ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 11/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عداء السامية وعداء الإسلام – مقارنة

Antisemitismus und Islamophobie - ein Vergleich

الكاتبان: د. سابينه شيفر وكونستانتين فاجنر

Dr Sabine Schiffer und Constantin Wagner

دار نشر: ها-في-كا - HWK

الطبعة الأولى: 6/2009م

عدد الصفحات: 260

عرض : نبيل شبيب

هذا الكتاب مثير بعنوانه ومضمونه وتوقيت نشره بالمقاييس السائدة في ألمانيا. المؤلفة د. سابينه شيفر معروفة في ميداني الإعلام والإسلام، درست علم الاجتماع، وكتبت رسالة الدكتوراة حول "عرض الإسلام في وسائل الإعلام"، ونشرتها كتابا عام 2005م، ومحوره دراسة أمثلة عديدة لإثبات أن الأسلوب المتبع في الإعلام مدخل إلى نشر العداء، مع كل ما يترتب على ذلك في المجتمع. وهذا ما عبرت عنه مرارا في محاضراتها وندواتها وأنشطتها، ومن الأمثلة عليه قولها في مقابلة صحفية عقب جريمة قتل مروة الشربيني جوابا على سؤالٍ يستهجن إنكار دور أجواء العداء للإسلام في صنع الاستعداد لمثل تلك الجريمة:

"أمر منطقي.. فمنذا يريد الإقرار بأنه أو أننا جميعا نواجه مشكلة؟.. ليس الأمر جديدا ولكنه واضح: إن المواقف المعادية للإسلام لا توجد أجواء سلبية وغوغائية مثيرة فقط، بل توجد أيضا الاستعداد لتصرفات، نستطيع رصدها فيما وقع من عمليات لإحراق مساجد وإتلاف مقابر وتوجيه الإهانات للمحجبات، وهذا ما يجب أن نأخذه مأخذ الجدّ".

ولم تقف عند حدود الدعوة العامة للتحرك المضاد لسلبيات وسائل الإعلام، بل تجاوزتها فسلكت السبيل العملية لذلك، من خلال تأسيسها "معهد مسؤولية وسائل الإعلام" الذي تتولى إدارته أيضا.

شاركها في تأليف هذا الكتاب كونستانتين فاجنر، الذي درس علم الاجتماع وعلم الأديان في فرانكفورت وجنيف، ورعفه الناشر بأنه يشتغل في "مفعول الجدال حول الإسلام في ألمانيا".  

 

مقارنة مثيرة

ليس مجهولا أن موضوع العداء للسامية من المواضيع "الحسّاسة" في أوروبا عموما وألمانيا تخصيصا، فربط هذا العنوان بعنوان "المحرقة" والعهد النازي، لم يقتصر على تشريع القوانين التي تحظر "التشكيك" بشأن المحرقة، من حيث وقوعها وحجمها وأعداد ضحاياها من اليهود، إلى درجة الحيلولة حتى دون البحوث التاريخية العلمية من هذا المنطلق، إنما أصبح وضع الحدث في موقع "الحدث الفريد من نوعه" في التاريخ، مع ما يترتب على ذلك سياسيا وثقافيا وفكريا، في موضع البدهية في الثقافة السياسية وغير السياسية، وأصبح بالتالي سببا مباشرا في تجنب المواضيع "القريبة" منه، ومن هذا المنطلق كان انتقاد بعض الجهات للكتاب وكاتبيه، فكلمة "مقارنة" التي يشددان عليها، ويلتزمان بها، يمكن أن تتحول في نظر الناقدين إلى "نتيجة" "توهم بأن العداء للإسلام اليوم يشابه ما تعرض إليه اليهود نتيجة للعداء للسامية بالأمس.. وهذا مرفوض ومحظور!!.

ويدرك الكاتبان مسبقا أنهما يخوضان بهذا الكتاب فيما يسري عليه وصف "حِمى المحظورات!" ولا يعفيهما من هذه الشبهة أنه قد سبق إلى الكتابة في الموضوع نفسه سواهما، فقد تعرض أيضا للنقد والاتهامات، وهذا ما يسري مثلا على جون بونسل، مؤلف كتاب "بين عداء السامية والعداء للإسلام"، ويكاد يسري أيضا على "مركز بحوث العداء للسامية" في برلين -لولا مكانته المرموقة في ألمانيا- إذ طرح الموضوع نفسه في 12/2008م من خلال ندوة بإشراف المؤرخ فولفجانج بنس. 

 

مخاطر توطين العداء ثقافيا

يتضمن الكتاب مقدمة قصيرة للناشر وخمسة فصول وملحقا مصورا وفهارس، وانطلق الكاتبان من مناقشة التعامل مع العداء للسامية رافضين الاكتفاء بالعودة بها إلى العهد النازي، فالمطلوب وفق الفصل الأول الأشبه بمقدمة تسوّغ طرح الموضوع وتحدد النهج المتبع فيه، هو العودة إلى جذور المشكلة، وعلى وجه التحديد في الأطروحات على صعيد الفكر والإعلام، والممارسات الأولية على أرض الواقع، فهذا ما يسبق تكوين أجواء عامة، تمثل المحاضن التي تولد فيها المشكلة لتبلغ درجة الانفجار في مرحلة تالية.

ومن هنا تنطلق التساؤلات الحاسمة في منطلق موضوع الكتاب:

"هل استخلصنا الدروس من التاريخ الألماني بما فيه الكفاية؟.. ما هي تلك الدروس على وجه التحديد؟.. ما الذي أهملناه من بينها؟.. وقبل كل شيء، علام لا ننجح في رؤية نموذج العداء للسامية خارج نطاق النازية لنستحضره بين أيدينا؟.. ومن أين نستمد الاعتقاد بأننا لسنا عرضة الآن لاضطهاد الآخرين، وعدم احترامهم، وفي الحصيلة نزع صفة الإنسانية عنهم؟".

بداية الأجوبة على هذه الاسئلة في الفصل الثاني تحت عنوان "التوطين الثقافي الطويل لعداء السامية ونتائجه"، إذ يورد الكاتبان عددا كبيرا من الأمثلة التاريخية من الحقبة ما بين نهاية القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية لتأكيد صحة فرضيتهما، بدءا بالأطروحات المنطلقة -وفق الكاتبين- من فكر المؤامرة، مرورا بدور النخب المثقفة في تعزيزها، وصولا إلى انتشار ذلك عبر وسائل الإعلام وبالتالي ما وصلت الظاهرة إليه في العهد النازي.

على أن هذا الفصل الطويل نسبيا، لا يتجاوز واقعيا غرض التمهيد لما أراد الكاتبان إثباته في الفصلين التاليين بصدد العداء للإسلام "وتقبله" ثقافيا واجتماعيا، والترويج لذلك التقبل إعلاميا، كما هو ظاهر من خلال الأمثلة العديدة الواردة في الفصل الثالث، حيث تتشابه عناوين الفقرات مع عناوين فقرات الفصل الثاني وفق تشابه المحتويات والأمثلة، كأطروحة "الخطر" الإسلامي وضرورة الدفاع عن النفس الآن، مع التأكيد أن الكثير مما يشمله عنوان "العداء للإسلام" حاليا يكاد صورة طبق الأصل من حيث المضمون والأساليب، للنشأة الأولى للعداء للسامية في الماضي، وتطرح الفقرة الأخيرة من هذا الفصل السؤال ما إذا كانت المساعي المضادة للعداء للإسلام قد وصلت إلى مرحلة ميؤوس من جدواها. 

 

الكشف عن نشر العداء وتفنيده

تكتمل الصورة التي أراد الكاتبان بيان ملامحها عبر الفصل الرابع، الذي يورد انعكاسات وتطبيقات.. بعد توجيه "ضربة منهجية" لبعض من نذر نفسه لجمع أخبار ومقولات الهدف منها "شيطنة المسلمين"، مثال ذلك ما يسمى موقع "مصنف الإسلام" (سبق التنويه به والتعريف بصاحبه أودو أولفكوتّي، مؤلف كتاب أنقذوا الغرب.. أسلمة أوروبا المتسللة) فيذكّر الكاتبان مقابل ذلك بكتاب قديم عنوانه "جرائم اليهود" لشيطنة اليهود في حينه.

يسري هذا التشابه على كثير من العروض التلفازية ومنشورات مطبوعة (لاسيما من جانب مجلة دير شبيجل التي يورد أحد ملاحق الكتاب صورا لأغلفة بصور مسيئة للإسلام لعدة دوريات فصلية خاصة صدرت عنها) فذكّر الكاتبان بالمقابل بأسلوب مشابه اتبع في تنظيم معرض تحت عنوان "اليهودي الأبدي" عام 1938م، كان قد أقامه النازيون في حينه بهدف "شيطنة اليهود"، كما يستشهد الكاتبان بأمثلة أخرى نقلا عن دراسة في أربع مجلدات صدرت قبيل طباعة هذا الكتاب عن "مركز بحوث العداء للسامية".

ثم يناقش الفصل الرابع اتهام المسلمين بالعداء للسامية، ويفنده، وأبرز ما ورد بهذا الصدد استحالة هذا العداء لأن مواقف المسلمين تؤكد:

"1- لا علاقة للخوف المتزايد من الإسلام بما يقال عن مؤامرة يهودية عالمية، ولا توجد توجهات جماعية بهذا الصدد، ليمكن القول إنها تستمد مقولاتها من مشاعر عامة وسوء تفاهم كبير..

2- لا يمكن للمسلمين أن يكونوا معادين للسامية بمعنى الكلمة التقليدي لأنهم هم أنفسهم ساميون بالمعنى غير التقليدي للكلمة"..

والمقصود لدى الكاتبين بكلمة المعنى التقليدي للكلمة، أنها أصبحت مرادفة لكلمة العداء لليهود، وبكلمة المعنى غير التقليدي أنها تعني العنصر السامي.

------------------

هذا الكتاب يعبر عن رأي كاتبه

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ