ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 08/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الشرق الأوسط الجديد

بقلم ريتشارد هاس

مجلة نيوزويك / كانون الثاني 1-8/2007

كما ساعدت حرب العراق في إنهاء الحقبة الأمريكية في المنطقة, فان هناك نظاما جديدا سينبثق في المنطقة.

مع وجود أكثر من مائة ألف جندي على الأرض في العراق وعلى الرغم من دعوات الكونغرس للانسحاب من العراق , وتبني  الشعار الجديد "حماية القوات" , لم يعد الجدل فيما إذا كان العراق يشهد حربا أهلية , فهي في الواقع جزء من مشهد الفشل الكامل, جزء منها حرب أهلية وجزء آخر حرب إقليمية. المتمردون, الميليشيات و الإرهابيون نشطون الآن أكثر من أي وقت مضى . إنتاج النفط و الكهرباء بقي على مستوياته أو اقل منها قبل الحرب . موت العراقيين وإصاباتهم مرتفعة أكثر من أي وقت مضى. و ما يزيد الأمور سوء هو عبور المتطوعين إلى العراق من إيران(لمساعدة الأغلبية الشيعية) و من سوريا (من السعوديين و غيرهم الذين يعبرون لمساعدة السنة المحاصرين).و  القوات التركية على أهبة الاستعداد للدخول إلى شمال العراق . و خشية الجمهوريين هو  أن تؤدي الانتخابات القادمة إلى مزيد من الخسائر في الكونغرس و أن يمسك الديمقراطيون بزمام الأمور في الكونغرس.

إن العراق ليس مشكلة وحيدة أو هجينة  في الشرق الأوسط . فالحكومة اللبنانية الجديدة قد أوشكت على الانهيار ر بعد شهور من هجوم حزب الله عليها بدعم إيراني سوري. الدولة الفلسطينية إن بقيت فستكون ضعيفة و فاشلة. مع الاقتتال الداخلي بين فتح وحماس . و في مصر الرئيس مبارك متمسك بالسلطة و يريد توريثها لابنه جمال من بعده. بينما يدعي الإخوان الراديكاليون ولاء كثير من أطياف الشعب المصري لهم. و الأردن كذلك يبدو عرضة للمشاكل اثر توقع تدفق كثير من اللاجئين العراقيين إليه وكذلك هناك مشاكل الانقسام الاجتماعي الموجودة. و هناك تشابه كبير بين أفغانستان والعراق من حيث ضعف الحكومة المركزية التي تحارب طالبان و الآخرون يتعلمون في شوارع بغداد. 

إيران رفضت قرار مجلس الأمن و تمضي قدما في برنامجها النووي . و هناك تقارير إلى أن إسرائيل تخطط لشن هجوم وقائي على إيران . و هناك شائعات تشير إلى انقسام بين الرئيس و كبار أعضاء مجلس الأمن القومي , من حيث أن بعضهم يقف مع إسرائيل في مهاجمة إيران (باستخدام طائرات  هجومية لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية) و آخرون يرفضون ذلك,  وهناك جدل يقول إن إيران لن تسكت وستنتقم, و هناك كثير من الحكومات الصديقة لأمريكا  سوف تسقط و سيرتفع سعر برميل النفط إلى أكثر من 150 دولار . هناك انطباع سائد أن الشرق الأوسط سيخرج عن السيطرة و أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها الكثير لتفعله حيال ذلك.

هل هذا هو المستقبل؟ مع الحظ , فان ذلك لن يحدث كله. من ناحية أخرى, انه لمن السهل تصور أن الأمور سوف تسوء أكثر من ذلك. و لكن هناك شئ واحد مؤكد : أن الحقبة الأمريكية في المنطقة قد انتهت.و أكثر من أي شيء آخر ، فان حرب العراق كانت هائلة  عسكريا و اقتصاديا و دبلوماسيا و عملية خلخلة الموازين في المنطقة كل ذلك أدى إلى النهاية. و عامل آخر من العوامل المهمة هو: موت عملية السلام ,و سطوع نجم حماس وحزب الله ,و أحادية إسرائيل في التعامل , وابتعاد جورج بوش و حكومته عن الدبلوماسية النشطة .و سقوط وفشل الأنظمة العربية التقليدية في كبح جماح الإسلام الراديكالي, كما تدل الأرقام على ذلك , وكما فعلت العولمة أيضا. فانه لم يكن من السهل للأفراد و الجماعات إيجاد المال و الأسلحة, أو نشر أفكارهم بما فيها الأفكار العنيفة و معاداة أمريكا. و لكن لنكن واضحين : ان الجروح التي تعرضت لها أمريكا في المنطقة كانت بسبب أمريكا نفسها. 

إن هذا التحول السياسي الكبير في المنطقة ليس الأول من نوعه . فهذه الحقبة الحديثة ترجع في أصولها إلى 200 سنة, بداية من عام 1798 مع ضعف الدولة العثمانية. بعدها مرحلة استعمار ما قبل الحرب العالمية الأولى و التي سيطرت عليها كل من بريطانيا و فرنسا, و التي اتبعت بعد ذلك بالحرب الباردة ,و التي تميزت بانخفاض في حرب الاستنزاف الأوروبية, و صعود القومية العربية و من ثم ظهور القوتين العظميين.إن انهيار الاتحاد السوفيتي أدى إلى ظهور الحقبة الأمريكية .  و التي كان من أهم سماتها هو قيادة أمريكا لعملية تحرير الكويت عام 1991, و مؤتمر السلام في مدريد, و جهود كلينتون غير الناجحة في صناعة عملية السلام في كامب ديفيد الثانية.  هذه الحقبة الأمريكية تزامنت مع ذروة "الشرق الأوسط القديم" : حيث الأنظمة القمعية و التي تضطهد شعوبها, انخفاض سعر برميل البترول, و التعايش غير السهل بين إسرائيل و الفلسطينيين و العرب , ظهور  إسرائيل كقوة نووية وحيدة حاليا في الشرق الأوسط. إخلال التوازن في العراق و التقسيم الداخلي لإيران, و الهيمنة الأمريكية. 

وعلى أي مدى كان الاختصار , فانه سيعطي المجال للعهد الجديد و الذي سيكون فيه كل شئ إلا الترحيب. كيف سنجذب هذه الرؤى القديمة في شرق أوسط جديد مشابه لأوروبا في السلام و الرخاء و الديمقراطية كما تبدو اليوم. بدلا من ذلك يمكننا أن نتوقع شرق أوسط  سيسبب ألما كبيرا لنفسه و لأمريكا وللعالم كله. في هذا العالم الجديد , فان تأثير الولايات المتحدة سيتضاءل كثيرا و اقل مما كان عليه قبل حرب العراق. الشركاء السابقون سوف يتخذون طرق ومسارات مستقلة عن الولايات المتحدة . و روسيا يوف لن تؤيد العقوبات على إيران . و أوروبا سوف تعارض الدعم اللامحدود لإسرائيل. و الصين سوف تركز على التفاوض على الحصول على صفقات طاقة جديدة وهو ما يضمن أن البترول سوف يستمر في النمو. بغض النظر عن الاعتبارات السياسية الأخرى. 

وشيئا فشيئا , سوف تظهر إيران كلاعب أساسي,و كقوة امبريالية تقليدية مع طموحات بان تفرض رؤيتها على المنطقة و سوف تعمل على تحقيق أهدافها على ارض الواقع. مصر و السعودية غالبا سيبدآن برنامجا نوويا. إسرائيل تبدو أيضا عرضة للمشاكل , وذلك من أعباء و تكاليف الاحتلال و التحديات المتعددة لأمنها القومي. و من غير المحتمل ان تكون هناك عملية سلام منظمة في المستقبل و ذلك لغياب الشريك الفلسطيني القادر و الراغب على عمل تسوية معينة.

التوترات بين السنة و الشيعة سوف تنمو في المنطقة و سوف تقع في الواقع في المجتمعات المقسمة مثل لبنان و البحرين والسعودية. و تشكيل الميليشيات سوف ينمو ويزدهر, مع نمو مضطرد للجيوش الخاصة في العراق و لبنان و المناطق الفلسطينية. الإرهاب سوف تتسارع عجلته. لبنان و السعودية و إسرائيل ومصر سوف يستهدفون من قبل الإرهابيين من اجل إضعاف وتشويه حكوماتهم . و في مواجهة هذه التحديات و مع الانطباع السائد أن  الديمقراطية سوف تكون عبارة عن فوضى . فان الأنظمة العربية بما فيها مصر و السعودية سوف تواجه و تقاوم عمليات الإصلاح.

أما العراق فانه سوف يبقى ضعيفا و منقسما و سيستمر العنف فيه إلى سنوات. الأكراد و الشيعة و السنة سوف يعيشون منقسمين و مستقلين عن بعضهم , نتيجة التطهير العرقي. و سوف تنتقل سياسات الولايات المتحدة من تحقيق النجاح إلى تقليل التكاليف سواء في العراق أو في المنطقة ككل. و الذي سيقود بدوره إلى خفض عديد القوات الأمريكية في المنطقة , و إعادة التركيز في دورها على منع الحرب الأهلية من أن تمتد إلى باقي المنطقة.

إن خيارات أمريكا محدودة جدا في هذا الإطار, فتعطشها لنفط المنطقة , و حربها مع الإرهاب و التزامها مع إسرائيل ومع الدول العربية المعتدلة يوجب عليها أن حافظ على دورها. و لكن كيف ؟ إن خبرة أمريكا في العراق يجب أن تستخدم كتحذير على استعمال القوة العسكرية. فإنها لم تثبت قدرتها في مواجهة الميليشيات المنظمة أو الإرهابيين المسلحين بشكل جيد , أو من قبل السكان المحليين الذين هم على استعداد للموت في سبيل قضيتهم. و على الرغم من بعض النداءات التي تحث على استعمال القوة  ضد إيران لمنعها من الحصول على القنبلة النووية فان النداءات الداعية لعدم فعل ذلك قد ازدادت ولم تقل مع مرور الوقت. و ذلك لأسباب تتراوح بين  مخاطر الرد والانتقام الى صدمة النفط التي سوف يواجهها الاقتصار العالمي.

إن على أمريكا أن تعيد النظر و التفكير بكون أن الديمقراطية نقطة مركزية في السياسة الخارجية. نعم إن الديمقراطيات الناشئة لا تميل لان تعتدي على بعضها البعض. و لكن كم من العقود سيستغرق من اجل إنشاء ديمقراطية حقيقية في المنطقة, حتى تحت اشد الظروف مثالية؟في هذه الأثناء يجب العمل مع  كثير من هذه الأنظمة غير الديمقراطية لمواجهة التحديات المشتركة. وليست الديمقراطية هي الجواب في حد ذاتها لمشاكل الإرهاب. إن المجتمعات التي تستطيع تقديم فرص سياسية و اقتصادية لأبنائها اقل ميولا إلى الراديكالية. إلا أن بريطانيا لم تثبت كثيرا هذه المناعة.  حماس و حزب الله ابلوا بلاء حسنا في الانتخابات و ذلك من أجل ان يكونوا جاهزين لهجمات جديدة بعد ذلك و هذا يعزز هذه النقطة.إن الديمقراطية غير نافعة عند التعامل مع مجتمعات متطرفة أو مع متطرفين دينين . يجب أن يكون هناك إعادة تركيز على نشر التعليم, و راسمالة الاقتصاد و فتح الأسواق و تشجيع العرب والمسلمين على التحدث بطريقة تعيب الإرهاب و الداعمين له.  

على أمريكا أن تدرك أنها لا تستطيع فرض حل على العراق. على واشنطن أن تنشا منتدى إقليمي مماثل لذلك الذي اوجد لمساعدة أفغانستان. و هذا يستدعي من واشنطن التحدث مع كل من إيران وسوريا. فسوريا في وضع يسمح لها بالتأثير على حركة المتسللين إلى العراق عبر أراضيها و الحد من حركة الأسلحة إلى لبنان. و لديها تأثير كبير على حماس. هناك عمل كبير لحث سوريا على إغلاق حدودها مقابل الحصول على فوائد اقتصادية كبيرة (مدعومة من الحكومات العربية وأوروبا و أمريكا) و التزام بإعادة المحادثات حول وضع مرتفعات الجولان. إن التاريخ يبين أن سوريا الدولة التي شاركت في تحالف حرب الخليج الأولى بقيادة أمريكا و التي حضرت مؤتمر مدريد للسلام في بداياته, ممكن أن توافق على هكذا اتفاق.

أما إيران فإنها قضية أصعب , و لكن بالنظر إلى أن تغيير النظام ليس منظورا على المدى القريب و ان القوة العسكرية قد تكون خطرة, فان الدبلوماسية هي أفضل خيار مطروح حالياً. أن أي مفاوضات يجب أن لا تكون مشروطة وان تكون شاملة , ويجب أن تتم معالجة برنامج إيران النووي و دعمها للميليشيات الإرهابية. و سوف يقدم لإيران منظومة من الحوافز الاقتصادية و السياسية و الأمنية و أمور متعلقة بالطاقة بدعم عالمي كبير,ان أي شروط ابتدائية قاسية ستضعها الولايات المتحدة لتشديد العقوبات على إيران يجب أن تفشل دبلوماسيا. فالموضوع يجب أن يكون عاماً. الإيرانيون العاديون يجب أن يعرفوا الثمن الذي سيدفعونه نتيجة للسياسة الخارجية المتطرفة لحكومتهم . إن الضعف الذي ظهر فيه الرئيس الإيراني في الانتخابات الأخيرة يفترض أن هذا النظام قابل للسقوط من الداخل.

عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية يجب إعادة إحيائها. فهذه القضية بقيت تشكل الرأي العام في الشرق الأوسط. على أمريكا أن توضح ماهية الحل للنهائي للقضية. و أن تشترط ان تقوم الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 و ان  الفلسطينيين سوف يعوضون عن المناطق التي أخذتها إسرائيل من اجل حماية أمنها و ديمغرافيتها. الرؤية الأكثر تفصيلا و كرما, سوف تصعب الأمور على حماس في تبرير موقفها من اختيار المواجهة. و إذا استطاعت أمريكا أن تعيد دورها "كوسيط نزيه" في المنطقة , فسوف تكون اقل سلبية مما هي عليه الآن وفي السنوات الماضية.

لا شئ من هذه المقترحات يضمن النجاح. و لكنه يوضح كيفية وقف تدهور أمريكا في المنطقة. و السؤال هو ,هل هناك أي حل واحد للشرق الأوسط. مهما كان ما تفعله أمريكا, أو ما لاتفعله. ان المنطقة سوف تبقى في اضطراب لعدة عقود.و لكن هذه ليست وصفة حاسمة و محتومة. في التاريخ  هناك فارق أساسي بين الشرق الأوسط الذي يفتقر الى معاهدات سلام رسمية و  اخر يوضح الإرهاب و الحرب, وبين منطقة تحت قوة إيران ومنطقة تسيطر عليها إيران, وبين جزء من العالم و الذي له علاقة ليست سهلة مع الولايات المتحدة و مع جزء من العالم مملوء بالكراهية.     

التاريخ يظهر أن الحقب في الشرق الأوسط ممكن أن تمتد إلى قرون أو إلى خمسين سنة . و من الواضح أن أمريكا و العالم مهتمة في تقصير هذه الحقبة إلى اقل فترة ممكنة.

http://www.msnbc.msn.com/id/16408291/site/newsweek/page/4/   

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ