ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

موسوعة غينيس

بقلم : عبد الرحيم النعيمي

استقبلت في بريدي الالكتروني رسالة يتمزق لها قلب المؤمن ، بل وقلب كل إنسان حرٍّ أبيّ .. تتحدث عن أمور وقعت لأهلنا في فلسطين لم يسبق أحدٌ العدو الصهيوني في اقترافها فاستحقت أن تسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، لما فيها من فظائع يندى لها جبين الإنسانية خجلاً ..

فبيوت تقصف بالصواريخ وتهدم فوق رؤوس ساكنيها بلا تمييز بين شيخ أو طفل ، ولا بين رجل أو امرأة .. فالكل أمام ظلم الصهاينة سواء ..

وأسوار اسمنتية عازلة تقطع أوصال الوطن الواحد وتفصل بين الأقارب والأحباب ، وتبعد التلميذ عن مدرسته والفلاح عن أرضه ..

ووزراء ونواب يعتقلون في سابقة خطيرة لم يعرفها العالم قديماً ولا حديثاً ..

كما يعتقل تلاميذ المدارس في مختلف المراحل الدراسية ومختلف الأعمار ..

تأثرت تأثراً بالغاً .. أصابني صداع شديد .. فكرت وتفكرت .. أليس لهذا الليل من آخر .. أما آن لهذا الليل أن ينجلي ؟؟..

ترى ، أليس ضعفنا وتفرقنا هو الذي أطمع بنا الأعداء حتى صرنا كالأيتام على مأدبة اللئام .. بل صرنا كقصعة مليئة بما لذ وطاب من الطعام تداعى لها الأكلة الجائعون ...

وعندما قرأتها انقدحت في ذهني شرارة أشبه بالصاعقة فتذكرت أموراً حدثت لنا في سورية الحبيبة في الثمانينات وما بعدها من القرن الماضي ٍ ، تستحق أن تسجل – وبامتياز - في ما يسمى بموسوعة غينيس للأرقام القياسية ..

فهل سمع العالم أن أحداً في الدنيا كلّها رُبط بدبابة أو عربة عسكرية - وهو حي - وسُحل على وجهه ستين كيلو متراً من قرى إدلب المجاورة للحدود التركية إلى مدينة حلب ؟؟!!.. هل يا ترى سجل كتاب غينيس للأرقام القياسية مثل هذه الحوادث التي تكررت مراراً في سنة ثمانين وتسعمائة وألف وما بعدها ؟؟!!..نعم سمعنا أنه حصل شبيه بهذا في العراق أيام عبد الكريم قاسم ، ولكن كانت تتم عملية السحل في نفس المدينة ، أما في عهد ( الأسد المغوار على شعبه ! ) فقد امتدت من مدينة إلى أخرى ، ليعتبر أولوا الأبصار . فاستحق الفوز بالرقم القياسي دون منازع.

وهل سمعتم – أيها الأحبة – أو سمع العالم أن زعيماً يعيّد على شعبه ( يبارك لهم بالعيد ) فيقتل منهم في صبيحة العيد مائة شخص من كافة فئات الشعب ، حتى كان بينهم بعض البعثيين من الحزب الحاكم ( المواطنون سواسية كأسنان المشط ، إنها قمة العدالة !! ) ؟؟!!.. نعم حصل هذا في سورية وفي مدينة حلب الأبية عام ثمانين وتسعمائة وألف على أيدي جنود القائد الضرورة .

وهل سمعتم - بعد نيرون - أن أحداً أباد مدينة كاملة ، وهدمها فوق رؤوس ساكنيها ، ولم يفرق في ذلك بين شيخ ولا امرأة ولا طفل ( فالكل في ميزان عدالة الإمام العادل قدس أبو مرّة سره وطيب الكبريت ثراه ) .

كما لم يفرق في البنيان بين بيت ومدرسة ومسجد وكنيسة ... واستبيحت المدينة الحرة شهراً كاملاً على أيدي جند القائد الفذ البطل !!...

نعم حصل هذا في مدينة حماة الأبية في قلب سورية في شهر شباط ( فبراير ) من سنة اثنتين وثمانين من القرن الماضي.

وهل سمعتم أيها السادة ببلد تصبح فيه المدارس سجوناً لشعب أعزل مسكين ؟

نعم حصل هذا في بلادنا سورية ، وزاد عليها القلاع والحدائق والمرافق العامة ، لأن السجون لم تعد تفي بالغرض !!...

وهل سمعتم عن بلد يعتقل فيه الأطفال الصغار لأنهم سئلوا هل يحبون الزعيم والقائد الفذ الضرورة فقالوا : لا .. لا نحبه لأنه قتل والدنا ، أو سجن إخوتنا ؟؟؟!!!...

وهل سمع الديموقراطيون ببلد يسن قانوناً لقتل من يعارض حاكم البلد ، حتى ولو كانت معارضته بلسانه أو قلبه ؟؟!!... ثم يطبق هذا القانون على آلاف مؤلفة من المعارضين فيكون مصيرهم أن يرسلوا إلى المقابر الجماعية زرافات ووحداناً ... نعم حصل هذا في سورية .. ومازال القانون سيفاً مصلتاً على رقاب الشعب المسكين المغلوب على أمره ...

وهل سمع أحرار العالم عن بلد يعتقل فيه أهل المعارض السياسي وأقاربه ، وإذا لم يقبض عليه أخذ أهله رهائن بدلاً منه حتى يسلم نفسه ، وإلا قتلوا فداء له ، ويبقى هو مطلوباً ؟؟!!.. نعم حصل هذا في سورية .

وهل سمعتم بمعتقلات سياسية يسكنها نزلاؤها ثلاثين سنة ويموت أكثرهم ولا يعرف أحد مصيرهم ، أهم في الأحياء أو في الأموات ؟؟..

وهل سمعتم – أيها النجباء - بمعتقل مظلوم إذا أفرج عنه وجب عليه أن يكتب اعتذاراً عما لم يفعله ولم تقترفه يداه فيقرّ أنه فعله ، وأن يكتب شكراً لمن ظلمه واعتقله وعذبه لأنه أفرج عنه ؟؟!!.. لأن العدالة تقتضي أن تزهق روحه ، فبقاؤه حياً كان منّةً وتفضلاً من السيد القائد العطوف ذي القلب الرحيم ...

إن لم تكونوا سمعتم فنحن سمعنا وعرفنا ... لقد حصل في وطننا الحبيب سورية ...

وهل سمعتم - في غير فلسطين وسورية - عن سَجن النساء وتعذيبهن بكل أصناف العذاب وألوانه ، لا لأنهن ارتكبن جريمة قتل أو سرقة أو ترويج مخدرات ... بل لأنهن يحملن في رؤوسهن عقولاً تأبى الظلم والدنيّة ، أو لأن أزواجهن أو آباءهن أو أبناءهن متهمون بمعارضة الزعيم سياسياً ( إنها جريمة لا يغفرها النظام الطائفي في سورية ) وكثير منهن ولدن في السجون .

وهل سمعت الدنيا بأسرها عن امرأة معارض سياسي تعتقل وتلد في السجن ، وتبقى مع ولدها في زنزانة حتى يصبح عمر الولد ست عشرة سنة وهو لا يعرف من الدنيا إلاّ أمه والسجان ؟؟!!.. أما نحن فقد سمعنا وعرفنا .. لقد حصل هذا في بلد جريح اسمه سورية .. وفي فلسطين ولدت عدة معتقلات أبناءهن وبقي الأولاد مع أمهاتهن سنتين ثم أخرجوا من السجون .

ثم هل سمعتم – يا فضلاء العالم وأحراره - عن بلد من العالم يهتف فيه تلاميذ المدارس في تحية العلم الصباحية بشتم من يعارض الرئيس ويطالب بالإصلاح ويهددونهم ويتوعدونهم بالويل والثبور ، والسحق وعظائم الأمور ؟؟!!!.. نعم إنه بلدي المثخن بالجراح سورية ..

وهل سمعتم – أيها المنادون بالديمقراطية – عن جمهورية يرث فيها الولد أباه في الحكم بعد قعود الوالد على كرسي الحكم طول حياته ؟؟!!.. ولعله في هذا السبق قد سنّ سنة حسنة لغيره من الحكام ( آسف – إنها سنة سيئة – ولكن الأمور قد اختلطت علي وتشابكت الخطوط اللغوية والمصطلحات كما تتشابك خطوط الهاتف ) ؟؟!!..

إن لم تكونوا تعرفونها فازدادوا علماً ومعرفة : إنها سورية ...

وهل سمعتم عن بلد ينتخب فيه الأموات رئيسهم – من الأحياء طبعاً ، وليس من الأموات – كما ينتخب المهاجرون والمهجّرون والذين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع ، فيقولون نعم وألف نعم للقائد المفدى ؟؟!!...

وهل حصل في بلد ما من العالم أن أعطى الرئيس جميع الامتيازات لأقاربه دون غيرهم ، فترى أحدهم يملك كل الشركات الكبرى في البلد ، والتي لا يملكها كلياً فهو شريك فيها ؟؟!!..

أما هذه فالحق أنها صفة مشتركة بين جميع الحكام الدكتاتوريين في العالم ، وليست حكراً على زعيم واحد .. فالكل في الهوى سوا .. والشعوب هي التي تأكل الهوا ...

وماذا أقول يا بلدي ... وماذا عساي أن أقول ؟؟.. لو كانت هناك عدالة لكان لبلدنا في عهد القائد الضرورة ووريثه موسوعة غينس خاصة لا يشاركنا فيها أحد ، ولا ينازعنا أو يدانينا فيها أحد .

لقد سمع الناس جميعاً بالقضية الفلسطينية ، وتعاطفوا معها ومع شعبها المظلوم المضطهد ولو بالكلام دون الفعل ، أو حتى بالقلب والضمير .. وهي تستحق أكثر من هذا التعاطف .. تستحق بذل كل الجهود للتخلص من نير الاحتلال .

وأما القضية السورية فلا بواكي لها ... ذبح شعب وهدمت مدن وقرى ، وانتهكت حرمات وحرمات .. وجرى كل ذلك تحت سمع العالم المتحضر وبصره ، فلم ينبس أحد ببنت شفة .. صورت الأقمار الصناعية مدينة حماة وهي تقصف براجمات الصواريخ والطائرات والدبابات ولم تستنكر أي دولة في وسائل إعلامها .. ولعلهم يحتفظون بها حتى يحين موعدها المناسب ، من يدري !!...

وحتى كثير من الوطنيين والقوميين والمخلصين بل وحتى بعض الإسلاميين إذا ذكرت لهم بعض ماحصل في سورية اتهموك بالمبالغة ، وربما بالخيانة ؛ لأنك تعارض قيادة الصمود والتصدي للعدو الصهيوني الغاشم ، لأن هذه القيادة في معركة دائمة مع العدو .. ولا صوت يعلو على صوت المعركة .. ونسي هؤلاء أو تناسوا أن هذه القيادة هي نفسها التي سلمت جبهة الجولان الحصينة للكيان الصهيوني من قبلُ تسليمَ اليد باليد ، وأعلنت عن سقوط عاصمة تلك الجبهة مدينة القنيطرة قبل دخول أي جندي صهيوني بأكثر من أربع وعشرين ساعة ... كما نسي هؤلاء المبجلون أن رصاصة واحدة لم تطلق من الجبهة السورية بعد حرب تشرين عام ثلاثة وسبعين من القرن الماضي ...

وأخيراً أذكرهم بقول المجرم شارون – وهو ينقل إلى المستشفى في مرضه الذي صار فيه كمومياء فرعون – والعقبى عند جميع الدكتاتوريين -  موصياً من سيخلفه في الحكم :

حافظوا على النظام السوري فإنه خير من حافظ على أمن إسرائيل .

أقول هذا حتى لا ننسى فالتاريخ لا ينسى ... وكل ذلك عند الله في كتاب ، لا يضل ربي ولا ينسى ..

( قال : فما بال القرون الأولى ؟ قال : علمها عند ربي في كتاب ، لا يضل ربي ولا ينسى ).

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ