ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 20/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

اعتزل واتخذ سيفاً من خشب

بقلم: محمد علي شاهين

دارت رحا الفتنة وهاج شيطانها وماج يوم الخميس الأسود، وانتقلت شرارتها إلى الأحياء المجاورة للجامعة، وارتقى القناصون أسطحة المنازل وشرفاتها، وارتفعت سحب الدخان الأسود في سماء لبنان، وكادت الحرب الأهليّة التي تجرّع اللبنانيّون غصصها خمسة عشر عاماً أن تنشب أظفارها في جسد لبنان من جديد.

رؤوس الفتنة وأقطاب رحاها أحبطوا مساعي الإصلاح، وعمّقوا الانقسام السياسي بين الفرقاء اللبنانيين، وحوّلوه إلى صراع طائفي تبرأ الأديان منه لأن الدين محبّة وتسامح وإيثار.

الذين أطلقوا عنان الفتنة وأيقظوها، وحرّضوا الشباب على الاقتتال، وهيّجوا الرأي العام، وشحنوا رؤوس العامّة بالعصبيّة الطائفيّة والمذهبيّة، وهيّجوا الرعايا ومنّوا الناس الأماني الكاذبة، ووعدوهم بالجنّة، لم يدركوا الدروس والعبر التي غرسها رسول الله في قلوب أتباعه عندما قال فيما يرويه أبو الدرداء: إن الفتنة إذا أقبلت شبهت واذا أدبرت أسفرت، إن الفتنة تلقح بالنجوى وتنتج بالشكوى، فلا تثيروها إذا حميت ولا تعرضوا لها إذا عرضت، إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها فلا يحل لأحد أن يأخذ بخطامها، ويل لمن أخذ بخطامها.

ولم يدركوا المعاني التي أدركها الإمام علي كرّم الله وجهه عندما قال: أنا فقأت عين الفتنة.

ولم يدركوا وصايا علماء السلف بوجوب اعتزال الفتنة وأهلها: فإذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفر من جوار الفتنة وإياك والعصبية، وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة، فاتق الله وحده لا شريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوي ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئا من أمورهم فإنه يقال من أحب فعال قوم خيرا كان أو شرا كان كمن عمله.

وكان محمد بن مسلمة الأنصاري البدري ممن اعتزل الفتنة واتخذ سيفاً من خشب ولزم المدينة حتى مات.

الفتنة أشد من القتل، والموت إلى قلوب الصالحين أحب من الاشتراك فيها، سئل ابن مهدي عن الرجل يتمنى الموت مخافة الفتنة على دينه قال ما أرى بذلك بأسا.

استعجال خوف الفتنة يا أهلنا في لبنان قبل أن تشرئبّ برأسها كالأفعى وتقع العصبية بين الناس يدعو جميع الأطياف اللبنانيّة إلى التوحّد والتآخي، وتسكين نار الفتنة وإغماد سيفها وإطفاء نارها.

اعتماد لغة العقل، واستعادة السلم الاجتماعي، ووقف التحريض، وإطفاء نار الفتنة ووأدها في مهدها في بيروت مسؤوليّة كافّة العقلاء في المنطقة وليس في لبنان وحده لأنّ النار من مستصغر الشرر.

فليفتح مجلس النواب أبوابه لنواب الشعب موافقة ومعارضة ليأخذوا دورهم التشريعي والرقابي، ولينتقل الجدل من الشارع اللبناني إلى المؤسّسات الدستوريّة المنتخبة، وليتوقف عرض العضلات في الشوارع والساحات العامّة، وليتق الله الذين يستقوون على أبناء وطنهم بأصحاب الغايات الخبيثة والمآرب الشخصيّة الذين جعلوا لبنان المزرعة الخلفيّة لأطماعهم.

وليتفرّغ الجميع لبناء مادمرته الحرب الأهليّة من مؤسّسات ومنشآت عمرانيّة، ولتتضافر الجهود لإعادة تشييد القرى والمدن التي دمرها العدوان الإسرائيلي المتربص بلبنان، ورعاية أبناء الشهداء والأسر المنكوبة، ولتزرع حدائق لبنان من جديد بالفلّ والياسمين، ولتعد البسمة إلى الوجوه ولتطوى الأحزان المحفورة في جبين لبنان.

اللهم اجمع لنا الكلمة واحقن الدماء وأزل عنا الفتنة، ولا ترنا في أهل لبنان وفلسطين والعراق سيفين مختلفين ولا ترنا بينهم خلافا، اجمعهم اللهم على طاعتك إنك ولي ذلك وأهله.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ