ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 18/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كيفية الموازنة بين إشراك سوريا و حماية لبنان

دايلي ستار 12/11/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

ملاحظة التحرير: النص التالي قدم كشهادة مكتوبة في جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية للشرق الأدنى و جنوب آسيا التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي. وقد قدمت الشهادة من قبل أميلي الحكيم الباحث في مركز هنري ستيسمون.

1- نظرة على التحدي السوري:

ان التحدي الذي تفرضه سوريا على الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط معقد و متعدد الوجوه. حتى قبل سنوات قليلة كانت سوريا شريكة للولايات المتحدة في بحثها عن السلام. و الآن و الفضل يعود الى خياراتها السياسية و تحالفانها و الموقع الجغرافي و القدرة التخريبية, فان سوريا مشتركة في جميع النزاعات الحالية و المنظورة في الشرق الأوسط : لبنان و الصراع الإسرائيلي الفلسطيني و العراق و إيران. ان سوريا ليست التهديد الأساسي سواء للمنطقة أو للمصالح الأمريكية, كما أنها لا تشكل ذلك  النوع من التهديد الأيدلوجي و الاستراتيجي و السياسي الذي تشكله إيران. و لكنها أظهرت عناداً   وقتالاً في العديد من القضايا التي تشكل أهمية كبيرة للمجتمع الدولي.

ليس هناك مكان ظهر فيه التأثير السوري بشكل جلي كما هو الحال في لبنان,  بعد احتلال لبنان لمدة 15 سنة بغطاء دولي,  فان اليد السورية الثقيلة و الإدارة السياسية السيئة هناك خلقت استياء عاماً ضد سوريا التي لعبت على الخطوط الطائفية. انتقال لبنان من الهيمنة السورية الى الاستقلال الكامل و السيادة و الاستقرار أثر بشكل عاصف على المجتمع اللبناني. فمنذ عام 2005 واجهت لبنان شللاً سياسياً و انتكاساً اقتصادياً و حرباً مدمرة مع إسرائيل و حوادث أمنية خطيرة, بما فيها حملة الاغتيالات السياسية و التخويف و الحرب الصغيرة التي استمرت ثلاثة أشهر و نصف ضد الجهاديين السنة. و لكن المبالغة في التدخل السوري في عدم الاستقرار هذا في غير محله, حتى ولو كان ذلك التدخل غير واضح في كثير من الأحيان. 

الانتخابات الرئاسية اللبنانية القادمة سوف تكون اختباراً مهماً لمستقبل العلاقات السورية اللبنانية. اعتماداً على السلوك السوري ( و بمعنى آخر ما اذا كانت سوريا سوف تعترف برئيس مقبول من جميع الفئات اللبنانية و الذي سيكون عليه أن يتحمل المسئوليات اللبنانية نحو المجتمع الدولي و أن يقوم بالدفاع عن السيادة اللبنانية الكاملة أو حتى رئيس يتمتع بدعم الأغلبية في مجلس النواب), فان هذه الانتخابات من الممكن أن تفتح مرحلة جديدة ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية بين سوريا  ولبنان و لكن على صعيد العلاقات بين سوريا و باقي العالم. و لكن الفرص المتوفرة لمثل هذه النتيجة ضئيلة جداً, و يعود ذلك بجزء منه الى سوريا التي ترى في هذه الانتخابات فرصة لهزيمة معارضيها من اللبنانيين و الخصوم الأجانب بدعم ومساعدة من حلفائها اللبنانيين, كما أن سوريا تخشى من أن انتصار خصومها سوف يؤدي الى إضعاف تأثيرها بشكل كبير في لبنان.

2- تقييم سياسة الولايات المتحدة نحو سوريا و دور سوريا الإقليمي :

ان منتقدي سياسة الولايات المتحدة الحالية و المتمثلة في عزل سوريا يقولون بأنها لم تنجح, و أن مصالح الولايات المتحدة المتعلقة بسوريا أبعد من لبنان و أن تهميش سوريا قد شجعها على زيادة التدخل و زعزعة الاستقرار. ان المشاكل المتعلقة بهذا الجدل متنوعة و متعددة: لقد قامت وفود رفيعة المستوى من الولايات المتحدة و أوروبا بالعمل مع سوريا لعدة سنوات, دون رد من سوريا على أي من القضايا التي أثيرت, ولقد سمح لسوريا بوضع السياسات اللبنانية الخارجية و الاقتصادية لمدة 15 سنة, و قد قدم  لسوريا العديد من الفرص لتشكيل نتائج أكثر تناسباً معها و لكن الشعور بالحصار جعلها تختار بدلاً من ذلك التصعيد في لبنان و الذي ارتد عكسياً عليها بعد ذلك. و الموضوع ليس قلة أو نقصاً في التدخل السوري في لبنان و لكن تطرف سوريا ووضعيتها في لبنان أدى الى تعجيل حدوث الأزمة الحالية هناك, و قاد الإدارة الأمريكية و دولا أخرى الى النظر حتى في تغيير النظام, ولكن في النهاية وبحكمة فان هذا الخيار لم يتم اعتماده.

كما أنه يتوجب على منتقدي هذه السياسة أن يعترفوا بأن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا ليست أحادية أو حتى جدلية مع حلفاء الولايات المتحدة. إنها سياسة عامة ومتعددة الأطراف موافق عليها من الاتحاد الأوروبي و الدول العربية الرئيسة, وقد تم إضفاء طابع الرسمية عليها من خلال قرارات الأمم المتحدة.

و لكن النقاد مصيبون عندما يشددون أن المصالح الأمريكية المتعلقة بسوريا ليست مقتصرة على لبنان فحسب. ان العراق هي القضية الأهم التي تقفز مباشرة الى الذهن. فإذا أرادت الولايات المتحدة إرساء الاستقرار في العراق من خلال تعاون إقليمي حقيقي وجدي, فإنها بحاجة الى جميع جيران العراق بما فيهم سوريا. و لكن اذا أراد الشخص جمع جميع جيران العراق حول الطاولة فان سوريا سوف تقدم أقل الأشياء اذا ما نظرنا الى الحوافز الايجابية المقدمة لها. في الحقيقة فان العلاقة الجيدة المفترضة ما بين سوريا و الجماعات العراقية لا تترجم الى قوة رفع بناءة. وفيما يخص القبلية و السلطة السياسية و المالية فان سوريا ليست جزء من الفريق الأساسي. و على الرغم من أن سوريا ليس بمقدورها أن تقدم وتستجيب لجميع الطلبات الأمريكية في العراق, فانه بإمكانها أن تفشل أي إجماع محلي أو إقليمي يتعارض مع مصالحها. ان استضافة سوريا لما يقرب من 1.5 مليون لاجئ عراقي أمر يستحق الثناء ويستحق منا  أن نشاركها في أعبائه, ولكن لا يجب ان يسمح لسوريا بأن تستعمل هذا الأمر كرافعة للترويج لمزيد من الفوضى في العراق. في الحقيقة فان هناك أدلة متزايدة تشير الى أن سوريا تحاول تنظيم وكلاء لها في العراق, و خصوصاً من الأعضاء السابقين لنظام صدام الذين وجدوا في سوريا قاعدة لهم منذ العام 2003. ان التماسات الحكومة العراقية المتكررة لتسليم العديد من هؤلاء الأشخاص قوبلت بالرفض. و لكن ونظراً للطبيعة المتعددة للمتمردين في العراق و الحسابات المختلفة لفصائله المتعددة, فان سوريا تحقق نجاحا أقل مما كانت تأمله في تحديد الأجندة السياسية لأي من الفئات العراقية و سوف تجد أنه من الصعب عليها أن تضع نفسها كوسيط أساسي ذو نفوذ واسع.

و المجموعات الأخرى من المصالح  تتعلق بالدعم السوري الدائم و الاستضافة للفئات الفلسطينية المعارضة. وقد تم الحصول على القليل من دمشق في ذروة عملية السلام خلال فترة التسعينات, و لذلك فانه من الصعب تخيل حصول تراجع دراماتيكي عندما تكون سوريا واقعة تحت الكثير من الضغط. السياسة الفلسطينية و التقدم في عملية السلام سوف يكونان العوامل المحددة و الحاسمة, و التعاون السوري غير مستبعد ف ي هذا المجال.

وأخيراً هناك إيران, و التي جعلها تحالفها مع كل من سوريا و حزب الله لاعباً رئيساً في السياسات المشرقية. ان الآمال المعلنة من قبل الكثيرين و من ضمنهم إسرائيل هو أن يتم ضرب إسفين بين البلدين من خلال إعادة إحياء عملية السلام. و لكن طبيعة و قوة التحالف الإيراني السوري يمنع حصول مثل هذا السيناريو. و في الحقيقة فانه من المستبعد أن تتخلى سوريا عن تحالف يجلب الجميع الى عتبة دارها.

وفي ظل هذه الظروف, فانه ما يمكن الحصول عليه من سوريا في مقابل الانخراط غير المشروط في العمل مع أمريكا هو أمر غير واضح. وسوف نمر في عملية طويلة ومعقدة من الحوار من أجل أن نبدأ بجني الثمار في حال اتبعنا مثل هذه الإستراتيجية. ان التخوف الرئيسي هو أن كل ما حصل من تقدم على الجبهة اللبنانية منذ عام 2005 يمكن أن يقلب  في هذه الأيام. . ولكن هذا لن يحصل ما لم يكن الانخراط في عملية ثنائية من قبل الولايات المتحدة مع سوريا و محادثات السلام الإسرائيلية السورية أكثر أهمية لواشنطن و تل أبيب من دمشق.ومن ثم فانه حتى التعاون السوري المتواضع في العراق و إسرائيل من الممكن ان يصبح سبباً كافياً لعدم تحدي السلوك السوري في لبنان.

 

3- الحسابات السورية المتعلقة بلبنان :

ترى هل المصلحة السورية في لبنان مدفوعة برغبة استعادة مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل؟ أم أن هناك حسابات أكثر تعقيداً تدفع المحاولات السورية لإعادة تأكيد دورها ف ي لبنان ؟ فبينما لا يوجد أي شك بأن سوريا لديها معاندة مشروعة في رغبتها في استعادة مرتفعات الجولان , فان رأيي هو أنها تريد الرأي المهيمن و المسيطر في كل القضايا اللبنانية, وهو الأمر الذي يشكل خرقاً حقيقياً للسيادة اللبنانية و يعطيها الحق بحكم الواقع في الاعتراض على الشئون اللبنانية. وطالما ان سوريا ترفض تطبيع العلاقات مع لبنان من خلال ترسيم الحدود و تبادل السفارات و إنهاء التدخلات في شئون لبنان فانه سوف يكون من الصعب التغلب على المخاوف و الشكوك اللبنانية حول نوايا سوريا الحقيقة و مضمون المحادثات الأمريكية السورية الثنائية. و ما يزال حاضراً في الذاكرة اللبنانية الخضوع و الإذعان الأمريكي للحكم السوري الذي نتج عن الدعم السوري للولايات المتحدة ضد صدام حسين عام 1990

أن الأهمية المستمرة للبنان بالنسبة لسوريا لها أبعاد متعددة.  

دعونا نكن واضحين , ان معظم التفاعل اليومي بين سوريا ولبنان شرعي وهذا الأمر ناتج من العلاقات الاجتماعية القديمة والقوية بين البلدين و كلا البلدين سيكون لهما علاقات مميزة في المستقبل. و لكن الطريق الذي تسلكه سوريا حالياً فيما يتعلق بلبنان تمليه مصالح النظام في دمشق و ليس خاضع لرؤية صحيحة بعيدة المدى للعلاقات بين البلدين. ان لبنان لا تريد أن تكون مصدر تهديد للاستقرار في سوريا , ولكن هذا ما تنادي به دمشق.

ان سوريا ترى في لبنان ساحة معركة مريحة و سهلة لصراعاتها مع عدد من الخصوم, و يضم هذا الولايات المتحدة و فرنسا و إسرائيل و السعودية. كما ان سوريا ترى لبنان كمصدر تهديد للنظام لأنها لم تعد تدور في الفلك السوري, و لديها علاقات خارجية مستقلة بذاتها , وتعمل على تقوية علاقاتها مع خصوم سوريا, وهي تسمح بعرض وجهات النظر المعارضة لسوريا كما أنها سمحت للمجتمع الدولي بتشكيل المحكمة الدولية المختصة بمحاكمة قتلة الحريري و هي التي قد تشكل تهديداً يتعلق بوجود النظام السوري. كما أن سوريا ترى أنها قد خسرت مصدراً للمنافع الاقتصادية في لبنان وعمقاً استراتيجياً يجب أن يتم استعادته و ضمانه بأي ثمن, ومصدر قوة  تفاوضي مهم. .  

ان بشار الأسد يكرر في كل مرة لزواره الأجانب بأنه ليس جمعية خيرية. و إذا أرادت الولايات المتحدة تعاوناً سورياً فإنها تتوقع التزاماً أمريكياً كاملاً. و لكن هذا الطريق قد يفضي الى التضحية بعدد من العمليات المهمة مثل أن المحكمة الدولية المخصصة  لقتلة الحريري قد تتوقف و قد يتحول قرار الأمم المتحدة الى أداة لإدارة الصراع الذي قد يكون فيه لسوريا رأياً أساسياً, و العملية التي تقودها الأمم المتحدة لتطبيع العلاقات بين الدولتين سوف تؤول الى الفشل, وهذه هي بعض الإصابات التي قد تنتج من الانخراط مع سوريا.

وفي اختبار في ما اذا كان على الولايات المتحدة أن تحاور سوريا, فان على مجلس الشيوخ أن يضع في اعتباره سبب فشل دمشق في التعاون مع كل محاولة للحصول على تعاون سوريا فيما يتعلق بلبنان – والتي تضمن بعضها تقديم حوافز جذابة. فقد عرضت السعودية و بعض الدول العربية الأخرى على سوريا أن تعود الى التكامل مع المجموعة العربية  و عروض تتعلق باستثمارات تحتاجها سورية بشدة؛ كما ان فرنسا وعدت بعائدات مميزة لسوريا مقابل رفع سوريا يدها عن لبنان؛ و قدم الاتحاد الأوروبي عروضاً تتعلق بمساعدات اقتصادية و تعاون مشترك؛ وقد وعد عدد كبير من المسئولين الأوربيين بدعم إعادة إطلاق عملية السلام مع إسرائيل. ولكن سوريا رفضت كل العروض لأنها لا زالت تأمل بعكس كامل الأمور لمصلحتها في لبنان. و يحتاج الشخص ان ينظر فقط الى رد الفعل السعيد الذي تبديه القيادة السورية بعد الزيارات التي يقوم بها وفود من الكونغرس الأمريكي و وزراء الخارجية الأوربيين خلال السنة الماضية. أو الدعوات التي توجه لسوريا لحضور اجتماعات جامعة الدول العربية,  وردود الفعل المعدومة من سوريا  التي تلي كل ذلك.

ان سوريا مستمرة في انتظار تجديد الاعتراف الدولي بدورها أو على الأقل الرضوخ لدورها المركزي في الشئون اللبنانية. وتحسب سوريا انه وفي الوقت المناسب وبسبب الإعياء الدولي من الأزمة اللبنانية ووجود قيادة جديدة في أمريكا و أوروبا و إلحاح الوضع في العراق فان قدرة حلفائها في إبقاء الضغط على الحكومة اللبنانية و الصمود المطلق  سوف يؤدي الى مكافأتها. و على المدى القصير فان هذا يعني أن فراغ السلطة وحتى عدم الاستقرار في لبنان سوف يكون أكثر ضرراً على التحالف الحاكم و حلفائه الأجانب من الضرر على سوريا و حلفائها في لبنان.

ان منطق الدخول في حوار و عمل غير مشروط مع سوريا يحمل مخاطر  و كلف أخرى تؤدي الى نبذ مقترحيه  بسهولة كبيرة.  ان  الدخول الأمريكي المطلق مع سوريا دون أي تنازلات من الجانب السوري فيما يخص لبنان سوف تؤدي الى توجيه ضرر إضافي الى مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة, وتعريض العمليات المتعددة الأطراف للخطر إضافة الى عزل الحلفاء العرب القلقين من الانحياز السوري الى جانب إيران وكما أنه سوف يؤدي الى تقوية صورة سوريا كمقاوم قوي باستطاعته إجبار الولايات المتحدة على القبول بشروطه. 

ان أي حوارا غير مشروط مع سوريا مساو بإلحاق سيادة و مستقبل لبنان لحظوظ عملية السلام و التعاون السوري حول العراق أو  التقلبات في الخليج الفارسي و وكل هذا  يحدث بعد أن خرج أكثر من مليون شخص الى قلب بيروت في مارس من العام 2005 ليطالبوا بطريقة سلمية إنهاء الهيمنة السورية في لبنان.

ان إبقاء سوريا في البرد ليس حلاً طويل الأمد سواء بالنسبة للبنان أو لمشاكل المنطقة, و لا هو تهديد لمزيد من الإجبار أو الإكراه. إذا كانت سوريا لا تزال تعتبر السلام مع إسرائيل و تطبيع العلاقات مع الغرب خيارات إستراتيجية بسبب المنافع السياسية أو الاقتصادية الواقعية التي سوف تتدفق عليها فيما بعد, فان بإمكانها أن تظهر جديتها من خلال إنهاء دورها  المعرقل في لبنان.

4- الطريق نحو المستقبل:

ان هناك طريقاً في الأمام  يتضمن إعادة عملية السلام بين سوريا و إسرائيل, و سوف يكون بحاجة الى قيادة دبلوماسية أمريكية بعد مؤتمر انابوليس. و بالتزامن مع المبادرة الأمريكية الإسرائيلية لإعادة مفاوضات السلام مع إسرائيل, فان على سوريا أن تتعهد للرباعية بترسيم حدودها مع لبنان و أن يكون هناك تبادل للسفارات و الالتزام بقرارات الأمم المتحدة رقم 1559 و 1701. و في المقابل فان الرباعية سوف تصادق على استئناف محادثات السلام, وسوف توافق الولايات المتحدة على تعليق العقوبات المنصوص عليها في قانون محاسبة سوريا و على إعادة سفيرها الى دمشق, وسوف يلتزم الاتحاد الأوروبي بالمضي قدماً بمحادثاته الاقتصادية و التجارية. ان رفض سوريا عمل ذلك سوف يفسر على أنه رغبة منها في الاستمرار في استخدام لبنان كورقة تفاوضية مع إسرائيل حتى ولو ان سوريا هذه الأيام لا تستطيع ضمان نزع سلاح حزب الله كما كان وضعها يسمح بذلك في التسعينات. و الأمر الأكثر إقلاقا هو أن الإعاقة السورية من الممكن أن تعكس ببساطة الرغبة في بسط الهيمنة على لبنان, وهو ما سيؤكد أسوأ المخاوف التي يشعر بها الشعب اللبناني. و هذا يفسر السبب في  أن فصل الشئون الخارجية السورية عن التزاماتها و واجباتها تجاه لبنان هو خطأ حقيقي. ان الأمر فيه مفارقة و لكنه أمر مشروع بالنسبة للبنان , فمن العدل بالنسبة للبنان أن تفصل نفسها عن الخيارات السياسية السورية بعد أن قامت سوريا بتحديد تلك السياسات في لبنان لسنين طويلة.

How to balance engaging Syria with protecting Lebanon

Monday, November 12, 2007

Document

Editor's note: The following was submitted as written testimony at a hearing of the United States Senate Foreign Relations Committee's Near East and South Asia Subcommittee late last week. The testimony was submitted by Emile El-Hokayem, a research fellow at the Henry L. Stimson Center .

Overview of the Syrian challenge

The challenge posed by Syria to regional stability in the Middle East is complex and multifaceted. Until a few years ago Syria was a partner of the United States in the search for peace. Now, thanks to its policy choices, alliances, geographic location and spoiler capacity, Syria is enmeshed in all the current and potential conflicts in the Middle East: Lebanon , Israel-Palestine , Iraq and Iran . Syria is not the ultimate threat to either the region or US interests, nor does it pose the kind of ideological, strategic and political challenge that Iran does. But it has proven intransigent and belligerent on a number of issues of great importance to the international community.

 

Nowhere has Syrian influence been as visible and disruptive as in Lebanon . After occupying (and stabilizing) Lebanon for 15 years with an international cover, Syrian heavy-handedness and mismanagement of Lebanese politics has created deep resentment against Syria which cuts across sectarian lines. Lebanon 's transition from Syrian domination to full independence, sovereignty and stability has been strenuous for its society and politics. Since 2005, Lebanon has experienced political paralysis, economic regression, a devastating war with Israel , various grave security incidents, including a campaign of political assassination and intimidation and a three-adn-a-half-month-long mini-war against Sunni jihadists. Syria 's contribution to this instability is difficult to overstate, even if it is often murky.

 

The upcoming Lebanese presidential elections will be a momentous test for the future of Syrian-Lebanese relations. Depending on Syrian behavior (i.e. whether Syria will recognize a president acceptable to all Lebanese factions who also upholds Lebanon's responsibilities toward the international community and protects its full sovereignty or even a president who enjoys the support of a majority of parliamentarians), these elections could open a new phase not only in bilateral relations between Syria and Lebanon but also between Syria and the rest of the world. But the prospects for such a positive outcome are dim, partly because of Syria , which perceives these elections as an opportunity to defeat its Lebanese and foreign opponents with the support of its Lebanese allies and which fears that a victory of its foes will further weaken its hand.

Assessing US policy toward Syria and Syria 's regional role

 

Critics of the current policy of isolation argue that it hasn't worked, that US interests with regards to Syria go beyond Lebanon and that sidelining Syria invites more interference and destabilization on Syria's part. The problems with this argument are manifold: High-level delegations from the US and Europe engaged Syria for many years, without reciprocation from Damascus on any of the issues raised; Syria was allowed to set Lebanon's foreign and domestic policies for 15 years, ultimately overplaying its hand; Syria was given many opportunities to shape more favorable outcomes for itself, but, feeling besieged, chose instead to provoke an escalation in Lebanon that eventually backfired. It is not a lack of engagement but Syria 's maximalist and unresponsive posture that has precipitated the current crisis, driving the US administration and other countries to even consider, then wisely reject regime change as an option.

 

Critics must also acknowledge that US policy toward Syria is not unilateral or even controversial with America 's allies. It is a mainstream, multilateral policy endorsed by the European Union and key Arab states, and formalized through UN Security Council resolutions.

 

Critics, however, are right to stress that US interests regarding Syria are not limited to Lebanon . Iraq is the most prominent issue to come to mind. If the United States decides to stabilize Iraq through serious regional cooperation, it will need the help of all of Iraq 's neighbors, including Syria . But if one were to gather all of Iraq 's neighbors around a table, it would be Syria that would have the least to offer in terms of positive incentives. Indeed, Syria 's supposedly good relations with Iraqi factions don't translate into constructive leverage. In terms of tribal, political or financial power, Syria is not part of the major league. Although it does not have the capacity to deliver what the US needs most in Iraq , it does and will maintain the capacity to derail any domestic or regional consensus it deems contrary to its interests. Syria 's hosting of 1.5 million Iraqi refugees must be commended and that burden acknowledged and shared, but Syria should not be allowed to leverage this crisis to promote more mischief in Iraq . Indeed, there is increasing evidence that Syria is attempting to organize proxies in Iraq , essentially former regime elements who found a base in Syria since 2003. The Iraqi government's repeated pleas for the extradition of many of these figures have been rejected. But given the fragmented nature of the Iraqi insurgency and its autonomous political calculations, Syria has been less successful than it hoped in determining the political agenda of any of the Iraqi factions and will find it difficult to position itself as a key power broker.

 

The other set of interests pertains to the perennial Syrian support and hosting of rejectionist Palestinian factions. Little was obtained from Damascus at the height of the peace process in the 1990s, so it is difficult to imagine a dramatic reversal when Syria is under so much pressure. Palestinian politics and progress in the peace process will be the determining factors, not unlikely Syrian cooperation.

 

Finally, there is Iran , whose alliance with Syria (and Hizbullah) makes it a key player in Levantine politics. The declared hope of many, including Israeli officials, is to drive a wedge between the two countries by restarting the peace process. But the nature and strength of the Syrian-Iranian alliance prevent such a scenario from unfolding. In fact, Syria is not likely to give up an alliance that brings everyone to its doorstep.

 

In these circumstances, what to obtain from Syria in return for unconditional engagement is unclear. It will take a long and arduous process of dialogue to start seeing the benefits, if any, of such a strategy. A main concern is that all the progress made on the Lebanese front since 2005 could be reversed in the meantime. This will not happen unless a dual process of US engagement of Syria and of Israel-Syria peace talks becomes more important to Washington and Tel Aviv than to Damascus . Even modest Syrian cooperation on Iraq and Israel could then become reason enough not to challenge Syrian behavior in Lebanon.

 

3. Syrian calculations regarding Lebanon

Is Syria 's interest in Lebanon uniquely motivated by the desire to recover the Israeli-occupied Golan Heights ? Or is there a more complex calculation driving Syria 's attempts to reassert its role in Lebanon ? While there is no doubt that Syria is legitimately adamant in its desire to recover the Golan, it is my judgment that it also wants a dominant say in all matters Lebanese, which amounts to serious breaches to Lebanon's sovereignty and a de facto veto right on Lebanese affairs. So long as Syria refuses to normalize relations with Lebanon by delineating the border, exchanging embassies and ending its interference in Lebanese affairs, it will be difficult to overcome Lebanese fears and suspicions over Syria 's real intentions and the substance of a bilateral US-Syrian dialogue. There is still a vivid memory in Lebanon of US acquiescence to Syrian rule that resulted from Syria 's support of the United States against Saddam Hussein in 1990.

 

The continued importance of Lebanon to Syria has many dimensions.

Let's be clear that much of the daily interaction between Syria and Lebanon is legitimate, the product of strong and old societal ties, and that both countries are bound to have privileged relations in the future. But Syria 's current approach to Lebanon is dictated by regime interests in Damascus rather than a healthy long-term vision of the relationship. Lebanon needs not be a threat to Syria 's stability, but this is Damascus ' call.

Syria sees Lebanon as a convenient battlefield for its conflict with a number of foes, including the United States , France , Israel and Saudi Arabia. Lebanon is also seen as a source of threat to Syria's regime because it is no longer in Syria's orbit, now has an autonomous foreign policy, is solidifying relations with Syria's foes, allows the airing of anti-Syrian views, and has allowed the international community to pose, through the international tribunal looking into the Hariri assassination, a possibly existential threat to the regime. In Lebanon , Syria sees a lost source of economic benefits, critical strategic depth that needs to be regained and secured at all costs, and an important negotiating asset.

 

Bashar al-Assad repeats to his foreign visitors that Syria is not a charity - should Syria cooperate with the US , he expects full US engagement. But this route could lead to sacrificing a number of important processes: the international tribunal and the Hariri investigation could halt, UN Resolution 1701 could be transformed into a conflict management mechanism in which Syria will have a major say, and the UN-led process to normalize relations between the two countries would likely fail, among other casualties of engagement.

 

In examining whether the US should engage Syria , the Senate should consider why Syria has failed to cooperate with every attempt to obtain Syrian cooperation on Lebanon - some of which have offered attractive incentives. Saudi Arabia and other Arab states offered Syria reintegration into the Arab fold and much-needed investments; France has promised "spectacular returns" in exchange for a hands-off approach to Lebanon ; the European Union has offered economic assistance and cooperation; and countless European officials have promised to support re-launching the peace process with Israel . Damascus has rebuffed all offers because it is still hoping for a complete reversal of fortunes in Lebanon . One needs only to look at the delighted reaction of the Syrian leadership following the visits of American congressional delegations and European foreign ministers over the last year, or invitations to participate in Arab League meetings, and the utter lack of Syrian responsiveness afterward.

Syria continues to await renewed international recognition of or at least acquiescence to its central role in Lebanese affairs. Syria calculates that in due time, international fatigue with the Lebanese crisis, new leaderships in the US and Europe, necessity over Iraq , the capacity of its allies to sustain pressure on the Lebanese government and sheer steadfastness will reward its obstinacy. In the short term, it means that a power vacuum and even instability in Lebanon are seen as more harmful to the governing coalition and its foreign allies than to Syria and its allies in Lebanon .

The logic of unconditional reengagement carries other risks and costs that its proponents dismiss too easily. US engagement without Syrian concessions on Lebanon will hurt further US credibility in the region, jeopardize multilateral processes, alienate Arab allies worried about Syria 's alignment with Iran , and comfort Syria 's image as a tough resister that can force the United States to come to terms on Syrian terms.

Unconditionally reengaging Syria is tantamount to subordinating the sovereignty and future of Lebanon to the fortunes of the peace process, Syria's cooperation on Iraq, or the fluctuations in the Persian Gulf, and this is after more than a million people turned out in the center of Beirut on March 14, 2005 to peacefully demand and obtain the end of Syria 's hegemony over Lebanon .

 

4. A way forward

Keeping Syria in the cold is not a long-term solution to Lebanon 's or the region's problems, nor is the threat of further coercion. If Syria still considers peace with Israel and normalization with the West strategic choices because of the tangible political and economic benefits that would then flow, then it could demonstrate its seriousness by putting an end to its disruptive role in Lebanon .

There is a path ahead that involves restarting the peace process between Syria and Israel , and it will require US diplomatic leadership after the Annapolis conference. Simultaneously with a US-Israeli initiative to restart peace negotiations with Israel , Syria should commit to the Quartet to demarcate its border with Lebanon , exchange embassies, and abide by UN resolutions 1559 and 1701. In exchange, the Quartet would endorse the resumption of peace talks, the United States would agree to suspend sanctions under the Syria Accountability Act and send back its ambassador to Damascus , and the European Union would commit to press ahead with economic and trade discussions. Syria's refusal to do so would only be construed as a desire to continue using Lebanon as a negotiating card with Israel, even as Syria today can no longer guarantee the disarmament of Hizbullah as it could in the 1990s. More worryingly, Syrian obstruction could simply reflect a continued desire for hegemony in Lebanon , validating the worst fears of a deeply insecure Lebanese population. This is why dissociating Syria 's foreign affairs from its obligations toward Lebanon is a serious mistake. It is ironical but only fair for Lebanon to constrain Syria 's policy options after Syria did so for so long.

http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=2&article_id=86693

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ