ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 05/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

توازن الرعب مع إسرائيل

عمـر نجيب

تتجه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بقيادة حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة الجهاد الي تحقيق هدفها بخلق حالة لتوازن الرعب مع اسرائيل، وبالتالي النجاح في تطبيق نظرية الردع التي من شأنها أن تفرز وضعا ميدانيا جديدا وبالتالي سياسيا يسهل علي الفلسطينيين الاقتراب من تحقيق مخططاتهم وتطلعاتهم في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واجبار الخصم الاسرائيلي علي وقف عربدته التي تخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة للفلسطينيين. وضعية الردع التي يسعي وراءها الفلسطينيون انجزت بنجاح من طرف المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله علي الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة منذ اجبر الجيش الاسرائيلي علي الانسحاب من جنوب لبنان في شهر ايار (مايو) 2000.

بالرغم من أن عمليات القصف التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة بواسطة صواريخ محلية الصنع لا تخلف خسائر كبيرة في وسط الاسرائيليين الا أن فعاليتها تتحسن تدريجيا، كما أنها تخلق حالة من الاستنفار والرعب بين عشرات آلاف الصهاينة الذين لم يتعودوا علي مثل هذه الوضعية، وهو ما ولد زخما من الضغوط الداخلية علي الحكومة الاسرائيلية لانهاء هذه الوضعية بشكل ما.

وقد حذر مصدر عسكري صهيوني كبير يوم السبت 23 شباط (فبراير) من أن مائتي الف من سكان الدولة العبرية سيصبحون في مرمي القذائف الصاروخية في غضون سنتين اذا لم توجه دولة الكيان ضربة لحركة حماس وتوقف تعاظم قوتها العسكرية، ونقلت الاذاعة العبرية عن المصدر قوله أن مدي القذائف الصاروخية كان قد بلغ قبل ست سنوات كيلومترين بينما يبلغ مداها حالياً ثمانية عشر كيلومترا موضحا أنه لا مفر من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة اذ لا يجوز أن نوهم انفسنا بالهدوء المؤقت الذي تشهده المنطقة المحيطة بالقطاع .

الصواريخ الفلسطينية ليست وحدها مصدر القلق لاسرائيل، فالجيش الصهيوني واستخباراته يحذران من أن المقاومة ستجد مستقبلا طرقاً جديدة تمكنها من اختراق الطوق الأمني الاسرائيلي الذي يقلل من فرص تسلل مقاتليها الي داخل الأراضي المحتلة سنة 1948 والقيام بعمليات عسكرية كبيرة توقع خسائر مؤلمة للاسرائيليين. كما يشيرون أن كل يوم يمر دون الحسم العسكري أو الوصول الي هدنة يساعد الفلسطينيين في غزة علي كسر طوق الحصار وتحسين الروابط مع مصر وتوليد زخم من الضغط الدولي لرفع الحصار علي القطاع وبالتالي فرض وضعية تعامل اسرائيلية جديدة معه تجردها من الكثير من آليات الضغط التي لا تزال متوفرة حتي الأن.

 

مكاسب ميدانية

 

خلال شهر شباط (فبراير) ذكر موقع واي نت الاسرائيلي ان حركة حماس حققت مكاسب في معركتها ضد السياسة الاسرائيلية المدعومة أمريكياً، وصولا الي سعيها الحالي لكسر الحصار عن قطاع غزة. وعرض الموقع تقريرا تحت عنوان أربعة للأخضر مقابل صفر ، في اشارة الي الراية الخضراء التي ترمز لحماس، وعدد خلاله أربع نقاط حققتها حماس في معركتها، وهي اجبار الاحتلال علي الانسحاب من القطاع، ثم الفوز في الانتخابات التشريعية، والحسم العسكري في غزة، وكسر الحصار.

واستعرض الموقع بعض مكاسب حماس في غزة، مشيرا الي أن من بينها خروج ورجوع الحجاج دون أي تحكم اسرائيلي أو دولي، وارجاع الوقود والكهرباء، وفتح الحدود مع رفح المصرية، وتجنيد الجماهير وجزء من الأنظمة العربية والاسلامية لمساندة كسر الحصار .

وأشار التقرير الي أن حماس استطاعت أن تواجه ضغوط اسرائيل وأمريكا والصمود في وجهها حتي الآن بنجاح .

 

صعوبة الحل العسكري

 

داخل اسرائيل هناك خلاف شديد حول سبل حسم المواجهة وتزداد قوة التيار الذي يطالب بحل تفاوضي مع حماس وانهاء التخبط الحالي في التعامل مع الوضع في قطاع غزة.

ويوم الجمعة 22 شباط (فبراير) أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت المتقلب المزاج بسبب تضارب توجه الضغوط التي يتعرض لها، عن شكوكه حيال فعالية عملية عسكرية واسعة النطاق علي قطاع غزة يمكن أن يشنها جيشه لوقف اطلاق الصواريخ علي المستوطنات، كما ذكرت الاذاعة العسكرية في تل أبيب. وذكر مصدر اسرائيلي ان اولمرت أعلن في لقاء مع ضباط احتياط كبار في مجلس الحرب أن الذين يعتقدون ان بالامكان تنظيف قطاع غزة في غضون بضعة أيام مخطئون ويعتقدون انهم يعيشون قبل أربعين سنة . وشدد أولمرت في المقابل علي فعالية الضربات المحددة للجيش الاسرائيلي سواء هجمات جوية أو عمليات تسلل محدودة تستهدف مجموعات فلسطينية مسلحة.

وكشفت اذاعة جيش الاحتلال، أن أولمرت فوجئ بأن نظام القبة الفولاذية الدفاعي الذي استثمرت فيه اسرائيل مبالغ طائلة لتحمي سديروت والمستعمرات الأخري المحيطة بالقطاع من الصواريخ الفلسطينية لن يكون قادرا علي توفير مثل هذه الحماية. ونقلت الاذاعة عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة القول انه ثبت أن النظام قد يكون مجديا أمام الصواريخ التي تطلق من مسافة تزيد علي أربعة كيلومترات علي الأقل علما بأن المسافة بين بيت حانون وسديروت مثلا لا تزيد عن كيلومترين.

من جانبها، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس طلبت عقد لقاء طارئ مع أولمرت لدي وجودهما في اليابان الأسبوع المقبل وأشارت تقديرات اسرائيلية الي أن رايس قلقة من الوضع في غزة.

وللتدليل علي عمق الانقسام الاسرائيلي بخصوص طريقة التعامل مع المقاومة صرح عمدة مستعمرة سديروت التي تتعرض علي نحو متكرر لهجمات صاروخية من قطاع غزة، انه لكي ينقذ حياة الاسرائيليين فانه مستعد لاجراء محادثات مع حماس علي الرغم من الحظر الغربي علي اجراء اتصالات معها. وقال ايلي مويال، عمدة المستعمرة وهو عضو في حزب الليكود اليميني انني سوف أقول لحماس، دعونا نوقف اطلاق النار، دعونا نوقف اطلاق الصواريخ علي مدي السنوات العشر المقبلة واننا سوف نري ما الذي يحدث .

وأضاف بالنسبة لي كشخص، فان الأمر الأكثر أهمية هو الحياة وانني مستعد لعمل أي شيء من أجل ذلك. انني مستعد للتحدث مع الشيطان .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ