ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الوطن والمواطن في صحيفة المدينة (2و3)

(2)

الدكتور خالد الاحمد*

تمهيد :

يقول الدكتور يوسف القرضاوي يحفظه الله :

......والأخوة الوطنية دليلها من القرآن الكريم ، عدة آيات تصرح بالأخوة في الوطن، منها قوله تعالى :{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ} [الشعراء:106]، وأمثالها كثير .

انتهى كلام القرضاوي .

ويبدو لي أن مصطلحات ( وطن ، ومواطن ، ومواطنة ) جديدة على كثير من الدعاة المسلمين ... وكي نمر بسـلام في هذه الدنيا إلى الآخرة دار القرار نحتاج وطنـاً نعيش فيه ، وسيكون لنا فيه جيران ، وشركاء ، وقد لايكون في مقدورنا انتقاء هؤلاء الجيـران وهؤلاء الشـركـاء ، ننتقيهم كما نريد ونرغب ، بل يفرض وجودهم فرضاً بطبيعة الواقـع ، كما هو واقع المسلمين منذ فجر التاريخ حتى هذه الساعة ، وفي كل مكان ، كنت تجد المسلمين  مع ( غير المسلمين ) يعيشون في وطن واحد ...

وبين يدي كتاب اسمه ( النبي r ويهود المدينة )  للأستاذ الدكتور محمد بن فارس الجميل ، الأستاذ في قسم التاريخ ـ كلية الآداب ـ جامعة الملك سعود بالرياض ، نشر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، عام (1422هـ / 2002م) .

يقع الكتاب في ( 329ص) من الحجم العادي أو الكبير ، وسوف أنقل منه بعض المقاطع التي أراها تهمني للتعرف على حقوق المواطنة في الصحيفة ... [ ومابين هاتين المعقوفتين للباحث الحالي ] ...

[ صحيفة المدينة حررها رسول الله r لما قدم المدينة مهاجراً ، التي نظمت العلاقة بين المهاجرين والأنصار واليهود والمشركين في المدينة ، وربما تكون أول دستور يكتب عند العرب ... وهذه البنود المتعلقة باليهود الواردة في صحيفة المدينة ]:

ثانياً: البنود المتعلقة باليهود فيما بينهم وبين المؤمنين :-

5- ( ينفق اليهود مع المؤمنين ما داموا محاربين). وهو يتعلق بدفع قسط من نفقات الحرب الدفاعية عن المدينة.

6- ( أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، وأن لبقية اليهود من بني النجار وغيرهم ماليهود بني عوف، إلا من ظلم نفسه وأثم فإنه لا يهلك إلا نفسه) .وهذا البند يحدد العلاقة بين اليهود وبين الفئة المؤمنة، ويعتبرهم جزءاً من مواطني الدولة الإسلامية ، لهم ما للمسلمين من حرية العبادة، [ تساوي في الحقوق ]ويكفل لهم حريتهم الدينية ما داموا قائمين بالواجبات المترتبة عليهم.

7- ( لا تُجار قريش ولا من ناصرها ) وهو لايسمح لليهود والمشركين بمحـالفة قريش وغيرها من القبائل المعادية للإسلام.

8- ( لا يخرج من يهود أحد إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا البند يمنع اليهود من القيام بأي نشاط عسكري ضد المؤمنين، خارج عن نطاق وحدود المدينة، مما قد يؤثر على أمن المدينة واقتصادها.

9- ( إن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وإن بينهم النصح والنصر للمظلوم). ( انظر :

http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?p=318033) ....

ونعود إلى كتاب الدكتور محمد بن فارس الجميل يقول في ص (63) : ذكر المقريزي ( ت 845هـ) في ( إمتاع الأسماع ) : أن رسول الله r ( وادع ) من بالمدينة من يهود وكتب بذلك كتاباً ....  ومفهوم المـوادعة : الصـلح والســلم ، كما جاء في ( النهاية في غريب الحديث ) : أنه وادع بني فلان أي صالحهم وســالمهم على ترك الحرب والأذى .

وفي ص (70) يقول الباحث : لقد أقرت الصحيفة المسلمين من قريش( المهاجرون )، وأهل يثرب ( أنصار ، يهود ، مشركون) على عاداتهم وأعرافهم القديمة التي لاتتنافى مع روح الإسلام ومبادئه ، كما أقرت مبدأ العقوبات والديات وعقود الصلح والحرب ، وشــددت على الجـوار وحـرمتـه ، ويظهر من هذا النص أن المشركين من أهل المدينة أصبحوا طرفاً في هذه الصحيفة .

وبنود هذه الصحيفة مبنية على نصوص ثابتة، وقواعد شرعية، ومصالح معتبرة، منها قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } (الممتحنة:8). وقوله r : ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم ، لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده ) رواه الإمام أحمد و أبو داود وصححه الألباني .

 والمتأمل في بنود هذه الوثيقة يدرك مدى العدالة التي اتسمت بها معاملة النبي r لليهود، وإسقاط كل الاعتبارات الطبقية والجاهلية، وترسيخ المبادئ الإسلامية، كما أنها اشتملت جميع ما تحتاجه الدولة، من مقوماتها الدستورية والإدارية، وعلاقة الأفراد بالدولة، وعلاقة بعضهم ببعض.

 ولقد كان بالإمكان أن تؤتي هذه الوثيقة ثمارها مع اليهود لولا طبيعة الغدر والخيانة فيهم، حيث سلك اليهود وسائل عدة ومتنوعة للكيد برسول الله r والذين آمنوا معه، وهدم دعائم الدين الإسلامي، إلا أن وسائلهم التي اتخذوها باءت بالفشل، والسبب يرجع إلى حكمة النبي r، وحنكته في إدارة شؤون الدولة.

-------------------------

الوطن والمواطنة في صحيفة المدينة

(3)

الدكتور خالد الاحمد*

تمهيد :

يقول الدكتور يوسف القرضاوي يحفظه الله :

قرر فقهاء المذاهب المختلفة جميعاً : أن غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، وهم الذين يعبَّر عنهم في الاصطلاح الفقهي ب (أهل الذمة) يعدُّون من (أهل دار الإسلام).. فهم من (أهل الدار) وإن لم يكونوا من (أهل الملَّة).

وفي اجتهادي: أن كلمة (أهل الدار) هذه تمثِّل مفتاحاً للمشكلة، مشكلة المواطنة، لأن معنى أنهم (أهل الدار) أنهم ليسوا غرباء ولا أجانب، لأن حقيقة معناها: أنهم أهل الوطن، وهل الوطن إلا الدار أو الديار؟

.... إن الاشتراك في الوطن يفرض نوعا من الترابط بين المواطنين بعضهم وبعض، يمكن أن نسمِّيه (الأخوة الوطنية) فكلُّ مواطن أخ لمواطنه، وهذه الأخوة توجب له من حقوق المعاونة والمناصرة والتكافل ما يستلزمه معنى (الأخوة) أي الانتماء إلى أسرة واحدة.

والأخوة الوطنية دليلها من القرآن الكريم ، عدة آيات تصرح بالأخوة في الوطن، منها قوله تعالى :{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ} [الشعراء:106]، وأمثالها كثير .

انتهى كلام القرضاوي .

 

إذن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود مواطنين في المدينة المنورة ، وعقد معهم عهداً عرف باسم ( صحيفة المدينة ) تحدد مالهم وماعليهم ، ولانجد ميزات للمسلمين على غير المسلمين ، فحرية الدين للجميع ، ولكل عبادته لله عزوجل – كما يعتقد – والجميع يدافعون عن المدينة المنورة ، إذا غزاها العدو

ونتابع القراءة من كتاب الدكتور محمد فارس الجميل ، بعنوان ( النبي ويهود المدينة ) ، و[ مابين المعقوفتين للباحث الحالي ] يقول الدكتور الجميل في ص ( 76- 81 بتصرف ) :

تتألف صحيفة المدينة من جزءين أو صحيفتين أولاهما المتصلة بالمهاجرين والأنصار ومن تبعهم ، والثانية تتألف من ( 24) مادة من ( 24 – 47) كلها تتعلق باليهود ، وهذه بعضها :

المادة (24) : تشترط على اليهود أن ينفقوا مع المؤمنين ماداموا محاربين ،[ أي يتوجب على اليهود الإنفاق مع المسلمين إذا تعرضت المدينة لعدوان خارجي . وهذه من الواجبات التي تساوى فيها المسلمون واليهود ، وهو واجب الإنفاق في الدفاع عن المدينة ، تساوى المسلمون مع يهود المدينة في واجب الدفاع عنها ]...

المادة (25) إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، [ وهذه من التساوي في الحقوق ، فيحق للمسلمين ممارسة دينهم ، كما يحق لليهود ممارسة دينهم ]، ويظهر أن المقصود بالأمة هنا أنهم أمة لها حقوقها وتعيش مع أمة المسلمين .

وتعترف الفقرة الثانية من المادة (25) لليهود بديانتهم ، وصحيفة المدينة أول دستور في العالم أقر بحرية الأديان كما يقول المستشرق ( داني فردريك ) . والمادة (37) : إن على اليهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة . وهي تأكيد على مبدأ المؤازرة والنصرة بين الطرفين مسلمين ويهود ضد كل من أراد شراً بأهل هذه الصحيفة ، وعلى كل فريق منهم تحمل النفقة قي ذلك .

والمادة (39) تتعلق بتحريم المدينة ووضع حدود جغرافية لها يحرم فيها القتال وقطع الشجر ...والمادة (42) يعترف فيها اليهود بسلطة النبي صلى الله عليه وسلم وأن أي خلاف ينشب بينهم وبين المسلمين يجب أن يرجعوا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

[ تعليق الباحث الحالي :

1- رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وادع ) من بالمدينة من يهود وكتب بذلك كتاباً ..... ومفهوم الموادعة : الصلح والسلم ، كما جاء في ( النهاية في غريب الحديث ) : أنه وادع بني فلان أي صالحهم وسالمهم على ترك الحرب والأذى . وهذا كلام واضح لالبس فيه ، من جواز الصلح والمسالمة مع غير المسلمين ، طبعاً مع الحذر ، ومع قوة المسلمين ...

2-  أقرت الصحيفة المسلمين من قريش وأهل يثرب على عاداتهم وأعرافهم القديمة التي لاتتنافى مع روح الإسلام ومبادئه ، كما أقرت مبدأ العقوبات والديات وعقود الصلح والحرب .

3- شددت على الجوار وحرمته : فللجوار حرمة ، سواء كان الجار مسلماً أو غير مسلم ، صحيح أن للمسلم حق الإسلام ، وحق الجيرة ، ولغير المسلم حق الجيرة فقط ، وقد عاش الشعب السوري ( مسلمون وغير مسلمون )في سوريا قبل النظام الأسدي يحفظون حقوق الجيرة ، بين المواطنين ، بشتى مذاهبهم وأعراقهم ، يحترمون بعضهم ، قبل أن ينبش النظام الأسدي الطائفية ليتخذها سلماً يرتقي إليه كي يتملك سوريا ،ويزكي نارالطائفية ، بالأفعال لا بالأقوال ، حتى غدت قوية تهدد وحدة الشعب السوري ... وعلى العقلاء من السوريين ( ويجب أن تكون المعارضة منهم ) أن يعيدوا للشعب السوري حرمة الجوار التي كانت سائدة قبل النظام الأسدي ].

*باحث في التربية السياسية

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ