ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 08/08/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رجال الشرق

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شفيق العظم

هو شفيق بن أحمد بن مؤيد باشا العظم، ولد في دمشق عام 1857. أدخله والده الكتاب وهو في الثالثة من عمره، فتعلم فيه المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والقرآن الكريم. عام 1863 ارتحل شفيق مع أسرته إلى بيروت، وهناك التحق بمدرسة الكلية الأمريكية، ومدرسة عين تورا، وقد ظهرت عليه مخايل الذكاء والنبوغ وهو طالب على مقاعد الدراسة، مما لفت أنظار مدرسيه، وتنبأوا له بمستقبل كبير في عالم الإبداع والسياسة، وكان يحفظ الأشياء الصعبة والألغاز والقصائد الطوال من أول مرة.

عمل شفيق العظم في مقتبل عمره في جمرك بيروت وفي قلم الدفاتر (الخاقاني) في ولاية سورية برتبة معاون مدير، فكان محط إعجاب وثقة (حمدي باشا) والي سورية، مما أثار نقمة حاسديه فوشوا به إلى السلطة العسكرية بأنه لم يكن ضمن سجل النفوس أو السجل المدني، وكان القانون العسكري لا يتهاون في هذه القضية، ويعاقب عليها أشد العقاب.

ولما علم شفيق أن السلطة العسكرية تنوي القبض علبه، بعدما فشلت وساطة والي سوريا، نُصح بأن يتوارى عن الأنظار فسافر إلى بيروت وانتقل إلى الأستانة يحمل توصية خاصة من والي سوريا، فصدرت الإرادة السلطانية بإعفائه من الخدمة العسكرية ومنحه الدرجة الثانية، ولعل تفانيه في العمل وذكائه واعتماد الوالي عليه كان وراء ذلك، فرجع إلى دمشق ثائراً في وجوه حاسديه.

بعدما تم تقسيم ولاية سورية إلى ولايتين، أُلغيت وظيفة شفيق العظم، فعينه السلطان عبد الحميد مترجماً في القصر السلطاني إذ كان يتقن إلى جانب العربية اللغة التركية والفرنسية وقليلاً من الإنجليزية. ثم تم تعيينه مندوباً للدولة في صندوق الدين التركي ثم مندوباً لدى شركة احتكار الدخان.

ولما أُعلن الدستور العثماني عام 1908 انتخب شفيق المؤيد نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان بالرغم من رفض جمعية الاتحاد والترقي وسعيها لإخفاقه. وبعد دخوله المجلس أخذ خصومه الاتحاديون يدسون له الدسائس ويتهمونه بأنواع التزوير والاحتيال، ونبهوا الحكومة إلى الوظيفة التي يشغلها في صندوق الدين، بحجة أنه لا يجوز للنائب في المجلس أن يتولى عملاً آخر في الحكومة، ففضل النيابة وتخلى عن عمله في شركة احتكار الدخان.

في هذه الفترة ساهم شفيق العظم في تأسيس عدد من الأحزاب والجمعيات منها: حزب الإخاء العربي العثماني، وهو حزب عربي التكوين والهدف، وكان عضواً بارزاً في تأسيس الحزب الحر المعتدل، ثم حزب الحرية والائتلاف وهما الحزبان النيابيان اللذان دافعا عن الدستور أحسن الدفاع. ولما أحلت الحكومة الاتحادية المجلس الأول بعد الدستور، رشح شفيق نفسه مرة ثانية للنيابة فأخفق كما أخفق زميلاه (شكري العسلي وعبد الحميد الزهراوي) بسبب تزوير الانتخابات، من أجل حرمان الشعب العربي من نواب أقوياء يدافعون عن حقوقه المهضومة.

وعلى الرغم من المؤامرات والدسائس التي كانت تحاك له في السر والعلانية، وحرمانه الكثير من حقوقه، إلا أنه كان كثير الاهتمام بحالة الدولة، كثير التفكر في مستقبلها، ومع ذلك فإن إخلاصه لم ينجه من انتقام السفاحين بسبب خلافاته مع طلعت باشا حول القروض التي اقترضتها الحكومة الاتحادية باسم الدولة، ولم تنتفع منها الدولة بشيء. مما أثار أحقاد الاتحاديين عليه، حتى جاء اليوم الذي صفت فيها جماعة الاتحاد والترقي حسابها مع خصومها ومنهم شفيق فسجن في عالية في لبنان، وكان قرار اتهامه بأنه مؤسساً لجمعية الإخاء العربي، وأنه كان على اتصال وتبادل مذكرات مع السفير الفرنسي في الأستانة ومأموري فرنسا السياسيين في مصر وسوريا لأجل إمارة سوريا واستقلال العرب، ودعوة القوى العسكرية الفرنسية إلى المملكة، ثم أسس الرابطة اللامركزية، وثبت أنه بعد العفو العام اشتغل بهذه المسائل واتفق مع زعماء سورية على انسلاخ سورية من جسم الدولة.

وفي السجن طال شعره كثيراً بعد أن مكث فيه أربعة أشهر من غير حلاقة، فتدلى شعره حتى بلغ قمة كتفيه وامتدت لحيته البيضاء الناصعة حتى بلغت أسفل صدره، فأراد جمال باشا السفاح ليلة الغدر به أن يخفف من هيبته على المشنقة فبعث إليه حلاقاً من عنده، فلما دخل عليه ورأى تلك الهيبة المجسمة وذاك الوقار الساكن، أخذته الرعشة وكاد يغمى عليه، فالتفت إليه شفيق وقال له: (لا تخف اذهب وأخبر من أرسلك أنني أريد أن ألقى وجه ربي بهذه الشيبة التي يستحيي من عذابها).

وتقدم شفيق العظم إلى المشنقة برباطة جأش نادرة المثال، فألقى خطبة بليغة موجزة، بين فيها الغاية الشريفة التي كان يهدف إليها رجال العرب، ثم طلب من الحاضرين قراءة الفاتحة، وكان ذلك يوم السادس من شهر أيار عام 1916 في ساحة الشهداء (المرجة) في دمشق.

كان له من الأولاد ثمانية منهم: اثنان من الذكور، أحدهما (واثق بك) كاتم أسرار السفارة العثمانية في مدريد، والثاني (هشام) وكان تلميذاً في مدرسة الحقوق في بيروت، فنفي مع شقيقاته وسائر الأسرة المؤيدية العظيمة إلى الأناضول قبل إعدام أبيه.

كان شفيق العظم شاعراً وأديباً وكاتباً مجيداً وموهوباً وكان مثقفاً ثقافة عميقة، ويعد مرجعاً كبيراً في علم الاقتصاد والمال، ولطالما اعتمدت عليه الدولة في قضايا اقتصادية مهمة. وكان متضلعاً في العربية والتركية والفرنسية ويلم بالإنجليزية، وله قلم سيال يستهوي القلوب والعقول معاً، ولسان فصيح يخلب السامعين، ومن حدة ذكائه أنه تعلم التركية وبرع فيها كأحد أبنائها في مدة قصيرة بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره. كان سمحاً كريماً قفي تعامله مع الآخرين، حتى إنه كان يصرف الألوف من الجنيهات على معارفه وأصدقائه ولا يضن بماله على أحد.

المراجع:

ـ فوزي الخطبا (شهداء النهضة العربية، عمان) ص(75ـ 79).

ـ عبد الوهاب الكيالي وآخرون (موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، طبعة أولى 1983، الجزء الثالث، ص(485).

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ