ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المعارضة السورية

جوشوا لانديز وجو بيس

واشنطن الفصلية - شتاء 2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لعقود، كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية ذات استقطاب أحادي  على الرئيس السوري، حافظ الأسد، من عام 1970 ـ 2000، متبوعاً بابنه بشار. ولأنهم كانوا يعتبرون المعارضة السورية ضعيفة للغاية ومعادية للأمريكيين، فإن المسؤولين الأمريكيين فضلوا العمل مع نظام الأسد. بالتالي، فإن واشنطن لم يكن لديها أي علاقات مع المعارضة السورية حتى اجتياحها للعراق في 2003. حتى في ذلك الوقت، فإن إدارة بوش تواصلت فقط مع خصوم النظام السوري  المقيمين في واشنطن. لقد كانوا يبحثون عن نظير سوري لأحمد جلبي، زعيم المعارضة العراقية الموالية للولايات المتحدة والذي ساعد في إثبات حجج اجتياح العراق. لم تكن واشنطن مهتمة أبداً بالارتباط بإسلامويين، والذين كانت تعتبرهم المعارضة الوحيدة ذات القاعدة الشعبية الواضحة. أما بالنسبة للمعارضة العلمانية في سورية، فإن مسؤولي سفارة الولايات المتحدة في دمشق يعتبرون أن (مقعدها الخلفي ضعيف)، دونما جمهور شعبي أو اتصال بالشباب السوري. إضافة إلى ذلك، فإن الاتصال بين أعضاء المعارضة ومسؤولي السفارة قد تكون خطيرة لخصوم النظام وقد تتركهم مكشوفين أمام اتهامات الخيانة. لهذه الأسباب، فإن المجال الصعب لشخصيات المعارضة في داخل سورية يبقى أرضاً مجهولة.

رغم أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قد أصرت على أن واشنطن لا تسعى إلى تغيير النظام في سورية بل إلى تغيير سلوك النظام وحسب، فإن دمشق لم تطمئن أبداً إلى أن إدارة بوش لم تكن تخطط لتغيير النظام. لقد بدأت العلاقات السورية ـ الأمريكية بالتدهور بشكل سريع بعد الاجتياح الأمريكي للعراق، والذي عارضته سورية بشدة. متهمة سورية بدعم الإرهاب في العراق وأماكن أخرى، فرضت واشنطن مجموعة من العقوبات على سورية في أيار 2004. وبعد ثلاثة أشهر، ضغطت سورية على البرلمان اللبناني ليخالف الدستور ويعيد انتخاب إميل لحود، وهو حليف لسورية، لثلاث سنوات إضافية كرئيس للبنان. كردة فعل رعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا قرار مجلس الأمن رقم 1559، داعية إلى انسحاب جميع القوى الخارجية من لبنان، وهي تعني سورية، ونزع أسلحة المليشيات، تعني بذلك حليف سورية اللبناني الشيعي، حزب الله، وانتخابات رئاسية لبنانية بدون ضغط خارجي. لقد كانت واشنطن مصممة على اقتلاع لبنان من مجال التأثير السوري كجزء من سياستها لإصلاح الشرق الأوسط الأوسع. وكانت سورية مصممة بنفس الدرجة على عدم السماح للبنان بالخروج من سيطرتها. وقد تم اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري في بيروت في 14/شباط/2005. وقد لمحت الولايات المتحدة فوراً أن دمشق كانت الملومة على الاغتيال بسحبها لسفيرها في اليوم التالي ولكن فقط بعد أن سلمت ملاحظة إلى الأسد توضح فيها (غضب الولايات المتحدة العميق) لاغتيال الحريري. في لبنان، بدأت  مظاهرات جماهيرية معادية لسورية تطالب بانسحاب الجنود السوريين ما أصبح معروفاً على أنها ثورة الأرز.

خلال شهر واحد، ترافقت الثورة الشعبية اللبنانية مع الضغط الخارجي الذي دفع سورية إلى سحب جنودها من لبنان، منهية بذلك ثلاثين عاماً من الوجود السوري العسكري هناك. في أيلول 2005، أصدرت الأمم المتحدة تقريرها البرلماني الأول، والذي يظهر سورية متورطة في اغتيال الحريري، وقد ذكر أسماء لأقارب الأسد نفسه. وقد قذفت جرأة التقرير بالقصر الرئاسي في دمشق في حالة ارتباك ودفعت القادة الغربيين لأن يفكروا بأن النظام السوري ربما يكون على حبال المشنقة.

لم تشأ المعارضة السورية أن تفقد اللحظة التاريخية فيما لو كانت قدم النظام ستزل. متشجعة بثورة الأرز ومتحمسة بالضغط الخارجي على دمشق، وسافر زعماؤها إلى الخارج ليجعلوا من أنفسهم بديلاً متاحاً للنظام. وكافح زعماء من اليسار الماركسي واليمين الإسلاموي لإيجاد أرضية مشتركة على أساس من الحرية والديمقراطية بغية بناء ائتلاف واسع لمقارعة النظام. لقد توصلت المعارضة في سورية إلى الجماعات المنفية في سلسلة من التسويات التاريخية التي شكلت لتوحيد صفوفهم ولزيادة الضغط على النظام، ولإقناع الشعب السوري بأنهم كانوا بديلاً موثوقاً به.

إن الأمل بكون السلطات السورية قد فقدت ثباتها وأن النظام سينهار سريعاً لم يتحقق. لم يحدث فقط أن انقلب الأسد خصماً أكثر دهاء مما كان يتوقع، ولكن الضغط على سورية بدأ بالتلاشي خلال 2006. وتبقى العديد من الأسئلة: هل هناك تهديد خطير للنظام في دمشق اليوم؟ وما الذي ينبغي على واشنطن أن تفعله الآن؟

تركيب المعارضة المنشقة:

في 10/حزيران/2000، وبعد 30 عاماً من الحكم، توفي الأسد. وقد عبرت منشقة سورية عن الوضع عندما ولاحظت، (لقد مات الرجل القوي، الآن لدينا فرصة). وقد أضاء صعود ابنه إلى السلطة الأمل بأن القيادة ستقوم بالكثير من الإصلاح السياسي الضروري، وإنشاء ما أصبح يعرف على أنه ربيع دمشق.

في الحقيقة فإن الأشهر القليلة الأولى تحت بشار كانت ناجحة. ففي خطابه الافتتاحي إلى البرلمان، دعا إلى (التفكير الخلاق) ونوه (بالحاجة الملحة) إلى النقد البناء، والإصلاح والتحديث. في حركة منه لإصلاح العلاقات مع الجماعات الإسلاموية وإنهاء الحرب القاسية بين النظام والأصوليين، أغلق الأسد سجن المزة السياسي سيء السمعة، والذي كان قد أصبح رمزاً لوحشية النظام. وقد قدرت (هيومان رايتس ووتش) أن سورية قد اعتقلت ما يقرب من 4000 سجين في 1993. وقد خفض الأسد عدد المحتجزين السوريين المعروفين إلى ما يتراوح بين (300 ـ 1000) معتقل خلال سنة حكمه الأولى.

فوراً، بدأ مثقفو سورية الذين كانوا في حالة سبات بإظهار إشارات الحياة، وبدأت منظمات حقوق الإنسان ومنتديات الحوار بالانتشار عبر البلاد. وبدأ عدد من الشخصيات المؤسِسة البارزة والبرلمانيين، ورجال الأعمال، والأكاديميين، وقادة المعارضة الأخرى، يشجعهم ما بدا أنه قاعدة اجتماعية حقيقية للانشقاق، بالدخول في أضواء الإصلاحيين. وقد أنتجت حركة ناشطي ربيع دمشق لائحة لتوضيح الاتجاه ليكون رمزاً لتوحد فيضان مطالب الإصلاح النابع من شعب سورية المقموع لفترة طويلة.

لقد وقع ما يزيد على 1000 ناشط مجتمع مدني بيان الـ1000 في كانون الثاني 2001، والذي دعا إلى إصلاحات سياسية شاملة. في الأسبوع التالي، أعلن البرلماني والناقد السياسي الحر رياض سيف تشكيل حزب (حركة السلم الاجتماعي) السياسي. لقد أثبتت هذه التطورات أنها أكثر مما يستطيع النظام تحمله.

وقد باشر المتشددون والذين كانوا يشعرون بالقلق لأن الانتقاد كان يصعد خارج حدود السيطرة، باشروا اتخاذ إجراءات القمع الصارمة التي ستعرف لاحقاً باسم شتاء دمشق. قام النظام بإطلاق كلاب الهجوم الخاصة به، وكذب أوراق اعتماد القوميين المعارضين بل وقام حتى بالتعدي على ناقديه جسدياً. وقد حذر نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام من أن الدعوات للتغيير قد تمادت كثيراً، وادعى أن النظام لن يتسامح مع التهديدات التي قد تقود سورية إلى حرب أهلية. بحلول نهاية الصيف، تم سجن ثمانية من أبرز قادة المجتمع المدني، وتم إغلاق جميع منتديات المجتمع المدني إلا واحداً.

ورغم عمرها القصير، فإن حركة ربيع دمشق كان لها عدة آثار مستمرة، وإن تكن متواضعة. للمرة الأولى منذ أواخر عقد السبعينات، استطاع أفراد أن يتلفظوا برؤى ناقدة للنظام في مجالس عامة. لقد جرت الحرية الحديثة التأسيس النشاطات المبعثرة والسري من الظلال. وحتى لو استمرت النزاعات الايديولوجية، فإن المنشقين أصبحوا على الأقل مدركين لوجود بعضهم البعض، وتم حقن لغة الإصلاح في الخطاب السياسي. ورغم هذه النجاحات، فإن ربيع دمشق فشل في إنتاج أي شيء يشبه معارضة موحدة. تقريباً فإنه ورغم أن جميع تجمعات المعارضة اتفقت على مجموعة أساسية من المطالب، ولكن حتى تلك الالتزامات المشتركة أثبتت ضعفها. إن التقليل من شأن الخلافات الايديولوجية، والنزاعات الشخصية، وتدخلات قوى الأمن الحكومية ترافقت مع جدالات حقيقية حول كل شيء من مسألة حقوق الأكراد إلى دور المساعدة الخارجية. هذه المشاكل أنتجت معارضة مفتتة، وغير فعالة تتشكل من جمعيات حقوق الإنسان، والأحزاب السياسية، ومنتديات المجتمع المدني واللجان، والناشطين المستقلين والمثقفين، والجماعات الإسلاموية السرية.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ