ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 01/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السياسة الأمريكية

تجاه أسد ضعيف

دينيس روس: مستشار وزميل متميز لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقد عمل كمنسق خاص للشرق الأوسط تحت رئاسة بيل كلينتون. وألف كتاب (السلام الضائع: القصة الداخلية للحرب من أجل السلام في الشرق الأوسط).

إن حكم بشار الأسد لسورية كان قد وصف بأنه حكم متأرجح ونموذج من سوء الحسابات المستمرة. وما إذا كان نظامه يستطيع الاستمرار بعد أكبر خطأ له وبعد الفقدان لسيطرته على لبنان هو ما سيتبين لاحقاً.

في الوقت الراهن، فإن سياسة الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي تؤكد فيه على الحاجة إلى التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1559 بانسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان، فإن عليها تجنب الارتباط مع القيادة السورية قبل أن يتوضح مستقبلها بشكل أكبر. في نفس الوقت، فإن على الولايات المتحدة أن ترتبط مع جيران سورية في حوارات منفصلة رافدة للتعامل مع العواقب الإقليمية المحتملة لعدم الاستقرار السوري. طوال 24 سنة من الهيمنة على سورية، لم يضع والد بشار، الرئيس الراحل حافظ الأسد نفسه في وضع سياسي خطير كهذا. لقد أمضيت ساعات لا تحصى عبر السنوات مع حافظ الأسد نتفاوض حول أدق التفاصيل المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط. ولم يكن شخصاً من السهل التفاوض معه، لأنه كان يتعامل مع كل نقطة تتم إثارتها على أنها موضع نزاع. لقد كان الأسد ذا خلفية تآمرية فقد كان جزء من طائفة أقلية، الطائفة العلوية الضالة والخارجة عن الإسلام، والتي تشكل حوالي 10% من الشعب السوري. لقد شارك في انقلابات وانقلابات مضادة مع الجيش ومع حزب البعث، كما كان لديه تاريخ من الارتياب، لرؤية الأعداء في كل مكان. لقد كان تفكيره الذي تكون حصيلة في النهاية صفراً، وفهمه للمفاوضات على أنها عملية إنهاك بدلاً من كونها عملية أخذ وعطاء، لا ينبغي أن يكون مفاجئاًَ. ورغم أن موقف الأسد بأن أي قضية لم تكن أصغر من أن تكون موضع جدال كان مثيراً للخيبة، إلا أنه لم يكن هناك أي شك أبداً في حرصه على مصالح سورية كما كان يحددها. لقد كانت أولوياته الرئيسية استمرار نظامه واستقراره، والسيطرة على لبنان، واستعادة مرتفعات الجولان، وحفظ مركزية سورية في القضايا التي تهم المنطقة، حتى وإن كان المرء لا يؤيد الطريقة التي كان حافظ يحمي بها هذه المصالح، إلا أن سلوكه على الأقل كان محترماً.

لقد كان حافظ مسيراً باعتقاد أن سورية لا ينبغي لها أبداً أن تكشف عن ضعفها، لأنه كان يعرف مواضع انكشاف سورية وكان يخشى من أن يتم استغلالها، فقد كان يضع أهمية كبيرة للاحتفاظ بقوته وكان يأبى التخلي عن أي جزء منها. لقد كنت أذكر الأسد دائماً بأن صلته بحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي كان يقوض رغبته المعلنة في التوصل إلى اتفاقية سلام مع الإسرائيليين. رغم ذلك فإن التخلي عن هذه الأوراق كان يعني التخلي عن قوته. من وجهة نظره، فإن تأثير دمشق على هذه الجماعات قد أعطى إسرائيل دافعاً قوياً للتعامل معه، وكان سيتنازل عن تلك الأوراق وحسب مقابل ثمن. وكانت مجادلاتي بأن الدعم السوري لهذه المنظمات كان يقنع الشعب الإسرائيلي بأن الأسد ليس لديه اهتمام حقيقي بالسلام وأن الأعمال الإرهابية التي كانت هذه الجماعات تقوم بها كانت تقضي على أي انفتاح للسلام كانت ذات تأثير ضئيل تماماً عليه. لقد كان السلام مقبولاً فقط وفق شروط الأسد، وفي جميع الأحوال كان ثانوياً بعد تأمين مصالحه. بدون هذه القوة، كان الأسد مقتنعاً بأن إسرائيل كانت تسعى لإيجاد طريقها، وكان اللبنانيون سينفصلون عن سورية، وقد يعتقد السعوديون أو الأردنيون أن بإمكانهم تجاهل سورية، وقد تعتقد الولايات المتحدة أن سورية ليست ذات أهمية، أو ما هو أسوأ، أنه من الممكن أن يتم قسرها، وسيتم تهديد سورية.

لقد كان الأسد كذلك مقدراً جيداً لحسابات القوى. فقد كان حذراً جداً لئلا يتجاوز حدود أولئك الذين قد يؤذون سورية. ورغم أنه قد لا يسلم للإسرائيليين، فإنه قد فهم خطورة استفزازهم. لقد عرف متى يتحدث ومتى يتراجع. في عام 1970، وخلال أيلول الأسود، وهي الفترة التي أفنى فيها الملك حسين منظمة التحرير الفلسطينية ونفاها في النهاية من الأردن، فإن الأسد لم يلتزم بإشراك قوة الطيران الجوية لإنقاذ منظمة التحرير الفلسطينية فور إرسال  إسرائيل إشارة باستعدادها للتدخل في حال التدخل السوري. بعد ذلك، وفي عام 1976، فإنه لم يقم بإعادة نشر القوات السورية في لبنان تحت الخطوط الحمراء الإسرائيلية خشية إثارة رد إسرائيلي. بعد اتفاقية فك الارتباط بين سورية وإسرائيل في عام 1974 إلى أن توفي عام 2000، لم يسمح أبداً بإطلاق أعمال إرهابية من مرتفعات الجولان بغية تجنب إعطاء الإسرائيليين ذريعة للرد المباشر، المثير للسخرية أن حدوده مع إسرائيل كانت الأكثر أمناً وسلامة منذ عام 1974. لقد حدثت العديد من الحوادث المميتة على الحدود مع مصر والأردن حتى بعد توقيعها معاهدة السلام.

لقد استخدم الأسد حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي لممارسة ضغط إرهابي على إسرائيل، ولكنه احتفظ دائماً بالإنكار ولم يسمح أبداً باستخدام الأراضي السورية كمنطلق للهجوم. لقد كان الأسد مستعداً لاستخدام هذه الجماعات عندما كانت تخدم غايته ويصرفها عندما لا تفعل. خلال مفاوضاتنا بيّن السوريون بكل وضوح أن هذه الجماعات الإرهابية سيتم إيقافها ببساطة عندما يتحقق السلام. لقد تم إخبار المفاوضين الأمريكيين بدون أي رتوش أن أحداً لا يجرؤ على تهديد مصالح سورية الوطنية، وإذا ما توصل الإسرائيليون والسوريون إلى اتفاقية فلن يسمح لهذه الجماعات بتهديد بنودها. كذلك، فإن المفاوضين السوريين كثيراً ما يذكروننا بأن الأسد يحفظ كلمته دائماً. في الحقيقة فقد كان يبتهج لرسم مقارنة بينه وبين ياسر عرفات في هذا الصدد. لقد كان الأسد قائداً مسؤولاً يفي بالتزاماته، خلافاً لعرفات، الذي كان يقدم الالتزامات بسهولة ولكنه نادراً ما يفي بها إلى تمامها. لقد كان كل هذا جزء من شخصية قائد فهم حدود قوته ولكنه كان متأكداً من ممارسة سلطته لحفظ مصالح سورية كما يحددها.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ