ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اختطاف كوماندوز إسرائيلي

غارة نووية

أوزي ماهنيمي، تل أبيب. وسارة باكستر، واشنطن، وميشيل شيريون.

تايمز أون لاين عن الصنداي تايمز 23/9/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن الكوماندوز الإسرائيلي من وحدة (سايرين ماتكال) المنتخبة والذين يرتدون بذلات سورية على الأغلب شقت طريقها خفية تجاه منطقة عسكرية مغلقة قرب دير الزور في شمال (شرق) سورية. لقد كانوا يبحثون عن إثبات بأن سورية وكورية الشمالية كانتا تتعاونان على برنامج نووي.

لقد كانت إسرائيل تقوم بتفحص الموقع منذ أشهر، وفقاً لمصادر من واشنطن ومصادر إسرائيلية. وقد أخبر الرئيس جورج. دبليو بوش خلال الصيف أن الاستخبارات الإسرائيلية أكدت وجود موظفين من كورية الشمالية وأن مواد ذات صلة نووية كانت في الموقع السوري. وقد كانت إسرائيل مصممة على استغلال أي فرصة مع جيرانها. وبعد الحادثة المتمثلة في غارتها على المفاعل النووي العراقي في (أوسيراك) في عام 1981، قامت برسم المخطط لتفجير المباني السورية.

ولكن واشنطن لم تكن موافقة. وطالبت بدليل واضح على وجود نشاطات ذات صلة نووية قبل أن تمنح العملية مباركتها. وكانت مهمة الكوماندوز تقديمه.

اليوم، فإن الموقع قرب دير الزور أصبح أثراً بعد أن تمت مهاجمته من قبل الوحدة الإسرائيلية الخاصة (اف 15) في 6/9. وتقول المصادر إنه وقبل إصدار الإسرائيليين الأمر بالهجوم، كان الكوماندوز قد استولوا سراً على نماذج من مواد نووية وأخذوها معهم إلى إسرائيل ليتم فحصها من قبل العلماء. وقد أكد المختبر أن المادة غير المعروفة كانت ذات منشء كوري. وقد وافقت أمريكا على الهجوم.

إن الأخبار عن الغارة السرية البرية هو الجزء الأحدث الذي ظهر من أحجية الضربة الإسرائيلية الغامضة. لقد فرضت إسرائيل تعتيماً أمنياً، ولكنها لم تخف رضاها عن البعثة. تكشف الحادثة كذلك عن وجود تعاون بين أمريكا وإسرائيل على القضايا الأمنية ذات الصلة النووية في الشرق الأوسط. إن الهجوم على ما تدعوه مصادر الدفاع الإسرائيلية (مشروع كورية الشمالية) يبدو جزء من حرب سرية أوسع، ضد طموحات امتلاك الأسلحة غير التقليدية لدى كل من سورية وكورية الشمالية. واللتان يبدو أنهما إضافة إلى إيران تقومان بتشكيل (محور جديد للشر)، لقد تمت إدارة العملية بشكل شخصي من قبل ايهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، والذي يقال أنه كان منشغلاً بها منذ تسلمه لمنصبه في 18 حزيران.

لقد كانت البعثة المثالية لباراك، الجندي الإسرائيلي الأكثر تقلداً بالأوسمة، والقائد الأسطوري الأسبق (لسايرين ماتكال)، والتي تتشارك شعار من (يجرؤ ينتصر) مع (اس إيه اس) البريطانية ومتخصصين في جمع المعلومات الاستخباراتية من مناطق بعيدة وراء خطوط العدو.

لقد رفض الرئيس بوش التعليق على الهجوم الجوي الأسبوع الفائت، ولكنه حذر كورية الشمالية من أن (تصدير المعلومات أو المواد) قد يعرض للخطر خطط منح كورية الشمالية مساعدات الغذاء والوقود، والاعتراف الديبلوماسي في مقابل إنهاء برامجها النووية.

ويقول ديبلوماسيون في كل من كورية الشمالية والصين إنهم يعتقدون أن عدداً من الكوريين كانوا قد قتلوا في الغارة، ملاحظين أن بعض الفنيين والعلماء العسكريين كانوا يعملون لبعض الوقت مع السوريين.

وقد سافر مسؤول سوري كبير، إلياس داود، وهو مدير في حزب البعث العربي الاشتراكي إلى كورية الشمالية عبر بكين يوم الخميس الفائت، مما عزز الاعتقاد بين الديبلوماسيين الأجانب أن الدولتين كانتا تقومان بتنسيق ردهما على الضربة الإسرائيلية.

إن الافتراض المتزايد بأن كورية الشمالية قد عانت من إصابات مباشرة في الغارة يظهر مرتكزاً بشكل كبير على الدعاية الإعلامية الصاخبة للنظام حول قضية بعيدة عن الوطن. ولكن كانت هناك مؤشرات كذلك على وجود محادثات بين مسؤولين صينيين وكوريين وتقارير استخباراتية تصل إلى الحكومتين الآسيويتين، والتي تدعم نفس النتائج، كما يقول الديبلوماسيون.

وقد قالت (جينز الدفاعية الأسبوعية) الأسبوع الفائت أن عشرات من المهندسين الإيرانيين والسوريين قد لقوا حتفهم في تموز أثناء محاولتهم تحميل رأس حربي كيميائي يحتوي على غاز الخردل على صاروخ سكود. إن صواريخ سكود والرؤوس الحربية كورية التصميم وربما الصنع. وهناك تقارير حديثة بأن الكوريين كانوا يساعدون السوريين على تثبيت سلاح كيميائي متفجر على رأس حربي.

بالأمس، وبينما كان الإسرائيليون يرقبون (يوم كيبر)، وهو اليوم الأكثر قداسة في التقويم اليهودي، كان الجيش على أهبة الاستعداد بعد وعد سورية بالرد على غارة 6/9. وقد قال خبير إسرائيلي استخباراتي: (لقد ردت سورية في السابق على إذلالات أقل بكثير، ولكنهم سوف يختارون المكان والزمان والهدف).

ويعتقد ناقدو بشار الأسد، الرئيس السوري، أنه قد أظهر حكماً ضعيفاً منذ وراثته لوالده حافظ، والذي كان ديكتاتور سورية لفترة طويلة، في عام 2000. ووفقاً لديفيد شنكر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإنه استثار عداوة جميع جيران سورية تقريباً وحوّل بلاده إلى تابع لإيران.

إن عودة باراك إلى الحكومة، بعد تكوينه لثروة من العمل الخاص، كان أمراً محفوفاً بالانتقاد بالنسبة للعملية الإسرائيلية. ويعتقد خبراء عسكريون أنه لم يكن ليحدث تحت رئاسة عامير بيريتز، وزير الدفاع الذي أعفي من منصبه بعد حرب السنة الماضية المشؤومة في لبنان. وقد منح باراك أولمرت الثقة الضرورية لعملية خطرة كهذه، قال أحد المطلعين.

لقد أدهش الصمت غير العادي حول الضربات الجوية الإسرائيليين المعتادين على التعامل مع سياسيين كثيري الكلام. ولكنه لم يدهش من مجتمع الدفاع وقد قال مصدر للدفاع (تبقى معظم العمليات الإسرائيلية الخاصة مجهولة).

وعندما قطع مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، الأخبار بغارة (أوسيراك) 1981، اتهم بمحاولة زيادة فرص حزبه (حزب الليكود) في النجاح في الانتخابات التالية.

وقد واجه بنيامين نتنياهو، والذي يترأس الليكود اليوم انتقادات مشابهة الأسبوع الفائت عندما تجاهل التعتيم الإخباري، كاشفاً عن أنه قد دعم الضربة. وقال إنه قد هنأ أولمرت (لقد كنت شريكاً من البداية) قال مدعياً.

ولكن تفاصيل الغارة غير مكتملة بشكل يدعو للغيظ. فبعض المحللين في أمريكا حائرون إزاء صور لخزان وقود قيل أنه قد تم إسقاطه من طائرة جت إسرائيلية في رحلة العودة فوق تركية. ويبدو أنه سليم نسبياً. هل من الممكن أنه قد تم زرعه لإثارة الارتباك حول الطريق الذي سلكه طياروا إف 15 الإسرائيليون؟ ما هو أكثر أهمية، تبقى هناك أسئلة حول الطبيعة الدقيقة للمادة التي استُولي عليها وحول النوايا السورية. هل كانت سورية تخفي معدات كورية نووية في الوقت الذي كانت فيه بيونغ يانغ تستعد فيه لمناقشة ستة أحزاب تهدف فيها إلى وضع حد لبرنامج أسلحتها النووية في مقابل الضمانات الأمنية والمساعدات المالية؟ هل كانت سورية تريد تسليح صواريخها بمعدات نووية؟

إن المواد كانت متوجهة إلى إيران، كما اقترح جون بولتون، السفير الأمريكي السابق لدى الولايات المتحدة. وما هو عمق التعاون السوري ـ الكوري النووي في جميع الأحوال؟

لقد أجلت الصين فجأة محادثات حول نزع السلاح النووي الأسبوع الفائت لأنها خشيت من قيام أمريكا بمواجهة الكوريين حيال صفقات أسلحتهم مع سورية، وفقاً لمصادر مقربة من وزارة الخارجية الصينية. وقد تمت إعادة جدولة المفاوضات لهذا الخميس في بكين بعد الحصول على تأكيدات بأن جميع الأطراف يتمنون أن تكون (بناءة). ويقال إن كريستوفر هيل، المفاوض الأمريكي التابع لوزارة الخارجية، قد أقنع البيت الأبيض بأن المحادثات تقدم فرصة واقعية لإنجاز معاهدة سلام تنهي بشكل رسمي الحرب الكورية 1950 ـ1953، والتي قتل فيها ما يزيد على 50.000 أمريكي. إن معاهدة سلام بهذه الأهمية ستكون ضربة موفقة لبوش، ولكن فقط إذا ما تخلى الكوريون عن برامجهم النووية حقاً.

إن الخطوط العريضة لعلاقات تسلح طويلة الأمد بين كورية الشمالية والسوريين هي الآن موضع إعادة دراسة من قبل خبراء استخباراتيين في عدة عواصم. وقد قال ديبلوماسيون في بيونغ يانغ إنهم يصدقون تقارير حول مقتل عشرات من الفنيين السوريين في انفجار كبير وفي حادث قطار في كورية الشمالية في 22 نيسان 2004.

وقد شوهدت فرق من طواقم عسكرية ترتدي بذلات واقية وهي تزيل الحطام من القطار في القسم الذي كان السوريون يسافرون فيه. ووفقاً لتقرير يستشهد بمصادر عسكرية ظهر في صحيفة يابانية، فقد أرسلت جثثهم إلى سورية في طائرة شحن عسكرية سورية والتي شوهدت بعد فترة قصيرة من التفجير في مطار بيونغ يانغ.

في كانون الأول من العام الفائت، اقتبست صحيفة السياسة الكويتية من مصادر استخباراتية أوروبية في بلجيكا قولها إن سورية كانت منخرطة في برنامج نووي متقدم في مقاطعتها الشمالية الشرقية.

لقد أبعد معظم الديبلوماسيين والخبراء فكرة أن سورية تستطيع ترؤس (معرفة ـ كيف) الفنية والصناعية لصنع معداتها النووية الخاصة. إن السؤال الجوهري هو ما إذا كانت كورية الشمالية قد حولت بعضاً من مقدراتها من الأسلحة من درجة البلوتونيوم والبالغة 55 كيلو إلى سورية؟ حيث أن ستة إلى ثمان كيلو كافية لقنبلة أولية.

إذا ما ثبت أن كيم جونج إل قد باع مواد إنشطارية إلى سورية في خرق لكل خط أحمر رسمته امريكا له، فما الذي يعنيه هذا؟ يسأل أحد المسؤولين فإن نتائج الاختبارات حول ما قد استولى عليه الإسرائيليون من الموقع السوري قد تكون ذات أهمية متعاظمة.

لقد رفض الجيش الإسرائيلي حتى الآن التعليق على الهجوم. إلا أنه بعد عدة أيام، وفي تجمع يميز السنة اليهودية الجديدة، فإن القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسرائيلية صافح جنرالاته مهنئاً. وقد بث المشهد على التلفزيون الإسرائيلي. بعد الإخفاق التام في لبنان العام الفائت، وقد نظر إليه على أنه إشارة على أننا (قد عدنا إلى العمل يا رفاق).

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ