ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دراسة

الأزمة الإنسانية في غزة

ما وراء حلول حزمة المساعدات  

(1)

معهد بروكنجز - واشنطن

المشاركون:

المدراء: إليزابيث فيريز: باحث رئيسي ومدير مساعد.

مشروع بروكنجز ـ بيرن للتهجير الداخلي. معهد بروكنجز.

الأعضاء المشاركون:

ميشيل خامباتا: نائب الرئيس، الوفد المفوض من قبل اللجنة الدولية الأمريكية والكندية عن الصليب الأحمر.

أندرو وايتلي: مدير مكتب ممثلي نيويورك عن وكالة الغوث والأعمال التابعة للأمم المتحدة.

تامارا كوفمان ويتس: باحث رئيسي، معهد سابان لسياسة الشرق الأوسط، معهد بروكنجز.

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

وقائع الجلسة

الآنسة فيريز: مساء الخير جميعاً. اسمي بيث فيريز. وأنا باحث رئيسي هنا في معهد بروكنجز، ومدير مشارك في مشروع بروكنجز ـ بيرن للتهجير الداخلي. إننا سعداء لرؤية حضور كبير كهذا لجلستنا عن الأزمة الإنسانية في غزة: ما وراء حلول حزمة المساعدات.

السيدة أوغاتا: مبعوث الأمم المتحدة الأعلى السابق لشؤون اللاجئين، مولعة بقول إنه لا توجد هناك حلول إنسانية للأزمات الإنسانية.

وربما لا يوجد مكان آخر في العالم ينطبق عليه هذا القول تمام الإنطباق كما هو الحال في الوضع الحالي في غزة.

اليوم سنتحدث عن الوضع الإنساني في غزة، وهي أزمة حقيقية، أزمة مروّعة، أزمة تحطم القلوب، أزمة محبطة.

خسائر الموت من جولة القصف والاجتياح البري، والتي بدأت في 27 كانون أول، تقترب من الألف، مع ألوف أخرى من الجرحى وعشرات الآلاف من الذين هُجروا من منازلهم. ولكنني متأكدة من أننا سنسمع من متحدثي اليوم، أن الأزمة الإنسانية ليست أزمة جديدة. سنبدأ تقديماتنا بنظرة شاملة على الوضع الإنساني على الأرض في غزة، وسنبدأ مع أندرو ويتلي، والذي هو مدير مكتب ممثلي نيويورك للأنوروا، والتي قامت بالطبع، بلعب الدور الرئيسي في المساعدات الإنسانية في غزة.

لقد عمل السيد ويتلي مع الأمم المتحدة في مجالات مختلفة في الـ(14) سنة الفائتة. في دول تتراوح من تيمور الشرقية وكوسوفو على الرغم من أن معظم خلفيته وخبرته في الحقيقة في الشرق الأوسط، حيث عمل كصحفي، وأكاديمي، وكذلك كناشط في حقوق الإنسان.

ولكن الأزمات الإنسانية تحدث دائماً في سياق سياسي محدد، والمتغيرات السياسية حول الأزمة الحالية في غزة هي معقدة على نحو خاص، بما في ذلك، على سبيل المثال، الأمن في إسرائيل، دور حماس في السياسة الفلسطينية، الانتخابات القادمة في إسرائيل. حقيقة أن الهجوم الإسرائيلي بدأ في الأسابيع الأخيرة لإدارة بوش، متضمنات للقاعدة كما سمعنا اليوم، مخاوف في الشرق الأوسط الأوسع، صلة قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلخ..

تامارا ويتس، وهي باحث كبير هنا في معهد بروكنجز، في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط، ومديرة مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط والتنمية، ستتحدث عن بعض المتغيرات السياسية حول الأزمة الإنسانية الحالية في غزة، وبشكل خاص ما الذي قد يحدث تالياً وعندما يتوصل في النهاية إلى وقف إطلاق النار.

أخيراً، سنلقي نظرة على متضمنات الأزمة الحالية في غزة للاعبين الإنسانيين عموماً. فغزة اليوم تثير العديد من المآزق واجهها الإنسانيون في أوضاع صعبة أخرى: أسئلة عن الوصول إلى أولئك الذي هم في حاجة، أسئلة عن أمن الموظفين الإنسانيين، أسئلة عن علاقة العمل الإنساني بالقانون الإنساني الدولي. من أجل بعض الرؤى حول متضمنات غزة على العمل الإنساني عموماً، وكذلك حول الوضع الحالي على الأرض في غزة، فإننا سوف ننتقل إلى ميشيل خامباتا. ميشيل هو نائب رئيس الـ(آي. سي. آر. سي) اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الوفد الإقليمي للولايات المتحدة وكندا. في الماضي، عمل مع الـ (آي. سي. آر. سي) في الشرق الأوسط، وكذلك في البوسنة، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، والباكستان، وأفغانستان، ورواندا.

بعد مداخلاتهم سيكون هناك وقت للأسئلة. وإنني آمل أننا سنكون قادرين على تقديم بعض الإجابات لتلك الأسئلة. ومرة أخرى، أهلاً بكم جميعاً وسنبدأ مع أندرو. رجاء أندرو تفضل.

السيد ويتلي: شكراً جزيلاً لك. بيث، وشكراً لكم جميعاً، لاهتماماتكم، شكراً لمعهد بروكنجز لتنظيمه هذا الحدث.

كما ذكرت بيث في ملاحظاتها الافتتاحية، فإن هذه الأزمة لم تأت من فراغ. لقد بدأت كنتيجة لسياسات فاشلة لحصار غزة للثمانية عشر شهراً الأخيرة، حصار نشأ عنه إفقار وخفض المستوى المعيشي إلى حالة إملاق لشعب كامل تقريباً. قبل الحرب، ما يقرب مما نسبته 80% من الشعب الذي يبلغ 1.5 مليون كان يعيش على المساعدة الغذائية للأمم المتحدة. لقد تم تدمير الاقتصاد المحلي بأكمله تقريباً، سواء الزراعة، أو الصيد، أو الصناعات الصغيرة، أو تجارة الشعب. لقد أغلقت أبوابها جميعاً تقريباً وأصبحت إما خارج البلاد إذا ما كان لديها فرصة للمغادرة، وهو أمر كانت أقلية محظوظة وحسب قادرة على القيام به، وإما كانوا يجلسون في البيوت ويتساءلون متى ستتحسن الأمور.

الغالبية العظمى من الشعب، ليسوا موضعاًَ لتسقط الأخطاء في سياسات القضية، والتي تشتمل على التحفظ السياسي ما بين حماس وفتح، وكذلك صراعاً بين إسرائيل وحماس وإسرائيل مدعومة من قبل حلفائها الغربيين. لذا في هذا الوضع، فقد تم إقحام (الأنوروا) باعتبارها وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين، قد تم إقحامها بشكل غير مريح كما أقول تحت الضوء. يشكل اللاجئون ما نسبته 70% من شعب غزة تقريباً. 1.1، من 1.5 مليون.. وسيذهب معظم هؤلاء بشكل اعتيادي إلى مدارس الأنوروا وعياداتها وسيحصلون على الخدمات الاجتماعية من الأنوروا. لقد تم تعليق معظم هذه الخدمات طبعاً.

ولكن أمنحكم بعضاً من الشعور بأبعاد الأزمة الإنسانية، وهي التي في الحقيقة بالغة الفجيعة. تتغير الأعداد يومياً تقريباً، لذا فإنني أحصل على تجديدات بشكل مستمر من زملائي في الموقع. وتشير الأرقام الأحدث إلى وجود 40.000 شخص لجأوا إلى مدارس الأنوروا والتي تم إغلاقها أمام غاياتها الاعتيادية وتحويلها إلى ملاجئ مؤقتة.

إن بين أيدينا بضعة مئات من الأشخاص الذي أصيبوا بإصابات خطيرة، والذين لم يكونوا قادرين على الوصول إلى المشافي. في الظروف الطبيعية، تضع 300 امرأة أطفالاً كل يوم، واللاتي لسن قادرات على الوصول إلى المستشفيات للوضع. وتحتاج ثلث هؤلاء عادة إلى عمليات قيصرية. وهذا غير ممكن الحدوث في الوقت الراهن لأن المستشفيات تكافح فقط وبالكاد مع المصابين والقتلى من النزاع.

من بين طاقمنا لدينا خمسة قتلى حتى الآن. وتسعة متدربين من مركز تدريب غزة التطوعي قتلوا كذلك في البداية. لقد سمعتم جميعاً عن الحادث الذي ضرب فيه القصف العشوائي  إحدى مدارسنا في جباليا. والتي قتلت (43) شخصاً. وقد أكدت تحقيقاتنا الخاصة أنه لم يكن هناك إطلاق نار من هذه المدرسة ولا وجود للمقاتلين في داخل المدرسة كذلك.

إذن الإصابات تحدث فعلاً وهي آخذة في التعاظم. ما يقرب من ثلث العدد الكلي من الذين أكدت وفاتهم كانوا من النساء والأطفال. إنني أعتقد أنه من الصعب بشكل خاص أن نكون قادرين عن الحديث عن مدنيين وغير مدنيين في هذا السياق الخاص بسبب الطريقة التي نظمت بها حماس نفسها، لذا يكون من الأفضل تصنيف الفئات باعتبارهم مقاتلين وغير مقاتلين. إن عدد القتلى من المقاتلين يشكل على الأرجح أغلبية الذين قتلوا، ولكن مع استمرار الاجتياح البري، فإن عدد إصابات المدنيين قد ارتفعت وهي بالتأكيد في طريقها لأن ترتفع أكثر.

ليس لدينا صورة كلية عن عدد الناس الذين تم تزويدهم باحتياجاتهم في المنازل، وأحياناً في هدم منازلهم، لأن التحرك حول غزة خطير جداً. إننا لا نعرف حتى أين أعضاء طاقمنا الـ(10.000) في الوقت الحالي لأن الناس لم يكونوا قادرين على إعادة شحن هواتفهم الخلوية. الخطوط الأرضية قد أسقطت في الوقت الحالي، طبعاً، والتحرك حول غزة هو صعب للغاية.

مؤخراً، كان من الصعب بشكل متزايد أن نكون قادرين على تحريك السلع في داخل غزة. إحدى القضايا هي إحضار موارد الطوارئ إلى غزة. وغزة بالطبع، منطقة تعتمد بشكل كامل تقريباً على استيراد المواد الأساسية، سواء كانت طعاماً أو وقوداً أو موارد طبية. وليس لديها مقدرة محلية على الوفاء بهذه الاحتياجات الأساسية. لذا ما إن يتم تحريك البضائع إلى الداخل، ونقاط العبور التي سمح بفتحها هي نقاط عبور عسكرية صغيرة للغاية، نقطتي عبور كرم أبو سالم وسوفا. وقد بقيت نقطة عبور الكارني والتي هي نقطة العبور التجارية الرئيسية، والتي هي المنطقة التي أصررنا على وجوب فتحها، بقيت مغلقة من قبل إندلاع القتال. وإنها واحدة من مطالبنا الأساسية كأمم متحدة أنه يجب إعادة فتح معبر كارني للسماح بالمرور الاعتيادي لدخول البضائع التجارية وبالتالي يتم تخفيف العبء عن الوكالات الإنسانية وللسماح للقطاع التجاري بالبدء بإعادة التخزين في المحلات وتوفير العناصر الأساسية تماماً والتي يحتاجها الناس. سواء كانت الورق الصحي أو مسحوق الغسيل، وضروريات أخرى للحياة قد نفذت تماماً في المتاجر المحلية.

المادة الآخرى، التي تعاني من شح شديد في الموارد في غزة هي النقود. لقد تضورت غزة جوعاً للنقود لمدة طويلة من الزمن. تتم عملية وضع القيود على النقود من قبل السلطات الإسرائيلية عبر نظام البنوك، سواء كان ذلك من أجل الدفع لطاقم الأمم المتحدة الذي يقوم بعمل مهم لإنقاذ الأرواح أو لبرامج التغذية في المدارس والذي كان علينا تعليقه بسبب نقص النقود، لقد اضطر الناس تقريباً إلى اقتصاد المقايضة. يعيش الناس في منازلهم في الظلام، في البرد، يحرقون الأثاث كي يكونوا قادرين على تسخين أي طعام يستطيعون إيجاده. أي أن شعباً كان يعيش حياة مريحة نسبياً، ذات طبقة متوسطة، بمعايير بلد نام ، قد تم اضطراره إلى حالة من الحرمان الكبير. ونطاق هذه المشكلة لم يتم إدراكه بشكل كامل بعد.

بالمعايير الإنسانية، فإننا نقول إن هناك قضيتين رئيسيتين هنا. الأولى هي أزمة حماية، فالناس غير قادرين على الحصول على الحماية التي يحتاجونها والذين هم مخولون بالحصول عليها. فخلافاً لأي مكان في العالم لا يستطيع الغزاويون أن يهربوا. لو كانت هذه دارفور لكان بإمكانهم أن يهربوا عبر الحدود إلى إحدى الدول المجاورة. إنهم غير قادرين على فعل ذلك. إنهم لا يستطيعون الذهاب إلى كل من إسرائيل أو مصر لأن الحدود بقيت مغلقة. وليس الأمر أن هذه البلدان ليس لديها القدرة أو المقدرة على فتح الحدود فيما لو أرادوا ذلك. فبعد كل شيء، فعندما ارتبطت حماس بأحد أعدائها المحليين الذين يتزعمهم رجال الحرب من عشيرة الحلي قبل عدة أشهر، هرب عدة مئات من المقاتلين وأفراد العائلة من هذه العشيرة إلى حدود إسرائيل، حيث تم استقبالهم، وإطعامهم، وكسوتهم، وتضميد جراحهم، وتم إرسالهم إلى الضفة الغربية.

لذا فالمثال السابق موجود هناك ليقول إنه إذا ما وجدت الإرادة، فسيكون هناك الطريقة التي تجعل منها أمراً ممكنا. ولكن فقط في غزة لديكم شعب ليس لديه حرفياً مكان يذهب إليه، وحيث حتى الملاجئ التي ينبغي أن تكون في مدارس الأمم المتحدة قد أثبتت أنها ليست آمنة.

لذا فالسكان مذعورون وذلك طبيعي، ومصدومون، ومعرضون لقصف جوي عنيف. سأقول إن التأثير ليس فقط على الأطفال، والذين يشكلون نسبة عالية من الشعب الغزاوي، ولكن على غالبية الشعب كله والذي كان عليه أن ينتقل من مساكنه أو عانى من المآس بطريقة أو بأخرى.

الأزمة الثانية هي أزمة وصول. إنه الوصول الذي ينبغي أن يكون أساسياً، واجباً بحكم العادة، وفق القانون الدولي للناس أن يصلوا إلى المساعدة الطبية أو موارد الطعام والماء. لم نكن قادرين على الوصول إلى العديد من الناس في المجتمعات التي تم قطعها من قبل خطوط جيش الدفاع. لذا فإننا لا نستطيع الإخبار عن النطاق الكامل للمشاكل. هم بدورهم لم يكونوا قادرين على الوصول إلى العيادات أو المستشفيات ليتيحوا للجرحى أن يتم علاجهم.

لم نكن قادرين على تحريك السلع من مخازننا الرئيسية إلى مراكز توزيع الغذاء. ولم يكن الناس قادرين على الاستفادة من نافذة الثلاث ساعات غير الكافية للمساعدة الإنسانية، والتي تم خرقها إلى حد كبير، ليكونوا قادرين على الخروج والحصول على السلع من مراكز توزيع الغذاء المحلية.

لذا فالتدابير الحالية، فبينما هناك درجة من التعاون والتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، والتي كانت مفيدة، كانت غير كافية فعلاً للوفاء بنطاق الحاجات. إننا نستطيع فقط ترديد النداء من السكرتير العام، والذي كرره مرة أخرى اليوم أثناء مقابلته مع الرئيس مبارك، من أجل وقف فوري وكامل لإطلاق الناس. فقط هذا سيتيح لنا التعامل حينها مع النتائج والبدء بتقويم نطاق الدمار الذي تسبب به في غزة.

شكراً لكم

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ