ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


متابعة سياسية رقم 972  

11/3/2005

ما هو دور الإخوان المسلمين

في سورية

ميشيل جاكسبون: زميل كبير في معهد واشنطن، عمل كمستشار لدى لجان الكونغرس ولجان مستقلة للتحقيق في هجمات 11/9.

في دعوة للتظاهر في دمشق في 10 أيار، ادعى هيثم المالح، وهو شخصية معارضة ذات روابط حميمة بالإخوان المسلمين السوريين (أننا نشكل 85% من مجموع السكان) وهي إشارة واضحة على التكاتف ضد الأقلية العلوية الحاكمة في سورية. إن المجموعة التي يبلغ تعدادها حوالي 100 شخص والذين استجابوا لدعوته قد تم ـ وفقاً للتقارير ـ تشتيتهم من قبل عدة مئات من المتظاهرين الموالين للسلطة[1]. واتساقا مع رفض الرئيس بوش لاقتراح الرئيس بشار الأسد الغامض بانسحاب جزئي أو على مراحل من لبنان، فإن الحادث يثير التأمل فيما إذا كان نظام الأسد سينجح في تخطي الشغب الحالي. ورغم أن قلة فقط سيحزنها انهيار النظام، يعتبر الكثيرون أن تطوراً كهذا سيسمح لجماعة إسلامية مثل الإخوان المسلمين، أن تتسلم زمام الحكم، والذي قد يكون أمراً أقل جاذبية حتى للولايات المتحدةى من النظام الحالي.

ـ خلفية:

في حين أن عدداً من الحكومات العربية قد قمعت وجود الإخوان المسلمين في بلادها، إلا أن دمشق كانت صارمة بشكل خاص في قمع هذه المنظمة. لقد أصبحت الجماعة لاعباً هاماً في السياسة الداخلية السورية في عقد الخمسينات، وقد أسست نفسها في النهاية كحزب معارضة قوي ضد النظام. وكردة فعل على تنامي الإخوان المسلمين، فقد قامت الحكومة بحظره كحزب سياسي في عام 1958[2]. إن العلاقات بين الإخوان المسلمين والنظام أصبحت أسوأ بكثير في أواخر عقد السبعينات، والتي تجسدت في صورة صدامات عنفية عديدة. وقد كانت قشة الحكومة الأخيرة هي محاولة الإخوان المسلمين اغتيال الرئيس حافظ الأسد في تموز 1980. في الشهر التالي، أقرت الحكومة قانوناً يجعل من العضوية في جماعة الإخوان المسلمين جريمة عقوبتها الإعدام؛ ومايزال القانون سارياً حتى اليوم[3]. وقد صارت الأمور إلى أزمة صراع مسلح بين النظام والإخوان المسلمين في عام 1982: وفي محاولة منه لإزالة الجماعة كلياً، قام الجيش السوري بدخول مدينة حماة وقتل ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف من أعضائها. بعد المذبحة، ترك العديد من الأعضاء، الذين بقوا على قيد الحياة، سورية وتحركوا باتجاه بلدان أوروبا الغربية مثل اسبانيا وألمانيا[4].

ـ العلاقات مع النظام الحالي:

عندما تسلم بشار الأسد السلطة في عام الـ2000، قام الإخوان المسلمون باتخاذ خطوات بغية الوصول إلى النظام الجديد. في أيار من عام 2001، أصدرت الجماعة (ميثاق الشرف الوطني)، الذي قبلت فيه بالعملية الديموقراطية وللمرة الأولى اعترفت فيه بشرعية النظام. في السنوات اللاحقة، عام 2004، اجتمع مسؤولون حكوميون سوريون، بمن فيهم الأسد، مع قادة إسلاميين، ذوي روابط مع الإخوان المسلمين مثل محمد حبش، وهو عضو في البرلمان السوري، ووضحوا أن (الخصائص المشتركة بين الحركات الإسلامية والحركة الوطنية هي أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى). لقد كانت الإشارات واعدة إلى حد كبير، في الحقيقة، واعدة لدرجة أن (الديلي ستار) البيروتية نشرت مقالاً في أيار/2004 بعنوان: دمشق، والإخوان المسلمون يتهيؤون للتصالح؟) في النهاية، يبدو أن المفاوضات قد فشلت، ولم تقرب أياً من الطرفين من بعضهما البعض[5].

ـ هل سيتولى الإخوان المسلمون السلطة؟

لقد أثارت عدة عوامل القلق حول احتمال استيلاء الجماعات الإسلامية كالإخوان المسلمين في سورية على السلطة بعد انهيار النظام. يسافر الكثير من المجاهدين من وعبر سورية في طريقهم إلى العراق، مثيرين التساؤل حول مدى نشاط المتطرفين الإسلاميين في سورية وعن المدى الذي تتسامح به دمشق أو تشجع نشاطاتهم. إن ديموغرافيات سورية الأساسية هي عوامل هامة كذلك. فكما ذكر سابقاً، فإن الكثير من القياديين السوريين بمن فيهم الأسد، ينحدرون من الطائفة العلوية الشيعية. ويمثل العلويون ما نسبته 15%[6] فقط من الشعب السورين، في حين يشكل السنة ما يزيد على 70%. لا يعتبر الكثير من السنة العلويين مسلمين حقاً وقد يفضلون أن لا يعيشوا تحت الحكم العلوي. إضافة إلى ذلك، فإن البعض يفكر في تأثير الإسلام المتنامي في داخل سورية ـ كدين، وربما كقوة سياسية. وقد وصف مقال حديث في (الواشنطن بوست) بعنوان (موجة دينية ترعب العلمانيين السوريين) وصف عدة اتجاهات دينية جديدة في سورية: فالشابات الآن أكثر ميلاً لارتداء غطاء الرأس، والمساجد الممولة بشكل فردي يتم بناؤها في قلب مدينة حلب[7]، ورجال الدين المسلمون يطالبون بدور متزايد في العملية السياسية. في الواقع، فإن نائب الرئيس السوري، عبد الحليم خدام، وهو سني قد أصدر مؤخراً بياناً يحث فيه المواطنين على التصرف بشكل أكبر وفقاً للأحكام والتقاليد الإسلامية. بالنظر إلى هذه العوامل، يفكر البعض في أن منظمة دينية سنية مثل الإخوان المسلمون قد تكون في موقع جيد لاستلام السلطة في حال سقوط النظام.

إضافة إلى ذلك، فقد أصدر الإخوان المسلمون مؤخراً بياناً قد يدل على انعكاس في استراتيجية الارتباط لدى الجماعة، رغم أنه مايزال مبكراً جداً للتحدث عما إذا كانت الحركة تظهر استعداداً متزايداً لمواجهة النظام. فبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أرسل الإخوان المسلمون بياناً بالفاكس إلى صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية المقر دعوا فيه إلى التحقيق في القتل ويرثون فيه تدهور العلاقات بين سورية والشعب اللبناني، الذي يمكن سماعه وهو يصرخ موحداً: (سورية اطلعي بره). وقد نوه البيان بأن (موت الحريري قد يكون القشة التي ستقسم ظهر البعير طالما كانت العلاقات السورية ـ اللبنانية معنية (وألا أحد يستطيع أن يعفي القيادة السورية من الذنب).

إن فكرة تولي الجماعة للسلطة في سورية قد ولدت قلقاً كبيراً بين المراقبين الغربيين مع ذكر بعض التقارير الحديثة بأن أعضاء الإخوان المسلمين في أوروبا كانوا على اتصال بالقاعدة والجهاد العالمي. ورغم أنه من المعقول بالتأكيد أن ينضم بعض أعضاء الجماعة بشكل فردي إلى الجهاد العالمي، إلا أن هذا لا يعكس بالضرورة رؤى المنظمة ككل. على وجه العموم، فإن الأعضاء في أوروبا لا يحتفظون بعلاقات حميمة مع المنظمة الرئيسية في سورية. إضافة إلى ذلك، فإن الإخوان المسلمين قد يدركون أن الضغط الغربي على الأسد سيكون مساعداً لقضيتهم مما يجعل اعتناق المنظمة للجهاد المعادي للغرب بعيد الاحتمال.

ـ ليسوا في وضع جيد للاستيلاء على السلطة:

رغم جميع العوامل المذكورة أعلاه، فإن الإخوان المسلمين السوريين، أو أي جماعة إسلاموية أخرى ستجد صعوبة كبيرة في ملء الفراغ الذي سيتركه انهيار نظام الأسد. لقد تم اضعاف الإخوان بشكل كبير بتصرفات الحكومة في عقد السبعينات والثمانينات ولم يستعد أبداً قوته بشكل كامل. في الحقيقة، وبعد أن سحق النظام الجماعة في عام 1982، تخلى الإخوان عن استراتيجيتهم في المواجهة المباشرة. ورغم أن أعضاء منهم استمروا في العمل والاجتماع في المساجد ـ غالباً تحت رعاية رجال دين من السنة المعتدلين ـ إلا أنهم لم يتصرفوا بنفس الطريقة العدوانية. بالمقارنة مع الإخوان المسلمين في مصر، فإن الإخوان المسلمين لديهم أعضاء أقل ثقافة بكثير، ويتباهون بدوائر انتخابية أقل غنى بكثير والتي تتكون بشكل رئيسي من الطبقة الوسطى والدنيا، واحتمال تشكيلهم لتهديد سياسي أقل بكثير من الإخوان المصريين. والجماعات الإسلامية السنية الأخرى في سورية هي أقل استعداداً لاستلام السلطة.

يبقى بعض الليبراليين السوريين محترسين من استيلاء محتمل للإخوان المسلمين على السلطة. ومع ذلك، يؤكد كمال لابواني، وهو قيادي معارض تم إطلاق سراحه من السجن منذ خمسة أشهر، يؤكد أن المعارضة تقاتل على جبهتين وأن (القتال ضد الحكومة له الأولوية على القتال ضد الأصوليين).

ـ ما أقل ما نعلمه[8]؟

إن أي تأمل في موضوع خلافة السلطة في سورية ينبغي أن يشتمل على تحذير بكونه عمل تخميني إلى حد كبير. في الواقع، فإن القليل من المعلومات الموثوقة حول تطورات كهذه متاحة للباحثين والمحللين.

إن تقدير قوى الإسلاميين في سورية هو تحد صعب على نحو خاص. فالنظام يمنع أي بحث في الموضوع، وأعضاء الإخوان المسلمين مترددون للتحدث مع الغرباء. إن فهماً أكبر لجماعات كهذه في سورية هو أمر أساسي لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة.


[1] ـ في الحقيقة أن المائة شخص الذين يستهين بهم الكاتب هم رموز لنخب وطنية وليسوا أفراداً عاديين. وقد تم تفريقهم بهراوات رجال المخابرات وليس من قبل متظاهرين موالين للسلطة.

[2] ـ الكاتب تنقصه المعلومة الدقيقة ففي عام 1958 حل الإخوان المسلمون في سورية أنفسهم مع بقية الأحزاب السياسية استجابة لمتطلبات الوحدة. ورغم ذلك فقد بقي حضورهم في الشارع السوري السياسي والاجتماعي قوياً ولاسيما في المرحلة التالية التي عرفت بعهد الانفصال. ولم يتحولوا إلى جماعة محظورة إلا بعد الانقلاب البعثي العسكري في الثامن من آذار 1963.

[3] ـ هو القانون 49 لعام 1980 وقد نفذ هذا القانون بأثر رجعي على آلاف المعتقلين السياسيين الذين لم تكن لهم أي مشاركة في أي عمل عنيف.

[4] ـ هناك كثير من النقص في معلومات الكاتب حيث بدأت الصدامات بين نظام البعث وعموم الشعب السوري ولاسيما القيادات الإسلامية منذ 1963 وتمثلت هذه الصدامات بأشكال من العصيان المدني، قمعت بوحشية بالغة ففي 1963 قصف مسجد السلطان في حماة، ونهب السوق التجاري الذي أعلن الإضراب في حلب، وفي سنة 1964 اقتحمت الدبابات المسجد الأموي في دمشق. وقد تطورت أشكال العصبان المدني هذه والاضرابات إلى صدام مسلح منذ 1975 عندما بدأت السلطة بتصفية المعتقلين السياسيين في السجون جسدياُ فقتل الشيخ مروان حديد داخل السجن، وبعدها انطلقت الصدامات المسلحة لتبلغ ذروتها في الأعوام 1970 ـ 1980 ـ  1981  ولتكون النهاية في فاجعة حماة الشهيرة في سنة 1982. وقد شاركت جميع فئات المجتمع السوري في هذه الانتفاضة بما فيها النقابات ومؤسسات المجتمع المدني التي أكدت على ضرورة الانفتاح على المواطنين وإنهاء عهد الاستبداد والفساد.

[5] ـ نؤكد في هذا السياق أنه لم تجر أي مفاوضات بين الإخوان المسلمين والنظام في سوريةوأن الدكتور محمج حبش  كان يطرح آراءه وأفكاره في فراغ دون أي ارتباط له بجماعة الإخوان المسلمين.

[6] ـ  النسبة الحقيقية للعلويين في سورية تتراوح بين 5 ـ 7% فقط.

[7] ـ تشمل الصحوة الإسلامية جميع المناطق السورية وهي في دمشق كما في حلب كما في الساحل السوري وليست وقفاً على مدينة دون أخرى كما يحاول أن يصور الكاتب.

[8] ـ في هذا العنوان يقارب الكاتب الحقيقة فمن الفجوة المعرفية لديه فكيف يغيب عنه البرنامج السياسي للإخوان المسلمين والذي صدر في شهر 12/2004 أي قبل كتابته تقريره هذا بعدة أشهر والذي أكد فيه الإخوان المسلمون على رغبتهم في الانخراط في الحياة السياسية في سورية كفريق وطني وطالبوا بدولة حديثة تقوم على صندوق اقتراع حر ونزيه.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ