ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 08/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

قراءة في كتاب 

 أيام الغضب – الانتفاضة العربية - الإسلام والإصلاح

محمد هيثم عياش

برلين  ‏07‏/01‏/12

لا يوجد حكومة على ارضنا لم ترتكب اخطاء سياسية أضرت بشعبها كما لا يوجد حاكم أصاب بكل قرار اتخذه في بلاده ، فالانسان مهما اوتي من علم وحكمة الا ويقع في اخطاء فلا احد عدا الانبياء والمرسلين معصوم من الخطأ ، ولذلك شرع الله تعالى مبدأ الشورى لأنها أساس خروج اي دولة تعاني من ازمات من ازماتها ، وقد أمر الله تعالى رسوله بمشاورة الصحابة / وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله – أل عمران 159 / ومدح اولئك الذين يتشاورون في امورهم فقال/ والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون – الشورى 38/ وفي الحديث النبوي ما خاب من استشار ولا ندم من استخار وكل شعب في العالم بحاجة الى حكومة تعرف آلام وآمال   شعبها حتى تستطيع الاصلاح وتسيير الامور واستقرار الدولة ، وقديما قال الافوه الاودي واسمه صلاءة بن عمرو بن مالك من قبيلة اود توفي حوالي عام 500 ميلادية ، ولقب بالأفوه لغلاظة فمه وسعته:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا

وقد ساهم المسلمون ببناء دولة قواعدها العدالة واعمدتها الاصلاحات المستمرة ، فكتاب الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب الى ابي موسى الاشعري رضي الله عنهما في القضاء تعتبر الى وقتنا هذا أساس دراسة علم القضاء في العلم وخاصة في معاهد الحقوق الالمانية ونص هذه الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن بن الخطاب الى عبد الله بن قيس سلام عليك ، أما بعد فان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك بحجة وأنفذ الحق إذا وضح فانه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، وآس / ساوي/ بين الناس في وجهك ومجلسك وعدلك حتى لا ييأس الضعيف من عدلك ولا يطمع الشريف في حيفك، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالا، لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فان الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لا يبلغك في الكتاب والسنة. اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الامورعند ذلك فاعمد إلى أحبها عند الله وأشبهها بالحق فيما ترى واجعل لمن ادعى بينة أمدا ينتهي إليه فان احضر بينة اخذ بحقه و إلا وجهت القضاء عليه، فان ذلك أجلى للعمى وابلغ في العذر.

المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلود في حد أو مجرب في شهادة زور أو ظنين في ولاء أو قرابة، إن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات وإياك والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذخر فانه من يصلح نيته فيما بينه وبين الله ولو على نفسه يكفه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك يشنه الله، فما ظنك بثواب غير الله عز وجل في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام عليك.

ومن الاصلاحات التي ساهم المسلمون بها ولا سيما الحيلولة من الفتن وضعهم للنظام البرلماني ، فالبرلمان المعروف حاليا في اوروبا اصله اسلامي ، فاوروبا لم تأخذ نظام البرلمان  من الاغريق او الرومان فبرلمان الفريقين المذكورين كان برلمانا للقتل او الابقاء على قيد الحياة اما البرلمان الذي وضعه المسلمون في الاندلس كان من أجل مناقشة امور الدولة واوضاع الناس وذلك أيام المعتمد بن  عباد احد ملوك الطوائف فقد قام قاضي اشبيليا عبد الله بن أدهم بجمع رؤساء المهن والعشائر بمبنى واحد لمناقشة امور الدولة ، وكلمة / البرلمان / عربية الاصل ومعناها الثرثرة واللغط – أي الصياح – لسان العرب – باب الميم - برلم /. وقد استطاع المسلمون من الحكام   من خلال اصلاحاتهم القضاء على الفتن والمساهمة من خلالها بازدهار بلادهم .

وعزا خبير شئون الشرق ميشائيل لودرز في كتابه/ أيام الغضب انتفاضة الشعوب العربية /الذي نزل الى دور الكتب مؤخرا انتفاضة بعض الشعوب العربية  الى فقدان العدالة الاجتماعية والبطش ومصادرة الحريات العامة وحكم الفرد اذ أثبت – وعلى حد زعمه – ان الاسلام دين جامد غير صالح للتجديد والانفتاح ، فالحريات العامة يرفضها الاسلام والانفتاح يعتبر تهديد للمجتمع وان انتفاضة شعوب بعض الدول العربية جاءت بعدوى من شعوب اوروبا التي كانت ترزح تحت النانظمة الشيوعية ومبادرة بعض دول الخليج العربي باصلاحات مثل حقوق المرأة وانتخابات والى آخره خشية وصول الانتفاضة اليها مشيرا في كتابه بان الاسلام لم يساهم العدالة الاجتماعية في حكمه فهو يرفض حرية الاعتقاد وتغيير المرء لدينه فالفتاوى بقتل المرتد لا تزال قائمة على قدم وساق كما ان الاسلام منع  المرأة  حقوقها والدليل على ذلك فان المرأة في السعودية لا يحق لها الانتخاب واهل السنة يحتقرون الشيعة والحرب القادمة بالمنطقة ستكون بين اهل السنة والشيعة وغير ذلك .

وبالرغم من ان المؤلف يعتبر خبيرا بمنطقة الشرق الاوسط ويسرد في كتابه وقائع الاسباب الخلفية والمباشرة لانتفاضة شعوب مصر وتونس وليبيا وحاليا سوريا واليمن تعتبر واقعية وصحيحة الى حد ما الا انه انتهج  نهج غيره من اولئك الذين سبقوه بوضعهم الكتب حول انتفاضة بعض الشعوب العربية اذ يعتقد ان دوافع الانتفاضة ليس من اجل الحرية فقط بل من اجل سيطرة اهل السنة على الشيعة الذين يحاولون بسط نفوذهم السياسي والمذهبي في معاقل اهل السنة مثل محاولة ايران تشييع سوريا ومصر اضافة الى ان العرب عنصريون واذا ما استولى المسلمون العرب على حكم بلادهم فان الاقليات العرقية والدينية ستعاني من خطر الابادة .

وقد اصاب المؤلف ببعض ما ذكر حول اسباب انتفاضة بعض الشعوب العربية فسيطرة الحكم الفرد مثل انظمة مصر وتونس وليبيا  وسوريا وممارستهم قمع شعوبهم وكم افواههم واذلالهم اذ مارسوا سياسة فوعون عندما زعم لاهل مصر بانه ربهم الاعلى الا أنه لم يكن صائبا بأن الاسلام غير متفتح ولا يوجد اي عدالة اجتماعية فيه كما أخطأ عندما اعتقد بان اصلاحات المملكة العربية السعودية جاءت خوفا من وصول الانتفاضة اليها ، فحكومة المملكة تساهم بالاصلاحات قبل وقوع هذه الانتفاضات بزمن طويل ودعوتها للحوار الوطني من اجل وضع حد للفتن دليل واضح على انفتاحها .

والاسلام دين العدالة والاصلاح والانفتاح وقد أكد على ذلك اعداء هذا الدين قبل اصدقاءه بأن العالم لم يعرف أعدل حاكما من المسلمين العرب والآية الكريمة  التي تؤكد على وجوب العفو قبل القدرة – في سورة المائدة / انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا – الى آخر الاية 33 / جاءت الاية التي بعدها  مباشرة مستثنيا جل جلاله الذين يتوبون قبل القدرة عليهم / الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم / اي ان الذي يتوب فلا عقوبة عليه .

وقال زياد بن ابي سفيان / الذي يقال له  زياد بن أبيه / ما غلبني معاوية / بن ابي سفيان / رضي الله عنهما الا بواحدة فقد كتب لي /  - عندما كان  زياد واليا على العراق - / انه لا ينبغي ان نسوس الناس سياسة واحدة فكن انت للشدة واكون أنا للرخاء فاذا ما غضبتَ على أحد وسدَّت الابواب في وجهه وجد مخرجا له من العفو عندي .

وفي التاريخ الاسلامي شواهد كثيرة على حوارات كثيرة جرت بين الذين خرجوا على الائمة وعفو الائمة عند ظهورهم عليهم وذلك في ايام الخلافة الاموية  ولا سيما أيام الحجاج بن يوسف الذي اصبح بعض الناس في أيامنا هذه يترضون عليه بعد ان كان ظالما بأعينهم فيما مضى ، والعصور الاولى من خلافة بني العباس .

وهذا القرار موجود ببعض الدول الاسلامية اي الحوار والعفو قبل القدرة .

ويقع الكتاب في حوالي مائتين صفحة ويصل سعره الى حوالي 20 يورو .

--------------------

هذا الكتاب يعبر عن رأي كاتبه

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ