ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 26/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القوة والإرهاب جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية

نعوم تشومسكي*

ترجمة إبراهيم يحيى الشهابي

دار الفكر,دمشق,2003

عرض د.مهند العزاوي

*الطور الأول من"الحرب العالمية على الإرهاب" العودة الى البربرية في العصر الحديث.

*"الحرب على الإرهاب" حولت أمريكا الوسطى الى مقبرة , إذ ذبح مئات الآلاف من الناس وبما يقارب مأتي ألف شخص وأصبح أكثر من مليون نسمة لاجئين وأيتاما وكتلا من العذاب وارتكب كل ما يمكن تصوره من أعمال وحشية.

*أدانت المحكمة الدولية الولايات المتحدة بالإرهاب الدولي بسب (استخدام اللاشرعي للقوة) ولانتهاكاتها المعاهدات في حربها على نيكاراغوا.

* أن الزعيم الحالي "للحرب على الإرهاب" هو الدولة الوحيدة في العالم التي أدانتها المحكمة الدولية بالإرهاب والتي استخدمت الفيتو ضد قرار مجلس الأمن والذي يدعوا لاحترام القانون الدولي وهي حقيقة ذات صلة بالواقع الحالي.

عرض مقتطفات الكتاب

يتناول كتاب المعارض الأمريكي والمدافع عن حقوق الإنسان "نعوم تشومسكي" السياسات الخارجية الأمريكية ونهجها الحربي ضد دول العالم واستخدامها القوة اللاشرعي ضد دول العالم تحت يافطة الدموقراطية وحقوق الإنسان, واستشهد بدراسات لعدد من المختصين وأشار الى الطور الأول من "الحرب على الإرهاب" والذي أعلنه الرئيس الأمريكي ريغان , وجعلها المدخل السياسي والفكري ليشرعن الحروب في بؤرتين الأولى أمريكا الوسطى عبر استخدام القوة اللاشرعي للقوة وقد أدانت المحكمة الدولية  أمريكا بخصوص الجرائم في نيكاراغوا, والثانية الشرق الأوسط في فلسطين ولبنان والعراق والحروب الإسرائيلية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ولفت الانتباه الى أن من يتزعم الحرب على الإرهاب حاليا ويقصد بها الولايات المتحدة الأمريكية قد أدينت بالإرهاب منذ عقد الثمانينات واستخدمت الفيتو ضد قرار دولي لاحترام القانون الدولي ورغم كل ذلك وما جرته من مجازر وجرائم إبادة للجنس البشري , تستمر الحرب على الإرهاب كما أطلقها بوش عام 2001 وخلفت احتلال دولتين العراق وأفغانستان .

 لقد عرج "نعوم تشومسكي" في كتابه على الدراسات المشهورة تلك التي أجرها مختص أكاديمي في حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية وهو "لارس شولتز-Lars Schultz " من جامعة "نورث كارولينا –north Carolina" ويناقش فيها مساعدات الولايات المتحدة لأمريكا اللاتينية وعلاقتها بالتعذيب وانتهاك حقوقا لانسان وكتب مقال قبل عشرين سنة بين فيها وجود علاقات وثيقة جدا بين المساعدات الأمريكية والإساءة لحقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية ونقتبس ما قاله" تتدفق المساعدات الأمريكية بصورة غير متكافئة على حكومات أمريكا اللاتينية التي تعذب مواطنيها ويصنفهم افضح منتهكي حقوق الإنسان في نصف الكرة الأرضية" وكان ذلك قبل عشرين سنة,وفي الوقت نفسه تقريبا اجري "ادوارد هيرمان-"Edward Herman" وهو زميل نعوم تشومسكي في تأليف كتابه( القوة والإرهاب جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) وهو عالم اقتصادي في مدرسة "وارتون-"Wharton التابعة لجامعة "بنسلفانيا" Pennsylvania  واعد دراسة موسعة في نفس المسألة وبصورة خاصة في العلاقة القائمة بين مساعدة الولايات المتحدة والتعذيب , وبينت تلك الدراسة وجود علاقة كبيرة مذهلة قميئة كما سماها تشومسكي بين المساعدات الأمريكية والتعذيب, وإذا ما تفحصت سجلات "منظمة العفو الدولية" بشان التعذيب والمساعدات الأمريكية الأجنبية فسوف تجد العلاقة بينهما وثيقة جدا,وفي دراسة أخرى لنفس العالم تشير الى العلاقة بين المساعدات الأمريكية وعوامل أخرى , فوجد أن من أفضل العلاقات هي تلك القائمة بين المساعدات الأمريكية وتحسين المناخ الاستثماري, وبالتالي ترتفع المساعدات الخارجية حين تتحسن صورة المستثمرين في استخراج موارد بلد ما, وتلك علاقة طبيعية جدا ومفهومة تماما وتبدوا ملامحها واضحة للعيان, ويشير تشومسكي الى كيفية يتحسن المناخ الاستثماري في بلد من بلدان العالم الثالث ويقول"من أفضل السبل قتل منظمي الاتحادات واغتيال زعماء الفلاحين وتعذيب الكهنة, وذبح الفلاحين ونسف البرامج الاجتماعية ومال الى ذلك" تلك هي القواعد لتحسين المناخ الاستثماري, وهذا يولد علاقة ثانوية أخرى تلك العلاقة التي اكتشفها لارس شولتز-Lars Schultz وهي العلاقة بين المساعدات الخارجية وانتهاك حقوق الإنسان الفاضحة, ويشير تشومسكي الى تفسيرها ويقول يفهم الأمر وكان للولايات المتحدة مصلحة خاصة بانتهاكات حقوق الإنسان. بل هناك علاقة طبيعية بين المساعدات وبين موضوع الاهتمام وكيفية تحقيق ذلك, ويقول كان ذلك قبل أكثر من عشرين عام,وعندما تسلمت أدارة "ريغان" مسؤولياتها في الولايات المتحدة متزامنا مع توقيت ظهور تلك الدراسات وقد أعلنت أدارة ريغان وبشكل واضح ومسموع محور سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية بإعلان "الحرب العالمية على الإرهاب" وركزت إدارته بصورة خاصة على ما أطلق عليه وزير الخارجية حينذاك جورج شولتز –George Schultz (بلاء الإرهاب الخبيث) ذلك" الطاعون الذي نشره المعارضون الفاسدون في الحضارة نفسها " وسماها تشومسكي العودة الى البربرية في العصر الحديث, وما أشبه اليوم بالأمس عندما أطلق بوش وإدارته نفس الخطاب والعبارات بما يسمى "الحرب العالمية على الإرهاب" عام 2001وخاض حربين ذات منحى ديني راديكالي متشدد ضد أفغانستان والعراق خلفت كوارث إنسانية ودمار طال البلدين  يمكن أن نسميها محرقة بوش وبلير.

 ويشير تشومسكي مستشهدا بدراسة شولتز الذي كان يعد معتدلا في إدارة ريغان بقوله( لابد من التعامل مع الإرهاب بالقوة والعنف وليس بالوسائل الطوباوية الشرعية كالتوسط والمفاوضات و ما الى ذلك) مما يعد علامات ضعف, وصرحت إدارة ريغان انه ينبغي تركيز الحرب على منطقتين حيث الجريمة اشد وهما أمريكا الوسطى والشرق الأوسط , وبات من الواضح أن السياسات الخارجية الأمريكية تعتمد منحى الحروب وإذكاء النزاعات وتجتر مع تبدل الرؤساء والإدارات وبالغالب تستهدف ما يسمونه الشرق الأوسط وهو العالم العربي والإسلامي.

 ويستعرض تشومسكي النتائج في أمريكا والشرق الأوسط في ثمانينيات القرن الماضي بشأن " الحرب على الإرهاب"  ويقول تحولت أمريكا الوسطى الى مقبرة إذ ذبح مئات الآلاف من الناس وبما يقارب مأتي ألف شخص, وأصبح أكثر من مليون نسمة لاجئين وأيتاما وكتلا من العذاب , وارتكبت كل ما يمكن تصوره من أعمال وحشية , ويشير تشومسكي الى شن الولايات المتحدة الأمريكية هجوما على نيكاراغوا لان الأخيرة لا تملك جيشا ينفذ أعمال الإرهاب ضد شعبه كما كانت دول أخرى تفعل بالنيابة عن الولايات المتحدة ذلك, وكان الهجوم الأمريكي على نيكاراغوا خطيرا جدا وأسفر عن مئات الآلاف من القتلى وتدمير البلاد تدميرا كاملا وأصبحت نيكاراغوا الآن ثاني أفقر دولة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ولن تنتعش بعد ذلك أبدا, وبما أن  أمريكا في هذه الحالة كانت تهاجم بلدا وليس شعب ذلك البلد كما كان الحال في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس, ويشير الى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتبع الطرق الرسمية التي يفترض أن تتبعها أية دولة ملتزمة بالقانون في الرد على (الإرهاب) الدولي الجماعي أن وجد , أي اللجوء الى المؤسسات الدولية, وقد أدانت المحكمة الدولية الولايات المتحدة بالإرهاب الدولي بسب (استخدام اللاشرعي للقوة) ولانتهاكاتها المعاهدات في حربها ضد نيكاراغوا , فأمرت الولايات المتحدة أن تنهي الجرائم وتدفع تعويضات كبيرة , وكان رد فعل أمريكا على قرارات المحكمة الدولية تصعيد الحرب(بتأييد من الحزبين) فأعطت أوامر رسمية  لأول مرة بمهاجمة ما يسمى(الأهداف اللينة) مثل المستوصفان الصحية والتعاونيات الزراعية وما الى ذلك, وتابعت الهجوم الى أن صوت الشعب في النهاية لمرشح الولايات المتحدة الأمريكية رئيسا للبلاد فتوقف الرعب في عام 1990, وقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية قرار وحكم المحكمة الدولية ولجأت نيكاراغوا الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكان من الممكن إدانة الولايات المتحدة لكن الأخيرة استخدمت "الفيتو" ضد قرار يطالب جميع الدول بمراعاة القانون الدولي , ويقول تشومسكي (أن الزعيم الحالي "للحرب على الإرهاب" هو الدولة الوحيدة في العالم التي أدانتها المحكمة الدولية بالإرهاب والتي استخدمت الفيتو ضد قرار مجلس الأمن والذي يدعوا لاحترام القانون الدولي وهي حقيقة ذات صلة بالواقع الحالي) , ويؤكد تشومسكي أن من الصعب وجود ما يشير الى ذلك في الصحافة والذي يتعلق بالطور الأول من " الحرب على الإرهاب" والتي صلة تراكمية وواضحة بالوضع الحالي .

كانت أمريكا الوسطى البؤرة الأولى للطور الأول  لمشروع"الحرب على الإرهاب" وخلفت الدمار والمشردين والمهجرين وحققت وصول عنيف وصلب لإرادة الشركات الجشعة ومصانع السلاح وغيرها, وكانت البؤرة الثانية في الطور الأول والثاني "الحرب على الإرهاب" هي الشرق الأوسط وعصفت بالمنطقة أعمال وحشية كثيرة وجرائم إبادة ضد الفلسطينيون, تدعمها وتغذيها دول, وكان الغزو الإسرائيلي في لبنان عام 1982 والذي أسفر عن مقتل عشرون ألف شخص من اللبنانيين, ويقول تشومسكي كان ذلك "إرهابا عالميا" وتمكن الغزو الإسرائيلي من الاستمرار بفضل الضوء الأخضر الذي أعطته الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل وتزويدها بالسلاح والدعم السياسي مستخدمة الفيتو ضد جميع القرارات في مجلس الأمن, وخلف غزو واحتلال العراق أرقام فلكية بالملايين من القتلى والجرحى والمهجرين وتدمير البنى التحتية العراقية دون رد فعل دولي يذكر , ومن الضروري النظر الى شرح كاتب مدرسي أمريكي حول الإرهاب الدولي وفي تعريف الحكومة الأمريكية الرسمي للإرهاب ((وهو التهديد أو استخدام العنف لتحقيق غايات سياسية أو دينية أو غير ذلك من خلال تخويف الناس ونشر الخوف في صفوف المدنين وما الى ذلك)) وعندما نقارن ما تفعله أمريكا عسكريا في العراق وأفغانستان واستخدامها فلسفة "الصدمة والرعب" وكذلك حليفتها إسرائيل ستجد أنهما يمارسان الإرهاب بطاقته القصوى ضد المجتمعات والشعوب في العالم, ولو استفاق العالم من هيكلة العقول بعبارات الخطاب المزدوج التي تروج لها الدعاية السياسية عبر الإعلام المأجور – شبكات ووسائل إعلام –منظمات- أشخاص ستجد أن الإرهاب  وبكافة أشكاله قد مورس بسادية ضد شعوبنا ومجتمعاتنا منتهكين الشرعية الدولية باستخدام اللاشرعي للقوة من أمريكا وإسرائيل.

* نعوم تشومسكي: عالم اللسانيات الشهير والمعارض الأمريكي العنيد والناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان انذر بالحروب التي تقع لدوافع نفطية وفاضحا أبعادها والمستترة بأقنعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ونزع أسلحة الدمار الشامل,محللا نزعة السياسة الأمريكية نحو التفرد والتسلط والاستعلاء والسيطرة وإساءة استخدام القوة بتكثيفها وتركيزها وتسخيرها لخدمة المصالح الأنانية غير عابئة بالآخرين ومواجعهم ومعاناتهم وتوطين القيم وربطها بالمصلحة فلا يكون للعدالة والحرية والمساواة وسائر القيم الحق والخير قيمة إلا حين تخدم المصالح الأمريكية ولا يكون الظلم والعدوان وسفك الدماء البريئة مستهجنا إلا أذا ارتكبت في أمريكا أو كان موجها ضد مصالحها— تقديم الناشر .

ــــــــــــــــ

* مدير مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

saqarc@yahoo.com

-------------------

هذه الكتاب يعبر عن رأي كاتبه

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ