ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


معهد السياسة التقدمي

البقاء والنجاح في العراق

ويل مارشال: رئيس معهد السياسة التقدمي.

مجلة بلوبرنت 8/كانون الثاني/2004.

هل يُعد كل من (دنيس كوينيتن) و(دونالد رامسفيلد) حلفاء سريين؟ قد تعتقد أن الصوت الأكثر سلماً والقادة الحربيين لديهم شيء مشترك، ولكن يبدو أن الاثنين في عجلة من أمرهما لإخراج الجنود الأمريكيين من العراق. حتى مع وجود صدام حسين في الأسر ينتظر المحاكمة، هذه فكرة سيئة.

إذا كان (رامسفيلد) من المريخ، فإن (كوينيتن) من بلوتو.. إن الطموح الرئاسي البعيد المدى يريد سحب جميع جنودنا الآن، ووضع جميع الفوضى على الأمم المتحدة. إن استراتيجية (رامسفيلد) للخروج هي العرقنة عن طريق سحب الجنود الأمريكيين في سنة الانتخابات هذه وتسليم المسؤولية الأمنية لقوات عراقية دربت على عجل.

إذا كان غرض الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة إزاحة عناد صدام حسين وحسب، فإن إعادة بعض الجنود إلى الوطن قد يكون معقولا.. ولكن البنتاغون أعلن عن تخفيض قواته في تشرين الثاني، الذي تحول ليصبح أكثر الأشهر دموية في الصراع حتى هذا التاريخ بقتل 81 أمريكياً.

لقد شجع العنف المتصاعد على تصور وجود تماثل سطحي ومضلل غالباً بين العراق وفيتنام. وقد كانت المقارنة صحيحة في جانب واحد فقط: فالولايات المتحدة تشن مرة أخرى حملة مضادة للتمرد في بلد تبدو ثقافته مختلفة تماماً عن ثقافتنا.

وسواء أحببنا ذلك أو لا، فإن أمريكا قد عادت ثانية إلى العمل على الفوز بالقلوب والعقول.

كيف هو عملنا؟ على الجانب الإيجابي فإن استسلام صدام الخانع للجنود الأمريكيين قد حطم صورته كـ (صلاح الدين) الجديد، مما حرم المقاومة من أقوى رموزها، وأغلقت الباب بقوة أمام أي عودة للبعثيين للسلطة. ما هو حقيقي كذلك، أن الائتلاف قد قام بإعادة الكهرباء إلى معظم البلاد، وقد تمت إعادة فتح المدارس، وأصبحت الأسواق تعج بالحركة مرة أخرى في بغداد. ما تزال قوات التحالف تواجه هجمات يومية ولكن معظم الشعب يميل بشكل كبير تجاههم. وبالموافقة على تسليم السيادة لحكومة عراقية انتقالية في وقت مبكر في حزيران 2004، يكون التحالف قد هدأ من مخاوف العراقيين من احتلال أمريكي دائم.

هناك الكثير على الجانب السلبي، ولكن القضية الكبرى هي الأمن. فبدلاً من أن يتناقص تدريجياً كما تنبأت إدارة بوش، يبدو أن التمرد قد زاد في مداه وفي تعقيده. (منذ سبتمبر، ظهر أن عناصر المقاومة قد أصبحوا موجهين بطريقة أفضل، ومنظمين بطريقة أفضل، ومؤهلين بطريقة أفضل، ويستخدمون أسلحة وتكتيكات جديدة) كما يقول جيفري وايت وهو عميل استخبارات أمريكي سابق، ويعمل الآن محللاً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ما تحتاجه الولايات المتحدة ليس استراتيجية انسحاب، بل استراتيجية شاملة مضادة للتمرد. إن العناصر الرئيسية لاستراتيجية كهذه هي تكتيكات عسكرية أكثر مرونة، وأموال أكثر، وحلفاء أكثر.

على قوات الائتلاف أن تعدل من استخدامهما للقوة لتجنب إصابة مدنيين أبرياء، وكذلك إصابة شعور العراقيين بكبريائهم الوطني. على قوات الائتلاف كذلك أن تقوم بعمل أفضل لحماية العراقيين، لا حماية نفسها فقط. فالجريمة منتشرة، ولكن ما دعاه (بولاك) بـ(استحواذ حماية القوة) لدى الجيش الأمريكي يبقي الكثير من الجنود بعيداً عن الشوارع. إن الوجود المتزايد من دوريات الشوارع المشتركة بين الجنود الأمريكيين والشرطة العراقية التي تم تدريبها حديثاً سيزيد كثيراً من ثقة العراقيين بأن الحياة قد أصبحت أفضل فعلاً في عراق محرر. ولكن هذا يتطلب المزيد من الجنود، لا جنوداً أقل، مما يعني نشر أولئك الجنود بطرق بإمكانها أن تزيد من خطر إصابات جنود أمريكيين.

في الواقع، يحتاج الائتلاف المزيد من كل شيء في العراق: المزيد من المشاة، ومن الموظفين الإداريين، ومن عمال البناء، ومن ضباط الشؤون المدنية، ومن اللغويين، ومن عملاء الاستخبارات. إن أكثر طريقة معقولة للوفاء بهذه الاحتياجات هي عن طريق تدويل إعادة بناء العراق، بحيث يمكننا اختيار الموارد من دول أخرى تكون لديها خبرة في بناء الأمم أكثر من خبرتنا. بدلاً من ذلك، فإن الإدارة تعد الأيام على العراقيين الذين ما لبثوا أن ولدوا من ربع قرن من الإرهاب الديكتاتوري ليقوموا سريعاً بالعمل بأنفسهم.

أخيراً، فإن مقاومة التمرد يعني كذلك إنفاق المال للحصول على حلفاء ذوي تأثير، خصوصاً شيوخ القبائل في قلب الأراضي السنية الذين كانوا يتمتعون بعطايا خاصة من صدام. بإمكان ضخ القادة الأمريكيين المال إلى الاقتصاد المحلي أن يقلل من استمرارية التمرد ويؤمن حيوات الأمريكيين.

لقد قامت الإدارة على نحو صائب بجعل التحويل الديمقراطي للشرق الأوسط الكبير مشروعها الضخم في القرن الواحد والعشرين. لقد بدأ هذا العمل في العراق، فإذا فشلنا فإن آمالنا في لبرلة المنطقة ستولد ميتة. لإنشاء حكومة مستقرة وتمثيلية في بغداد، علينا أن نظهر التزاماً كلياً بتهدئة أشكال التمرد التي تشتمل بقايا أجهزة صدام الأمنية والاستخباراتية والسنيين الغاضبين، والمجاهدين الأجانب. ومع ذلك فإن توقيت تخفيض عدد الجنود يبدو أنه محدد وفق أجندة الحملة، لا وفق استراتيجية.

إن لدى أمريكا حوالي ستة أشهر لتقضي على المقاومة ولتعطي الحكومة العراقية الجديدة فرصة لأن تستمر. وقد يساعد في ذلك أن يتوقف قادتنا عن توجيه نظرات قلقة تجاه الانسحاب.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ