ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 10/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التردد الأوروبي حيال تركيا:

أجندة للروابط الأمريكية ـ التركية

في صيف 2005

سونير كاجابتي: باحث كبير ومدير لبرنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن.

في 29/حزيران/2005 أصدرت اللجنة الأوروبية والتي هي الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي ورقة إطار عمل للتفاوضات مع تركيا، وهي وثيقة تحدد استراتيجية محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع أنقرة. في كانون أول/2004، صرح الاتحاد الأوروبي بأن أنقرة قد وفت بمعايير عضويتها بشكل كامل فعلياً للبدء بالمحادثات في 3/تشرين أول/2005. ومع ذلك، فإن ورقة إطار العمل توضح أن المفاوضات مع تركيا ستكون عملية مفتوحة، ولا يمكن ضمان نتائجها، رغم حقيقة أن جميع محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع الدول المرشحة قد نتج عنها عروض بالعضوية. مع كون أوروبا تواجه صعوبة في حفظ وعودها لتركيا، وبشعور تركيا بالتالي بالسعادة في مطاردتها للاتحاد الأوروبي، تقف الولايات المتحدة في نقطة اتصال استراتيجية في علاقاتها مع أنقرة.

ـ تضاؤل الحماس التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي:

عندما صرح الاتحاد الأوروبي في كانون أول/1999 أنه سيعامل تركيا بعدالة كمرشح للدخول في الاتحاد الأوروبي، رأى الأتراك أن هذا علامة على أن أوروبا كانت تأخذهم على محمل الجد. بالمقابل قررت أنقرة أن تأخذ أوروبا على محمل الجد، حيث قامت بإدخال إصلاحات سياسية هامة بغية التأهل من أجل العضوية. وأخذ المخاوف الأوروبية بالحسبان لدى صياغة السياسة الخارجية (على سبيل المثال، في الفترة التمهيدية لحرب العراق). رغم ذلك يبدو أن موقف الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا قد تغير. فسياسيون بارزون في اثنتين من القوى الأوروبية الرئيسية من مثل (ميكولاس ساركوزي) في فرنسا، و(أنجيلا ميركل) في ألمانيا يعارضان الانضمام التركي، ويقترحون بدلاً من ذلك (عضوية خاصة) أو وضعاً خاصاً.

في 27 حزيران اقترح ساركوزي تجميد التوسع الأوروبي تجاه تركيا (ولكنه لم يقترح ذلك بصدد بلغاريا ورومانيا، واللتان هما أيضاً بلدان مرشحة).

إضافة إلى ذلك، فإن مأخذ الاتحاد الأوروبي المتعلق لحزب العمال الكردستاني يقلق الأكراد. في 12/أيار/2005 اعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن محاكمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لم تكن عادلة لأنه لم يتم إعلامه بالتهم الموجهة إليه عندما ظهر في المحكمة، حتى وإن كان زعيم جماعة إرهابية معروفة دولياً. إن هذا الرأي التقني لم يكن له صدى جيد لدى الأتراك، والذين تعرضوا لمجموعة ِأخيرة من هجمات حزب العمال الكردستاني السنة الفائتة حيث قتلت الجماعة ما يزيد على 100 تركي. في الحقيقة، ووفقاً لاستفتاء أجري في 19 حزيران، فإن ما نسبته 65% من الأتراك يعتقدون أن رأي المحكمة يدعم الإرهاب. حتى وإن كانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد تركت القرار للمجلس الأوروبي ليقرر ماذا عليه أن يفعل بقرارها، فإن انتقاد سفير الاتحاد الأوروبي في 14 حزيران لمحاربة تركيا لحزب العمال الكردستاني قد أججت امتعاض الأتراك. في الحقيقة فإن ميل الاتحاد الأوروبي لتصوير الأكراد على أنهم مجتمع أقلية، والذي سيصبح أكثر وضوحاً عندما يتقدم الاتحاد بمطالبة السياسة لأنقرة خلال محادثات الانضمام ـ ستفاقم وحسب من شعور الأتراك بالمرارة.

إن عودة التذبذب في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وهو نموذج ما كان عليه الأمر خلال عقد التسعينات، لا يبدو أنه قصير المدى. إن المفاوضات المخطط لها في تشرين أول ستزيد بلا شك من الارتياب التركي تجاه أوروبا. إن محادثات الانضمام تتميز عادة بالمساومة الصعبة، وتدفع دول الاتحاد الأوروبي الدول المرشحة للقيام بتسويات غير محببة لدى شعوبها بغية تهيئتها لمتطلباتها. إضافة إلى ذلك فإن قواعد الانضمام إلى الاتحاد بالنسبة لتركيا تفرض بشكل فعلي جولات منفصلة من المفاوضات بحيث يتم عرض كل جزء من الأجزاء الخمسة والثلاثين. في حين أن الدول المرشحة الأخرى قد عرضت جميع الأجزاء في جلسة محادثات واحدة.

وستستمر قضية قبرص في فرض المشاكل كذلك. فيما قبل استفتاء الأمم المتحدة في نيسان/2004 على توحيد الجزيرة، وعد الاتحاد الأوروبي بأنه سيكافئ القبارصة الأتراك فيما لو دعموا الخطة، لتخفيف عزلتهم الإنسانية والاقتصادية. وقد دعم القبارصة الأتراك الخطة فعلاً (والتي فشلت بسبب رفض القبارصة اليونانيين لها)، إلا أن بلجيكا لم تقم بأي خطوة لمساعدتهم، مما زاد من وهن التصديق التركي بإخلاص الاتحاد الأوروبي.

ـ التطورات الأخيرة في العلاقات التركية الأمريكية:

خطوات في قبرص: رغم تضاؤل الإيمان التركي بالاتحاد الأوروبي، فإن الخطوات الأمريكية الأخيرة قد ساعدت في تحسين الرأي العام التركي تجاه الولايات المتحدة. على نحو خاص، زيارة 31 أيار من قبل رجال الكونغرس الأمريكي إلى شمال قبرص والتي كانت حركة ناجحة  في الديبلوماسية العامة، دفعت حتى الصحافة الإسلاموية التركية المحافظة إلى الثناء على واشنطن. فإذا بإمكان زيارة رمزية تحقيق كل هذا، فإن الفوائد المحتملة لقرار الولايات المتحدة بمزيد من التحرك حيال التزامها مع القبارصة الأتراك. لقد أعلنت واشنطن فيما قبل مذكرة نيسان/2004 أنها ستساعد على إنهاء عزلتهم. وقد تتضمن الإجراءات بهذا الصدد إنشاء رحلات جوية مباشرة تسهل التجارة والروابط الثقافية، وتستهل علاقات سياسية مع القبارصة الأتراك.

ـ تهديد حزب العمال الكردستاني:

 في 19 أيار وفي إشارة إلى رأي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، قال ناطق باسم وزارة الخارجية أن (عبدالله أوجلان إرهابي مكانه السجن). في وقت لاحق، قام فريق من وزارة المالية بزيارة أنقرة الأسبوع الفائت لمناقشة الإجراءات المالية المتخذة ضد حزب العمال الكردستاني. رغم ذلك، فإن المساعدة الأمريكية المقدمة لتركيا لمحاربة حزب العمال الكردستاني كانت بطيئة في الوصول. إن عمليات حزب الـ (بي.كي.كي) الآتية من شمال العراق تشكل تهديداً لكل من المصالح التركية والأمريكية. ووفقاً للجنرال (ياسار بيوكانيت)، وهو قائد في القوات البرية التركية، فإن حزب العمال الكردستاني يقوم باستخدام تقنيات جديدة (على سبيل المثال آليات مترجلة متفجرة عن بعد) والتي يبدو أنها قد تمت استعارتها من التمرد العراقي. إضافة إلى ذلك، قام حزب العمال الكردستاني بتدمير أنبوب النفط الوحيد الذي يحمل النفط من الحقول الضخمة المحيطة بمدينة كركوك العراقية الشمالية إلى البحر الأبيض المتوسط، مما ساعد المتمردين العراقيين بشكل فعلي كبير، وأضر بالمصالح التركية والأمريكية. في نفس الوقت، تخلت كل من دمشق وطهران عن سياستهما في عقد التسعينات (للحرب بالوكالة) ضد تركيا عن طريق دعمهما لحزب العمال الكردستاني. وتقومان بدلاً من ذلك بالمزايدة على قتال الجماعة للفوز بقلب تركيا. في 21 حزيران، على سبيل المثال، فإن سورية والتي قدمت لحزب العمال الكردستاني وأوجلان ملاذاً آمناً لعقود، والتي تتحمل بناء على ذلك مسؤولية غير مباشرة على الأقل عن قتل ما يزيد على 30 ألف مواطن تركي ـ قد صرحت أنها قد حكمت على بعض أعضاء حزب العمال الكردستاني بما يزيد على 30 شهراً في السجن. وقد تبنت طهران سياسة مشابهة، حيث قامت بمهاجمة قواعد حزب العمال الكردستاني في إيران والتي كانت قد سمحت بها في وقت سابق. لقد كان لهذه التحركات صدى جيد في تركيا.

ستواجه العلاقة التركية الأمريكية تحدياً أكبر حتى فيما لو وسع حزب العمال الكردستاني من هجماته لتمتد إلى غرب تركيا، وهي منطقة تشتمل على جميع مدن تركيا الكبيرة، وتقريباً على كل بنيتها التحتية السياحية، وقسماً كبيراً من ممتلكاتها الاقتصادية. إذا كان حدث هذا، وخصوصاً إذا ما كان المهاجمون يتحركون من شمال العراق الواقع تحت سيطرة الولايات المتحدة، فإن الأتراك شعباً وقيادة سيضعون اللوم على الولايات المتحدة.

بناء على ذلك، فإن تعاوناً ثنائياً فورياً ومعززاً لمنع هجمات كهذه (يشتمل كذلك الأكراد العراقيين)، بما أن حزب العمال الكردستاني يتمتع بملاذ في مناطق واقعة تحت سيطرتهم، هو أمر أساسي لمستقبل العلاقات الأمريكية التركية.

ـ دور أنقرة:

لقد ساعدت ملاحظات جديدة قدمها مسؤولان تركيان كبيران هما رئيس الأركان الجنرال (حلمي أوزكوك) في مؤتمر صحافي  في 20 نيسان في أنقرة، ونائب رئيس الأركان الجنرال الكر باسبوغ في خطاب في 6 حزيران في واشنطن ساعدت الأتراك على فهم قيمة العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة. وقد أظهرت ملاحظاتهما كذلك أن الجيش التركي، والذي هو وفقاً للاستفتاءات، أكثر المؤسسات احتراماً في البلاد، مستعد ليحمل على عاتقه شرف ملكية العلاقة الأمريكية التركية في أعين الشعب حتى بعد ضرب العراق. كما قدم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان حجة قوية لصالح العلاقات الثنائية في 28 نيسان وفي عدة مناسبات أخرى.

ـ لماذا ينبغي التحرك الآن:

بما أن الأتراك كانوا يشعرون بالراحة في الوضع الذي كان قائماً في الشرق الأوسط، فإن حرب العراق والتحول الحالي في المنطقة قد أثارا قلقهم حول دوافع سياسة الولايات المتحدة الخارجية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، فإن الحرب قد أسفرت عن مشاعر جديدة بالجندية بين الأتراك وبين جيرانهم المسلمين. نظراً للتوترات المتزايدة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، فإذا ما حدث أن عانت العلاقات الأمريكية التركية من انتكاسة جديدة في المستقبل القريب، فإنها ستكون المرة الأولى في التاريخ الحديث والذي يكون فيه لتركيا علاقات ضعيفة مع كل من أمريكا وأوروبا. إن هذا السيناريو الخطير من الجفاء التركي مع العالم الغربي بأسره ينبغي أن يمنع. ويتطلب عمل ذلك القيام بخطوات مشتركة. ربما تنظر واشنطن في بناء الثقة مع أنقرة بالقيام بالتحرك تجاه قبرص وتجاه حزب العمال الكردستاني. كما ينبغي أن يتابع البلدان الزيارات التركية الديبلوماسية لواشنطن عن طريق وضع أجندة ثنائية من مثل التي وضعت في عقد التسعينات. سيساعد هذا في ضمان كون العلاقة قادرة على التعامل مع أي أزمة مستقبلية.

أخيراً، وبينما تتقدم المفاوضات التركية مع الاتحاد الأوروبي، فإنه ينبغي على كل من النخبة السياسية الأمريكية والتركية أن تؤكد على القيم المشتركة بين الأتراك والأمريكيين والعالم الغربي الأوسع، ملقية الضوء بذلك على وضع تركيا الفريد كديموقراطية علمانية ذات روابط قوية مع الغرب.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ