ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 26/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صيف لبنان الدامي

بقلم: محمد بازي

صحيفة ذا نايشن الأمريكية 16/7/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد كان الانفجار الذي هز بيروت مساء 13 حزيران هو السادس في لبنان في أقل من شهر واحد. و لكن و على خلاف التفجيرات السابقة؛ و التي كانت تهدف إلى نشر الذعر والخوف أكثر من إحداث دمار حقيقي, فقد كان لهذا التفجير هدف سياسي : انه وليد عيدو, عضو البرلمان اللبناني المدعوم أمريكياً. و مع عملية قتل مشرع لبناني آخر – وهو الخامس في عامين- فان لبنان تنحدر و بقوة نحو أزمات جديدة.  

القنبلة التي تم زرعها في مكان وقوف السيارات مزقت سيارة عيدو المرسيدس السوداء بعد مغادرة موكبه نادي السباحة الذي كان يلعب فيه عيدو الورق مع أصدقائه كل عصر تقريباً. لقد هز الانفجار جميع أنحاء بيروت, وأدى الى تحطيم نوافذ تبعد حوالي 100 متر عن مكان الانفجار كما تسبب في قذف الأشلاء البشرية المتناثرة الى ملعب كرة القدم القريب من المكان. لقد تسبب الانفجار في مقتل عيدو, إضافة إلى ابنه وثمانية أشخاص آخرين. وفي بضع دقائق ملأت سيارة الإسعاف شارع الكورنيش الذي تحفه أشجار النخيل المطلة على البحر الأبيض المتوسط والتي عادة ما تكون مكتظة بالناس في ساعات المساء.

و حالما انفجرت القنبلة, قام العديد من الشباب بالتجمهر أمام هذا المشهد, و عمل الجنود على إبعادهم عن السيارة المحترقة. وقد تجمعوا حول سيارتي الإطفاء المتواجدتين في المكان, حيث قاموا بتجميع الحطام المتناثر. نعيم شيبو نادل في مطعم يبلغ من العمر 33 سنة ركض من مطعمه باتجاه الدخان الأسود المتصاعد مسافة نصف ميل. و بينما كان غارقاً في العرق و اللهاث صرخ قائلاً :"انظر ما الذي يفعله السوريون بنا ! لا تسألني ما سبب هذا الانفجار. اسأل السوريين". وأشار الى مكان في تلة مجاورة حيث يقع مقر الحزب السوري القومي وقال :"أنا ذاهب لأنال منهم, إنهم يقفون هناك و يضحكون". و لكن أصدقاءه منعوه من التوجه نحو ذلك المقر.

وعندما بدأ شيبو بتوجيه الإهانة الى السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله الموالي لسوريا ووصفه بالإرهابي و المجرم, طلب أحد الواقفين  في المكان من شيبو الهدوء.  ومن ثم بدأ الشخصان بدفع بعضهما البعض, و فوراً قام مجموعة من رجال الأمن المسلحين بالتحرك نحوهما, و قام الجنود بإطلاق بعض الأعيرة النارية في الهواء. واستطاع الجنود السيطرة على شيبو في نهاية الأمر و ابتعد عن المكان و هو يطلق اللعنات و السباب.

هذه هي الدول اللبنانية هذه الأيام: فالحقد الطائفي يمكن أن يغلي و ينفجر في أي لحظة.و في أحياء بيروت المختلطة, فان التوترات ما بين الشيعة والسنة تزداد تصاعدياً بعد كل انفجار يحدث. تبدأ الأمور بشعلة صغيرة و تخرج بعض الاشتباكات عن السيطرة, و يبدأ الناس بدعوة أقربائهم و أصدقائهم للقدوم الى المنطقة لمد يد العون لهم وفي النهاية يتدخل الأمن في فض هذه النزاعات. ( أخبرني أحد الأصدقاء الشيعة الذي يقطن في حي أغلب سكانه من السنة فانه ولعدة أيام بعد مقتل عيدو كان يجد بيضة مكسورة على شباك سيارته كل صباح). و ليس هناك حاجة الى أي تفجيرات جديدة لإذكاء التوتر في لبنان: في 24 حزيران تسبب انفجار قنبلة بقتل 6 من قوات الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني. وقد كان هذا الهجوم ألأول من نوعه ضد قوات الأمم المتحدة منذ أن زادت عدد قواتها الى 13000 جندي بعد حرب الصيف الماضي. و سارع بعض السياسيين اللبنانيين بإنحاء اللائمة على السوريين في هذا التفجير, و لكن هناك أدلة تشير الى تورط مجموعة سنية متطرفة مرتبطة بالقاعدة كانت تخطط لمثل هذه الهجمات منذ عدة شهور.

خلال الحرب اللبنانية الأهلية التي استمرت لمدة 15 سنة حاولت القوى الأجنبية السيطرة على هذا البلد الصغير, سواء بشكل مباشر أو من خلال بعض الوكلاء اللبنانيين. و في مدينة على الحافة فان شباباً غاضبين مثل شيبو من الممكن أن يخرجوا عن السيطرة بسهولة. و ربما في الانفجار القادم لن يكون ممكناً السيطرة عليهم أبداً.

يقول الياس حنا الجنرال اللبناني المتقاعد والذي يعمل حالياً كمحلل عسكري مستقل :" إن عناصر الحرب الأهلية متواجدة هنا. إنهم على أهبة الاستعداد. و لكن هناك بعض الخطوط الحمر التي تمنع أي شئ من الحدوث لحد الآن. و قد شاهدنا مثالاً على ذلك في شهر يناير عندما اندلع العنف الطائفي و لكن القادة الوطنيين سارعوا بالطلب من أتباعهم التزام الهدوء, إن الأمور تحتاج الى محفز أو الى حادثة لإشعال الوضع. و لكن هذا المحفز غير موجود الآن هنا. ولكن قلوب الناس مليئة بالكراهية".  

"كل شئ في تصاعد" "

ان دورة الاغتيالات الحالية في لبنان ابتدأت في شهر فبراير من العام 2005, عندما انفجرت شاحنة كبيرة في موكب رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على طريق الكورنيش و أدت الى مقتله. لقد أدى اغتيال الحريري إلى تسليط الضوء على السيطرة السورية على الجارة الصغيرة. و قامت سوريا بالانسحاب من لبنان تحت الضغط الدولي و الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة و استقال رئيس الوزراء الموالي لسوريا. و لكن عمليات الاغتيال استمرت و استهدفت السياسيين من الجبهة المعارضة لسوريا و التي تتبع لتيار الحريري تحت قيادة سعد الحريري.

و اليوم فان لبنان أمام مواجهة لمنصب الرئيس. ومن الممكن أن يكون هذا الصيف دامياً في لبنان, حيث تلوح الانتخابات الرئاسية في شهر سبتمبر. إن الرئيس يتم تعيينه من قبل تصويت الأغلبية في البرلمان. و بعد الانتخابات البرلمانية عام 2005 فاز تيار المستقبل و حلفاؤه ب 72 مقعداً من أصل 128 مقعداً برلمانياً. و لكن وبعد عدة ارتدادات سياسية و بعد مقتل وليد عيدو  ومقتل عضو آخر في شهر نوفمبر الماضي و التي بقيت مقاعدهم شاغرة فان الأغلبية البرلمانية قد انخفضت إلى 68. و إذا فقدت الأغلبية أربعة مقاعد أخرى أما بالقتل أو بالارتداد فانه لن يكون باستطاعة المعارضة بعد ذلك تحديد الرئيس القادم. يقول سمير جعجع قائد القوات اللبنانية الذي يمثل الجناح اليميني للمسيحيين وهو مشارك بالحكومة بعد مقتل عيدو :"لقد اغتيل عيدو لتخفيض الأغلبية البرلمانية و ذلك للإطاحة بالحكومة, و يبدو أننا المعارضة لأننا المستهدفون بعمليات الاغتيال".

إن هناك خطراً آخر: بدون وجود أغلبية فانه من الممكن تخيل إسقاط حكومة فؤاد السنيورة عن طريق تصويت لحجب  الثقة.  و تواجه حكومة السنيورة ذات ال24 عضواً خطر الانهيار منذ شهر نوفمبر و ذلك عندما قام ستة من الوزراء الذين يمثلون حزب الله و حلفائه بالاستقالة بعد فشل المحادثات التي هدفت لتشكيل حكومة وحدة وطنية. (يتهم تحالف السنيورة المكون من أحزاب سنية ودرزية ومسيحية حزب الله بالخروج من الحكومة من أجل إيقاف التحقيقات الدولية في قضية مقتل الحريري, و التي يعتقد أن لسوريا دوراً كبيراً فيها). 

لقد كان الحريري من أكثر القادة السنة بروزاً, ومقتله أدى إلى تغيير في الدينامكية داخل المجتمع السني. خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990, تحالف الشيعة و السنة تحت راية الوحدة العربية و الدعم للقضية الفلسطينية. و لكن الصراع الحالي أدى إلى تصدع في هذه الجبهة, حيث تدعم الأغلبية الشيعية حزب الله و يدعم السنة في معظمهم الحريري الشاب. و المسيحيون منقسمون إلى قسمين رئيسيين. وحزب الله متحالف حالياً مع الجنرال عون, و هو القائد الماروني السابق للجيش اللبناني.  

ويبدو ان سوريا هي المستفيد الأكبر من عمليات القتل السياسي الحاصلة. و لكن المواجهة القادمة على الرئاسة قد تكون كارثية لجميع الفرقاء. و لا يبدو أن أحداً مستثنىً منها. إن جميع الأزمات اللبنانية أصبحت متشابكة و جميع الجهات تبدو قريبة من المعركة على الرئاسة. و من السخرية, أن آخر سلسلة من الأزمات قد ابتدأت في سبتمبر من العام 2004, عندما أجبر النظام السوري البرلمان اللبناني على تمديد فترة رئاسة الرئيس إميل لحود, القائد السابق للجيش و الحليف السوري لمدة ثلاث سنوات إضافية.

إن المشاكل و الأزمات اللبنانية متجذرة بعمق 46 سنة من اتفاقيات التشارك في السلطة ما بين المجموعات الدينية المتنافسة في لبنان. لقد صمم النظام من أجل حفظ التوازن ما بين 18 طائفة, و يفترض أن السلطة يجب أن تتوزع ما بين رئيس ماروني و رئيس وزراء سني و رئيس برلمان شيعي.  ولكن هذا النظام الطائفي بالكاد تغير منذ أن وضع في بدايات الأربعينيات من القرن السابق, عندما حصل لبنان على استقلاله من الحكم الفرنسي الاستعماري.  و بعد عقود من الأزمات المتقطعة التي سببها هذا النظام الذي فشل في حفظ التوازن الطائفي, فان البنية الأساسية تواجه خطر خلق دولة فاشلة مرة أخرى.  

إن المأزق اللبناني هو امتداد أيضاً للحرب التي يخوضها الوكلاء في العراق, حيث تحرض كل من إيران وسوريا (الداعمتين لحزب الله)   ضد أمريكا و السعودية و الدول العربية السنية الأخرى ( والتي تدعم تحالف الحريري) . و فور وصول حكومة السنيورة إلى الحكم قامت إدارة بوش بزيادة الضغط عليها لنزع سلاح حزب الله.

ان الأزمات في لبنان مربوطة بعقد مستعصية : ان انسحاب حزب الله من حكومة السنيورة قد جعل شرعية الحكومة محل سؤال لأن الدستور اللبناني ينص على أن كل طائفة يجب أن تكون ممثلة في الحكومة؛ خلق حكومة جديدة و الضغط على حزب الله لتسليم سلاحه و نزع أسلحة الفصائل الفلسطينية المتنوعة الموجودة في 18 مخيماً رئيساً في لبنان.  ان موضوع الأسلحة الفلسطينية قد ظهر على السطح في نهايات شهر مايو السابق, عندما قامت مجموعة من المسلحين السنة بمهاجمة الجيش اللبناني, و بالتالي قام الجيش اللبناني بمحاصرة مخيم نهر البارد القريب من مدينة طرابلس الشمالية.

تدعي حكومة السنيورة بأن المخابرات السورية هي التي عملت على خلق جماعة "فتح الإسلام" و هي تستخدمها لزعزعة استقرار لبنان. و لكن و مع محاولة تحميل سوريا مسئولية الانفجارات التي استهدف قوات اليونيفيل , فان التحالف الحاكم قد قدم القليل من الأدلة لتدعيم ادعاءاته حول فتح الإسلام. هناك بعض التقارير في الصحافة اللبنانية تربط قائد المجموعة بتنظيم القاعدة و الشبكات المسلحة التي تقوم بتجنيد الشباب السنة من الشمال اللبناني للقتال في العراق. و ليس من الواضح ما إذا لعبت فتح الإسلام دوراً في الهجوم على قوات الأمم المتحدة في الجنوب, و لكن الجماعة تشكل جزءً من الحركة السنية المسلحة المتصاعدة في لبنان, و التي تستمد إلهامها ان لم يكن الدعم اللوجستي من القاعدة. (في العديد من الرسائل خلال السنوات الماضية, قام الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بتوجيه رسائل مختلفة إلى المسلمين من أجل فتح جبهة جديدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية و مهاجمة الصليبين في الجنوب – يعني بذلك قوات اليونيفيل) .

يقول أحد العاملين في إحدى المنظمات غير الحكومية في لبنان :" ان جميع المشاكل التي كانت خامدة على مدى 30 سنة قد بدأت بالظهور الآن, و جميعها ظهرت في وقت واحد, أسلحة حزب الله و أسلحة الفلسطينيين و موضوع الرئاسة؛ أعني كل شئ إن كل شئ ينفجر الآن. إنها ثلاثون عاماً من الكلام الفارغ".  

"دم السنة يغلي"

عندما بدأ حزب الله و حلفاؤه احتجاجاً مفتوحاً في وسط مدينة بيروت في 1 ديسمبر حيث قاموا بنصب المئات من الخيام خارج مبنى السراي الحكومي, فان العلاقات السنية الشيعية قد تدهورت بشكل سريع. و في 23 يناير قامت المعارضة بتنظيم إضراب كبير كجزء من الحملة الرامية إلى إسقاط حكومة السنيورة. و بعد يومين فقط, انفجرت الاضطرابات حول الجامعة, و أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات مما أجبر الجيش اللبناني على فرض حظر التجول في بيروت للمرة الأولى منذ 10 سنوات. وقد تأرجحت لبنان على حافة حرب أهلية جديدة.

وفي الأشهر التالية, خفت التوترات الطائفية بعض الشئ, حتى حادثة اغتيال عيدو, و التي ألهبت مشاعر الكراهية بين السنة والشيعة. الموكب الجنائزي في 14 حزيران الذي نظم لعيدو وابنه مر بالحي السني "طريق الجديدة", و الذي شهد المعارك  الدامية في يناير. وفي ساعات الليل, امتلأت لوحات الإعلان في بيروت بصور الرجلين, و أطلق عليهم لقب "شهداء العدالة". وقد حمل المئات من المحتجين الأعلام الزرقاء التابعة لتيار المستقبل إضافة إلى الأعلام البيضاء التي تحمل شعار رأس النمر و هي علامة نمور راس بيروت وهي حركة يمكن اعتبارها شبه ميليشيا , أصبحت نشطة في الأحياء السنية في الشهر الأخيرة. ولكن هذه الحركة تفتقر إلى بنية عسكرية منظمة كما تفتقر إلى الأسلحة؛ وهم يركزون على استعراض قوتهم في المناسبات المختلفة و في الأحياء الغربية لبيروت والتي يسيطر عليها المسلمون. 

"دم السني عميغلي" بهذه العبارات كان الشباب يهتفون لدى مرورهم بالنعوش كما كانوا ينادون أيضاً :"إرهابي إرهابي حزب الله إرهابي" وكانت الآيات القرآنية تتلى من المساجد على طول الطريق, و اختلطت بصوت مكبرات الصوت التي وضعت أعلى الحافلات الصغيرة و التي كان بعضها يقول :"اليوم جنازة شهيد جديد قتل على يد بشار الأسد". وقام البعض بتوجيه الاهانات لأمين عام حزب الله "نصرالله عدو الله".

وبعد أن تحدث سعد الدين الحريري في الجنازة, قام مؤيدوه برفع قبضاتهم في الهواء مرددين "لبيك يا سعد الدين" وهي نفس إيقاعات النداء التي يرددها أتباع نصرالله عندما يتحدث في المناسبات العامة.

بعد اغتيال عيدو, فان أزمة سياسية جديدة بدأت في الظهور في لبنان. فبعد عملية الاغتيال بساعات, بدأ نواب من تيار المستقبل بالدعوة إلى إجراء انتخابات خاصة من أجل ملء مكان عيدو و بيار الجميل العضو الماروني في البرلمان و الوزير في حكومة السنيورة و الذي اغتيل في نوفمبر. بعد يومين على دفن عيدو, وافقت حكومة السنيورة على إجراء الانتخابات في 5 أغسطس. و لكن الانتخابات الخاصة بحاجة إلى موافقة الرئيس, و لكن لحود أكد أنه لن يصادق على قرار يصدر عن حكومة السنيورة لأنه "ونصف الشعب اللبناني" يعتبرونها فاقدة للشرعية.

وحتى لو تم إجراء الانتخابات, فانه ليس من الواضح ما إذا كان سيتم السماح للعضوين الجديدين بأخذ مقاعدهما في البرلمان. فقد رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة أمل الشيعية عقد أي جلسة للبرلمان اللبناني منذ استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة في شهر نوفمبر. و لعدة شهور رفض بري عقد أي جلسة لمجلس النواب للموافقة على قرار الأمم المتحدة القاضي بإنشاء محكمة للنظر في قضية اغتيال الحريري. وفي نهاية شهر مايو قام مجلس الأمن بإنشاء المحكمة دون الموافقة اللبنانية. ( وقد هدد تيار المستقبل و حلفاؤه بعقد جلسة لمجلس النواب دون وجود بري؛ و لكن الأعضاء المعارضين سوف يقاطعون مثل هذه الجلسة في غالب الأمر).

وفي 17 حزيران التقى الرئيس لحود بالأب الماروني بطرس صفير, وهو القائد المسيحي الأكثر قوة في لبنان. وقد أخبر لحود رجل الدين بأنه لا يعاند من أجل مصلحته الخاصة و لكنه يحاول حماية السلطات الرئاسية. وكلام لحود هذا يعني مناشدة منه لصفير و للمارونيين بشكل عام الذين يشعرون بحالة من القلق نتيجة لتضاؤل الصلاحيات الرئاسية وهو المكان الأخير تقريباً للنفوذ المسيحي.  وقد قال لحود لصفير في اللقاء :"ان السنيورة وحكومته يحاولون اغتصاب سلطات الرئيس, وهو ما يشكل سابقة خطيرة لا أسمح لها بالحدوث, ان هذه السلطات لا تعود لي شخصياً. إنها سلطات عائدة  إلى منصب الرئاسة".

"الطريق المسدود"

على المدى القصير فان حكومة السنيورة قد بدأت بخسارة الدعم الشيعي لها بعد أن قامت واشنطن بمساندة إسرائيل خلال حرب الصيف الماضي ضد حزب الله. وبعد أن قام حزب الله بتحقيق النصر على الجيش الإسرائيلي المتفوق عسكرياً, اتهم حزب الله حكومة السنيورة بأنها كانت عبارة عن لعبة بيد أمريكا و أنها بحاجة إلى قوة أكبر. و بعد شهور على وقف المفاوضات يبدو أن كتلة الحريري و السنيورة تقف في طريق مسدود مع حزب الله.

ولكن وحتى لو توصل الطرفان الى تسوية معينة, فان هناك أزمات سياسية أخرى ستبدأ بالظهور ما لم يقوموا بمعالجة الجذور المتسببة في عدم الاستقرار في لبنان مثل أن الطائفة الشيعية وهي من اكبر الطوائف في لبنان لا تمتلك سلطة تساوي حجمها الحقيقي من السكان. وفي نهاية الأمر فان على اللبنانيين أن يعالجوا سؤالاً مهماً وهو أي نوع من البلاد يريدون.

ان ذلك السؤال قد فرض نفسه على لبنان منذ أن نالت استقلالها في العام 1943. عندما تركها الفرنسيون و تركوا فيها النظام الطائفي السائد لحد الآن وسلموا حصة الأسد من السلطة السياسية فيها للنخبة المارونية الفرانكفونية. وقد تم الحفاظ على النظام تحت الحلف الوطني, وهو اتفاقية غير مكتوبة ما بين القادة اللبنانيين. و قد قسمت المقاعد البرلمانية بين اللبنانيين بنسبة 6 إلى 5 من نسبة المسيحيين للمسلمين, مع وجود مقاعد برلمانية ومكاتب تنفيذية مقسمة ما بين الطوائف الرئيسة, وذلك التقسيم امتد إلى أكثر الوظائف الحكومية الأخرى.

لقد اعتمد التقسيم على الإحصاء الذي أجري عام 1932, والذي أظهر المارونيين على أنهم أغلبية السكان في لبنان. وبعد ذلك رفضت الحكومة القيام بأي إحصاء سكاني جديد. وفي الستينات ومع تفوق عدد المسلمين على المسيحيين بدأ المسلمون بالمطالبة في عمل تغيير في ميزان القوى. و في التقرير الأخير لوزارة الخارجية تم التقدير بأن عدد السكان في لبنان يبلغ 4 ملايين و أن ثلثي عدد السكان هم من المسلمين سنة وشيعة. ويقدر بعض الباحثين اللبنانيين بأن الشيعة يشكلون 40% من التعداد السكاني في لبنان, وعلى الرغم من ذلك فان باحثين آخرين يخفض هذا العدد بعض الشئ.

وعندما اندلعت نيران الحرب الأهلية عام 1975, فان عدم التوازن السياسي كان أحد القوى المحركة الرئيسة التي دفعت كل طائفة لتشكيل الميليشيا التابعة لها. وبسبب النظام الطائفي فان المؤسسات السياسية اللبنانية لم تعط أي فرصة لتحقيق التقدم؛ وقد بقيت الدولة تعتمد على العشائر القوية و أصحاب الملك و الإقطاعيين الذين سيطروا على الكثير من أراضي لبنان. فالزعيم أو القائد العرفي و الذي يرث الحكم عادة من والده أصبح سلطة عليا خلال الحرب. ومع موالاة معظم الناس لقادتهم الطائفيين فان القليل من اللبنانيين استثمروا في تطوير المؤسسات الدستورية للدولة. 

ومع خمود أوار الحرب في العام 1989, اجتمعت الطبقة السياسية اللبنانية في مدينة الطائف السعودية من أجل إنقاذ النظام الطائفي. وبوساطة سعودية و سورية أسفر الاجتماع عن "اتفاق الطائف" و الذي أعاد هيكلة الحلف الوطني من خلال أخذ بعض السلطات من المارونيين. و قد توسع البرلمان ليشمل 128 مقعداً, مقسماً بالتساوي بين المسلمين و المسيحيين. و قد دعا اتفاق الطائف أيضاً إلى نزع سلاح جميع الميليشيات ما عدا حزب الله, و الذي كان يطلق على جناحه العسكري اسم "المقاومة الوطنية" و التي كانت تحارب ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني, و التي نتجت عن انسحاب إسرائيلي عام 2000. و تؤكد جميع الطوائف اللبنانية بأنها ملتزمة باتفاق الطائف, و يرفعون الوثيقة إلى مستوى عال جداً. ومع أن اتفاق الطائف يدعو إلى إنهاء النظام الطائفي في نهاية المطاف, إلا أنه لم يضع أي جدول زمني لذلك.

ان هذا النظام الموجود حالياً يقود الى دولة ضعيفة. فهو يشجع المساومات و التحالف مع الرعاة الأقوياء. ويتم استثماره واستغلاله من قبل أطراف خارجية مثل (سوريا وإيران وأمريكا و السعودية ). و لكن معظم اللاعبين الحاليين يعملون على تغيير الوضع الحالي. ولكن الرعاة الأجانب لا يريدون هذا التغيير, لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى خفض تأثيرهم على لبنان.

يقول خليل جبارة مدير جمعية الشفافية اللبنانية وهي مجموعة مختصة بمراقبة الفساد :"عندما تتحدث عن طائف جديد, فان الناس يفزعون... ان اللبنانيين خائفون دائماً من أي تغيير على العقد الاجتماعي, لأن المشكلة هي أنه في لبنان لا يتغير العقد الاجتماعي إلا في أوقات العنف".

 ماذا لو استمرت معركة الرئاسة الى ما بعد سبتمبر,وبقيت البلاد مشلولة بشكل أكبر؟ ان هناك خوفاً حقيقياً بأن تنقسم الحكومة اللبنانية مرة أخرى الى  إدارتين متنازعتين, كما حدث عام 1988, عندما قام الرئيس المستقيل أمين الجميل بتعيين الجنرال عون كرئيس  انتقالي لأن البرلمان لم يستطع الاتفاق على تعيين رئيس جديد. لقد قام وقتها بخلق حكومة مسيحية كبيرة, بينما رفض رئيس الوزراء السني ترك منصبه و قام بقيادة إدارة إسلامية مناهضة. وتم حل الأزمة في أكتوبر عام 1990, عندما قامت الطائرات السورية بقصف القصر الرئاسي و خرج عون الى منفاه في فرنسا. انه لمن اللافت للنظر أن كثيراً من اللبنانيين يتحدثون بانفتاح اليوم عن احتمالية وجود انقسام حكومي, حتى أن البعض استقال لأجله.

ان انقسام الدولة الى إدارتين في العام 1988 كان النهاية المنطقية للنظام الطائفي القائم. ان القادة اللبنانيين ينحدرون نحو نفس الطريق مرة أخرى: إنهم يحاولون توجيه البلاد نحو طريق غير فعال و لا صالح يؤدي دائماً الى إحداث الأزمات والمشاكل. وحتى يستطيع اللبنانيون الاتفاق على طريق أقوى و أكثر عدالة للتشارك في السلطة, فإنهم سيعانون من لعنة عدم الاستقرار, وسيبقى مستقبلهم مرهوناً بالقوى الأجنبية.    

Lebanon's Bloody Summer

Mohamad Bazzi

The car bomb that shook Beirut 's waterfront on the evening of June 13 was the sixth explosion in Lebanon in less than a month. But unlike the other bombings, which were intended more to instill fear than to cause serious damage, this one had a political target: Walid Eido, a member of the US-backed parliamentary majority. With the killing of one more legislator--the fifth in two years-- Lebanon is hurtling toward yet another crisis.

 

The bomb, which was planted in a parked car, ripped through Eido's black Mercedes as his motorcade left a swimming club where he played cards with friends almost every afternoon. The explosion resonated throughout Beirut , shattering windows 100 yards away and throwing body parts onto a nearby soccer field. It killed Eido, his son and eight other people. Within minutes, ambulances filled the Corniche, a palm-tree-lined boulevard that overlooks the Mediterranean and is often packed with people out for an evening stroll.

As soon as the bomb went off, dozens of young men rushed to the scene, and soldiers had to push them back from the burning cars. They gathered around two fire trucks, picking through twisted wreckage. Naim Chebbo, a 33-year-old waiter, ran for a half-mile from his restaurant, following the cloud of black smoke. Drenched in sweat and hyperventilating, he screamed, "Look at what the Syrians are doing to us! Don't ask me why this bombing happened. Ask the Syrians!" He pointed up a hill, toward the headquarters of the Syrian Social Nationalist Party. "I'm going to get the SSNP. I'm going to fuck them up!" he shrieked. "They're just sitting up there laughing." His friends restrained him from marching up the hill.

 

When Chebbo began insulting Sayyid Hassan Nasrallah--leader of Hezbollah, the Shiite political party and militia allied with Syria --calling him a "terrorist" and a "criminal," a bystander told Chebbo to keep quiet. The two began shoving each other, and a dozen soldiers toting M-16s moved between them, at one point cocking their guns to shoot into the air. Soldiers finally managed to wrestle Chebbo away, and he walked off, still cursing.

 

This is the state of Lebanon today: deep sectarian anger that could boil over at any moment. In mixed Beirut neighborhoods, tensions rise between Sunnis and Shiites after each bombing. Tempers flare, small fights get out of hand, people start calling their friends and relatives to come in from other areas to help them and eventually the police have to step in. (A Shiite friend who lives in a mainly Sunni neighborhood told me that for several days after Eido's killing, he found a broken egg each morning on his car.) And there's no shortage of bombings to stoke tensions: On June 24 a car bomb exploded near a convoy of United Nations peacekeepers in southern Lebanon , killing six troops under Spanish command. It was the first attack on the UN force since it was expanded to 13,000 soldiers after last summer's war between Israel and Hezbollah. Some Lebanese politicians quickly blamed Syria for the bombing, but there is also evidence that Sunni militants tied to Al Qaeda have been plotting for months to attack UN peacekeepers in the south.

Throughout Lebanon 's fifteen-year civil war, foreign powers battled for control of the tiny country, either directly or through proxies. But a great deal of the day-to-day fighting involved well-armed rival neighborhood gangs. In a city on edge, angry young men like Chebbo can easily get out of control. Perhaps at the next bombing, they won't be held back.

"The elements for a new civil war are here. They are ready. But there are some red lines that prevent it from happening. We saw an example in January, when sectarian violence broke out but the national leaders quickly asked everyone to calm down," says Elias Hanna, a retired Lebanese army general who is now an independent military analyst. "You need an incident or catalyst that can ignite the situation. It's not yet here. But people's hearts are full of hatred."

 

'Everything Is Blowing Up'

Lebanon 's current round of assassinations began in February 2005, when a powerful truck bomb killed former Prime Minister Rafik Hariri as his motorcade drove along the Corniche. Hariri's murder cast a harsh light on Syria 's domination over its smaller neighbor. Faced with international pressure and mass protests, the Syrian-backed prime minister resigned, and Damascus pulled thousands of troops out of Lebanon . But the killings continued, mainly targeting politicians from the anti-Syrian bloc led by Rafik's son Saad Hariri.

Today Lebanon is bracing for a showdown over the presidency. It could be a bloody summer, as the presidential election looms in late September. The president is appointed by a majority vote in Parliament. After the last parliamentary election, in June 2005, Hariri's Future Movement and its allies won seventy-two seats in the 128-member legislature. But with several defections, Eido's killing and that of another legislator last November whose seat remains unfilled, the parliamentary majority is down to sixty-eight. If the majority loses another four members--either by death or defection--it will no longer be able to determine the next president. "Eido was assassinated to reduce the parliamentary majority in order to bring the government down," Samir Geagea, leader of the Lebanese Forces, a right-wing Christian group that is part of the ruling coalition, said after the bombing. "It seems that we're the opposition because we're the ones being targeted by assassinations."

 

There's another danger: Without a majority, it's conceivable that Prime Minister Fouad Siniora's government could fall in a parliamentary no-confidence vote. Siniora's twenty-four-member Cabinet has been in danger of collapsing since November, when six ministers representing Hezbollah and its allies resigned after talks to form a national unity government failed. (Siniora's ruling coalition of Sunni, Christian and Druse parties accuses Hezbollah of walking out of the government to block a UN investigation into Hariri's murder, which has been widely blamed on Syria .)

Hariri was Lebanon 's most prominent Sunni leader, and his killing changed the dynamic within the Sunni community. During Lebanon 's 1975-90 civil war, Sunnis and Shiites were largely allied under the banner of pan-Arabism and support for the Palestinian cause. But the current conflict has fractured them, with most Shiites supporting Hezbollah and most Sunnis backing the younger Hariri. Christians are divided between the two factions. Hezbollah is currently allied with Michel Aoun, a former army commander and prominent Maronite Christian politician.

Syria is likely the biggest beneficiary of these political killings. But the coming showdown over the presidency could prove catastrophic for all sides. And there doesn't appear to be any way out. All of Lebanon 's crises have become intertwined --and they're all converging on the battle over the presidency. Ironically, the latest series of crises began in September 2004, when the Syrian regime forced the Lebanese Parliament to extend the presidential term of Emile Lahoud, a former army commander and Syrian ally, for three years.

 

Lebanon 's problems are rooted in a sixty-four-year-old power-sharing agreement among the country's rival religious groups. The system was designed to keep a balance among eighteen sects, dictating that power must be shared between a Maronite president, a Sunni prime minister and a Shiite speaker of Parliament. But this confessional system has barely changed since it was put in place in the early 1940s, when Lebanon won its independence from French colonial rule. After decades of intermittent crises precipitated by the unworkable confessional balancing act, the structure again risks creating a failed state.

The Lebanese predicament is also an extension of the ongoing proxy war in Iraq--pitting Iran and Syria (which support Hezbollah) against the United States , Saudi Arabia and other Sunni Arab regimes (which support Hariri's alliance). As soon as Siniora's government took office, the Bush Administration began pressuring it to disarm Hezbollah.

The crises are interconnected in a Gordian knot: the Hezbollah-led Shiite walkout from Siniora's Cabinet, which throws the government's legitimacy into question because the Lebanese Constitution dictates that every major sect must be represented in the Cabinet; the creation of a new government; the pressure on Hezbollah to give up its weapons; and the disarming of various factions in twelve Palestinian refugee camps scattered across Lebanon. The issue of Palestinian weapons boiled over in late May, when a group of Sunni militants attacked the Lebanese Army, which then besieged the Nahr El-Bared camp near the northern city of Tripoli .

 

Siniora's government claims that Syrian intelligence created the militant group Fatah Al Islam and is using it to destabilize Lebanon . But as with the attempt to hold Syria responsible for the bombing against UN peacekeepers, the ruling coalition has provided little evidence to back up its claims about Fatah Al Islam. Some reports in the Lebanese press tied the group's leaders to Al Qaeda and to militant networks that are recruiting young Sunni men from northern Lebanon to fight in Iraq . It's unclear if Fatah Al Islam played a role in the attack on UN troops in the south, but the group is part of a growing militant Sunni movement in Lebanon , which is drawing inspiration--if not logistical help--from Al Qaeda. (In several messages over the past year, Al Qaeda's second-in-command, Ayman al-Zawahiri, urged Muslims to open a new front on Israel 's border with Lebanon and to attack "Crusader forces" in the south--meaning UN troops.)

"All the problems that were suppressed for thirty years are popping up, and they're all popping up at the same time," says a Lebanese NGO worker who could not be quoted by name. "The Hezbollah weapons, the Palestinian weapons, the presidency; I mean everything, everything is now blowing up. It's thirty years of bullshit. The Pandora's box has opened up."

'The Blood of Sunnis Is Boiling'

When Hezbollah and its allies began an open-ended protest in downtown Beirut on December 1, setting up hundreds of tents outside the main government palace, relations between Sunnis and Shiites deteriorated quickly. On January 23 the opposition organized a nationwide strike as part of its campaign to topple Siniora's government. Two days later, rioting erupted around a university, killing four people, injuring dozens and forcing the army to impose a curfew in Beirut for the first time in ten years. Lebanon teetered on the edge of another civil war.

In the following months, sectarian tensions eased slightly--until Eido's assassination, which further inflamed the hatred between Sunnis and Shiites. The funeral procession on June 14 for Eido and his son passed through the Sunni neighborhood of Tarik Al-Jadideh, the scene of January's bloody street battles. Overnight, billboards throughout Beirut were plastered with pictures of the two men, calling them "the martyrs of justice." Hundreds of supporters carried the blue flags of the Future Movement and white flags with a stencil of a roaring tiger--the logo of the Ras Beirut Tigers, the movement's pseudo-militia, which has become more active in Sunni neighborhoods in recent months. At this point, the Tigers lack an organized military structure and weapons; instead, they're focused on showing their strength at rallies and on the streets of Muslim-dominated West Beirut .

"The blood of Sunnis is boiling!" a crowd of young men shouted as they marched behind the coffins. "Terrorist, terrorist, Hezbollah is a terrorist group!" Koranic verses warbled from the minarets of every mosque along the route, mixing with the loudspeakers mounted atop minibuses that blared out, "Today is the funeral for a new martyr killed at the hands of Bashar Assad"--the Syrian president. Other mourners insulted Hezbollah's revered leader, chanting, "Nasrallah is the enemy of God!"

After Saad Hariri spoke at the funeral, his supporters pumped their fists in the air and bellowed, "Labayk ya Saad-Eddine!" (We obey you, oh Saad-Eddine). It's the same rhythmic chant--freighted with religious overtones--that Nasrallah's followers intone whenever he speaks in public.

 

At Eido's funeral, the next Lebanese political crisis began to emerge. Within hours of his assassination, members of the Future Movement started calling for a special election to replace Eido, and another to fill the seat of Pierre Gemayel, a Maronite member of Parliament and minister allied with the Hariri bloc who was assassinated last November. Two days after Eido was buried, Siniora's Cabinet approved a plan to hold elections on August 5. But special elections also need the president's consent, and Lahoud has vowed not to sign any directive issued by Siniora's government because he "and half of the Lebanese people" consider it unconstitutional.

Even if the elections are held, it's unclear if the two new legislators would be allowed to take their seats in Parliament. Speaker Nabih Berri, leader of the Shiite Amal Party and a Hezbollah ally, has refused to convene Parliament ever since the Shiite ministers resigned in November. For months, Berri blocked the legislature from approving a UN Security Council plan to establish an international tribunal that will try Hariri's killers. In late May the council created the tribunal anyway--without Lebanese approval. (With the vote for president looming, the Future Movement and its allies have threatened to convene a parliamentary session without Berri; opposition legislators would likely boycott such a meeting.)

On June 17 Lahoud met with the octogenarian Maronite Patriarch Butros Nasrallah Sfeir, the most powerful Christian leader in Lebanon . Lahoud told the cleric that he's not being obstinate for his own sake but rather is trying to protect the powers of the presidency. Lahoud's argument is meant to appeal to the Patriarch and to Lebanese Maronites in general, who are worried about the waning power of the presidency--the last vestige of Christian influence. "Siniora and his government are trying to usurp the authority of the president, and that is a dangerous precedent that I cannot allow," Lahoud told Sfeir, according to the Lebanese daily Al-Akhbar. "These powers do not belong to me personally. They belong to the presidency."

Impasse

In the short term, Siniora's government began losing Shiite support after Washington backed Israel during its war last summer against Hezbollah. Fresh off its perceived military victory against a far superior Israeli Army, Hezbollah accused Siniora's government of being a US puppet and demanded more power. After months of on-and-off negotiations, Hezbollah and the Siniora-Hariri bloc now stand at an impasse.

But even if the two sides reach a compromise, another political crisis is sure to emerge, unless they address the root causes of Lebanon 's instability--like the fact that the country's largest sect, Shiites, do not have power equal to their proportion of the population. Eventually, the Lebanese will have to tackle the question of what kind of country they want.

That question has dominated Lebanon since it gained independence in 1943. When the French left, they created the confessional system and handed the lion's share of political power to the Francophone Maronite elite. The system was enshrined under the National Pact, an unwritten agreement among Lebanese leaders. Seats in Parliament were divided on a 6-to-5 ratio of Christians to Muslims, with parliamentary seats and executive offices divided among the major sects, and that partitioning was extended to most government jobs.

 

The division was based on a 1932 census, which showed Maronites as the majority in Lebanon . Since then, the government has refused to hold a new census. By the 1960s, when Muslims began to outnumber Christians, Muslims began to clamor for a change in the balance of power. A recent State Department report estimated that Lebanon 's population of 4 million is more than two-thirds Sunni and Shiite. Some Lebanese researchers estimate that Shiites make up 40 percent of the population, although others put the number slightly lower.

When civil war broke out in 1975, the political imbalance was one of the driving forces that prompted each sect to form its own militia. Because of the confessional system, Lebanese political institutions never got a chance to develop; the country remained dependent on the powerful clans and feudal landlords that held sway in much of Lebanon . The zaeem, or confessional leader who usually inherited rule from his father, became paramount during the war. With most people loyal to their sectarian leaders, few Lebanese were invested in developing the constitutional institutions of the state.

 

As the war waned in 1989, Lebanon 's political class convened in the Saudi city of Taif to salvage the sectarian system. Brokered by Saudi Arabia and Syria , the resulting Taif Accord restructured the National Pact by taking some power away from the Maronites. Parliament was expanded to 128 members, divided equally between Christians and Muslims. Taif also called for all militias to disarm--except for Hezbollah, whose military branch was labeled a "national resistance" against the Israeli occupation of southern Lebanon , which ended in 2000. All factions in Lebanon constantly affirm that they will abide by Taif, elevating the document to the status of a Magna Carta. Yet few acknowledge that the agreement also called for eventually abolishing the sectarian system, although it gave no time frame for doing so.

Confessionalism leads to a weak state. It encourages horse-trading and alliances with powerful patrons. And it's easily exploited by outside powers ( Syria , Iran , the United States and Saudi Arabia being the latest examples). But most of the current players are too invested in this system to really change it. And foreign patrons don't want change, because that could reduce their influence.

"Whenever you talk about a new Taif, people freak out.... Lebanese are always afraid of changing any social contract," says Khalil Gebara, co-director of the Lebanese Transparency Association, an anticorruption watchdog group. "Because the problem is that, in Lebanon , social contracts are changed only in times of violence."

What if the battle over the presidency continues past September, and the country is further paralyzed? There's a real fear that the Lebanese government could once again split into two dueling administrations, as happened in 1988, when outgoing President Amin Gemayel appointed Aoun as a caretaker prime minister because Parliament could not agree on a new president. He created a largely Christian government, while the sitting Sunni prime minister refused to leave and led a rival Muslim administration. The crisis ended in October 1990, when Syrian warplanes bombed the presidential palace, driving Aoun into exile in France . It's remarkable how many Lebanese are talking openly today about the possibility of another government breakup; some are even resigned to it.

Splitting the country into two administrations in 1988 was a logical endpoint of the confessional system. Lebanese leaders are going down the same path once again: They're trying to run the country under a system that's no longer viable and that continues to create a perpetual crisis. Until the Lebanese can agree on a stronger and more egalitarian way to share authority, they will be cursed with instability, their future dictated by foreign powers.

http://www.thenation.com/doc/20070716/bazzi

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ