم أوقاتها مغالطة للواقع.. وكان أسلوب التضليل الإعلامي أهم الأساليب الذي اتبعه الإعلام الغربي عامة والأمريكي خاصة وذلك لكسب الرأي العام. فبات الأمريكيون (في غالبيتهم) يعتقدون أن الفرد الأمريكي هو الأقوى على الإطلاق والأقدر على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها.. ولنذكر برامج الرجل المتفوق والمرأة المتفوقة والفريق الأول وغيرهما.. وفي هذه الأفلام يقوم الأمريكي بمواجهة أعنف المعارك ودائماً يخرج منتصراً بأقل قدر ممكن من الخسائر. وتبدو الصورة الشائعة عن العربي في الصحافة الغربية صورة تصفه بأنه مخلوق يتصف بالأنانية ولا يعول عليه، وفي التلفزيون والسينما يظهر المسلم أكثر بشاعة ومتعطشاً للانتقام قاسياً، منحطاً مهووساً يبتز الأمم المتحضرة بواسطة النفط. ونجد سعياً متزايداً ومتصاعداً إلى ترسيخ صورة العربي البشع في العقل الجماعي والثقافة الشعبية في البلدان الغربية ومفاد كل الرسائل الإعلامية الغربية التحذير من الإرهاب العربي والخطر الإسلامي. فهم يظهرون الإسلام ديناً غير متسامح ومتطرفاً وما يثير السخط خاصة أن يحسّ المرء أن تعبير الإرهاب ومناهضة الديمقراطية مصطلحان يستخدمان كصيغة مرادفة للإسلام.  وكثيراً ما لوحظ أن الباحثين باتوا يربطون بين الأصولية والإسلام ويقارنون بين مفهوم العنف مع التطرف والإرهاب بالإسلام.. كما فعل نيكسون (الرئيس الأمريكي الأسبق) و(صاموئيل هنتجون) أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد والذي طلع علينا بفكرة ومفهوم صدام الحضارات.. وكما فعلت رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق (مارغريت تاتشر).. ولم تسلم حتى المناهج والكتب المدرسية من هذا الدس والتدجيل حتى لقد تسرب هذا إلى مناهج التعليم في اليابان التي وضعتها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية مما وجد في مناهجها المدرسية الأمريكية أصلاً. ولعله من المفيد أن نقرأ ما جاء في كتاب (العربي في التلفزيون) لجاك شاهين الصادر سنة 1984 والذي يغطي ثمانية أعوام من البرامج التلفازية بين 1975 إلى 1984 ويشرح لنا كيف أن المنتجين والكتاب يصورون العربي على أنه شرير في مختلف البرامج التلفزيونية.. من الرسوم المتحركة للأطفال إلى أفلام الأسبوع المنتجة خصيصاً للتلفزيون.. فلا يزال العرب يظهرون على الشاشات كأصحاب بلايين أو مفجري قنابل أو قطاع طرق من البدو... أما النساء فإنهن راقصات شرقيات لا رأي لهن في أي شيء أو كائنات مجللات بالسواد يحملن من الأعباء ما يلوي ظهورهن والصور المستعرضة في كتاب (العربي في التلفزيون) حية اليوم أكثر من ذي قبل.. وما يخصص للأطفال (وربما لأطفالنا نحن) من الرسوم الكارتونية شيء مخيف جداً ولنذكر مسلسل (صغيرتي مارجي). يظهر العربي المسلم في برامج ومسلسلات غربية على أنه داكن البشرة يتكلم بلهجة مميزة يهدد بتدمير أمريكا الشمالية.. لديه ايمان مختلف، معاد لليهود والمسيحيين ولا يقدر قيمة الحياة البشرية، كما يوصف بأنه خاطف النساء الغربيات الشقراوات أو جبان يغير مبادئه حسب الظروف.. ومنذ سنة 1983 حتى يومنا هذا استمر أكثر من 80مسلسلاً مثل (الأمريكي الحالم) (ماغنوم) و (مهمة مستحيلة) بإعطاء الصورة السلبية عن العربي والمسلم. وعندما طلب من 193 معلماً ومعلمة في المدارس الثانوية لخمس ولايات أمريكية بكتابة اسم أي بطل عربي أو إنساني يعرفونه من خلال السينما أو التلفزيون ذكر خمسة منهم أفلام علي بابا والسندباد.  أما الباقون من المعلمين فلم يكتبوا شيئاً.. والصورة النمطية للعربي حاضرة دوماً وظاهرة في مسلسلات جديدة وفي عشرات المسلسلات المعادة.وتعلم (برامج الترفيه هذه) المشاهدين من يكرهون ومن يحبون وهؤلاء يبلغون ما يزيد على 100مليون مشاهد في أنحاء الولايات المتحدة.. ويصل تشويه صورة العربي إلى أقصى درجاته في برامج الأطفال التي يقدمها التلفزيون الأمريكي، فهي توحي للأطفال بأن العرب قوم أشرار ومغفلون ويبدو هذا واضحاً في أفلام الرسوم المتحركة.. ودائماً ينتصر الأبطال الأمريكيون المزعومون على العرب في هذه الأفلام. لقد كانت أعمال العنف وفرط الشهوة الجنسية من الصفات الأساسية التي التصقت بالعرب في أفلام غربية عديدة. وكتاب صورة الإسلام في الإعلام الغربي للدكتور محمد بشاري والذي أصدرته دار الفكر بدمشق مؤخراً يحفل بالكثير من هذه الصور وأسماء هذه الأفلام..فالعرب دائماً يقومون باختطاف النساء الأوروبيات الأصل، أو يظهرون في صورة جيش من الفرسان الهمج المتوحشين يهاجم بعض نقاط المراقبة بوحدات جيش أجنبي يدافع عن نفسه بطريقة بطولية. أما النوع الثاني من الأفلام فيمثل تلك الأفلام الكوميدية المضحكة المبتذلة التي يظهر فيها العرب في صورة شخصيات طيبة القلب، لكنها مخبولة العقل أو في صورة أشرار معتوهين.. كمثل الفيلم الأمريكي (حريم) ويمثل فيه للأسف الممثل المصري عمر الشريف دور السلطان الذي يخطف ويشتري النساء الأجنبيات خاصة ويضعهن في جناح حريمه ليطفئ غرائزه الجنسية.. وكذلك فقد قدمت هوليود النزاع العربي-الإسرائيلي بأسلوب أفلام رعاة البقر ويظهر العرب في هذه الأفلام في صورة المتوحشين في حين يظهر الإسرائيليون  في صورة طيبي القلب. ففي فيلم (جهاد في أمريكا) لستيفن إمرسون يصور لنا أن الأصوليين يربون الأطفال على الحقد وذلك من خلال لقطة الطفل الفلسطيني في المخيم الصيفي بشيكاغو الذي يقفز أمام الكاميرا هاتفاً (سأذبح اليهود) وفي فيلم (أكاذيب حقيقة) ينتقل عميل المخابرات الأمريكية (آرنولد شوارز ينجر) ما بين سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن ينقد المدن الأمريكية من تهديد نووي يفرضه إرهابي عربي يلعب دوره الممثل الباكستاني (آرت مآليك) الذي يلعب بعد ذلك دور رمز يوسف الباكستاني والذي شارك كما يزعمون في تفجيرات مركز التجارة العالمي في فيلم (دروب الجنة). وهذه مقاطع من فيلم أكاذيب حقيقية الذي يظهر العرب كالعادة في وسائل الإعلام الغربية إرهابيين ناقمين يريدون تدمير العالم عموماً وأمريكا خصوصاً. أيها السادة الحضور:  إن السيطرة شبه التامة على الإعلام مكّن الإدارة الأمريكية اليوم من تسويق ما تريد من أفكار، أو حجب ما تريد من حقائق.. وبات الرأي العام متأثراً بالكذب المتتالي على سمعه وبصره.. وهذه سياسة معروفة.. أن يكذب ثم يكذب –كما يقول وزير الدعاية غوبلز- حتى يصيح الكذب حقيقة.  ولقد أضحت الآلة الإعلامية هي الأشد تأثيراً في العالم ولكنها لا تتخذ من الدقة والموضوعية نبراساً لعملها، بل وعلى العكس تعتمد على التشويه والتزييف.  وليت هذا الأمر مقتصراً على الإذاعات أو القنوات الناطقة باللغة الأجنبية إذاً لانحصر الشر قليلاً ولكن الإدارة الأمريكية سعت لتكون لها قنوات وإذاعات ناطقة بالعربية لتؤثر في العرب أكثر..  يمكننا الجزم بأن الإسلام والعرب في أغلب وسائل الإعلام الأوروبية وانطلاقاً من التحريف الحادث يمثل خطراً كبيراً على الغرب ويتم وصف المسلمين عموماً أنهم يتبنون التطرف والعنف والجهاد وتعدد الزوجات ونبذ العلمانية ورفض الاندماج.. ويوصف المسلم بأنه الشخص الذي يركب حصانه وبيده سيفه أو العربي الذي يحمل كيساً من الدولارات وأنه هو الذي أعطى الفرصة للنكبات وكلمات السخرية في الصحف الغربية.. وغير ذلك من الصور النمطية المضللة والبعيدة عن جوهر الدين الإسلامي والبعيدة أيضاً حتى عن ممارسات المسلمين أنفسهم في البلدان الأوروبية والأمريكية....  ولا تزال وسائل الاتصال في الدول الغربية تشن حرباً ثقافية ضد العرب والمسلمين ابتداء من الكتب الدراسية في الدول الغربية مروراً بالمسرح ثم بالشخصيات الكاريكاتورية المروعة التي تتهم المسلمين جميعاً إما أنهم إرهابيون أو شيوخ نفط وأن بلادهم بمنزلة صحراء قاحلة وخربة ووصولاً إلى الكتب التافهة التي كتبها صحفيون مغرضون وهي الكتب التي أشاعت نماذج إسلامية غريبة تنزع من الإنسان إنسانيته وتبرز المسلمين جميعاً بوصفهم قتلة وسفاحين..  ومن أسماء الصحف والمجلات التي يعرف عنها نشر مقالات ودراسات تسيء عموماً إلى صورة المسلمين نجد (ديرشبيغل) الألمانية والديلي ميرور والديلي إكسبرس البريطانيتين ولونو فيل أو بسرفاتور ولوبوان في فرنسا..  ولعل أبلغ تعبير عن وصفية الإسلام في الإعلام والإدراك الغربيين ظاهرة (الاسلاموفوبيا) وهي الكلمة التي دخلت قاموس السياسة الأوروبية وتحولت إلى مفردة لها معان محدودة في عصرنا كما حصل في القرن التاسع عشر مع مفردة اللاسامية.. وتحت مفردة الاسلاموفوبيا (وهي كلمة يقصد بها الإرهاب الإسلامي) كمصطلح لمعنى الخوف من الإسلام بدأت المؤتمرات السياسية.. وتدار الندوات الفكرية لمعالجة مواضيع المخاوف من الإسلام وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية..  ومن الصور التي يعرض لها الدكتور محمد بشاري في كتابه (صورة الإسلام في الإعلام الغربي) وتشير إلى الظلم البريطاني للإسلام والمسلمين نشر وسائل الإعلام هناك مزاعم وادعاءات تزعم فيها أن الثقافة الإسلامية مختلفة جملة وتفصيلاً عن الثقافات الأخرى وتتضمن هذه الصورة انتقاداً بريطانياً حاداً للنظام الاجتماعي في الإسلام..  أيها السادة..  لقد كانت أحداث (أيلول عام 2001) مناسبة جديدة لأن تعبر العديد من وسائل الإعلام الغربية سمعية كانت أم بصرية أم مقروءة عن صورتها المبطنة تجاه الإسلام والمسلمين.  ويؤكد على ذلك قراءة الصفحات الأولى من المجلات والجرائد الأوروبية أو من خلال قراءة محتوى الافتتاحيات والمقالات والمتابعات سواء أكانت صحافية أو أكاديمية حيث كانت صورة الإسلام والمسلمين في العديد من هذه المتابعات تخضع للتشويه والتحريف.. وكان الأمر الشاذ فيها أن نرى أو نجد متابعات منصفة قليلة ونادرة جداً.. ولقد وصلت أصوات الحقد إلى حد دعوة كاتب يهودي إلى قصف رموز الإسلام في السعودية..  ولقد قال بعد هذه الدعوة الشيطانية: لابدّ من إقناع المسلمين بشكل لا لبس فيه أنهم لن يجدوا أي قبلة يتوجهون إليها حينما يحنون ظهورهم لعبادة إله الخراب الذي يعبدونه..  لقد جهد الإعلام الغربي عموماً بعد أحداث أيلول على تصوير الإسلام بأنه دين عدواني (وهو قول يشوه حقيقة لا ريب فيها هي أن الإسلام دين سلام) وصوروا أن الإسلام دين إرهاب وترويع وتخويف وهو دين غدر ومدمر للعمران والحضارة وأن القرآن مصدر للعنف واستباحة دماء الأبرياء.  وكما ذكرنا بأن الأفلام لها التأثير القوي فإن الغرب لا يزال يستغل هذه النقطة أبشع استغلال في التشويه والتزييف حول المسلمين.. وزاد على ذلك ما وفرته الثورة المعلوماتية من سهولة دخول على مواقع الإنترنيت وإنشاء لها..

 

فمثلاً هناك الفيلم المشهور (الظل الكبير) والذي يشترك في تمثيله عدد كبير من أشهر نجوم هوليود منهم كيرك دوجلاس يحاول أن يظهر بشاعة العرب وتسامح الإسرائيليين مما يدعو الآخرين لمساعدتهم ومد يد العون لهم..

 

ولعلنا نكتفي بذكر عناوين بعض الأفلام الوثائقية للدلالة على محتوياتها: (القنبلة الإسلامية) (سيف الإسلام) (الإسلام الملتهب) (خنجر الإسلام) (نار الإسلام) (قنبلة الإسلام الموقوتة) ولا ننسى أن الأمريكيين العرب يتعرضون منذ أحداث سبتمبر إلى هجوم شرس من الأمريكيين المتشددين..

 

وتحرص برامج على تجسيد وترسيخ صورة العربي غير المحبذة أمام الرأي العام من مثل برنامج (عين على أمريكا) الذي تبثه شبكة (سي بي اس تي في) في حلقة قدمها الصحافي ستيفن إمرس عن الإسلام كخطر سياسي محدق وليس كدين وقد ظهر إمرسون في برنامج آخر هو (الجهاد في أمريكا) وهو شريط وثائقي اختيرت فيه الصور بعناية لتعطي العرب والمسلمين صورة الآخر المعادي. أيها السادة.. باختصار إن خطورة الإستراتيجية الصهيونية لا تكمن في تشويه الصورة العربية والإسلامية فحسب بل في المحافظة على استمرار هذا التشويه وقد اتضح ثبات هذا الموقف والمحافظة عليه على الرغم من مرور الزمن كما برز ذلك بشكل واضح في فترات زمنية متباعدة ولا تزال الحملة مستمرة وكلنا يذكر الصحيفة الدنماركية يولاند بوسطن التي نشرت رسوماً حاولت من خلالها تشويه صورة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عبر التركيز على أنه إرهابي وزير نساء وغير ذلك من أوصاف دعا النبي نفسه إلى الابتعاد عنها. والمشكلة أنهم يغالطون أنفسهم ويكيلون بمكيالين، فهم ينشرون تحت ستار حرية التعبير ونحن نقول لهم ما أكده السيد الرئيس مؤخراً: إن حرية التعبير لا تعني حرية الإهانة او حرية الشتم ولا الاعتداء على مسلمات ومعتقدات الآخرين. والمغالطة تكمن أيضاً أنهم لا يسمحون بأن تمس معتقداتهم.. فهل يسمح لنا أو لأي واحد بالنيل مما يسمونه بالمحرقة اليهودية؟ إن المؤرخ البريطاني الذي شكك بالهولوكوست حوكم مؤخراً وكان نصيبه ثلاث سنوات من السجن.

إذاً ماذا علينا أن نفعل؟!

هذا هو السؤال الملح اليوم أمام امتلاك الصهيونية لامبراطوريات الإعلام العالمية أجد أنه علينا بداية ألا نيأس.. فاليأس للقلب قتّال ووآد.. وربما علينا أن نتعلم (إعلامياً على الأقل) من تجارب غيرنا.. وما المانع أن نسلك الطريق نفسه ولكن بطريقة أشد نضجاً ونحن نمتلك الحق وهم على الباطل؟! كما أن لنا حضارة قوية وحقيقية لا مزيفة.. ينبغي البناء عليها واستثمار تاريخنا الناصع. لماذا لا يسخر أغنياء الأمة الإسلامية والعربية (وهم كثر جداً كما أعلم) أموالهم في خدمة قضيتهم إعلامياً وبكل الطرق المتاحة؟  علينا أيضاً أن نحسن تقديم أنفسنا للآخرين.. وأن نتوجه للشارع الغربي بطريقة مختلفة ومتطورة ومتقدمة يستطيع الغربي أن يتقبلنا عبرها..وإن مشكلة فضائياتنا العربية انها لم تعر هذا الجانب كثيراً من اهتمام.. فهي في غالبيتها ساذجة لم تحط بصناعة الإعلام إحاطة وافرة.. كما أنها تقدم غالباً باللغة العربية، فهل ننتظر من الغرب أن يتعلم لغتنا ليفهم علينا؟!  علينا أن ندعم الإعلام الاغترابي بكل ما أوتينا ليستطيع الصمود ومواجهة اللوبي الصهيوني المتمكن هناك.  وأدعو جميع الإعلاميين العرب والمسلمين إلى تحسس ضمائرهم وعدم الكتابة على لحن الغرب.. فإنه للأسف الشديد-  وكما أكد السيد الرئيس بشار الأسد- هناك قنوات عربية وقنوات ناطقة باللغة العربية.  أتمنى أن يجد الإعلام العربي والإسلامي طريقه لتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغالطات المقصودة التي يحرص أعداء أمتنا على رمينا بها.  وبعد.. فإن هذه المقالة ما هي إلا محاولة لوضع القارىء أمام الصورة الحقيقية للإعلام المعاصر وكيف يرانا الغرب من خلاله.. وهي وإن كانت قاتمة جداً إلا أنه من الضروري أن نعرف كيف يفكر أعداؤنا وما هي أدواتهم الفاعلة.. عندها نستطيع أن نعد لهم السلاح المضاد، وهو هنا الحوار وتقديم النفس بواقعية وصدق وبموضوعية ولكن مع حسن معرفة لأدوات العمل الإعلامي.. ليس الإعلاميون هم المقصودون بهذا الكلام فقط.. فكلنا معنيون إذ كل منا إعلامي بطريقة ما.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ