ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 29/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اختيار المعارك

الجمهورية الجديدة أون لاين

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

افتتاحيات 3 آب 2007

دنيس روس

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن القوة ضرورية للإدارة الفعالة لفن الحكم. إلا أن ممارستها ليست سهلة دائماً. بالنظر إلى باكستان قد يعتقد المرء أن إدارة بوش قد يكون لديها بعض السيطرة على الرئيس برويز مشرف، نظراً للـ 10 بليون دولار والتي قدمتها كمساعدة لحكومته منذ 11/9 لمساعدتها في الحرب على الإرهاب. إلا أنه ووفقاً لما توصلت إليه (تقديرات الاستخبارات القومية)، فقد سمح مشرف للراديكاليين الإسلامويين بتعزيز مراكزهم في مناطق على طول الحدود مع أفغانستان.

ملاحظاً التهديد الذي يشكله إعادة تأسيس القاعدة في باكستان اقترح السيناتور باراك أوباما أن مشرف إذا لم يكن مستعداً للانقضاض على المتطرفين في إقليم وزيرستان، فقد يكون على الولايات المتحدة أن تتصرف عسكرياً للقيام بذلك. ولن ينكر أي رئيس أمريكي على هذه البلاد إمكانية الضرب الوقائي ضد أي عدو قبل أن يتمكن من إلحاق الأذى بالولايات المتحدة. ولكن عدة مرشحين في كلا الجانبين انتقدوا موقف أوباما، مجادلين بأن التدخل العسكري في باكستان قد يقلقل استقرار نظام مشرف، مما يفاقم بالتالي من تهديد القاعدة بدلاً من أن يحسن الوضع. إذن فهل ينبغي للهجمات الوقائية من قبل الولايات المتحدة ضد قواعد القاعدة أو مناطق نشاطها في باكستان أن تكون محظورة؟

إن سيناريو الكابوس في باكستان ليس فقط سيناريو عدم الاستقرار في دولة تمتلك السلاح النووي، بل امكانية فقدان السيطرة الصارمة على الأسلحة النووية أو مجيء قوى إسلامية راديكالية إلى السلطة بشكل فعلي. وقد كشف استفتاء أجري مؤخراً أن معدلات التأييد الداخلي لمشرف قد انخفضت من نسبة 60% إلى 34%. الواضح أن لدينا مصلحة في تجنب التحركات التي قد تزيد من قلقلة الاستقرار في باكستان.

لقد صور مشرف نفسه على أنه سد دفاع ضد الإسلامويين، ولكنه أيضاً شخص عليه أن يحترم الحقائق السياسية في بلاده. لقد صرح علنياً بمعارضته لتعليم الإسلامويين المتطرفين والإرهابيين، وقد تعاون مع الولايات المتحدة وآخرين في اعتقال قياديين ناشطين في القاعدة من أمثال خالد شيخ محمد، ولكنه وضح ضمناً أن عليه تجنب القيام بتحركات ضد إسلامويين، تحركات قد تمزق بلاده نظراً لوزن الأحزاب السياسية الإسلاموية والقبائل الموالية في الأقاليم حيث الأعمال العسكرية قد تكون أكثر ضرورة. كما أنه يقول أن عليه أن يبقى متيقظاً من العداء المتنامي للولايات المتحدة وأن لا يظهر على أنه ببساطة ينفذ أوامر أمريكا، وهي تهمة موجهة إليه فعلاً.

ولكن في حين سيكون من المجازفة رفض مخاوف مشرف، إلا أن تحركاته هو وليس تحركات الولايات المتحدة التي يبدو أنها تنشئ ائتلافاً من المعارضة العلمانية والدينية. ما هو مثير للاهتمام، أن مصدر متاعبه هو في الحد الأدنى تأخره عن التحرك ضد المسجد الأحمر، وفي الأكثر محاولته صرف قاضي قضاة المحكمة العليا، وقتله شيخاً قبلياً بارزاً في بلوشستان، والاتفاقية المتعثرة، التي ما تكاد تبدأ حتى تتوقف، مع القبائل في وزيرستان حول السيطرة على تحركات الطالبان عبر الحدود مع باكستان، وتصميمه على أن يكون رئيساً وقائداً للجيش، وتردده في السماح لزعماء أحزاب المعارضة بالعودة إلى البلاد، والإشارات على أن مكانة الجيش في البلاد قد أصبحت مشكوكاً بها للمرة الأولى. إن استعداد مشرف للتفكير في خيارين مختلفين تماماً تدابير مشاركة السلطة مع رئيس سابق للوزراء وأحد خصومه السياسيين البارزين، بناظير بوتو، وإعلان حالة الطوارئ كخيار، تشير إلى إداركه للضغوط الملقاة على عاتقه. ولكن حتى الإشارات إلى أنه كان يفكر بفرض حالة الطوارئ قد نتج عنها سيل من الانتقادات الداخلية، مما يدل على أنه بدلاً من أن يحل مشاكله الحالية، فإنه ربما يشعل فتيل خطر أكبر بكثير لحكمه وللاستقرار في البلاد.

إضافة إلى ذلك، ولذكر الحقيقة، فمع أن الولايات المتحدة اليوم ليست ذات شعبية في باكستان وجزء من ذلك على الأقل يعود إلى كونها تدعم مشرف بالمساعدة التي تذهب بدرجة كبيرة إلى الجيش، فقط كميات صغيرة نسبياً مكرسة للتطوير الاجتماعي والاقتصادي، فإن هجمات الطالبان والقاعدة الإرهابية على الجيش والمسؤولين الحكوميين تولد كذلك استياء متزايداً ضدهم.

ينبغي أن يكون هذا محفزاً للمسؤولين الأمريكيين، لأنه يشير إلى أن تهديد الولايات المتحدة ليس خطيراً بقدر ما يخشى الكثيرون. ولكن تهديد هجوم قاعدة ناشئ عن داخل باكستان هو بالتأكيد عظيم، ولا يمكن أن يتم تجاهله أو التسامح معه. وينبغي لمشرف والجيش الباكستاني والشعب أن يعلموا هذا. ليس لنا أي مصلحة في دفع مشرف عن الحافة، ولكن لدينا مصلحة في أن نشترط على الشعب الباكستاني حقيقة أنه إذا لم تتحرك باكستان ضد تهديد كهذا فإننا قد لا يكون لدينا خيار سوى فعل ذلك.

إلا أن الإدارة، وقبل تعميم القضية بهذه الطريقة، ستكون حكيمة لمحاولة إدارة حوارات جيش لجيش بشكل كامل حول كيفية أن كلاً من الولايات المتحدة وباكستان تستطيعان التحرك لمقارعة التهديد الذي تشكله الطالبان والقاعدة. إن محادثات كهذه قد يجعل كلا الطرفين يستشعران الطبيعة الواقعية للتهديد والخطوات التي قد نتخذها والتي ستجعل من الأسهل على الجيش الباكستاني أن يتصرف. ولكن إذا ما استمرت الديبلوماسية الخاصة والاتصالات في إثبات عدم فعاليتها، فإن المزيد من التصريحات العلنية هي أيضاً جزء من فن الحكم. إن من الملائم لنا أن نلفت الانتباه إلى نمو القاعدة والطالبان كقوى مهددة لسلامة باكستان، وجيرانها، ولنا، وأخيراً لحقيقة أن شخصاً ما سيكون عليه أن يتعامل مع هذا التهديد.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ