ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

خمسة وأربعون عاما من الاستثناء

محمد زكريا السقال / برلين

ليس  بعيدا  هو الوقت  الذي يزحف علينا من آذار ، وتحديدا  الثامن  ، الثامن من آذار الذي قدر له أن يكون  يوما غير مرحبا به  ، بل هو يوما أسود لأنه  كبل الشعب السوري بقانون  الطوارئ  البغيض  ، قانون يلغي  الشعب كصاحب  بلد وسيادة  وكرامة  ، يلغي القانون والقضاء ، كتعبير  للحياة  الإنسانية  ، يلغي  العقل  كحالة  ونعمة للتفكير  والتمييز والتنقيب  على ما  كل يجعل  الحياة  إنسانية  ، كخيار  بين الحق والواجب  للتفاعل بين  الوطن والمواطن ، يلغي  الثقافة  ودورها  كنتاج بشري  لا يعيش إلا  بالحوار والتفاعل مع الأخر ، يلغي الطموح  أن  نصل  ونتواصل  ، و أن نحرر  ونتحرر ، يلغي الجيش كمؤسسة  وطنية مهمتها الدفاع عن سيادة واستقلال  الوطن وتحرير أرضه وصيانة  دستوره  وشعبه ، ليصبح  حرس القصر ، وكتائب حماية  أمنه وبطشه وسطوته ، يلغي الأمن ،  الأمن بمعنى شعور البشر بأنهم  ذوي  كرامة مصانة بالقانون  ، ليصبح  أمن  القائد ، و أمن المسئول وأمن المزرعة  .

ماذا فعل  أصاحب  الثامن من آذار ، فينا وبأنفسهم ، أنفسهم هم  ، العبثيون ،  كحزب له تاريخ لا  ينكر  في تاريخ  العمل الوطني والقومي  ، أين  هم  ، وماذا يمكن  أن يقولوا  للوطن  والمواطن  ، هل هناك  ما نجتمع  عليه  ويشكل قاسم مشترك  ، أكيد ، لا جدل  في ذلك  الوطن ، ولكن  كيف  وعلى  ماذا نتشارك  ونتحاور  على  معهم  في هذه الذكرى  البغيضة  في تاريخ سوريا ، ذكرى  القمع  و إلغاء الأخر  ، أرادو أن يقودونا للنصر والوحدة والحرية ، فأودوا بنا  للهزيمة والضياع  .

نقول هذا ونحن ندرك  تماما أن  الحزب سرق ونكل به  وأصبح  أداة لتمرير  الهزيمة  وتبرير السرقة والعسف  ، نقول هذا  لأن الشرف  والكرامة  فرزت أصحابها  وأهلها ، وانفض السامر  عن  سلطات العسف  والبطش  منذ  زمن ليس بقصير ، وهذه الجموع التي  تحتشد  تحت شرفات القصر  ويافطته ، هم إما  مرتزقة أو  خائفون ومصابون بالرهاب الذي عمم  على مساحة هذا الوطن الكبير  .

الذكرى الخامسة  والأربعون  تزحف علينا  والظروف  التي  تمر بها سوريا بالغة الحساسية والتعقيد ، ولا عذر لأحد  ، كل ما يعم خراب وينذر بالأسوأ  ، لا عذر  للسلطة بغض النظر  عن  مطالب  الحرية والعدالة  وسيادة القانون ، يجب على السلطة أن تدرك  إن سياسة إدارة الظهر لا تعطي  إلا التفتت والتمزق  ، ويجب أن تدرك السلطة  أنه بالقدر الذي نقف به ضد الخارج ومشاريعه ، إلا  أنها هي المسئولة الأولى عن تطاول  ثقافة الاستعانة بالخارج  بهذا التهميش  والاستخفاف  بالحقوق  ، وعليها تدارك الأمور  بسياسة إصلاح سياسي اقتصادي  واضحة  لا لبس فيها  ، من خلال إلغاء  هذا القانون  السيئ  الصيت  ، وإطلاق سراح  معتقلي الرأي  ، وإعادة الاعتبار للدستور  وسيادة القانون والعدالة  من خلال  تشريع  الأحزاب و الصحافة والأعلام  .

لا عذر  لكل القوى  في جبهة النظام  أو في دائرته  أن هذا القهر ، وهذا الوضع الشاذ  سيودى  بكل شئ  والخاسر  الأساسي هو الوطن وشعبه بسيادته  وحريته  واستقلال قراره ، عليهم أن يهتموا  بالعدالة القانونية  بالإضافة للعدالة الاجتماعية  ، عليهم أن يدركوا  أن الفساد عندما يصل القانون والتربية  ، يكون فسد ملح الأرض وعندها  تفسد المشاعر ولا إنسان في  إطار العبودية والظلم  .

لا عذر  للقوى الوطنية بهذا التذرر  والردح  الغير مقبول ، وحدة الحركة الوطنية  على  مهام الديمقراطية  وعروبة سوريا وسيادتها واستقلال قرارها في مواجهة  الاستبداد والفساد ومواجهة السياسة البشعة والعدوانية للمركز العالمي  المنحاز بصلف للعنصرية والفاشية الصهيونية  والذي يخطط لتفتيت   المنطقة ، هو الهاجس  وهي البرنامج الذي لا خيار  لنا سواه  ، وإلا  سندخل التيه  والضياع  .

الثامن  من  آذار  القادم  امتحان  لكل الذين  ينتمون  لهذا الوطن ، من أجل الوقوف على عتبة مستقبل البلد و وجهها الذي أصبح لا يميز  ، هو امتحاننا  الذي يجب أن نوليه مسؤولية  خاصة  , ووقفة أمام  الواقع  ومساوئه ومخاطره بصدق .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ