ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 27/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"القوقعة" .. الجهنم الصحراوي

مسيحي من الإخوان المسلمين في سجن تدمر

عنوان الكتاب: القوقعة

اسم المؤلف: مصطفى خليفة

الناشر: دار الآداب – بيروت

عدد الصفحات: 383 من القطع المتوسط

السجن، التعذيب، القتل، في سجن صحراوي له أن يكون التجسيد المتخطي للجحيم، والمتفوق على جهنم وبئس المصير لمن يعتقل ويرمى هناك.

تطالعنا رواية "القوقعة" لمصطفى خليفة ودون مقدمات، بتلك العوالم القاحلة والسوداء، من خلال سرد أشبه بمذكرات سجين أمضى أكثر من اثني عشر عاماً في ذلك السجن، والذي لا يمهلنا كثيرا لننتقل معه إلى هناك، فبعد ما يبدأ به الكتاب من توديعه حبيبته سوزان في مطار "أورلي" بباريس، وعودته إلى الوطن، يلقى القبض عليه في مطار بلده ويعتقل دون أن يعرف تهمته، ويساق مع المنتمين إلى الإخوان المسلمين رغم أنه مسيحي، وليس كذلك فقط بل ملحد أيضاً، الأمر الذي يكرره مرتين أثناء التعذيب، ما يجعله مصدر قطيعة من كل شركائه في المهجع، عدا استثناءات قليلة، وعليه يكون سجنه مضاعفاً، فينسج حوله قوقعة تجعله يمضي أيامه متلصصاً على السجانين والسجناء معاً.

"يوميات متلصص" هو ما حمله أيضاً الغلاف تحت عنوان الكتاب "القوقعة"، ونمضي مع الرواي وهو يحكي عذاباته إلى جانب عذابات من حوله، وكمية التعذيب الذي لا يتوقف إلى لحظة خروجه من هذا السجن الصحراوي، وملازمة الموت لكل من فيه مع المحاكمات الميدانية كل خميس وحفلة الإعدامات التي يتمكن الرواي من التلصص عليها من ثقب في الجدار.

كمية ما يصوره الكتاب من وحشية يتعرض لها السجناء فيه من الصدمة ما يجعل القارىء وهو يتتبعه على مر صفحات الكتاب أن لا يتوقف عن القرءاة، والتفنن والتنويع به يمنح كل فصل جديدا ليس بالحسبان، فالجرب في هذا السجن كفيل بأن يقتل الانسان، كما أن وقوع السجان على فأر مصدر سعادة كبيرة ما دام سيقوم باطعامه لأحد السجناء، والأب يمكن له أن يرى أولاده الثلاثة يعدمون، وليس في ذلك إلا أمثلة سريعة، لما حفل به الكتاب من تفاصيل جهنم، وهول ما قدمه الكاتب من معلومات لها أن تطال المصطلحات التي يتداولها السجن، الكيفية التي تتواصل فيها المهاجع عن طريق شيفرة "مورس"، والحفظة الذي يؤرخون بذاكرتهم اسماء الشهداء وتواريخ قتلهم، وغير ذلك مما يصل بالرواي إلى إطلاق سراحه والجحيم الآخر الذي يواجهه أيضاً.

"القوقعة" وثيقة تاريخية لا تعنى بتسيمة البلد الذي يتحدث عنه مصطفى خليفة، مع وضوح ذلك وضوح الشمس، فالكتاب كما يرد في إهداء المؤلف مشغول يتقديم شهادات السجناء كجزء من حقوقهم المنتهكة، وليكون رد الفعل بعد قراءة الكتاب، بتمثل بأنها بحق شهادة مغمسة بالدم والدموع، وواقع مستعاد يتخطى أعتى مخيلة إجرامية.

   

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ