ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 19/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل أوقفت دمشق دعمها للإرهاب؟

(1ـ2)

الشرق الأوسط الفصلية

رايان مورو

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

في 3/آذار/ 2009، أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأنها سترسل بكل من جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية، ودانييل شابيرو، والذي هو مسؤول كبير في المجلس الأمني القومي، للاجتماع بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. [ الأسوشييتد برس، 4/مارس/2009]. وقد كانت الرحلة الدليل الأكثر بروزاً على تحركات إدارة أوباما لتغيير عزل إدارة بوش لسورية، والذي فرض بسبب الرعاية السورية للإرهاب، وتدخلها المستمر في لبنان، ودعمها للمتمردين في العراق. [كلاوديا روزيت "إدارة التجارة توقف تنفيذ العقوبات على سورية" فوربس، 12/شباط/2009]. وقد يكون التنسيق الدبلوماسي سابقاً لأوانه، رغم ذلك. فبينما ذكر تقرير البنتاغون في أوائل 2008 أن دمشق قد خفضت من تدفق المقاتلين الأجانب عبر حدودها إلى العراق بنسبة النصف. [وكالة فرانس برس، 20/كانون ثاني/2008]. فإن مساهمة سورية في بدء التمرد واستمراره حقيقة واقعة. وتستمر الحكومة السورية في تقديم دعم هام للبنى التحتية التي تسمح للتمرد العراقي وللقاعدة بالبقاء في الشرق الأوسط. في غياب إصلاح حقيقي في دمشق، تستطيع الحكومة السورية إعادة تفعيل أو معاظمة شبكاتها في الوقت الذي يخفض فيه الجيش الأمريكي من تواجده في العراق.

ـ هل سورية ممكِّن للقاعدة؟

لقد جدولت إدارة الحكومة الأمريكية سورية باعتبارها دولة راعية للإرهاب في العشرين سنة الفائتة. وقد ذكرت (تقارير البلاد عن الإرهاب) في تقريرها عن 2007 أن سورية تقوم بتقديم الدعم السياسي للجماعات (الإرهابية الفلسطينية المسلحة). حماس، الجهاد الإسلامي الفلسطيني، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ماتزال مستمرة في إدارة مقراتها بشكل مفتوح في دمشق. [مراقبة الدول الراعية للإرهاب، تقارير البلاد على الإرهاب للـ2007، وزارة الخارجية الأمريكية، 30 /نيسان/ 2008].

تقدم الحكومة السورية الدعم المادي لحزب الله، المنظمة المسؤولة عن موت أكبر عدد من الأمريكيين في هجمات إرهابية أكثر من أي جماعة أخرى إلى أن ضربت القاعدة مدينة نيويورك وواشنطن في 11 /أيلول/2001. وقد استضافت الحكومة السورية لوقت طويل ـ حتى اغتياله في شباط 2008 ـ عماد مغنية، رئيس عمليات حزب الله، ومهندس تفجير ثكنات الجنود الأمريكيين في بيروت في عام 1983، واختطاف طائرة تي دبليو إيه 847 في عام 1985، واختطاف وتعذيب وإعدام الرهائن الأمريكيين، بمن فيهم ويليام بكلي، رئيس الـ سي آي إيه في لبنان. [الغارديان (لندن) 13 /شباط/2008]. ورغم الدعم السوري المستمر للإرهابيين الذين يستهدفون مواطنين أمريكيين ومصالح أمريكية ـ وربما بسبب ذلك ـ كانت إدارة أوباما حاسمة في الارتباط بها. في خطاب تنصيبه، أعلن أوباما (إلى أولئك الذين يتثبتون بالسلطة عبر الفساد والخداع.. فإننا سنمد يداً إذا ما أرخيتم قبضتكم). [خطاب تنصيب الرئيس أوباما "البيت الأبيض، 21/كانون الثاني/ 2009]. بعد كل شيء، فقد وعد أوباما خلال حملته للتركيز على مساعي الولايات المتحدة المضادة للإرهاب بشكل أكبر على القاعدة. مع ذلك فإن من الصعب الملائمة ما بين الحرب على القاعدة مع معانقة جديدة لسورية، نظراً إلى مجموعة ارتباطات نظام الأسد المباشرة وغير المباشرة مع تنظيم ابن لادن والنشيطين فيه.

إن كثيراً من مؤامرات القاعدة الدولية هي ذات صلات سورية. إن رئيس الجماعة المنتسبة إلى القاعدة الجماعة الإسلامية المغربية المناضلة، والتي ادعت المسؤولية عن التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء في أيار 2003، قد تلقى تدريبه في سورية. [إمرسون فيرمات، "إرهابيو مدريد يمتلكون قائمة هامة للقاعدة"، مراقبة الإسلام المقاتل، 20/شباط/2007]. وقد اتهم المدعي العام في محاكمة الإرهابيين الذين هاجموا مدريد في 2004 عضو الجماعة الإسلامية المغربية المناضلة حسان الحسكي بالمشاركة في تفجيرات القطار. [المرجع السابق]. في أيار من عام 2004، عقد ضباط من جماعة أبو مصعب الزرقاوي وربما الزرقاوي نفسه، عقدوا اجتماعاً على الأرض السورية للتخطيط للإرهاب في العراق يهدف إلى استثارة العنف الطائفي. [الهيرالدتربيون الدولية (باريس)، 19 /أيار/ 2005]. لقد قدمت سورية الملاذ الآمن لسليمان خالد درويش، الشخص الثاني بعد الزرقاوي، فإنه يشكل رابطاً بين تنظيم القاعدة والاستخبارات العسكرية السورية. [الديلي ستار (بيروت)، 1/ تشرين أول/ 2004]. (وقد قتل أخيراً في تشرين أول من عام 2008 في غارة أمريكية على الأراضي السورية). [أخبار الـ بي بي سي، 28 /تشرين أول/ 2002].

أبو فرج الليبي، وهو ناشط رفيع المستوى في القاعدة، اجتمع مع عدة من زملائه في سورية للتخطيط لهجمات إرهابية على الولايات المتحدة، وأوروبا، وأستراليا، وفقاً لشهادته لدى استجوابه. [ملخص دليل لمراجعة وضع محاكمة المقاتل الليبي، أبو فرج، قسم الولايات المتحدة للدفاع، 8 /شباط/ 2007]. حامد مير، الصحفي الوحيد الذي قام بمقابلة ابن لادن بعد 11/9، وضح في عام 2006 "أن سورية تشكل ملاذاً آمناً للقاعدة الآن" حتى إذا لم تثق القاعدة بالقيادة سورية. [مقابلة كاتب مع حامد مير 24/ أيار/ 2006 عبر الإيميل].

في حين تستطيع القاعدة مواصلة عملياتها الخاصة، فإنه يتوجب على المنظمة في كثير من الأحيان إنشاء علاقات تعايش مع الدول التي تستضيفها. فالطالبان، على سبيل المثال، استغلت القاعدة في حربهم ضد زعيم التحالف الشمالي أحمد شاه مسعود. [بروفايل: أسد بانشير الأفغاني، راديو أوروبا الحرة / راديو الحرية، 54/أيلول/ 2006]. ربما في مقابل حرية العبور إذا لم يكن الحصول على ملاذ آمن في سورية، قامت القاعدة بشن هجمات ضد دول لا تثق حكومتها بالأسد بمن فيها الأردن، ولبنان، والولايات المتحدة.

في الفترة ما بين أيار وأيلول 2002، على سبيل المثال، كون الزرقاوي الخلية الإرهابية في سورية والتي، في 28 /تشرين الأول/ 2002، قتلت الدبلوماسي الأمريكي في عمان لورنس فولي خارج منزله. [أخبار جين الأمنية، سوراي، المملكة المتحدة، 16 /حزيران/2003]. وثم في آذار 2004، منعت السلطات الأردنية هجوماً بالأسلحة الكيميائية للقاعدة والذي تم تنظيمه وإطلاقه من سورية. [سي. إن. إن. كوم، 26 /نيسان/ 2004]. وقد خطط الناشطون المتصلون بالزرقاوي لمهاجمة مقر الاستخبارات، والسفارة الأمريكية، ومكتب رئيس الوزراء، قاتلين ما يقرب من 80 ألف شخص، ووفقاً للملك عبد الله، ضرب عنق الحكومة. [التايمز الأردنية، عمان، 27 /نيسان/ 2004].

لقد استغلت الحكومة السورية كذلك ارتباطاتها مع منتسبي القاعدة بغية قلقلة لبنان. لقد استغلت الحكومة السورية منذ زمن طويل تواجدها العسكري على الأرض اللبنانية لممارسة نفوذها على جارتها، ولكن بعد اغتيال 14 /شباط/ 2005 لرئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري فقد أجبر كل من الغضب اللبناني والضغط الدبلوماسي دمشق على سحب جنودها. وفقاً لمسؤولين لبنانيين، فبدلاً من السماح للحكومة اللبنانية للذهاب في طريقها، استخدم النظام السوري روابطه مع القاعدة لممارسة نفوذها بدعم جماعة إرهابية راديكالية سنية، فتح الإسلام، والتي أسست نفسها في مخيم لاجئي نهر البارد. وقد ذكر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة للأمم المتحدة، على سبيل المثال، أن استجوابات مع أعضاء تم أسرهم من الجماعة أظهرت وجود صلة مباشرة بين فتح الإسلام ومسؤولين استخباراتيين سوريين كبار. [النيويورك صن، 25 /تشرين أول/ 2007. الرأي، عمان، 8 /حزيران/ 2007]. تشير التقارير الصحفية العربية إلى أن الحكومة السورية قد قامت بكل من تقديم الأسلحة عبر جماعات واقعة تحت سيطرتها واستخدمت فتح الإسلام لاغتيال (36) شخصاً في لبنان عارضوا الحكومة السورية. [يا لبنان، بيروت، 5 /حزيران/ 2007. ميشيل يونع، مغفلي سورية المفيدين، الوول ستريت جورنال، 3 /حزيران/ 2007]. إن زعيم فتح الإسلام، شاكر العبسي، هو ضابط سوري سابق في سلاح الجو، حكم عليه بالإعدام غيابياً من قبل الأردن، لتورطه في اغتيال لورنس فولي في 2002. [سي إن. إن. كوم 24 /أيار/2007]. وبينما ينكر العبسي كون الجماعة جزءاً من القاعدة، [الهيرالد تريبيون الدولية، 15 /آذار/ 2007]، فقد كان متحالفاً مع عصبة الأنصار، والتي وفقاً للدائرة الحكومية تابعة للقاعدة. [أخبار النيويورك ديلي، 18 /حزيران/ 2007].

ـ سورية والتمرد العراقي:

قد لا يكون هناك مكان يستطيع فيه ترحيب نظام بالتمكين للقاعدة بالتأثير على مصالح الولايات المتحدة كما في العراق، حيث أنه وحتى بعد الإمداد بالجنود، يستمر المتمردون والإرهابيون بتهديد، وجرح، أو قتل الجنود الأمريكيين. وكما جهزت الإدارة الأمريكية لإطلاق (عملية عراق حر) في آذار 2003، فقد كانت الحكومة السورية تقوم حقاً بتحويل أراضيها إلى خط حيوي هام للتمرد العراقي. بينما تقول الحكومة السورية إنه ليست لديها أي سيطرة على المقاتلين الأجانب الذين يدخلون إلى العراق، يصف شهود عيان من بداية (عملية عراق حر) كيفية (احتشاد المقاتلين على ظهر باصات حيث يلوح لهم حرس الحدود السوري عبر بوابات مفتوحة). [الواشنطن بوست، 8/ حزيران/ 2005]. باتجاه نهاية عام 2004، قاد ضغط إدارة بوش أجهزة الاستخبارات إلى أن تزيل مسهِّلي التمرد، ولكن الكثير منها عاد بعد عدة أيام فقط. [الواشنطن بوست، 8 /حزيران/ 2005]. في 2004، وبعد أن أعادت قوات الائتلاف احتلال الفلوجة، وجدت صور لمؤيد أحمد ياسين، قائد جماعة جيش محمد المتمردة، وهو يجتمع بمسؤول سوري كبير. وقد وجدت قوات الائتلاف كذلك نظام جي. بي. اس والذي أظهر نطاق طرق في غرب سورية. [الكريستيان سينس مونيتور، 23 /كانون أول/2004]. وقد ردت سورية بجفاء على مطالب الرياض بإغلاق معسكر تدريب للإرهابيين في سورية، والذي كان يستضيف حينها حوالي ألف مجاهد سعودي. [النيويورك صن، 14 /أيلول/ 2007]. أربع جداول من التمويل السوري يبلغ مجموعها 1.2 مليون دولار أمريكي وصلت شهرياً إلى المتمردين في الرمادي عن الـ2004. [توماس. إي. ريكس، فياسكو، نيويورك: مطبعة البنجوين، 2006، ص409].

فاتق سليمان الماجد، هو ضابط استخبارات عراقي سابق، وهو أيضاً ممول رئيسي للتمرد في العراق. [نيويورك تايمز، 5 /تموز/ 2004]. ويتألف التمرد العراقي من عنصرين رئيسيين اثنين: البعثيون العراقيون الذين يقاتلون لأسباب قومية والمقاتلون الأجانب الذي يخدمون القاعدة. من 2003  إلى 2007، التقت مصالح الطرفين. لذا، وأيضاً، اعتمادهم على التسهيل السوري.

لقد تمتع العنصر البعثي في التمرد بملاذ آمن في سورية منذ زمن طويل. لقد أهدت إدارة بوش كما تقول التقارير لحكومة الأسد أشرطة فيدو لعراقيين بعثيين يتناولون عشاءهم في محافظة لجوء سورية. [جاري جامبل، ما هو مدى أهمية سورية في العراق؟ مراقبة الإرهاب (مؤسسة جيمس تاون، واشنطن، دي.سي) 7 / تشرين الأول/ 2004]. وقد قام أعضاء سابقين في نظام صدام حسين بتشكيل (قيادة إقليمية جديدة) توجه وتمول التمرد من سورية. [الواشنطن بوست، 17 /كانون أول/2004]. في مؤتمر صحفي عقد في 15 /نيسان/ 2004، قال الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الأركان، إن (هناك مقاتلين أجانب آخرين. وأننا نعلم كحقيقة واقعة بأن الكثير منهم وجدوا طريقهم إلى العراق عبر سورية). [ملخصات سلطة الائتلاف الإقليمية بقلم الجنرال ريتشارد مايرز، رئيساً، هيئة الأركان. الفريق الركن ريكاردو سانشيز، ضابط آمر، قوات التحالف البرية. بغداد العراق، 15 /نيسان/2004]. بحلول نهاية 2004، توصل المسؤولون في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إلى أن سورية قد لعبت دوراً أكبر في توجيه التمرد مما كانوا يدركون. فالجنود الأمريكيون في الفلوجة، على سبيل المثال، وجدوا نظام جي. بي. اس في مصنع إنتاج متفجرات أظهر طريقاً يعود إلى غرب سورية. [الواشنطن بوست، 8 /كانون أول/ 2004]. وقد قال وزير الدفاع العراقي في 2005 أن (400) محتجز قد تدربوا في سورية. [هرب 180 إرهابي إلى سورية في بداية عملية "الستار الحديدي"، وكالة الأخبار الكويتية، 5/ تشرين الثاني/ 2005].

منذ 2006، استضافت سورية مشعان الجبوري، وهو عضو سابق في البرلمان العراقي، ومالك لتلفزيون الزوراء والذي يبث دعاية مؤيدة للبعثية وللتمرد. في إحدى المرات، قام الجبوري ببث أغان تحمل في داخلها رسائل سرية لجيش العراق الإسلامي. وقد زوده ابن أخيه ببيوت آمنة ليخزن فيها الأسلحة والمال الذي كان يتحرك إلى داخل العراق ومنه إلى الخارج. [إتش بي 759: أفراد مصنفون لدى وزارة المالية: كيان ممول للتمرد العراقي، وزارة المالية الأمريكية، 9 /كانون أول/ 2008]. وبينما كان الجبوري منتقداً عالياً للقاعدة، فإن وزارة الخارجية الأمريكية تجادل بأنه قد عمل بمظلة منظمة مجاهدي القاعدة، ومجلس مجاهدي الشوري، لتمويل عمليات المتطرفين السنيين. [المرجع السابق].

لقد ساعد الدعم السوري للإرهاب منتسبين آخرين للقاعدة في العراق. فأنصار الإسلام، وهي جماعة ذات صلة بالقاعدة وتعمل خارج شمال العراق، استفادت بدرجة كبيرة من موقف سورية المتراخ. وتظهر وثائق محكمة إيطالية أن ناشطين للأنصار قد سافروا إلى أوروبا من العراق وبالعكس عبر سورية. لقد أشرف هؤلاء الناشطون الذين يتخذون من سورية مقراً لهم على تدفق الإرهابيين، وغالباً ما كانوا يقومون باتصالات تلفونية بزملائهم في أوروبا.

في دولة بوليسية مثل سورية، فإن تنسيقاً رفيع المستوى وتواصلاً عن طريق الهاتف هو أمر غير محتمل الحدوث دون معرفة السلطات. من بين الناشطين الذين يشرفون على هذه الشبكة في سورية هناك فارون على صلة بخلية القاعدة في هامبروج والتي خططت لـ 11/9، وكذلك لتفجير سيارة تستهدف إسرائيليين في كينيا في تشرين الثاني 2002. [لوس أنجلوس تايمز، 27 /نيسان/ 2003]. وقد قامت السلطات الإيطالية باعتقال سبعة من نشطاء القاعدة والذين شاركوا في هذه الشبكة بعدما أرسلوا أربعين إرهابياً إلى العراق عبر سورية لينضموا إلى أنصار الإسلام. [لوس أنجلوس تايمز، 17 /نيسان/ 2003].

قد لا تكون هناك شبكة مخربة في سياق التمرد في العراق بقدر شبكة الزرقاوي. ففي /أيار/ 2004، قام مجندون في شبكة الزرقاوي بعقد اجتماعات على الأراضي السورية لتخطيط هجوم سوري في العراق يهدف إلى استفزاز العنف الطائفي. [الهيرالد تربيون الدولية، 19 /أيار/ 2005]. في 23 /شباط/ 2005، قام التلفزيون العراقي ببث اعترافات محتجز أقر بـ (تلقي كل المعدات من الاستخبارات السورية ليتسبب بإحداث الفوضى في العراق). المحتجز، والذي عرف نفسه باعتباره الملازم أنس أحمد العيسى، قال إنه قد تم إرساله إلى العراق في 2001، بغية التجهيز لليوم الذي سيتم اجتياح أمريكا فيه. وقد اقتبست رويترز كلام جماعة أخرى من المتمردين الذين ألقي القبض عليهم، قالوا إنهم كانوا يتدربون في اللاذقية في سورية، بزمن يعود إلى الـ2001، في تكتيكات إرهابية تتضمن الخطف وقطع الرأس. [أخبار بي. بي. سي، 23 /شباط/ 2005].

وقد سمى محتجز أخر في أشرطة الفيديو مجموعة من الجماعات المتمردة وقال إنهم كانوا جبهات سورية. وقد قال عشرة عراقيين على الأشرطة إن الاستخبارات السورية قد جندتهم. [الأسوشييتد برس، 24 / شباط/ 2005. يو. اس. ايه اليوم، 24 / شباط/ 2005]. اعترف متمردون آخرون مصريون وسودانيون كذلك بأنهم قد تلقوا تدريبهم في سورية. وقد قال أحد مساعدي العيسى إنه كان مطلوباً من المتمردين إرسال تقارير تقدمهم إلى سورية، وبأنهم كانوا يتلقون 1.500 دولار شهرياً، ويتم تزويدهم بالأسلحة، والمتفجرات، ومعدات أخرى. وقال المساعد إنه قد تم تجنيده في الأصل في مسجد عراقي في 2001، وعاد بعد ذلك إلى باكستان لأحد عشر شهراً من التدريب. بعد ذلك، سافر إلى سورية لمدة شهر حيث زودته الاستخبارات السورية بالتدريب قبل ابتعاثه إلى العراق. [يو. اس. ايه اليوم، 24 / شباط/ 2005].

إن هناك القليل من الشك في كون شبكة المقاتلين الأجانب في سورية تشكل صلة ما بين النظام والقاعدة. إنه لمن المستحيل لسورية ألا تكون على علم بأن الشبكات التي تدعمها تعمل مع القاعدة. في الحقيقة، ففي نيسان/ 2005، تم اعتقال مؤيد للقاعدة معترف بذلك، تم اعتقاله في العراق بينما كان يخطط لتفجير سيارة. وقد اعترف لمعتقليه بأن لديه روابط مع الاستخبارات السورية. [سي. إن. إن. كوم، 12 /نيسان/ 2005].

وقد قالت الحكومة العراقية في 2007 إن أكثر ما يزيد على نصف المقاتلين الأجانب قد وصلوا إلى العراق عبر سورية. [سي. إن. إن. كوم، 4 /شباط/ 2007]. وقد وصل عدد كبير من هؤلاء المقاتلين جواً عبر مطار دمشق الدولي. [السيناتور جوزيف ليبرمان (وكالة سفر القاعدة)، الوول ستريت جورنال، 20 /آب/ 2007]. في تشرين أول من عام 2007، اكتشف قوات الجيش الأمريكية مخزوناً من التسجيلات في المحافظة العراقية الشمالية  (سنجار) وهي توثق لـ (606) من المقاتلين الأجانب في العراق. إن تسجيلات سنجار هذه تصف الكيفية التي اجتمع بها المقاتلون الأجانب مع ممثلي القاعدة لدى وصولهم إلى سورية. إن حوالي 90 % من المقاتلين الذين وصلوا إلى العراق في الفترة ما بين 2006، 2007 وصلوا عبر سورية، وهؤلاء المقاتلون مسؤولون عن 90% من التفجيرات الانتحارية في العراق. [الواشنطن بوست، 21 /كانون ثاني/ 2008].

إن مساعدة سورية لشبكة البعثيين العراقيين تفيد القاعدة بشكل مباشر. اليوم، من المستحيل فعلياً التمييز ما بين القوتين بسبب تعاونهم المتين. فالعديد من هؤلاء البعثيين القدامى قد انضموا إلى القاعدة، بشكل جزئي لقد تشكلت القوتان في جيش تمرد واحد. [مارك إيكنلاب (مئات الموالين والمنتفعين من نظام صدام حسين وعثر عليهم وهم يعملون مع أو من أجل القاعدة في العراق)، نظام الإرهاب، سي إن إن كوم، 20 تموز 2007].

يتبع

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ