ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 24/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الديمقراطية و ليس الإرهاب هي محرك الإسلام السياسي

بقلم: ويليام داريمبل

صحيفة الجارديان  21/9/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

بعد ست سنوات على أحداث 11 سبتمبر وخلال مسيرة العالم الإسلامي في هذه الفترة فان المفاجأة هي أن الإسلام السياسي قد ارتفع بشكل دراماتيكي ليس من خلال التفجيرات و لكن من خلال صناديق الانتخاب. ان الديمقراطية ليست الدواء الشافي للإسلاميين كما كان يؤمن المحافظون الجدد. منذ قيام الولايات المتحدة بغزو العراق والمسلمون في جميع البلدان التي لهم الحق فيها بالتصويت لديهم رد ثابت على ذلك. في لبنان و إيران و العراق و فلسطين وباكستان و مصر و تركيا و الجزائر كان الرد يتمثل في التصويت بشكل مكثف و كبير للأحزاب الدينية بطريقة لم يقم بها الناخبون من قبل. و أينما وجدت حكومات لديها اتصال وثيق بالولايات المتحدة وجدنا ارتفاعاً ملحوظاً في أسهم الإسلام السياسي.

الكثير من الصحف الغربية ركزت بشكل كبير خلال الست سنوات الماضية على الجماعات الإرهابية و الجهاديين و الانتحاريين. ولكن و بينما يبقى تهديد العنف واقعياً و موجوداً, فان أولئك المعلقين والمحللين الذين قارنوا بجهالة ما يطلقون عليه "الرعب الإسلامي" مع النازيين مخطئون بشكل كبير : ان الفروق في القدرات العسكرية و  القوة النسبية كبير جداُ إلى درجة أن المقارنة غير قابلة للتطبيق, و المقارنة التي عقدها المحافظون الجدد مع ما حدث في الحرب العالمية الثانية خاطئة بشكل ظاهر. و طالما بقي الغرب يتدخل في شئون العالم الإسلامي فان القنابل سوف تستمر في الانفجار في كل مكان؛ و طالما بقيت بريطانيا تصطف خلف جورج بوش في حروبه غير المشروعة فان الأبرياء البريطانيين سيبقون عرضة للقتل على أيدي الجهاديين . و لكن هذا لا يعني أننا على وشك أن نتعرض للغزو كما أنه لا يعني أن أوروبا على وشك ان تغرق سكانياً, كما أدعى معلقون أمريكيون مثل مارك ستيفن, ان المسلمين لن يتجاوزوا حاجز ال 10% من نسبة سكان أوروبا مع حلول عام 2020.

ولذلك فان التعلق و التركيز على الخطر الجهادي قد يجعلنا نضيع القصة الأساسية. فإذا كانت السيطرة الوشيكة للإسلاميين على الغرب عبارة عن خرافة, فان الأمر نفسه لا ينطبق على العالم الإسلامي. ان السياسات الأمريكية الوحشية والخرقاء في الشرق الأوسط ولدت تغيرات ثورية, و أدت إلى تطرف حتى في الآراء الأكثر اعتدالاً, و بالنتيجة فان الوضع الذي كان سائداً منذ الخمسينيات قد تهشم حالياً. 

و الحالة المصرية حالة مثالية على ذلك : ففي الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2005 ارتفع عدد مقاعد حركة الإخوان المسلمين الذين ترشح أعضاؤها كمستقلين من 17 مقعد إلى 88 مقعداً من أصل 444 مقعد هو مجموع مقاعد مجلس الشعب المصري, مما يعني تضاعف العدد خمس مرات أكثر من الدورة السابقة, وذلك على الرغم من ورود تقارير تثبت وجود حالات تزوير قام بها الحزب الوطني الحاكم وهو الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس مبارك. ان الإخوان المسلمين الذين تخلوا عن العنف منذ زمن طويل أصبحوا القوة المعارضة الرئيسة في مصر. 

و الوضع في باكستان مماثل جداً. بشكل تقليدي فان الأحزاب الدينية تفوز بجزء قليل من الأصوات. و لكن هذا الوضع تغير مع بدأ الغزو الأمريكي لأفغانستان. في أكتوبر من العام 2002 فاز التحالف اليميني للأحزاب الدينية " مجلس العمل الموحد" بما نسبته 11.6% من الأصوات, و اكتسح الصناديق في اثنتين في المحافظات المتاخمة للحدود الأفغانية هما إقليم بلوشستان و المحافظة الحدودية الشمالية الغربية حيث قاموا بتشكيل حكومات إقليمية محافظة ذات اتجاه إسلامي واضح. و إذا عملت الانتخابات الماضية على تحويل "مجلس العمل الموحد" إلى قوة نيابية حقيقية, فان المخاوف هي أن يكون هذا المجلس هو المستفيد الرئيس من الوضع الحالي في باكستان.

لقد أعلنت إدارة بوش أن عملية ترويج الديمقراطية في الشرق الأوسط سوف تكون الموضوع الرئيس للسياسة الخارجية للإدارة في فترتها الثانية. لقد تم الإدراك وبشكل واسع و ليس فقط في واشنطن بأن هذه السياسة قد فشلت. مع أنه وبالعديد من الطرق فان السياسة الأمريكية قد نجحت في تحويل رأي المسلمين ضد الحكومات الفاسدة كما أنها نجحت في نقض أطراف الحكومات القومية التي حكمت المنطقة طيلة 50 سنة. و لكن المضحك في الأمر و عوضاً عن التحول إلى الأحزاب العلمانية الليبرالية كما افترض المحافظون الجدد, فان المسلمين قد اصطفوا خلف الأحزاب التي رأوا فيها أنها ستقف ضد التدخل الأمريكي العدائي.

بالأحرى فان الأحزاب الدينية تريد القدوم إلى السلطة لأسباب غير مرتبطة بالدين. ومن الواضح فان الجهات المعارضة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة وهي الأحزاب الدينية قد استفادت من غضب العالم الإسلامي المشروع : الغضب على حياة آلاف الأشخاص التي فقدت في أفغانستان و العراق ومن تغاضي الولايات المتحدة عن ترسانة إسرائيل من الأسلحة النووية وعن استعمارها للضفة الغربية ومن الغضب الناتج عن الرعب الذي حصل في أبو غريب والغضب على احتجاز آلاف المسلمين دون أية محاكمة في شبكة السجون الأمريكية حول العالم و التي يمارس فيها التعذيب بشكل منظم وممنهج ,  و الغضب من التخويف من الإسلام  الذي يستمر بوش  في ممارسته في خطاباته هو ودائرته و أعوانه في واشنطن.

علاوة على ذلك, فان الأحزاب الدينية لديها ميل لأن ترى من قبل الفقراء سواء أكان ذلك صحيحاً أم لا كممثل للعدالة و الكرامة والتوزيع العادل للثروات. لذاك وجدنا انتصار حماس الكبير في مواجهة حركة فتح الفاسدة في انتخابات اعم 2006 في فلسطين. وبالمثل فان الصعود الدراماتيكي لحزب الله في لبنان لم يكن بسبب الولع المفاجئ بحكم الشريعة و لكن بسبب حالة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي لقن الإسرائيليين  درساً قاسيا إضافة إلى تقديمه للخدمات الطبية والاجتماعية للناس في جنوب لبنان, كما فعلت حماس بالضبط في غزة. ً

و الرد المعتاد للولايات المتحدة هو التراجع عن الديمقراطية عندما تنجح الأحزاب " الخطأ". ان هذه الحالة لم تحدث مع النصر الانتخابي الذي حصل لحماس, بل انه حدث في مصر أيضاً: منذ أن أظهر الإخوان قوة في الانتخابات النيابية توقفت الولايات المتحدة عن الضغط على الرئيس حسني مبارك لإحداث تغيير ديمقراطي, و الكثير من قيادات الإخوان الناشطين و رجال الأعمال الداعمين للحركة إضافة إلى العديد من معارضي مبارك موجودون في السجون المصرية حالياً , وكل هذا يحدث دون أدنى كلمة لوم أو استهجان من واشنطن.

و مع ذلك وفي زيارتي الأخيرة لمصر فقد وجدت شعوراً قوياً في كل مكان بأن الإسلام السياسي وجد هناك ليبقى, وهذا الأمر أصبح من الأمور التي يقوم الناس بتعلم التعايش معها؛ ان الرد الأمريكي أصبح بشكل عام غير ذي صلة بالأمور هناك.  حتى الأقباط قاموا بمفاتحة  مع الإخوان. كما كتب يوسف سيدهم المحرر في إحدى الصحف القبطية :"إنهم لن يرحلوا من هنا, نحن بحاجة إلى الدخول في حوار , من أجل توضيح سياساتهم و فهمها, و إنهاء حالة عدم الثقة المتبادلة  بيننا و بينهم".

ان الحقيقة هي أنه وكما فعل الأقباط فانه يتوجب علينا أن نجد طريقاً ما للتعايش مع الإسلام السياسي. ان الزعم بأن الإسلاميين غير موجودين و أننا لن نتحاور معهم ليس هو الجواب المناسب. فقط وفقط عن طريق فتح باب الحوار فانه بإمكاننا أن نجد أولئك الأشخاص الذين يمكننا العمل معهم, و اليدء بإصلاح الأضرار التي أحدثتها السياسات الأنجلو – أمريكية في المنطقة و التأثير الغربي هناك منذ أحداث 11 سبتمبر.

Democracy, not terror, is the engine of political Islam

Neocon policies designed to promote liberal opinion in the Middle East have in fact played into the hands of the religious parties

William Dalrymple

Friday September 21, 2007

The Guardian

Six years after 9/11, throughout the Muslim world political Islam is on the march; the surprise is that its rise is happening democratically - not through the bomb, but the ballot box. Democracy is not the antidote to the Islamists the neocons once fondly believed it would be. Since the US invaded Afghanistan and Iraq, there has been a consistent response from voters wherever Muslims have had the right to vote. In Lebanon, Iran, Iraq, Palestine, Pakistan, Egypt, Turkey and Algeria they have voted en masse for religious parties in a way they have never done before. Where governments have been most closely linked to the US, political Islam's rise has been most marked.

Much western journalism in the six years since 9/11 has concentrated on terrorist groups, jihadis and suicide bombers. But while the threat of violence remains very real, those commentators who have compared what they ignorantly call "Islamofascism" to the Nazis are guilty of hysteria: the differences in relative power and military capability are too great for the comparison to be valid, and the analogies that the neocons draw with the second world war are demonstrably false. As long as the west interferes in the Muslim world, bombs will go off; and as long as Britain lines up behind George Bush's illegal wars, British innocents will die in jihadi atrocities. But that does not mean we are about to be invaded, nor is Europe about to be demographically swamped, as North American commentators such as Mark Steyn claim: Muslims will make up no more than 10% of the European population by 2020.

Yet in concentrating on the violent jihadi fringe, we may have missed the main story. For if the imminent Islamist takeover of western Europe is a myth, the same cannot be said for the Islamic world. Clumsy and brutal US policies in the Middle East have generated revolutionary changes, radicalising even the most moderate opinion, with the result that the status quo in place since the 1950s has been broken.

Egypt is typical: at the last election in 2005 members of the nominally banned Muslim Brotherhood, standing as independents, saw their representation rise from 17 seats to 88 in the 444-seat people's assembly - a five-fold increase, despite reports of vote-rigging by President Mubarak's ruling National Democratic Alliance. The Brothers, who have long abjured violence, are now the main opposition.

The figures in Pakistan are strikingly similar. Traditionally, the religious parties there have won only a fraction of the vote. That began to change after the US invasion of Afghanistan. In October 2002 a rightwing alliance of religious parties - the Muttahida Majlis Amal or MMA - won 11.6% of the vote, more than doubling its share, and sweeping the polls in the two provinces bordering Afghanistan - Baluchistan and the North West Frontier Province - where it formed ultra-conservative and pro-Islamist provincial governments. If the last election turned the MMA into a serious electoral force, there are now fears that it could yet be the principle beneficiary of the current standoff in Pakistan.

The Bush administration proclaimed in 2004 that the promotion of democracy in the Middle East would be a major foreign policy theme in its second term. It has been widely perceived, not least in Washington, that this policy has failed. Yet in many ways US foreign policy has succeeded in turning Muslim opinion against the corrupt monarchies and decaying nationalist parties who have ruled the region for 50 years. The irony is that rather than turning to liberal secular parties, as the neocons assumed, Muslims have lined up behind parties most clearly seen to stand up against aggressive US intervention.

Religious parties, in other words, have come to power for reasons largely unconnected to religion. As clear and unambiguous opponents of US policy in the Middle East - in a way that, say, Musharraf, Mubarak and Mahmoud Abbas are not - religious parties have benefited from legitimate Muslim anger: anger at the thousands of lives lost in Afghanistan and Iraq; at the blind eye the US turns to Israel's nuclear arsenal and colonisation of the West Bank; at the horrors of Abu Ghraib and the incarceration of thousands of Muslims without trial in the licensed network of torture centres that the US operates across the globe; and at the Islamophobic rhetoric that still flows from Bush and his circle in Washington.

Moreover, the religious parties tend to be seen by the poor, rightly or wrongly, as representing justice, integrity and equitable distribution of resources. Hence the strong showing, for example, of Hamas against the blatantly corrupt Fatah in the 2006 elections in Palestine. Equally, the dramatic rise of Hizbullah in Lebanon has not been because of a sudden fondness for sharia law, but because of the status of Hassan Nasrallah, Hizbullah's leader, as the man who gave the Israelis a bloody nose, and who provides medical and social services for the people of South Lebanon, just as Hamas does in Gaza.

The usual US response has been to retreat from its push for democracy when the "wrong" parties win. This was the case not just with the electoral victory of Hamas, but also in Egypt: since the Brothers' strong showing in the elections, the US has stopped pressing Mubarak to make democratic reforms, and many of the Brothers' leading activists and business backers, as well as Mubarak's opponent in the presidential election, are in prison, all without a word of censure from Washington.

 

Yet on a recent visit to Egypt I found everywhere a strong feeling that political Islam was there to stay, and that this was something everyone was going to have to learn to live with; the US response had become almost irrelevant. Even the Copts were making overtures to the Brothers. As Youssef Sidhom, who edits the leading Coptic newspaper, put it: "They are not going away. We need to enter into dialogue, to clarify their policies, and end mutual mistrust."

The reality is that, like the Copts, we are going to have to find some modus vivendi with political Islam. Pretending that the Islamists do not exist, and that we will not talk to them, is no answer. Only by opening dialogue are we likely to find those with whom we can work, and to begin to repair the damage that self-defeating Anglo-American policies have done to the region, and to western influence there, since 9/11.

William Dalrymple is the author of The Last Mughal: The Fall of a Dynasty, Delhi 1857.

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/story/0,,2173919,00.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ