ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

التفاهم الأمريكي الإيراني

الدكتور عثمان قدري مكانسي

نقلت الجزيرة عن نيويورك تايمز في 08-02- 2008  أن وزارة الطاقة الأمريكية قدمت دعماً مالياً لاثنين من المراكز النووية الروسية التي تعكف على تصنيع أجزاء هامة من مفاعل في إيران ، كشف هذا الخبر إحدى لجان مجلس النواب الأمريكي ..وكان هذان المركزان الروسيان النوويان قدما لمسؤولين أمريكيين نسخاً من عروض البيع مُدرجاً فيها مفاعل " بوشهر الإيراني " كأحد المشاريع التي يضطلعان بها  .

وعلى هذا فالإدارة الأمريكية على علم تام ورضى ببناء المفاعلات النووية الإيرانية . فلمَ التظاهر الأمريكي – على مدى سنوات عدة – بالحرص على وجوب توقف إيران عن بناء قوتها النووية ، وإبداء الحزم وتجييش العالم للحد من اندفاع إيران في بناء قوتها النووية ؟

تمثيلية مازالت أمريكا تلعبها على مسرح الأحداث الشرق أوسطية لتصل إلى مآرب كثيرة لا تخفى على المتابعين لما يجري على الساحة العالمية من أحداث .

فأمريكا لم تدخل أفغانستان والعراق إلا بمساعدة عسكرية إيرانية  ، وتأييد إيراني إذ شاركت بعض وحدات الجيش الإيراني في القتال إلى جانب الجيش الأمريكي في أفغانستان ، ولا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية البقاء في العراق لو تحركت الشيعة في قتال ضار ضدها في العراق ، والإدارة الأمريكية تعلم ذلك علم اليقين ، وتثمّن للإيرانيين هذا الموقف الداعم .

ولا بد من ثمن تطلبه إيران ، وتدفعه الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو ثمن لا يمكنها إلا أن توافق عليه وإلا خرجت مدحورة من العراق والمنطقة كلها . فهي – الإدارة الامريكية – تجد صعوبة بالغة في محاربة مجاهدي العراق من السنة ويُقتل منها كل يوم أعداد كبيرة لا تعلن عنها على الرغم من تأييد الشيعة في العراق لها ، فكيف لو انقلب هؤلاء – الشيعة الذين تغذيهم إيران وتدعمهم ضد إخوانهم من السنة - عليها ؟؟ طبعاً .لن يفعلوا ذلك فمصلحتهم الاستراتيجية أن يكونونوا مع الولايات المتحدة الأمريكية لاغتنام الفرصة الذهبية في الوصول إلى إبادة السنة والقضاء عليهم في العراق . والتحكم فيه إلى الأبد – كما يخططون ويعلنون دون مواربة .

لو حاولنا تصنيف العملاء في العالم لرأيناهم أصنافاً وأنواعاً . منهم " الممسوح " الذي لا يستطيع إلا أن يقول نعم وينفذ الأوامر ، فوجوده مرهون برضى السيد الذي يحميه ويثبته في سلطانه ، ويقوّي مركزه ، ويدعمه . وهذا النوع من العملاء يعرف قدراته ويقر بالفضل لمن صنعه أو دعمه ... ومنهم من يقر بأن وجوده على رأس السلطة بتأييد من غيره إلا أنه يعلم أنه رقم يصعب إوزاحته إلا بجهد قد يصعب أحياناً ويستدعي تنازلات من السيد لها قيمتها ، فتراه يناور ويداور ، ويحاول أن يُدل على السيد الذي يؤيده بخدماته القيّمة ، ويطالب بثمن ، ويفرض شروطاً ... ومنهم من يرى نفسه نداً يُحسب حسابه ، فيعمل لمصلحته أولاً وثانياً ويغتنم الفرص السانحة فيفرض شروطاً ويطالب بحصة كبيرة قد تفوق حصة من يتعامل معه ويقدم له الخدمات . ويرى مصالحه فوق مصالح الآخرين .

وأعتقد أن  النظام السوري من القسم الثاني – كما ذكرنا في نهاية المقال - وأن إيران من النوع الثالث الذي نال حصة الأسد من دخول الولايات المتحدة مستنقع العراق ، فبدأت تستغل الأحداث وتملي شروطها ، وتلوي يد الإدارة الأمريكية وتحصد المكاسب ، وتفرض نفسها أكبر قوة إقليمية في المنطقة ، وليس للإدارة الأمريكية إلا الإذعان لهذه المطالب ، والرضوخ لها .

كما أن الإدارة الأمريكية ترغب  بوجود القوة الإيرانية التي يخيف تناميها الدول المصطنعة الضعيفة حولها الغنية ببترولها ، فيصير وجود القوة الأمريكية مطلباً لا بد منه ترتجيه هذه الدول وتسعى له راضية راغبة لتحميها من القوة الإيرانية المتصاعدة بقوة وسرعة فتجثم القوات الأمريكية في بحار الذهب الأسود  وتتمكن فيها معززة مكرّمة .

والتاريخ يؤكد أن العلاقة بين الدولة الفارسية والدولة العبرية لم تنقطع منذ أن وجدت إسرائيل ، وأن هاتين القوتين المتفاهمتين خير أسلوب لتفتيت البلاد العربية وإضعافها . ومن يتابع العلاقات بينهما يجد أن هناك تعاوناً أمنياً بين الدولتين ، وقد تبين أن عدداً كبيراً من العلماء النوويين الإسرائيليين يشرفون على بناء القوة النووية الإيرانية ، وما التهديد الإسرائيلي بضرب المفاعلات النووية الإيرانية إلا ذراً للرماد في العيون . وأن المباحثات المكوكية الأوربية الأمريكية الإيرانية في السنوات الخمس الماضية في المفاعلات النووية الإيرانية والتي لا زالت مستمرة لم ينتج عنها سوى التمييع والمماطلة ليكسب الإيرانيون الوقت في الاستمرار في بناء القوة النووية الإيرانية .

 وحين شعرت الإدارة الأمريكية أن جهودها في التستر على هذه القوة النووية وأن التهديد بضرب إيران أصبح سخافة ينبغي الانتهاء منها صدر بيان من المخابرات الأمريكية – أمرت به الإدارة الأمريكية – أنه تبين لـ " سي آي إيه " أن القنبلة النووية الإيرانية توقف العمل فيها عام 2003 .

وهذا الإعلان الأمريكي يُخلي إسرائيل من تعهدها ضرب المفاعلات الإيرانية . ونؤكد مرة أخرى أن من مصلحة الدولة العبرية أن تكون الدولة الفارسية شرق البلاد العربية قوية تقتسم معها السيطرة على المنطقة كما فعلتا على عهد الشاه ، وما يزال الاتفاق قائماً ...

صحيح أن إسرائيل والإدارة الأمريكية والغرب يرغبون أن تسير سورية في ركابهم بشكل صريح كغيرها من البلاد العربية ، ولكن – باعتقادي – أنه لا بأس أن تسير في فلك إيران الحليفة الكبيرة للإدارة الأمريكية ، وفي الوقت نفسه تقدم التنازلات وتبرم سلماً مع إسرائيل – وهو خيارها الاستراتيجي الذي تعلن عنه بصراحة . ولا بأس أن يعود النظام السوري إلى لبنان إذا تخلى نهائيا – نظرياً أو عملياً- عن المطالبة الخجولة بهضبة الجولان ،

وقد صرح أقطاب الرابع عشر من آذار عن تخوّفهم من اتفاق كهذا دليله التراخي الأوربي والأمريكي عن تدفق الأسلحة الإيرانية عبر سورية إلى حزب اللات اللبناني وتصريحات المسؤولين الأمريكيين بأنهم لا يريدون تغيير النظام السوري بل يريدون أن يغير سلوكه ، كما أنهم يميعون إجراءات المحكمة الدولية – ويمطمطون فيها – ليسلس النظام السوري القياد لهم ويقدم أقصى ما يمكن من التنازلات .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ