ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  22/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الضباب

(3)

فريدريك. دبليو. كاجان

الويكلي ستاندرد 20/10/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لا يبدو أن خطط أوباما للسياسة الخارجية تعترف بأن العراق سيستمر في كونه منطقة مصالح ذات أهمية بالغة للولايات المتحدة لسنوات قادمة، مهما كانت نتيجة الصراع الحالي. ورغم أن أوباما يبذل الجهود لتوصيف طبيعة علاقات أمريكا مع إسلام أباد، وبيجين، وموسكو، وكاراكاس، وهافانا، ودمشق، وبلجيكا، إلا أنه لا يصف العلاقة التي يراها مع بغداد. هل سيكون العراق ودوداً تجاه الولايات المتحدة؟ إن هناك إمكانية في خططه أن أمريكا قد تتابع تدريب القوات العسكرية العراقية (ولكن فقط في حال وفّى العراقيون معاييرنا ومتطلباتنا) تشير إلى أن أوباما يتصور علاقة إيجابية بدرجة معقولة على الأقل. إن العزم على الاستمرار في استخدام القوات الأمريكية الخاصة والأسلحة البالغة الدقة لضرب الإرهابيين في العراق يفترض مقدماً نوعاً من الإذن العراقي. على الأقل، لم يشر أوباما إلى أنه سيدير عمليات كهذه ضد إرادة حكومة العراق، كما أنه قال إنه سيفعل في الباكستان. بالتأكيد فإن أوباما لا يرى أن تواجداً أمريكياً في العراق يشكل أي نوع من الإكراه على سلوك الإيرانيين هناك أو في أي مكان آخر. هل سيكون العراق نفسه حصيناً أمام إيران، أم شريكاً لإيران، أم تابعاً لطهران، أم محايداً؟ لا يقول أوباما.

إن من غير الواضح في الواقع، ما إذا كان أوباما يتصور أنه سيبقى موجوداً على الإطلاق. إنه يستمر في التأكيد على أن الإمداد قد فشل بسبب (كون العراقيين لم يتسلموا المسؤولية بعد، وأننا لم نكوّن نوعية الإصلاح السياسي المطلوب) كما وضح لبيل أوريلي في أيلول. وتدعي خطته للعراق أن الانسحاب الأمريكي سيسهل إعادة بناء المجتمع العراقي: (إن انسحاباً على مراحل سيشجع العراقيين على تسلم الزمام لنشر الأمن في بلادهم هم والقيام بتسويات سياسية، في حين أن السير بشكل مسؤول لإعادة الانتشار الذي دعت إليه خطة أوباما ـ بايدن تقدم وقتاً أكثر من كاف للقادة للعراقيين لترتيب شؤون وطنهم). كما أنه يعترف، مع ذلك، بأنها قد لا تنجح: ستساعد القوات الأمريكية على تدريب العراقيين (طالما يتحرك القادة العراقيون تجاه إعادة التسوية السياسية وبعيداً عن الطائفية). لقد بدأ قادة العراق بالتحرك تجاه الطائفية، وفق خطة أوباما، كما يبدو، ستقطع المساعدة الأمريكية، ولكنها لن تحاول إيقاف العنف. فقط في الحال الأسوأ سيتدخل أوباما مرة ثانية، عاكساً مقولة (الحق في التدخل عسكرياً مع شركائنا الدوليين، لقمع عنف الاستئصال الطائفي المحتمل داخل العراق). تهدف خطة أوباما إلى إجبار العراقيين على جعل بلادهم تعمل ولكنها تبدو متناقضة حيال احتمالية نجاحها.. وستضيق العلاقات مع العراق إذا ما فشلت المحاولة، وستعيد الارتباط به فقط إذا ما كان هناك إبادة طائفية.

إن هذه المقاربة ستكون ذات معنى فقط وفق الافتراض بأن العراق ليس ذي أهمية حقيقية للأمن الأمريكي، بينما تشكل أفغانستان العامل الرئيسي. ويبدو أن أوباما على استعداد للقبول بدولة فاشلة وحتى عنيفة في العراق في حين يصر على إلتزام مفتوح لتأسيس أفغانستان مسالمة وديمقراطية مع حكومة (متجاوبة مع الشعب الأفغاني). ولا يرى أوباما أن [العراق يشكل نقطة مركزية للعلاقات (الإيرانية ـ الأمريكية) باستثناء أنه يتوقع محادثة الإيرانيين لمساعدتنا في تطوير مصالحنا المشتركة المفترضة في العراق]. وهو يرفض على الأغلب فكرة العراق كواجهة هامة في الحرب على الإرهاب.

إن هذه المقاربة هي مقاربة مشكلة. فالعراق لم يكن أبداً غير ذي صلة بالشرق الأوسط الجديد، ولن يكون كذلك في السنوات الثمانية القادمة. إن لدى العراق احتياطات نفطية ضخمة بقدر ما للسعودية العربية تقريباً، وشعباً كبيراً منقسماً بخط الشيعة ـ السنة، وحدوداً مع إيران، وتركية، وسورية، والأردن، والسعودية العربية، والكويت، وشعباً كردياً يطمح إلى كل من إعلان استقلال ممزق للمنطقة ويؤوي جماعة إرهابية معادية لتركية؛ وهو المركز التقليدي للإسلام الشيعي، ويعاني من حملات إرهابية بمستوى منخفض تقوم بشنها كل من القاعدة والوكلاء الإيرانيون. العراق، إضافة إلى ذلك، لم يكن جزءاً من المجتمع الدولي منذ 40 عاماً. إن صعود حكومة عربية يهيمن عليها الشيعة في بلاد ما بين النهرين والتي ستحاول الانضمام مرة أخرى إلى المجتمع الإقليمي ستهز السياسة العربية، مهما كان نجاح أو فشل خطط الولايات المتحدة. كأولوية أولى، سيكون على إدارة أوباما تطوير مقاربة أكثر توازناً تجاه العراق، مقاربة تعترف بالأهمية الإقليمية للبلاد، وتنظر في الطبيعة الحقيقية للمصالح الأمريكية هناك، وتلتزم برؤية واحدة لمستقبل العراق وللعلاقة (العراقية ـ الأمريكية).

يتبع

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ