ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/07/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


معهد السياسة التقدمي

15 / 4 / 2003

هل انتهى الغرب

ويل مارشال

إن تصميم الغرب على إزاحة صدام حسين قد استثارت عداء عائلياً قاسياً في الحلف الأطلسي. هل يعني ذلك نهاية الغرب كما نعرفه؟

على الأرجح أن لا، ولكن عندما يتراكم الغبار على العراق، فإنه سيكون على أمريكا أن تجمع بين المؤسسات المتصدعة في الوحدة الغربية.

إن خراقة الرئيس بوش، وديبلوماسيته الصماء قد كدرت بشدة مياه المحيط الأطلسي. من مناخ معاهدة كيوتو إلى تعرفة الفولاذ إلى مطالبه البندولية بأن على الجميع أن يصعدوا على مركبة الحرب إلى بغداد، لقد وطئ الرئيس على الحساسيات الأوروبية وشيد مضامين مفرطة من التأثيرات السياسية السيئة.

ولكن الأمر يتطلب اثنين لتدمير التحالف. لقد قام كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، مع الألماني كليهما بشكل متسرع بإضعاف مصداقية الأمم المتحدة ووحدة الناتو بمحاولتهما منع أمريكا من نزع أسلحة العراق بالقوة. ما كان مزعجاً بشكل خاص، ثقة شيراك الثابتة في أن مفتشي الأمم المتحدة يستطيعون إنجاز هذه المهمة سلمياً.. بالرغم من سجل مؤسف يمتد لاثنتي عشرة سنة من المحاولات المتقطعة والتي قام بها المجتمع الدولي لفرض    أوامره الخاصة، والتي فشلت في النهاية.

ولكن الغرب يواجه معضلات أساسية لا يمكن حلها بتغيير النظام في واشنطن أو باريس. أولا، هوة القوة المفتوحة الناشئة عن كون تمويل وكم الجيش الأمريكي القوي تقفز إلى الأمام في تقنيات وقواعد القتال في الحروب. إضافة إلى ذلك، فإن احتياطيات أمريكا الهائلة من (القوة الناعمة).. اقتصاد قوي، ثقافة شعبية نشيطة، وأفكار ومنشآت سياسية جذابة.. وسيكون لديك شيء جديد في العالم. حتى أن الفرنسيين ابتدعوا اسماً لذلك (القوة المفرطة). فبالنسبة لبعض الأوروبيين ولروسيا المنافسة سابقاً وللصين، فإن وزن أمريكا وحده أصبح هو القضية في عالم السياسة.

ثانياً، غياب اتفاق مهمة التحالف الغربي. لقد أعطى توسع حلف الناتو انطباعاً بنشاط هادف، ولكنه كان يهدف إلى دمج مكاسب الحرب الباردة الغربية أكثر منه إلى تشكيل استراتيجية للمستقبل. إن التصدع الذي حصل حول قضية العراق قد أضعف الأمل الذي عبر عنه الكثير من الأطلسيين في عقد التسعينات من أن قيماً مشتركة بإمكانها أن تكون قوة ربط للتحالف مثلها مثل قوة عدو مشترك.

لقد أصبح العراق بالتالي المحفز، لا السبب، في إعادة تقويم حتمية للروابط عبر المحيط الأطلسي. يقول (رالف فنتشس) وهو استراتيجي هام لحزب جرينز الألماني: (لا يوجد هناك طريق للعودة إلى الوضع السابق، وعلى أوروبا وأمريكا تحديد مشاريع وأهداف مشتركة جديدة. إلا أن هناك احتمالية أكثر سوء، وهي إمكانية أن ينقسم الغرب إلى معسكرات متنافسة. لقد وجد الفرنسيون في أزمة العراق فرصة لإطلاق الهدف الديغولي القديم الداعي إلى إنهاء التبعية الأوروبية لواشنطن في القضايا الأمنية. وبما أنه لا يوجد هناك قوة عظمى أخرى للقيام بالعمل، فقد أخذوا على عاتقهم أمر إعادة صياغة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، حيث يستخدمون الفيتو كوزن استراتيجي مضاد لقوة أمريكا المتعجرفة. وكما وضح شيراك لمجلة التايم: (فإن أي مجتمع فيه قوة مهيمنة واحدة سيكون دائماً مجتمعاً خطراً، وسيثير ردود الفعل، ولهذا السبب أفضل عالماً متعدد الأقطاب، تحتل فيه أوروبا موقعها بوضوح).

في القعر، كما يقول (روبرت كاجان) في كتابه المؤثر، عن الفردوس والسلطة: (إن التصدع في حلف الأطلسي اليوم إنما هو الرؤى المختلفة للقوة). لقد اعتقدت الغالبية العظمى من الأوروبيين أن التهديد الذي يفرضه صدام حسين كان يفضل التساهل معه على أن تتم المخاطرة بإزاحته، كما كتب. (ولكن الأمريكيين، باعتبارهم الأقوى، قد طوروا عتبة منخفضة للتسامح مع صدام وأسلحته للدمار الشامل، خصوصاً بعد 11/ أيلول. إن لكلا التقويمين معناه، نظراً لوجهات النظر المختلفة بين أمريكا قوية وأوروبا ضعيفة).

الأوروبيون بكونهم يعتقدون أنهم متفوقون في قوة السياسة، وضعوا ثقتهم في القانون والمؤسسات الدولية. والأمريكيون باعتقادهم أن هذه المنشآت بإمكانها أن تعمل عندما يكون هناك سلطة أو ائتلاف قوي على استعداد لدعم قراراتها بتهديد قوة ذي مصداقية.

إن هناك سخرية قاسية هنا. فإذا كان لدى الأوروبيين الآن الرفاهية لتصور أن مشاكل العالم يمكن أن تحل دون اللجوء إلى الحرب، فإن ذلك يعود إلى أن قارتهم التي تخلصت من الحروب كانت محمية تماماً ومهدئة بنفس القوة الأمريكية التي بدت فجأة بالغة الخطر اليوم.

وهل سيجعل انبثاق فيدرالية أوروبية مستقلة من العالم مكاناً أكثر أمناً اليوم حقيقة؟ فبعد كل شيء فإذا ما افتقرت أوروبا إلى المعدات العسكرية والامتداد العسكري، فإن ذلك عائد إلى كون معظم البلدان قد اختارت الاتفاق على الخدمات الاجتماعية بدلاً من الدفاع. كما أن أوروبا ليس لديها هيكل قيادي موحد قادر على التصرف بشكل حاسم في الأزمات. إذا ما نجحت أوروبا في تقييد يدي أمريكا، فمن سيواجه سلوبودان ميلوسيفيتش، وصدام حسين، وكيم جونج في العالم؟ أهو الائتلاف الجديد المكون من فرنسا وروسيا وألمانيا لا يرجح ذلك.

هذا هو السبب في كون الغرب، مع وجود أمريكا القوية في مركزه، سينجح على الأرجح في وضع العراق المعقد. وجعله (الغرب) يتوحد في مواجهة الأخطار الجديدة، سيكون التحدي الكبير التالي أمام ديبلوماسية الولايات المتحدة.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ