ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الضباب

(4)

عودة إلى عقد التسعينات

فريدريك. دبليو. كاجان*

الويكلي ستاندرد 20/10/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن مبادئ أوباما في السياسة الخارجية ليست جديدة. بالتحدث بشكل عام، فإنها تشكل عودة إلى المبادئ التي قادت مقاربة بيل كلينتون تجاه العالم، معدلة بشكل غير كامل مع التغيرات العالمية التي حدثت منذ أن ترك كلينتون المكتب. إن الأمر يستحق مراجعة سياسة كلينتون الخارجية لكلٍ من اعتبارها مؤشراً على الكيفية التي ستتصرف بها إدارة أوباما (والتي ستدمج الكثير من الكلينتونيات السابقة) وكطريقة لتقييم النجاح المحتمل لبعض مقترحات أوباما. كونهم قد اشتركوا في حملة يرفعون شعار (إنه الاقتصاد، يا أغبياء).

تسلم كلينتون المكتب والقوات الأمريكية منخرطة في مسرحين. في العراق، كانوا يحافظون على نطاق الحظر الجوي، في حين قامت تمركزات من الجنود البرية بحماية الكويت. في الصومال فإن ما اعتبر جهداً (سقيماً) للإغاثة الإنسانية والذي أطلقه جورج. إتش. دبليو. بوش كان يجر القوات الأمريكية إلى حرب أهلية.

أنشأ كلينتون أنموذج علاقته مع صدام حسين مباشرة. فبعد كلمة عن محاولة اغتيال بوش خلال زيارة له إلى الكويت في نيسان 1993، أمر كلينتون بإطلاق (23) صاروخ كروز على أهداف في العراق. في نفس الوقت، وقد صمم على إخراج القوات الأمريكية من الصومال، رفض وزير دفاع كلينتون ليس آسبن طلبات القادة الأمركيين العاملين في بيئة خطرة بازدياد. وقد كان الرفض مرتكزاً على نحو واسع على الرغبة في تفادي النظر إليهم باعتبارهم يقومون (بتصعيد) الانخراط الأمريكي في صراع كان كلينتون يحاول الهرب منه. وقد كانت النتيجة أن الولايات المتحدة لم تكن لديها المقدرات الضرورية لإنقاذ القوات الخاصة التي تم ضربها خلال عملية في تشرين أول من عام 1993. بعض هؤلاء الجنود ثم أسرهم لاحقاً، وقتلهم، وسحبوا عبر شوارع مقديشو، مما حول الانسحاب النظامي للجنود الأمريكيين من الصومال إلى إذلال.

مدركاً التكاليف المحتملة لحرب ضد كورية الشمالية أثناء المواجهة الأولى على برنامج بيونغ يانغ النووي في عام 1994، اختار كلينتون الدبلوماسية، حيث قام بالتفاوض على السلسلة الأولى من الصفقات والتي تعتبر محادثات الأطراف الستة (والبرنامج النووي الكوري) خليفة له. بمتابعة السياسة عديمة الجدوى لجورج. دبليو. إتش. بوش في جزر البلقان، دفع كلينتون الأوربيين لتحمل مسؤولية الأمن في قارتهم الخاصة وعمل على إيجاد حل دبلوماسي متعدد للحرب الأهلية المتصاعدة والتطهير العرقي هناك. بينما كانت قوات الأمم المتحدة في البوسنة تستعد لتمديد فترة بقاءها، تدخل كلينتون بشكل حاسم، وقام بإطلاق حملة جوية واسعة النطاق بالتعاون مع حلفائنا في الناتو ومن ثم قام بإرسال ما يزيد على (20) ألف جندي أمريكي إلى البوسنة.

لقد وعد كلينتون بشكل مستمر أن يكون نشر الجنود في البوسنة، والذي عارضه العديد من الجمهوريين وبعض الديموقراطيين، قصير الأمد، ولكن الجنود الأمريكيين بقوا في البوسنة من 1995 إلى 2005. لقد انتشرت الحروب الأهلية عبر يوغوسلافيا سابقاً، ويعود ذلك جزئياً (وهو أمر قابل للنقاش) إلى عدم التحرك الغربي باكراً في الصراع، وقد قام كلينتون في عام 1999 بالتدخل مرة أخرى بحملة ناتو جوية شاملة ضد صربيا، تبعها نشر للقوات الأمريكية البرية إلى كوسوفو، والتي بقيت هناك حتى 2007.

لقد دمرت حملة كوسوفو الجوية العلاقة مع روسيا بشكل سيء، والتي نظرت إليها باعتبارها هجوماً غير شرعي على حليف روسيا التقليدي، صربيا.

لقد كانت العلاقات الأمريكية الروسية آخذة في التدهور قبل الهجوم، بشكل جزئي كرد على عملية توسع الناتو والتي بدأت في 1997، وذلك عندما بدأت بولندا وجمهورية التشيك وهنغاريا محادثاتها مع التحالف. وقد انتهت العملية بتوصلهم إلى العضوية الكاملة في عام 1999، وذلك قبل اثني عشر يوماً من بدء الحرب في كوسوفو. وقد اعتبرت روسيا حينها كما اليوم، اعتبرت التوسع باتجاه الشرق الذي قام به الناتو على أنه انتهاك لتعهد قدمه بوش لغورباتشوف في نهاية الحرب الباردة.

وقد ربطت روسيا حينها كما الآن، ما بين قرارات الناتو في البلقان والعمليات الروسية في القوقاز: فبعد ستة أشهر من بداية العمليات الجوية في كوسوفو، قام بوريس يلتسين بتعيين فالديمير بوتين كرئيس للوزراء والذي قام بشكل مباشر تقريباً بإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في الشيشان والتي قامت بسحق حركة انفصالية هناك بوحشية. وعادة ما يذكر بوتين والقادة الروسيون الآخرون الاعتراف الأمريكي الأوربي باستقلال كوسوفو في وقت سابق من هذه السنة على أنه أساس اجتياحهم لجورجيا في آب.

لقد كانت سياسة كلينتون تجاه العراق كسياسة دبلوماسية، وتعددية، وعقوبات اقتصادية وتحركات عسكرية متقطعة.. كانت كذلك غير مثمرة. لقد تسبب العقوبات الاقتصادية بتلف مخيف للاقتصاد العراقي، وأقضّت جيلاً من العراقيين ضد الولايات المتحدة. لقد تم إيجاد برنامج النفط مقابل الغذاء لتخفيف الأسوأ في المعاناة غير المقصودة. وقد شوه الفساد إدارة الأمم المتحدة للبرنامج، في حين أعاد صدام توجيه التمويلات لراحته الخاصة وأمنه على حساب شعبه. إن المواجهة العسكرية المستمرة ذات المستوى المنخفض، والتي صُعدت لتصبح ضربات جوية وضربات بصواريخ كروز في عام 1996 و1998، أبقت صدام في خوف دائم من فقدان السلطة. وقد رد بقمع شرس للثورات الكردية والشيعية مباشرة بعد حرب الخليج، مشدداً من السيطرة العسكرية والبوليسية عبر البلاد وحملة (العودة إلى الإيمان) التي تضم الإسلام إلى قضية النظام البعثي العلماني.

لقد ركزت حملة (العودة إلى الإيمان) بشكل ثقيل على الإسلام السني، واستمر صدام في قمع شيعة العراق. وقد احتجب الزعيم الديني للمجتمع الشيعي، آية الله علي السيستاني؛ وتم اغتيال آية الله محمد صادق الصدر الأكثر تطرفاً، والأكثر تسيساً، والأشد عداوة للأمريكيين (وهو والد مقتدى الصدر)، تم اغتياله من قبل قناصي صدام في عام 1999. وقد كان للحملة كذلك تأثير نفث الإسلاموية المتطرفة في المجتمع السني العراقي.

بحلول عام 2002، قام صدام بتعاصب فعال مع القاعدة بأن تكون بغداد ملجأ لأبي مصعب الزرقاوي، والذي تزعم القاعدة في العراق حتى قتله الائتلاف في 2006، وأبي أيوب المصري خليفة الزرقاوي. لم يكن أي منهما منخرطاً في هجمات 11/9، ولكنهما كليهما كانا مرتبطين بصداقة وثيقة مع تنظيم القاعدة العالمي والذي عملا معه بشكل حميم بعد اجتياح 2003. ويبدو أن إمداد الجيش قد أخرج المصري من العراق، ربما إلى ملاذات القاعدة في الباكستان.

حتى وإن سلمنا، مع ذلك، أن العقوبات والتحركات العسكرية قد أقنعت صدام بالتخلص من برنامج أسلحته للدمار الشامل، فقد قاموا بذلك بسعر مكلف جداً للشعب العراقي (والذي كان خصومه في اجتياح الـ 2003 قد تم إعداده للاستمرار في الأنزال قطعاً) وقد كلف ذلك دفع عدو لدود للإسلامويين إلى البدء بالتحزب مع الإسلامويين وتحويل مجتمعه الخاص إلى مجتمع متطرف. وحتى عند هذا، فشلت سياسة الولايات المتحدة ما قبل 2003 في تأمين تعاون صدام مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمطالبة بتفتيشات غير محددة والتي ستظهر نهاية برنامجه لأسلحة الدمار الشامل.. مع النتيجة بأن كل حكومة وكل محلل يعتقدون بأن لدى العراق برنامج أسلحة دمار شامل في 2003.

لقد فاقم فشل إدارة بوش وأخطاؤه بشكل خطير العديد من هذه المشاكل في أعقاب اجتياح الـ2003 وانتهت بفرض سعر إضافي مخيف آخر على الشعب العراقي وعلى أمريكا. حتى خطة حرب ماهرة، من جهة أخرى، كانت لتواجه تحديات خطيرة ناشئة عن ما يزيد على عقد من العقوبات وسياسات القصف. مع ذلك فإن أحد الأخطاء الأكثر سوء لإدارتي بوش وكلينتون الأوليين هو الخطأ الذي يبدو من المرجح أن يكرره أوباما. بعد انسحاب قوات السوفييت العسكرية من أفغانستان في عام 1989، حولت الولايات المتحدة اهتمامها ممتنة بعيداً عن دولة لم تفهمها أبداً. لقد فوجئنا ووهلنا ولكنا لم نكن مستعدين للتحرك عندما لم تسقط الحكومة الموالية للسوفييت فوراً، ولكن بدلاً من ذلك بقيت في السلطة حتى عام 1992. وقد فوجئنا بدرجة مماثلة ووهلنا، ولم نكن مستعدين للتحرك بينما كان قوات الطالبان الراديكالية.. فيمن فيها بعض الجماعات التي ساعدناها في التسلح والتدريب ضد السوفييت كانت تبدأ في الاستيلاء على السلطة في أفغانستان، تساعدها باكستان. وبينما أسس أسامة بن لادن مخيمات أساسية بدعم من الطالبان، لم تهتم أمريكا إلا قليلاً ولم تتحرك. وعندما ضرب مفجرو القاعدة السفارات الأمريكية في كل من كينيا وتنزانيا في 1998، أطلقت إدارة كلينتون رشقة من صواريخ كروز ضد أهداف في أفغانستان والسودان، دون أن يكون لها أي أثر.

لقد تسلمت إدارة بوش الثانية شبكة إرهابية متينة التأسيس مع قدرة حرة على الوصول إلى المصادر وتدريب القواعد في أفغانستان، ولم تكن قد قامت بأي اسعتدادات للقيام بأي شيء بخصوصها.. ولا حتى خطة حرب لملاحقة القاعدة في أفغانستان. بعد ثمانية أشهر من استلام بوش للمكتب وبعد ثماني سنوات من تفجير مركز التجارة العالمي.. حيث قام إرهابيو القاعدة بقيادة طائرات ضد مركز التجارة العالمي، والبنتاغون، وحقل في بنسلفانيا. وبينما استمر فشل السياسة، كان هذا درامياً بالأحرى. إن عدم استعداد حملة أوباما للتفكير بشكل جدي حول ما حدث في العراق بعد انسحاب قواتنا يثير شبح تكرر هذا السيناريو.

إذا ما استلم أوباما المكتب في كانون ثاني/2009، فإنه سيواجه مجموعة مخيفة من التحديات في العالم. فبعد القتال العنيف في معركته الرئاسية، سيكون عليه وعلى فريقه أخذ نفس عميق والقيام بإعمال الفكر. إن إغراء قشر سياسات واحد من أكثر الرؤساء افتقاراً للشعبية في التاريخ كوسائل للفوز بالمكتب هو إغراء طبيعي.

إن المعركة الشرسة التي كان على أوباما أن يخوضها لتأمين ترشحه بالدرجة الأولى قد خلفت تصدعات في داخل نخبة السياسة الخارجية للحزب الديموقراطي والتي زادت من تعقيد مقاربة متماسكة ومتآلفة تجاه الأمن القومي.

إن مرارة الجدال حول حرب العراق قد حرفت تفكير كل قائد سياسي تقريباً والكثير من المحللين. ما بين انتخاب أوباما وتنصيبه، سيكون على الفريق الجديد تمهيد الأرضية التي خسرتها الحملة في التفكير من خلال سياساتها حول القضايا التي سيكون عليها معالجتها منذ لحظتها الأولى في المكتب، لأن هناك سبباً للخوف من أن العديد من السياسات الغائبة الحالية هي سياسات خاطئة.

لقد تغير العالم بدرجة كبيرة منذ سني كلينتون، وحتى سياسة كلينتون الخارجية في حينها كانت بعيدة عن النجاح. سيكون لدى أوباما وفريقه وقتاً قصيراً للغاية لتعديل أفكارهم عن العالم كما هو الآن.

ــــــــــ

*باحث مقيم في معهد الانتبرايز الأمريكي.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ