ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 03/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الاستشراق يشكل تحدياً للسياسة الأمريكية

أكسفورد & هيرالد تريبيون - 20/2/2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

على الرغم من أن مفهوم الاستشراق الذي قدمه ادوارد سعيد أدى الى خلق نقاشات بناءة حوله, إلا أنه قد حرم الدارسين في المجالات الثقافية و دراسات المنطقة كثيرا من الأشياء وكان مفيداً لصانعي القرار والسياسيين. و على كل حال فان سعيد قد قام بتقديم طريقة واعدة جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية و الدبلوماسية العامة.

عبر نجاحه في تصوير جميع المناهج الدراسية التي تقوم على دراسة الشرق الأوسط و المجتمعات غير الغربية على انه جميعه نوع من أنواع الاستشراق, فقد أجبر سعيد الدارسين أن يكونوا أكثر حذراً وصرامة في دراستهم وتحليلهم لهذه الجماعات. ان هذا الأسلوب و النهج الجديد قد غير بعمق الطريقة التي تتعامل بها الدول الغربية مع العالم غير الغربي.

وفي العقود الثلاثة الماضية تغيرت النظرة الأوروبية وبصورة ثورية وكبيرة الى الشعوب الأخرى. فحتى نهاية الستينات وصف الدارسون شعوب الشرق الأوسط على أنهم " شرقيون" , مع ما كانت تحمله هذه التسمية من تأثيرات خاصة. ان هذه النظرة غير مقبولة حالياً. على أي حال, فان زوال هذا المنظور و النهج في رؤية الناس كان له تأثيرات كبيرة ومهمة على عملية صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة. 

لقد وجهت نظرة المستشرقين القديمة الدبلوماسية الغربية معظم الأوقات في  القرن الماضي. و قد توافقت هذه النظرة بصورة مريحة مع الافتراضات الاستعمارية بأن المجتمعات الغربية تناضل من أجل تأكيد ذاتها بعد الحرب العالمية الثانية. و مهما يكن, فان هذه النظرة قد انهارت بشكل نهائي مع قيام الناس وثورتهم ضد القوى الاستعمارية.

على الرغم من استنكار أمريكا المتكرر للاستعمار, فان الولايات المتحدة عانت في الكثير من المرات من وصمها بالاستعمار. لقد عملت القيادة الأمريكية القليل من الأشياء لإبعاد هذه التهمة عنها خلال مقاومتها للمد الشيوعي.

ان فكرة أن العالم الغربي عبارة عن بركة من الكراهية ضد الناس الشرقيين و بلادهم قد تفجرت عام 1978 مع نشر ادوارد سعيد لكتابه " الاستشراق" .

* التأثير العلمي : لقد قدم الكتاب مجموعة من المقالات النقدية اللاذعة حول وجهات النظر العلمية الغربية حو ل العالم العربي. كما أنه قام بتوجيه ضربة قوية وقاصمة الى "الدراسات الشرقية".

دراسات ما بعد الاستعمار: لقد كان لتحليلات سعيد تأثير هائل على البحوث العلمية و النقاشات العامة. فقد قال بأن مفاهيم مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد طورت وساعدت الغزو الاستعماري لهذه المناطق. وهذا أدى الى وجود فكرة دراسات "ما بعد الاستعمار"

القبول الواسع الانتشار: لقد تم قبول أفكار وتحليلات سعيد بشكل كبير. لقد تطرق عبر تحليلاته الى وجود النزعة الاستعمارية و الكراهية في أوساط النخبة في الغرب. و على الرغم من ان أفكاره قد تعرضت الى النقد بصورة لاذعة وقوية, إلا أن الفكرة الجوهرية تبقى هي الأساس

* التأثير السياسي: وجه الانتقاد الى علماء الانثروبيولوجيا (الإنسانيات) بأن مهنتهم كانت خادمة ووصيفة للمؤسسات الاستعمارية. ولهذا فقد رفض علماء الإنسانيات المحترمون العمل كمستشارين للحكومات الغربية.

ان هناك نقاشين حاليين فيما يتعلق بتأثير أفكار سعيد على حرب العراق:

الغياب النسبي في أوساط الإدارة الأمريكية لدارسين يتكلمون اللغة العربية اعتبر بالنسبة لبعض النقاد دليلاً على العقلية غير التبادلية عند المستشرقين.

* ان النقاشات الجدلية القليلة تظهر أن تأثير دراسات سعيد قد ساهمت في تقليل برامج الدراسات الاستشراقية في الكثير من الجامعات الغربية. وهذا الأمر ربما قد ساهم بشكل كبير في فشل أمريكا في العراق.

إن الدول الغربية تواجه تحدي الفهم الأفضل للمجتمعات غير الغربية, بينما تتجنب اتهامات الأبوية للاستشراق و الامبريالية. وطبعاً فان هذه التهمة الأخيرة غير دقيقة. وعلى كل حال, فان محو تأثيرات الحقبة الاستعمارية يحتاج إلى تغيير في اتجاهات الأجيال الغربية. وقد تم التخفيف من تلك التأثيرات و المشاعر من خلال البرامج المتبادلة بين الشرق والغرب.

ان النقد الذي وجهه سعيد قد كشف حدود فهم المجتمعات الغربية لنهاية الاستعمار. ان الكثير من الشعوب غير الغربية تشعر بأنها مهملة و متجاهلة و لديها صورة مشوهة عند الغرب, مما عمق الاتجاهات السلبية في الدول الشرقية تجاه الولايات المتحدة. وهذا يعني الحاجة الى سياسة علاجية و دبلوماسية عامة تتضمن ما يلي:

* مخاطر "بناء الديمقراطية" :  ان الدول غير الغربية لا يمكن أن يتم التعامل معها على أساس أنها تابعة لسادتها المستعمرين السابقين بدون توليد مشاعر عامة بالاستياء و الكراهية.

* التخفيف من حدة الخطاب الغربي: يجب الحد من أسلوب الخطابة ذو النبرة العالية فيما يتعلق ب "صراع الحضارات" و يجب أن يتم منعه.

* التوفيق بين القيم الأساسية: على واشنطن أن تحدد كيف على المجتمعات الغربية وغير الغربية أن تناقش بموضوعية المفاهيم المعقدة مثل مفاهيم " الخير" و "الشر" .

* مفاهيم الحرب على الإرهاب: الدول الغربية وغير الغربية عليها أن تستثمر الدراسات القطرية واللغات لدعم التفاهم الثقافي بينها.

ان القوى التي تقود و تصنع الانقسامات بين الدول الغربية و بين الدول التي لا تسود فيها القيم الغربية, هي في الحقيقة جزء من ارث الحقبة الاستعمارية. ان الاعتراف بهذا و أخذه بعين الاعتبار في عملية صنع القرار, قد يساعد على التخفيف من مشاعر الاستياء العام على الغرب في كثير من المجتمعات غير الغربية.

 

http://www.iht.com/articles/2007/02/20/news/oxan.0220.php

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ