ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رد سورية

ناشيونال ريفيو أون لاين

ديفيد شنكر: زميل كبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقد كان في الفترة من 2002 ـ 2006 مستشاراً للشؤون السورية واللبنانية والأردنية والفلسطينية، في مكتب وزير الدفاع.

 لقد تلقى المدافعون عن إعادة الارتباط الدبلوماسي الأمريكي مع سورية إجابة واضحة من دمشق. ففي 15 آب، ألقى الرئيس السوري بشار خطاباً مطولاً أمام رابطة الصحفيين السوريين ينتقد فيه إدارة بوش، ويقلل من قيمة الأمم المتحدة، معلناً دعمه لحزب الله وللمقاومة الإقليمية، وداعياً إلى إزاحة الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في لبنان. إن الخطاب وما تلاه من مقابلات مع الأسد في الصحافة العربية تلقي الضوء على عدم وجود أي أساس للحوارات المثمرة مع دمشق. في الحقيقة فبالنظر إلى سياق مضمون ملاحظات الأسد الأخيرة فإنه سيكون من الصعب تفسير الموقف السوري بأي شيء أقل من كونه رفضاً مدوياً للحوار مع واشنطن. والمثير للأسف، أن تنويهات الأسد الأخيرة ليست ابتعاداً عن السياسات التي انتهجتها دمشق في السنوات الأخيرة. في الواقع، فإن خطاب الرئيس الأسد يعكس النطاق الواسع من السياسات غير المتعاونة والتي ألزم الأسد سورية بها.

إن علاقة سورية مع إيران وحزب الله ماتزال لها الأولوية لدى الأسد. وخلال خطابه في 15 آب أشار الأسد إلى المقاومة باعتبارها (البديل لاستعادة الحقوق) مغدقاً المديح على حزب الله، لقد ادعى الأسد انتصار حزب الله كما لو أنه انتصاره هو، وقدم توصيات لتحويل (الانتصار العسكري إلى انتصار سياسي).

لقد كان لدى نظام الأسد كذلك تشكٍ من الأمم المتحدة. فدمشق لا تستطيع قبول (قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقف إطلاق النار (1701) لأنه، ووفقاً للأسد، فقد (اعتبرت حزب الله مسؤولاً) عن البدء بالحرب. بالنسبة لدمشق، فإن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بالتدخل السوري في لبنان، وكذلك قرار مجلس الأمن (1701) هما قراران مشكلان، لأنهما يعبران عن ميل الأمم المتحدة (اتجاه التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء).

مع ذلك، فإن الأكثر شؤماً، وخلال خطابه في 15/آب، هدد الأسد بشكل واضح عملية نشر قوات دولية في لبنان، فيما لو تعارض الانتشار مع المصالح السورية. إن قرار مجلس الأمن رقم 1701 إما أنه (لن ينفذ أو أنه سيؤدي إلى عدم الاستقرار) لقد حذر الأسد من أنه (إذا ما حاولت الأمم المتحدة تطبيقه بالقوة رغماً عن إرادة دول المنطقة). إن الإشارة إلى (عدم الاستقرار) تعود إلى الأيام المظلمة في أوائل عقد الثمانينات، عندما لعبت سورية دوراً هاماً في التسهيل لهجمات حزب الله ضد القوات المتعددة الجنسيات في لبنان. لقد أكد الأسد وجهة نظره في مقابلة في 22 آب على تلفزيون دبي، يصف فيها النشر المحتمل لليونيفيل على الحدود اللبنانية ـ السورية (كتصرف عدائي تجاه سورية وأنه من الطبيعي أن يتسبب في حدوث مشاكل).

كذلك، فإن الأسد، في الأسابيع الأخيرة، كان يستخف بشكل خاص بالزعماء العرب المعتدلين في كل من الأردن، ومصر، والسعودية والذين انتقدوا حزب الله في الأيام الأولى من الحرب. وقد أشار الأسد إلى هؤلاء الزعماء على أنهم (أنصاف الرجال). ولكن الأسد قد احتفظ بانتقاده الأقسى لحكومة لبنان المنتخبة ديمقراطياً والتي يترأسها فؤاد السنيورة، والتي اتهمها بالتعاون مع إسرائيل. خلال خطابه في 15 آب، اعتبر الأسد حكومة السنيورة وحركة 14 آذار، والتي كانت قد طردت سورية من لبنان، (مسؤولة عن الدمار، والمذابح والحرب من ألفها إلى يائها). وفقاً للأسد فإن حكومة لبنان قد فشلت (وأن سقوطها يلوح في الأفق). لقد كانت سورية انتقادية بشكل حاد لإدارة بوش كذلك، وقد وجهت اللوم لواشنطن على حرب حزب الله مع إسرائيل. في الواقع، لقد وصف الأسد في خطابه في 15 آب الحرب بأنها (اعتداء إسرائيلي في أدواتها ولكنها اعتداء أمريكي في اتخاذ القرار بشنها).

إن الخطاب الصادر عن دمشق يشير إلى أن الأسد يحاول أن يضع الثوابت لشرق أوسط جديد يكون أكثر تحارباً، شرق أوسط تكون فيه لمقاومة إسرائيل والمصالح الغربية الأهمية العليا. نظراً لعدائية النظام السوري تجاه الأمم المتحدة والغرب وللولايات المتحدة خصوصاً، فليس مثيراً للدهشة أن يتطلع الأسد إلى ترسيخ علاقاته مع إيران وحزب الله، كما أنه من الواضح أنه يتطلع إلى تغيير النظام الإقليمي الحالي والذي تلعب فيه واشنطن دوراً مهيمناً.

في الحقيقة، لقد قال الأسد في مقابلة له مع صحيفة العصبة المصرية الأسبوعية أن سورية قد قررت (النظر شرقاً)، تجاه آسيا، أي الصين وكوريا الشمالية، لتتخلص من القبضة الغربية على الشرق الأوسط، (حيث لا بديل فيها لأمريكا).

واليوم، فإن خطاب الأسد في 15 آب وملاحظاته الأخرى تقف كبيان واضح عن السياسة السورية. وكما في رسالة أحمدي نجاد المفتوحة إلى الرئيس بوش في أيار 2006، والتي نصح فيها أحمدي نجاد الرئيس بوش بشكل أساسي إلى الاهتداء او الموت؛ فإن خطاب الأسد العدائي يفصّل الموقف السوري المضاد للمصالح الغربية وللدول العربية المعتدلة بما فيها لبنان.

بعد ست سنوات من الحكم، فإن الرئيس الأسد قد رسخ سيطرته، بحيث لا ينبغي أن يكون هناك جدال حول ما إذا كانت الملاحظات تشكل إيماءة للمتشددين السوريين. في الواقع، فإن مواقف الأسد المفصلة تظهر أنه هو (متشدد). ففي أعقاب حرب حزب الله الكارثية مع إسرائيل والتي ساعدت سورية على إثارتها، فإن الخطر الذي يشكله نظام الأسد هو خطر ماثل للعيان. فبناء على ملاحظاته وعلى السياسات التي انتهجها منذ مجيئه إلى السلطة، فإن الرئيس الأسد يعني ما يقول، وعلى واشنطن أن تأخذ كلامه على محمل الجد.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ