ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عادوا إلى الفطرة

(70 قصة حقيقية مؤثرة)

إعداد : أبو إسلام أحمد بن علي

(66)

قصة إسلام ممرضة بالمملكة (مريم العصر)

لما سمعت قصتها وكلامها، وهي تتحدث عن مسيرتها الجهادية، ورحلتها الإيمانية، جذبتني مواقفها، وشدتني نبرات صوتها، ورق قلبي وهي تتحشرج الكلمات في فمها، وتتساقط الدمعات من عينها، ونغص بالكلام فما تكاد تظهر لولا ثباتها ورباطة جأشها، ومعاودة الحديث عن رحلتها ومسيرتها.لقد تذكرت بحديثها موقف امرأة عمران وابنتها " مريم " (إذ قالت امرأة عمران رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) وقصتها معروفة في القرآن الكريم  . لقد كنت أقرأ ذلك، ولم يكن يخطر لي على بال أن الصورة ستتكرر في القرن الخامس عشر الهجري. آجل.. لقد أعاد التاريخ ذكرياته هاهي الأخت الفلبينية " ماريا " تلدها أمها بعد حرمان، وينذرها أبوها للكنيسة، فأبوها كاثوليكي متدين، وتعيش فتاتنا صاحبة الأربعة عشر ربيعاً في أحضان الكنيسة، وتتلقى تعاليمها وطقوسها على أيدي القسس، لتصبح بعد فترة من الزمن مثقفة والعة بالدين الذي عليه أبواها وأهل بلدتها قاطبة، تقول عن نفسها: "لقد تعلمت النصرانية وبدأت التفقه في الدين" حتى أصبحت مدافعة عن الكنيسة، ومبينة لأفكارها وعقائدها، وأثمرت غرسه الأبوين، وفرحا بفتاتهم البالغة  . وسارت الأمور على هذه الوتيرة، ولكن مع نمو الفتاة واتساع دائرة معرفتها وانشغالها في دراسة التمريض، واطلاعها على الحياة، أخذت تشعر بخواء روحي، فلم تعد الكنيسة تقنعها، وتلبي تطلعاتها.  وأمام ضيق ذات اليد عند أبيها، شعر بحاجة أبنته وعملها، ولم يعد الدخل في الفلبين يكفي لسد حاجة الأسرة رغم قلة عدد أفرادها ، مما جعل الوالد يفكر في خروج أبنته إلى بلد ذي دخل طيب، وكان القدر يسوق البنت الممرضة إلى المملكة العربية السعودية، وأصبحت الأسرة أمام خيارين أحلاهما مر، كما يقال إما الفقر والحاجة، وإما السفر إلى مهد الإسلام، وبلد الحرمين الشريفين، ومعه الخوف على دين الفتاة الراهبة، واختارت الأسرة الخيار الثاني، وقامت بإعطاء الفتاة جرعات وقائية ضد الإسلام وتوصيات منفرة حتى لاتترك دينها، وتدخل في الإسلام الكريم، تقول ماريا: "وأخذت من الكنيسة تعاليم مضادة للإسلام حتى كرهت هذا الدين وتقول: "وأخذ أبوي علي عهداً أن لا اتصل بمسلم" وحفظت الفتاة الدرس، وعزمت على تنفيذ الوصية، وجاءت إلى المملكة على مضض، يراودها الأمل في الراتب والدخل ، فتسترسل في أحلام وآمال ، ويقطع أحلامها هاجس الإسلام والرعب من المسلمين، وقدمت إلى أبها في مستوصف" القابل" وتسير في عملها حذرة، تأخذ مع الزائرين والزائرات وتعطي بمقدار ماتحتاج المصلحة، ولكن طبيعة العمل فرضت عليها الانفتاح بعض الشيء، وكان نصيبها مع أخت سعودية حريصة على الدعوة تقول الأخت ماريا. "وأخذت هذه الأخت تمدني بالأشرطة والكتب" ثم شاءت إرادة الله تعالى أن تتعرف على طبيب في المستوصف فأعطاها معلومات وافية عن الإسلام.ومن حينها بدأت مسيرة الحياة.. مسيرة الإنقاذ.. مسيرة الخروج من الظلمات إلى النور، من لوثة التثليث إلى صفاء التوحيد، ومن طقوس الضلال والدجل إلى ظلال الإسلام ورحمته.أخذت القناعات تتسلل إلى قلبها وعقلها، وأخذت المقارنات بين ماكان في الكنيسة وظلماتها، وبين وضوح الإسلام وصراحته، وقررت أن تقرأ القرآن، وهي المسيحية الكاثوليكية المثقفة، وقرأته بالفعل فما الذي حدث ؟؟ تقول الأخت ماريا: "وجدت أن القرآن يخاطبني شخصياً" ثم جاء شهر رمضان.فأحبت في نفسها أن تجرب الصيام، بعد أن رأت جماعة المسلمين تقوم بهذه الفريضة وفعلاً صامت، فلاحظت شعوراً روحياً وزيادة ملحوظة في هذا الجانب ومن ثم تناست مهمتها" كمنصرة" واتجهت إلى الله تعالى، عرفت الطريق إلى الدين الصحيح , وجاءت إلى مركز دعوة وتوعية الجاليات بأبها لتعلن إسلامها على العالمين، وتريد تغيير اسمها إلى "مريم" تيمناً بأم عيسى – عليه السلام – وبدأت محنة اعتناق الدين الإسلامي مع الأهل والوالدين خصوصاً، ولم ترد أن تكتم إسلامها، فأخبرت والديها بـذلك، فكان النبأ كالصاعقة تنزل عليهما، لقد تعبا وربيا وعلماها وغذياها بكل ما يضاد الدخول في الإسلام، أو مجرد التأثر به ولكن الله غالب على أمره، ولابد للإيمان أن يأخذ طريقه إلى النفوس الصافية الصادقة، قال لها أبوها وأمها وإخوتها بلسان واحد: "نحن بريئون منك حتى تعودي إلى دينك، ونريد منكم البقاء على دينك – بصراحة تامة – إنك تريدين أن تسببي لنا مشاكل ببقائك مسلمة " وكان موقف الأخت ثابتاً ثبوت الجبال الراسيات" ما دام الله راض عني فلا أبالي" وعندما سئلت عن تعاليم الإسلام انطلقت قائلة: "لقد مارست العبادة وشعرت بحلاوتها وخاصة الصيام" ياالله .. ما أجمل الإيمان حينما يخالط شغاف القلب، وما أعذب الطاعة عندما تنطلق من إيمان يملا جوانب النفس ويشرق على قسمات الوجه، وتصبغ به الحياة، وأمام هذا الإيمان واستمراريته بدأ موقف الأسرة يتراجع القهقرى ، وبدأ موقف الإيمان يعلو وتعلن الأسرة "لامانع عندنا من موقفك ودخولك في الإسلام ولكن لا نريد تغيير اسمك" ويقول الأخوة في مكتب دعوة الجاليات بأبها لها: ولا مانع من بقاء اسمك "ماريا" فهو اسم زوجة الرسول – صلى الله عليه وسلم – القبطية، قبل الإسلام وبعد الإسلام، وحين تشرفت بأن تكون زوجاً لرسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم  ويستمر علو الإيمان، وتعلن الأخت "ماريا" أتمنى أن يبارك الله في قدرتي لأنقذ أبي من الكاثوليكية، وهكذا كان موقفاً مشهوداً يوم الجمعة: 24/10/1421هـ على منصة مكتب دعوة وتوعية الجاليات للفتاة المسلمة، البالغة من العمر (23) عاماً، وبعد سنة ونصف من دخولها المملكة واستجابتها لنداء الفطرة، وداعي الإسلام، ودخولها في رحابه الطاهرة.

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ