ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 27/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

دمشق الأسد عاصمة للثقافة الجديدة

مواطن حر

Free-citizen-sy@hotmail.com

ومن أحق من دمشق أن تكون عاصمة للثقافة العربية عندما نقرأ تاريخ هذه المدينة العريقة, أو حتى عند قراءة التاريخ الإسلامي, أو الإنساني سوءً القديم منه أو المعاصر, نجدها الحاضرة في جل صفحاته, كما أن دمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ البشري .

وأنا هنا لست بصدد سرد تاريخي مفصل على أهمية ذلك, مع إيماني الكامل بأنه لا يمكن أن يُبنى حاضر أي دولة دون القراءة الهادئة والمتأنية للتاريخ واستخلاص العبر .

لكن لنبدأ من كونها – دمشق – عاصمة معاصرة للثقافة العربية , والعربية تعني الإرث الثقافي العربي بكل ما يحمل من فترات مشرقه وغير ذلك, ولعل الباحث في هذه الثقافة أنه يجدها إسلامية في معظم أشراقاتها دون إهمال بقية من ساهم في إثراءها, وهذا ما يعترف به كثير من المثقفين في العالم العربي على اختلاف انتماءاتهم .

والثقافة الإسلامية كون لغة القرآن الكريم هي العربية وانطلقت من الأرض العربية فهي تحمل مسحة عربية, أي أنها ثقافة كونية بلغة عربية وهي كونية لانتشارها الواسع على الكرة الأرضية ولما قدمته من مبادئ قامت عليه الحضارة الإنسانية .

لكن مدينتنا الجميلة لا تعيش في هذه الأيام أزهى عصورها, بل تكاد أن تختنق بأيدي سجانيها ممن لوثوا الماء والهواء ,وأمعنوا في امتهان كل القيم التي من الممكن لهذا الشعب المظلوم أن يرى بها بارقة الأمل, للخلاص المنشود وبناء غده على قاعدة قوية واقعية تدرك خصوصية العصر الذي نعيشه, ولا تهمل خصوصية قيمنا ومورثنا الأخلاقي والاجتماعي, ويجب أن يتم الأخذ في الحسبان إيجاد صيغة تناغم ثقافية لتشكل حلقة أمان تضم داخلها كل أطياف ومكونات التنوع السوري, الأمر الذي يضمن لهذه القاعدة التوازن وبالتالي الاستمرارية . 

في حين نجد ثقافة الشعب الشامي التي عكسها النظام من خلال الإعلام الذي يسيطر عليه تصور الشوام شلة دبيكة لا تحمل من هم أمتها أو ثقافتها التي حضرت العالم شي, وقد ظهر ذلك جلياً في البيعة الأخير للرئيس بشار الأسد التي حولت ربوع الوطن حلقت دبكة واحدة من القنيطرة إلى المالكية, في الحقيقة هذه المظاهر لا تعبر عن الشعب السوري بل لا تمت بصلة له وأن خرج بعض الناس فهم أما من المحسوبين على النظام الحاكم وهي قلة قليلة من المتسفيدين الذين لا يحملون لا ثقافة غربية ولا شرقية أو الذين لا حول لهم ولا قوة وقد خرجوا على غير رضى وهي الغالبية الساحقة . 

ومن المفارقات أن تجدهم في غمرت الاحتفال بدمشق كعاصمة للثقافة العربية يزجون بكل مثقف قادر على النطق بلسان الضاد إلى غياهب زنزانات المخابرات, التي لا تعترف بأي ثقافة غير ثقافة كم الأفواه واقتلاع الألسن وفقع الأعين وهذا كله يعتبر نوعاً من الدلال كونهم من الوطنيين الذين لا يحملون توجهاً إسلامياً, أما لمن يحمل توجها أو حتى تعاطفا مع أي تيار إسلامي مهما كان تمثيله بالشارع السوري فهي أمور لم تدخل بعد في القواميس الوطنية السورية, لأن المخابرات هي اقدر على طرح الثقافات وما على الشعب سوى السمع والطاعة وغصباً عن راس أبوه على مبدأ -لا أريكم إلا ما أرى- فالأساليب هنا أكثر تطوراً وابتكارا والتي قد تصل إلى السلب البطيء للأرواح والذي يطاول كل من يمت لهم بصلة قرابة.

لكن أزمة الثقافة المعاشة سورياً لا تكمن فقط بالنظام و لن تزول بزواله, هذا بنظر الكثير من النخب السورية فهو أسس وعشش لهذه  الأزمة حتى أصبحت من المكونات الثقافية, أي أننا أصبحنا نعيش ثقافة اللاثقافة  وهي حالة الخروج من الذات التي تؤسس لحالة عدم الانسجام مع المحيط المعاش المكون بالأساس من تراكم الموروث الثقافي, والتي لم تتم بطريقة اعتباطية إنما بطريقة ممنهجة تبدأ من النشء مستشريةً لتضمن كل المراحل العمرية في بوتقة الثقافة الجديدة, من خلال مؤسسات معنية بذلك  بدءً من طلائع البعث إلى شبيبة الثورة ومروراً باتحاد الطلبة وصولا إلى النقابات, وهي توصل الناس بالتالي إلى حالة فقدان للهوية الثقافية وهي ممن يضمن استمرارية وجوده .

إذاً كيف بهم يحتفلون بدمشق عاصمة للثقافة العربية  وهي كذلك بشعبها وتاريخها العريق, في الوقت عينه هم أغلظ من يحارب العروبة بإرثها الثقافي وتراثها الشعبي والتضييق على موردها الروحي وهو الإسلام, بالتالي دمشق لن  تكون عاصمة للثقافة العربية إلا باعتبار هؤلاء الشرذمة حالة طارئة غير أصيلة من مكون الشعب السوري.

... والله المستعان

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ