ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  19/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الضباب

(2)

العصي والجزرات الاقتصادية

فريدريك. دبليو. كاجان

الويكلي ستاندرد 20/10/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

يعترف أوباما بأن الدبلوماسية لن تحقق أهدافه دائماً وأنها لا تستطيع أن تكون ناجحة بمفردها. في حالات مشابهة، فإن منهج تحركه المفضل هو تبني أو زيادة العقوبات الاقتصادية التأديبية على النظام المخالف. في أيار 2007، تذمر من كون مجموعة عقوبات بوش ضد السودان لم تكن كافية: (حيث كان غائباً بشكل واضح عن هذه المجموعة القانون التأديبي الأكبر ضد صناعة النفط السودانية. إن الضغط الموجه من قبل المجتمع الدولي ضد اقتصاد النفط السوداني هو خطوة نحتاجها كثيراً لإيقاف القتل والتهجير للمدنيين الأبرياء في دارفور). ملاحظين أن امتلاك طهران للأسلحة النووية سيكون عاملاً مغيراً في اللعبة لا (نستطيع التسامح معه).

فقد وضح أوباما في الحوار الرئاسي الأول:

(الآن، ها هو ما نحتاج إلى القيام به. إننا في حاجة إلى عقوبات أشد. إنني لا أتفق مع السناتور ماكين في أننا سنكون قادرين على تنفيذ نوعية العقوبات التي نحتاج إليها دونما الحصول على بعض التعاون من دول مثل روسيا والصين والتي لديها تجارة مكثفة مع إيران ولكن من المرجح أن لديها مصلحة في التحقق من أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً).

في الحوار الثاني، تكلم بتوسع عن الفكرة:

(إذا استطعنا أن نعمل بفعالية أكبر من الدول الأخرى دبلوماسياً لتشديد عقوبات على إيران، إذا استطعنا تقليل استهلاكنا للطاقة عبر الطاقة البديلة، سيكون لدى إيران بالتالي مال أقل، إذا كنا نستطيع منعهم من تصدير الغاز وعوائد تكرير النفط، الأمر الذي يحتاجونه كثيراً، فإن هذا سيبدأ بتغيير تحليلاتهم المكلفة). كما أنه اقترح فرض عقوبات على فنزويلا لدعمها متمردي الـ(إف. إيه. آر. سي) في كولومبيا، وأيد فرض عقوبات أشد على كورية الشمالية لقيامها بانتهاك اتفاقياتها المتعددة بغية دعم برنامجها النووي.

في حزيران، وضح أوباما (أن العقوبات هي جزء هام من قوتنا للضغط على كورية الشمالية لتتحرك. وينبغي رفعها فقط بناء على أداء كورية الشمالية. إذا لم يف أبناء كورية الشمالية بالتزاماتهم، فإن علينا أن نتحرك بسرعة من أجل إعادة فرض العقوبات التي رفعت، والنظر في تقييدات جديدة مستقبلاً).

في أيلول، أيد إبقاء الحظر على كوبا (حتى نرى إشارات واضحة على ازياد الحرية السياسية ونستطيع بالتالي الاحتفاظ بالفعالية في أي اتجاه قد تتموضع فيه المفاوضات المباشرة). وقد اقترح كذلك زيادة التعرفة على المنتجات الصينية لإجبار الصين على إعادة تقييم الـ(يوان).

وحيثما تكون العقوبات غير ملائمة أو مستحيلة، يقترح أوباما تحوير المساعدة الخارجية الأمريكية لتحقيق أهداف مشابهة. خلال حواره الثاني، اقترح الرد على التحدي الروسي بمنح بولندا، وإيستونيا، ولاتفيا، وكل الأمم التي كانت توابع سوفييتية سابقة (مساعدة مالية وعينية لمساعدتهم على إعادة بناء اقتصاداتهم). كما أنه ساند بقوة اقتراح زميله في الجري، جوبيدن، والذي رددته لاحقاً إدارة بوش.. بمنح جورجيا بليون دولار أمريكي كمساعدة اقتصادية. وبما أنه رفض الضغط الاقتصادي المباشر على روسيا، فإن أوباما يسعى بدلاً من ذلك إلى إنشاء ضغط عن طريق مساعدة جميع اقتصاديات جيران روسيا.

في حالة الباكستان، يدعو أوباما إلى سياسة (تخضع التحرك الباكستاني ضد الإرهابيين الذين يهددون أمننا المشترك). وسيقوم بذلك عن طريق اشتراط المساعدة الأمريكية العسكرية على أداء باكستان في المعركة ضد القاعدة. كما أنه سيقدم مساعدة اقتصادية لتضاف إلى (مستوى المعيشة ونوعية الحياة) في مناطق القبائل (بكلمات سوزان رايس) وللمساعدة في (بناء المدارس والبنى التحتية في البلاد لمساعدة التطور ومنح الفرصة للشعب الباكستاني) كما قال أوباما نفسه في تموز.

في أماكن أخرى في العالم، اقترح أوباما ببساطة زيادة المساعدة الخارجية الأمريكية لكل من أغراض عامة وكرد على مشاكل معينة. كما وعد (بزيادة فعلية في مساعدتنا الاقتصادية لأمريكا). واقترح أن تقوم الولايات المتحدة (بمساعدة الحكومة اللبنانية لتقديم خدمات أفضل للشيعة لتجريد حزب الله من الدعم) ولم يوضح الكيفية التي ستكون بها الحكومة اللبنانية قادرة على القيام بهذا في مناطق مسيطر عليها عسكرياً من قبل حزب الله. وقد لخص مقاربته بإعلان أن (الولايات المتحدة تحتاج إلى سياسة خارجية تنظر في جذور القضايا والمشاكل والأخطار). إن هذا الفكر يردد صدى إعلان سابق عن أمريكا اللاتينية: (إن المساعدة لانتشال الناس من الفقر الواسع الانتشار هو ضمن اهتماماتنا، كما أنه ينسجم مع قيمنا).

آثار أقدام صغيرة

ضربات عسكرية صغيرة

منذ 2002 بذل أوباما جهوداً ليوضح أنه لا يعارض الحروب.. بل يعارض الحروب المحجمة. وقد أكد بشكل متكرر ترحيبه، بل وتلهفه، لاستخدام القوة العسكرية في حالات معينة، ولكنه ليس مستعداً لإرسال جنود أمريكيين على الأرض بأعداد كبيرة في أي مكان سوى أفغانستان. وكما قال في تموز 2007: (إن المهمة التي أتحدث عنها هي تلك التي ننسحب فيها بطريقة تدريجية، والتي نساعد فيها على تدريب القوات العراقية، والتي نستهل فيها بالدبلوماسية باعتبارها أداة أكثر أهمية في هذه المرحلة من الجيش بغية تحقيق أهدافنا). وعندما سئل عما إذا كان سيمنح الجنرال ديفيد بيتريوس المزيد من الوقت فيما إذا طلب منه القائد الأمريكي ذلك (كان هذا قبل شهادة الجنرال أمام الكونغرس في أيلول/2007). أجاب أوباما: (لا يوجد سيناريو أستطيع تصوره الآن، حيث نرى فيه بعد ثمانية أسابيع من الآن تحولاً سحرياً في العراق). في وقت لاحق، كرر كل من أوباما وسوزان رايس تصميمه على (إنهاء هذه الحرب بشكل مسؤول) عن طريق سحب القوات الأمريكية.. خلال ستة عشر شهراً، كما ذكروا في مناسبات عدة.. تاركين وراءهم فقط ما يكفي من الجنود (لحماية سفارتنا والمدنيين العاملين في العراق، ومتابعة أي عمليات قد تكون ضرورية لاستهداف فلول القاعدة المتبقية، وأخيراً متابعة مهمة تدريب القوات الأمنية العراقية).

فيما يتعلق بإيران، يقول أوباما (لن ألغي القرار العسكري من على الطاولة، ولن أتردد أبداً في استخدام قوتنا العسكرية بغية حماية الوطن ومصالح الولايات المتحدة). إنه يرفض بجلاء فكرة الاحتفاظ بالقوات العسكرية في العراق لمضادة إيران في تشرين الثاني 2007، ومع ذلك (فلا يجب علينا القيام بخطوات تزيد من تواجد الجنود في داخل العراق بغية كسر حد تأثير إيران. إنني أعتقد دائماً أن هذا خطأ). في الـ2004، في الواقع، اعتقد أن القوات الأمريكية في العراق قد قللت من قدرتنا على ضرب إيران عسكرياً: (إنني أقل تفاؤلاًَ حيال قدرتنا على التعامل مع التهديد في إيران، جزئياً بسبب العراق. لأنني أعتقد أن الإيرانيين في هذه المرحلة واثقين تماماً من أنه سيكون من الصعب علينا للقيام بأي ضربة عسكرية هامة هناك، ولكنني سأحتفظ بكل الخيارات). إن الخيار العسكري في ذهن أوباما لإيران.. إلى المدى الذي يعتقد به أنه سيستمر.. يبدو ضربة عسكرية دقيقة، ضد المصانع النووية الإيرانية على الأرجح. يفضل أوباما كذلك الضربات العسكرية الدقيقة المحدودة ضد ملاذات القاعدة الآمنة في باكستان. إن درجة هذه الضربات غير واضح. وبينما يتزايد الجدال حول ما إذا كان أوباما قد اقترح (اجتياح) أو عدم اجتياح باكستان، فقد وضح السناتور موقفه، ملاحظاً في النقاش الأول: (إذا ما وضعت الولايات المتحدة القاعدة، وبن لادن، والملازمين ذوي الدرجة العليا تحت أنظارنا، وكانت الباكستان غير قادرة على أو غير مستعدة للتصرف، فإن علينا إخراجهم إذن). وقد أضاف لاحقاً، مع ذلك، لقد قاموا بهجمات عابرة للحدود ضد جنود الولايات المتحدة في أفغانستان. ولدينا خيار. (إن بإمكاننا أن نسمح لجنودنا أن يكونوا في خط الدفاع وأن يمتصوا تلك الانفجارات مرة بعد مرة بعد مرة، إذا ما كانت باكستان غير مستعدة للتعاون أو أن علينا أن نبدأ في القيام ببعض القرارات). سيبدو هذا أنه يوظف استعداداً لضرب لا أهداف القاعدة وحسب، بل أهداف الطالبان كذلك (بما أن الطالبان قد نظموا حتى ذلك الوقت أكبر عدد من الغارات العابرة للحدود) في الأراضي الباكستانية. في جميع النقاشات الأخرى، رغم ذلك، كان كل من أوباما وسوزان رايس حذرين بقولهما أنه سيضرب فقط أهداف القاعدة. إضافة إلى ذلك، فليس واضحاً بشكل كامل من تعليقات أوباما أنه كان يميز بين الطالبان والقاعدة، إضافة إلى ذلك، الأمر الذي قد يؤثر بشكل درامي على نطاق أي تصرف قد يقوم به.

لقد وضح أوباما معظم تصميمه على إيقاف أو منع الاستئصال الطائفي حول العالم، حتى وإن كان ذلك يعني استخدام القوة العسكرية. إلا أنه، عملياً، لا يبدو أنه يدعم نشر جنود أمريكيين بأي أعداد لتأكيد هذا العزم. في تموز، نفى كون منع الاستئصال الطائفي في العراق كان سبباً كافياً للاحتفاظ بأعداد كبيرة من القوات الأمريكية هناك، مضيفاً، وفق هذا الجدال سيكون لديكم 300 ألف جندي في الكونغو الآن تماماً وهو شيء لم نقم به. وسيتم نشر جنودنا بشكل أحادي ونكون قد احتللنا السودان، وهو أمر لم نقم به. إن أولئك الذين يقلقون حول دارفور من بيننا لا يعتقدون أنها فكرة جيدة). في وقت أبكر من هذا الشهر تحدث مرة أخرى عن الاستئصال العرقي في دارفور واختتم حديثه بالتوصية بـ(الدعم اللوجستي، وبإنشاء نطاق حظر جوي)، وبمساعدة جنود الاتحاد الأفريقي لإيقاف القتل.

بالنسبة لجميع تأكيدات أوباما على أولوية أفغانستان على العراق، فقد عرض القليل جداً بطريقة المقترحات المفصلة للانتصار في الحرب هناك. في حواره الثاني لخص نقاط مقاربته الثلاث على أنها: (وضع المزيد من الجنود في إفغانستان، ووضع المزيد من الضغط على الحكومة الأفغانية للقيام بما يجب عليها القيام به، وإزالة بعض من تجارة المخدرات التي تمول الإرهاب. بشكل خاص، أقترح إرسال اثنتين أو ثلاث كتائب إضافية إلى أفغانستان). إن إرسال هذه القوات إلى آسيا الوسطى كما يعتقد هام جداً. بحيث أن علينا أن (ننهي الحرب في العراق). إن إلتزام أوباما بإبقاء عدد من الجنود المقاتلين يصل إلى سبع كتائب في أفغانستان (الثلاث الإضافية التي قررها هو مع الثلاث المنخرطة فعلاً في القتال وواحدة لتدريب قوات الأمن الأفغانية) يبدو أنه بغير حدود.

إنه لا يقترح  إرسال ربما 10 آلاف من الجنود المقاتلين إلى أفغانستان (ثلاث كتائب مقاتلة) سيكون حاسماً في أي وقت قريب، كما أنه يوضح الكيفية التي سيقوم بها بمحاربة مشكلة تجارة المخدرات المحرمة بشكل أفضل من قوات الناتو التي كانت تعمل على المشكلة منذ بدء الحرب، كما أنه يصف الكيفية التي سيساعد بها الحكومة الأفغانية لتصبح أكثر فعالية. ويبدو أن مقاربته للتعامل مع الملاذات الآمنة في باكستان تدمج ما بين تقديم المساعدة الاقتصادية للمناطق المحاصرة مع الضربات الدقيقة ضد القادة الرئيسيين هناك.

باختصار، فإن إرسال الجنود إلى أفغانستان، والذي يقترحه أوباما، قد يكون أي شيء سوى كونه لفترة وجيزة.. حيث يبدو أن استراتيجية تسابق الحاجة إلى 50 ألف جندي أمريكي إلى أفغانستان خلال فترة رئاسته، وربما أكثر. إنه في الحقيقة ليس مدداً بالجنود، بل إعادة انتشار أساسية من إلتزام غير محدود في العراق إلى إلتزام غير محدد المدة في أفغانستان.

يتبع

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ