ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اللاعب الأعظم

اسم الكتاب: اللاعب الأعظم ..

كيف لعبت وكالة الاستخبارات المركزية بأمريكا ؟؟

اسم المؤلف: هوغ ويلفورد

ما الذي يجمع بين ريتشارد رايت، غلوريا ستينيم، هنري كيسنجر، جورج ميني، نينا سايمون وأرثر شليزينغير الابن؟

الجواب: بشكل مباشر أو غير مباشر، لقد أخذوا جميعهم أموالاً من وكالة الاستخبارات المركزية خلال السنوات الأولى من الحرب الباردة.

يشير هذا الكتاب الذي بين يدينا إلى دور آخر، لم يتم التطرق إلي ه من قبل، من أدوار وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي آيه)، فأغلب الروايات المشهورة تتحدث فقط حول مخططات وكالة الاستخبارات المركزية للإطاحة بالحكومات المعادية وتقاريرها الاستخبارية المزيفة حول أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة.

ولكن يبدو، كما يكشف لنا هذا الكتاب، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أخذت على عاتقها مهمة "تغيير العالم وتطويعه بشكل غير مباشر" عبر خلق وتشكيل منظمات وهمية ومئات المؤسسات الأكاديمية والثقافية والفنية والمجالس الدولية التي تدعي أنها تمارس الشأن العام وليست واجهات وهمية مصطنعة لأكبر وكالة استخبارات في العالم.

ويقول الكاتب إنه في أوائل الخمسينات والستينات كان صانعو القرار يخشون من أن الاتحاد السوفيتي وحلفائه كانوا يستقطبون بشكل فعال عدد كبير من الأشخاص في دول أوروبا والعالم الثالث. وبالتالي فقد كانت الحرب لكسب "قلوب وعقول البشرية" تصنف في مرتبة عالية بمصاف السباق لبناء صواريخ أفضل واقتصاد أقوى جبار. و لم يكن هناك طرف في الحكومة الأمريكية مؤهلاً أكثر من وكالة الاستخبارات المركزية لقيادة هذه الحملة الدعائية المسيئة. ولكن هل كانت الوكالة الأخرى تمتلئ بالعديد من خريجي رابطة أيفي ، الذين يفترض بأنهم يعرفون الكثير عن الأدب والفنون كما يعرفون عن تزويد غرفة بأجهزة تنصت وتحضير سيكار من الممكن أن يُفجر وجه فيدل كاسترو ؟

ولكن ما يشرحه هوغ ويلفورد في هذا الكتاب المليىء بالسرد الواقعي المفعم بالحيوية والشامل في الوقت نفسه، كيف اتخذت وكالة الاستخبارات المركزية نموذجاً فريداً لعملها وتبني أحد أكثر التكتيكات نجاحاً ودهاءً، وهو إنشاء وتمويل منظمات "عميلة" ومؤسسات تكون "واجهة" للسي آي إيه، أو ما يطلق عليها في العالم الاستخباراتي اسم "جبهات". وكما قام الشيوعيون بإنشاء منظمة الدفاع عن العمل الدولية ومجلس السلام العالمي، لذلك صرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ملايين الدولارات على خلق منظمات تحمل أسماء افتراضية مثل مجلس الحريات الثقافية، خدمة البحث المستقل، ولجنة اتحاد التجارة الحرة، وعدداً من المؤسسات الإعلامية المرموقة التي تمولها السي آي إيه بشكل غير مباشر ودون دراية منها !!

ويكشف الكتاب عن الكثير من هذه "الجبهات" الفنية والإعلامية التي كانت موالية وعملية للسي آي إيه منذ نشأتها في أواخر الأربعينات وحتى التقرير الاستخباري بعد عشرين عاماً في مجلة رامبارتس التي كانت أول من استخدمت "كجبهة" إعلامية وواجهة لشن هجوم ثقافي لحساب وكالة الاستخبارات المركزية وشارك فيها صحفيين على دون دراية منهم كالصحافية ستينم التي شاركت، عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها عام 1959، في الجهود التي تمولها وكالة الاستخبارات المركزية لتعطيل كرنفال للشباب الشيوعيين في فيينا. وقد شملت قائمة المشاركين في ذلك الجهد شباباً معروفين مثل زابيغنيو برجينسكي والمراسل المستقبلي لواشنطن بوست والتر بينكوس، الذين رفعوا لافتة احتجاج على بناء يشرف على المراسم الختامية للكرنفال، ثم اتخذوا سبيلهم فوق لوح إلى سطح مجاور وذابوا في ظلام الليل. وقد قال مراسل صحيفة واشنطن بوست المشهور والتر بينكوس بأنه قد دفع من جيبه لرحلته إلى النمسا ولم يكن دارياً بتورط وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت !

ولكن يشير الكتاب أيضاً إلى أن هناك عدد قليل من "جبهات" و "واجهات" وكالة الاستخبارات المركزية التي تصرفت بشكل مسؤول وموثوق، كما كانت الوكالة ترغب. كان لدى العديد من الأفراد والجماعات الداعمة للسي آي إيه ميولاُ يسارية معتدلة؛ وكانوا مصممين على محاربة الشيوعية بطريقتهم الخاصة وقاوموا التوجيهات العليا.

في أواخر الخمسينات مثلاً، كان ريتشارد رايت تواقاً لمقاومة جهود الحملة الدعائية السوفيتية في الاجتماعات الدولية للمثقفين والفنانين السود. فقد حولته مهمته الشخصية التعيسة مع الحزب الشيوعي في الثلاثينات إلى مناوئ قوي للشيوعية. وكان يعتقد بأن الجمعية الأميركية للثقافة الإفريقية، وهي مجموعة "جبهوية" للسود وواجهة تمولها وكالة الاستخبارات المركزية بسرية، لم تكن ذلك الصديق الموثوق للأمم الحديثة الاستقلال وللأشخاص في القارة الأم. وقد اشتكى رايت بشكل مختصر قبل موته عام 1960 " "لقد رفعت يدي لمحاربة الشيوعية ووجدت بأن يد العالم الغربي تطعن ظهري بالسكاكين".

وأخيراً خصص ويلفورد جزءاً كبيراً من كتابه للتحدث عن ما سماهم "الطغاة" و للكشف عن الصراعات الداخلية بين المستفيدين من وكالة الاستخبارات المركزية الذين "ينصاعون لأوامرهما والذين لا ينصاعون". وفي نهاية الأمر، عمل برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الدقيق كآلة عرض الموسيقى التي تصدر صريراً عوضاً عن كونها آلة كاتدرائية مهيبة. كان زبائنها من الأميركيين سعداء بالغناء معها، ولكن بطريقتهم الخاصة، وعادة ما يقومون باستبدال كلمات الأغاني بكلمات أغانيهم الخاصة.

------------------------

هذا العرض للكتاب يعبر عن رأي كاتبه

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ