ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 15/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دراسة

الأزمة الإنسانية في غزة

ما وراء حلول حزمة المساعدات  

(2)

معهد بروكنجز - واشنطن

المشاركون:

المدراء: إليزابيث فيريز: باحث رئيسي ومدير مساعد.

مشروع بروكنجز ـ بيرن للتهجير الداخلي. معهد بروكنجز.

الأعضاء المشاركون:

ميشيل خامباتا: نائب الرئيس، الوفد المفوض من قبل اللجنة الدولية الأمريكية والكندية عن الصليب الأحمر.

أندرو وايتلي: مدير مكتب ممثلي نيويورك عن وكالة الغوث والأعمال التابعة للأمم المتحدة.

تامارا كوفمان ويتس: باحث رئيسي، معهد سابان لسياسة الشرق الأوسط، معهد بروكنجز.

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

السيدة فيريس: شكراً جزيلاً لك للإطالة الصريحة للغاية على الوضع الحالي.

سنتحول الآن إلى تمارا للحديث عن السياق السياسي الأكبر وربما، كما تعلمون نقول بعض كلمات عن المستقبل الذي قد يكون أكثر بقليل أملاً.

السيدة ويتيس: حسناً، سأبدأ بقول إنني أفكر أنه بطرق كثيرة فإن الأزمة التي نراها ما بين سكان غزة اليوم هي شيء كان آخذاً في التكون منذ وقت طويل تماماً. إنه ليس ببساطة نتيجة للأزمة العسكرية الحالية. ولكن شعب غزة قد أصبح بشكل أساسي كرة قدم سياسية ما بين عدد من اللاعبين في المنطقة. وهؤلاء اللاعبون يستخدمون اليوم الأزمة الحالية وما تمثله لهم في صراعاتهم الإقليمية الخاصة، لذلك فهم يتنافسون على الكيفية التي يصيغون بها الأزمة، ويتلاعبون بها بحيث تخدم غاياتهم.

لذا، كما تعلمون، كانت هناك لعبة شد الحبل طويلة الأمد في داخل غزة ما بين فتح وحماس، كما أشار أندرو. وأصبح شعب غزة كرة هناك في صراع الاستعراض، أولاً عبر سنوات السلطة الفلسطينية، من يستطيع تقديم الأفضل لشعب غزة؛ وبعد ذلك، مؤخراً، من يستطيع أن يشكل حكومة؛ أو على الأقل، في الثمانية عشر شهراً الأخيرة أن يسيطر. ولا أظن أن شعب غزة خصوصاً قد خرج من هذه المنافسة رابحاً.

جزء من هذا ومتعلق بهذا، كان هناك صراع على السلطة كذلك ما بين إسرائيل وحماس، بالطبع عبر الثمانية عشر شهراً الأخيرة التي وضع فيها شعب غزة في الوسط وحيث كان هناك ذلك التنوع من الملاصقة ما بين غزة من جهة والضفة الغربية من جهة أخرى. وسأقول، كذلك، أن هذا مدبر.. إن ترتيب هذه المقابلة ما بين ضفة غربية مزدهرة نسبياً ومنفتحة نسبياً على إسرائيل وبقية العالم مقارنة بغزة معزولة، ومجوعة، إن هذه مقابلة ما بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح كانت مشارِك فعال، ومشجع فعال. لذا، فإن الصراع على السلطة هو كذلك شيء قد ساهم في الوضع الإنساني الحالي. وبعد ذلك هناك مواجهة أوسع وصراع على السلطة بين القوات في المنطقة. ينعكس في الأزمة الحالية. وهذا بمعنى من المعاني، مواجهة بين ما أدعوه لاعبي الوضع الحالي في المنطقة، والتي تتضمن إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، والأردن، ومصر، والسعودية العربية، والولايات المتحدة من جهة، ومن جهة أخرى المزيد من الأصوات المعارضة في المنطقة والتي ترفض حلاً متفاوضاً عليه للصراع العربي ـ الإسرائيلي وبعض الأصوات الراديكالية تماماً، كما أثبتته رسالة القاعدة اليوم. وأنا لست هنا لرسم تكافآت ما بين القاعدة وحماس والقاعدة وإيران. إنني أعتقد أننا نتحدث عن حيوانات مختلفة بطرق عديدة. ( لاحظ) الملاحظة الوحيدة لدي هي أن هناك العدد من اللاعبين على الأرض يحاولون اغتنام الفرصة من هذه الأزمة، وهذه الأمور المتنازع عليها والتي يراها هؤلاء اللاعبون الآخرون في غزة منعكسة في المواقف التي يتخذونها في قضايا تؤثر في إصلاح الوضع الإنساني لشعب غزة.

على سبيل المثال، فإن استعداد مصر لإبقاء الحدود مغلقة خلال الأزمة يعكس عدداً من المصالح على الجانب المصري، وليس الأقل من بينها عدم ثقتهم بإدارة حماس لغزة؛ إن قلقهم من كون إيديولوجية حماس واستعداد حماس للإنخراط في العنف الذي كان له فعلاً تأثير على المتطرفين في مصر، وأن حماس ربما تكون قد قدمت التدريب والملاذ الآمن حتى لبعض هؤلاء الذي قاموا بتنفيذ هجمات إرهابية في سيناء خلال العامين الفائتين. لذا فهذا أحد العوامل، إضافة كذلك إلى ميل مصر إلى إتباع استراتيجية العام والنصف الفائت في تقديم الضفة الغربية كنموذج إيجابي وتقديم غزة كنموذج سلبي في داخل السياسات الفلسطينية.

لذلك فإنني أعتقد أن علينا أن نتذكر كل أولئك اللاعبين الإقليميين والمصالح التي لديهم في الأزمة الحالية بينما نفكر في الكيفية التي نتحرك بها قدماً.

الآن، دعونا نفترض للحظة، وبإمكاننا أن نأمل فقط بأن افتراضنا سيتحقق عاجلاً.. أن هناك وقفاً جديداً لإطلاق النار في غزة في الأيام القليلة القادمة بين إسرائيل وحماس. فما الذي علينا أن نفعله إنطلاقاً من هذه النقطة قدماً لإخراج المدنيين في غزة من القيد الذي كانوا فيه، سأقول، في السنوات التي خلت في هذا الوضع من كونهم كرة سياسية بين جميع هؤلاء اللاعبين؟

إنني أعتقد أن إحدى القضايا الأولى التي ستظهر ستكون إعادة صياغة صلة ما بين غزة والضفة الغربية. وهذه ينبغي أن تكون صلة تجارية، إنها صلة من أجل حركة الناس، ولكنها كذلك صلة سياسية وصلة هوية مجتمعية، والتي تم التجرد منها بقسوة خلال السنتين الفائتتين وخصوصاً منذ استلام حماس للسلطة في غزة في حزيران 2007.

الآن، فإن وصل غزة والضفة الغربية ببعضهما، ليس ببساطة مسألة تقنية عن كيفية ترتيب حراسة عبر الأراضي الإسرائيلية أو كيفية التوصل إلى إعادة صياغة صلات اقتصادية تم تعطيلها. إنه كذلك، مسألة التغلب على عقبات سياسية كبيرة وأحقاد موجودة اليوم ما بين حماس وفتح.

منذ استلمت حماس السلطة في قطاع غزة، كان هناك عدد من حالات قتل الثأر والاعتقالات ضد فتح في غزة وضد حماس في الضفة الغربية. وكما قلت، فقد شجعت القيادة الفلسطينية سياسة عزل غزة وتجويع حماس. لقد شجعوا العملية العسكرية الإسرائيلية. وهناك تقرير، خصوصاً في النيويورك تايمز، إذا ما رآه أحد منكم، خلال الأسبوعين الفائتين، يقترح أن حماس قد استغلت هذه الأزمة الإنسانية، واستخدمتها غطاء لتنفيذ بعض عمليات الإعدام اللاقضائي لمعارضيهم السياسيين والمتعاونين المؤيدين لهم. لذا فإن هناك، عند هذه النقطة الكثير من المرارة والأحقاد اللذين ينبغي التغلب عليهما بين هاتين الحركتين السياسيتين، اللتان ماتزالان الحركتان السياسيتان الأكبر في فلسطين. وإنه لمن الصعب رؤية الكيفية التي تستطيع بها إعادة صياغة هذه الصلات ما بين غزة والضفة الغربية أو تزويد غزة فعلاً بمنفذ فعال إلى باقي العالم على الحدود المصرية دون التغلب على هذه العوائق السياسية أمام التسوية في داخل السياسة الفلسطينية.

مما يصل بي إلى التحدي الثاني الكبير، كما أعتقد، والذي هو حرية التواصل ما بين غزة وباقي العالم. بكلمات أخرى، كيف نتمكن من إعادة فتح حدود غزة ـ مصر. بالنسبة لغزة، حتى يكون ممكناً اقتصادياً فإنها تحتاج إلى صلة مباشرة مع العالم الخارجي.

الآن، تحت اتفاقية الـ 2005، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة، كان ينبغي أن تحرس هذه الحدود على الجانب المصري من قبل قوات مصرية. أما المعبر نفسه فكان يدار من قبل السلطة الفلسطينية مع بعض الرقابة والمساعدة التقنية من الاتحاد الأوربي، ومع مراقبة الإسرائيليين عن بعد عبر تلفازات متحركة دوارة. لقد وضح المصريون بشكل قوي أنهم لن يعيدوا فتح المعبر إلا إذا عادت السلطة الفلسطينية إلى إدارته وعاد المراقبون الدوليون كذلك. إذن، فما يعنيه ذلك فعلياً هو أن الحدود لن يعاد فتحها حتى يكون هناك نوع من الاتفاقية السياسية ما بين حماس والسلطة الفلسطينية لتسمح لذلك بالحدوث. لذا، بالتالي، وهذا ببساطة مقدار من الواقعية.. وإنني أعتقد أنني لست متفائلاً بقدر ما أملت (بيث) ربما.. إنني لا أعتقد أن بإمكاننا أن نتوقع رؤية عزل غزة قد أزيح كثيراً قبل أن نرى بعض التسوية السياسية وهي ضريبة ثقيلة بين الفلسطينيين. وهذا أمر سوف تتم المداهنة فيه، والتعرض للضغط، والإذعان من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي.

السيدة فيريس: شكراً جزيلاً لك، تامي.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ